في هذه الليلة نام يوسف مبكراً وهو في شوق كبير لرؤية صديقه العجيب، التنين الأخضر. وما كاد يغرق في بحر الأحلام حتى رأى نفسه كأنه واقف على قمة جبل عال. عال جدا، وفجأة زلقت قدمه فهوى إلى الأرض مثل صاروخ نفاث، فأخذ يصرخ بأعلى صوته: النجدة… النجدة.. أنقذوني. وقبل أن يقع يوسف على الأرض، أحس بطائر ضخم يرفعه إلى الأعلى يا للفرحة. إنه صديقه التنين الأخضر. قال يوسف: شكرا لك يا صديقي الوفي. لقد جئت في الوقت المناسب لولا أنك أنقذتني لكنت الآن منسحقا على الأرض.
2
عند ذلك خطر في ذهن يوسف خاطر عجيب فسأل التنين: لماذا يا صديقي يسقط الإنسان من أعلى إلى أسفل؟ ولماذا لا يرتفع إلى الأعلى ولماذا لا يستطيع البشر الطيران في الجو بغير أجنحة، أو مركبات فضائية.
4
قال التنين: لقد كان هناك رجل ذكي يحب أن يفكر ويتأمل الكون حوله، ولا يقع حادث أمام عينيه إلا ويحاول فهم أسبابه. كان اسم هذا الرجل إسحاق نيوتن، وكان ذات يوم جالسا تحت شجرة، ويقال أنها شجرة تفاح، فسقطت تفاحة على مقربة منه أو ربما على رأسه، فقفز إلى ذهنه سؤال محير: لماذا سقطت التفاحة إلى أسفل؟ ومن هنا اكتشف نيوتن أن هناك قوة في الأرض تسمى الجاذبية، هي التي تشد الأشياء إليها ولا تتركها ترتفع في الفضاء فإذا حاول أحد الارتفاع سقط.
6
ومن ثم بدأ الناس يفكرون في مقاومة هذه الجاذبية والطيران في الجو. وبعد سنوات طويلة تمكن الإنسان من صنع الطائرة ثم المركبة الفضائية. قال يوسف: إذا لا يمكن للإنسان أن يطير إلا إذا ركب طائرة أو مركبة فضائية؟ قال التنين: أجل لا يمكنه أن يطير بجسمه وحده إلا إذا صعد إلى سطح القمر.
8
قال يوسف: وهل ذلك ممكن؟ قال التنين الأخضر: هو ممكن جدا. لكن هناك مشكلة واحدة فقط إذا حلها الإنسان تمكن من الذهاب إلى القمر في أية لحظة صديقي. إن الإنسان لا يستطيع أن يحيا بدون أكسجين. ولا يوجد الأكسجين في القمر. قال يوسف: وما هو الحل إذا أيها الصديق العزيز؟
10
قال التنين: أتحب أن تصعد إلى القمر؟ قال يوسف بشوق: أجل. قال التنين الأخضر: ما عليك سوى أن ترتدي قناع الخيال. قال يوسف: ماذا؟ قناع الخيال ؟ وأين أجد قناع الخيال؟ قال التنين:أغمض عينيك. وأغمض يوسف عينيه.. ثم طلب منه التنين أن يفتحهما ففتحهما فرأى قناعا مزركشا عجيبا فيه عشرات من الألوان الغريبة المدهشة. فقال التنين: ارتدي هذا القناع وسوف تصحبني في رحلة شيقة إلى الفضاء، حيث نتجول على سطح القمر وترى العجب.
12
ارتدى يوسف قناع الخيال وامتطى ظهر التنين، فانطلق به نحو الفضاء الكبير. ولم يصدق يوسف عينيه عندما رأى القمر يقترب منه مثل كرة فضية ضخمة. كان القمر في تلك اللحظة بدرا كاملا، يسحر العيون بمنظره البديع وضوئه المتوهج.
14
حط التنين على سطح القمر، وقال لصديقه: هيا يا يوسف طر الآن حيث شئت، فإنك الآن مثل عصفور صغير، يلهو في الفضاء الرحب. قال يوسف وهو يرفع نفسه عن ظهر التنين فيرتفع تلقائيا في الجو ويقفز إلى سطح القمر ثم يرتفع وينزل بشكل بطيء دون أن يتأذى أو يتألم كأنه تحول إلى صورة بطيئة في فيلم تلفزيوني. “يا للفرحة إنّني أطير.. أطير بغير أجنحة ولا ريش، إنّني أطير يا سلام… يا سلام”. ثم التفت إلى التنين الأخضر قائلا: لكن قل لي أيها التنين الأخضر كيف حدث هذا؟ لماذا نطير فوق سطح القمر ولا نطير فوق الأرض؟
16
أجاب التنين وهو يبتسم: لقد أخبرتك من قبل أن في الأرض جاذبية قوية تشد الناس والأشياء إليها. أما في القمر فإن الجاذبية ضعيفة جدا، فهي 6 مرات أقل من جاذبية الأرض، ولذلك أنت الآن تحلق فوق سطح القمر وتنزل عليه ببطء شديد مثلما يرتفع وينخفض البالون المنفوخ.
18
لمشاهدة قصة “فراس ورحلة في القمر”، اضغط هنا.
20
Published: Jul 13, 2016
Latest Revision: Jul 15, 2016
Ourboox Unique Identifier: OB-177702
Copyright © 2016