التَّسامح يعتبر التّسامح أحد المبادئ الإنسانية و الأخلاقية، وما نعنيه هنا هو مبدأ التّسامح الإنساني و الأخلاقي ، كما أنّ التّسامح في دين الإسلام يعني نسيان الماضي المؤلم بكامل إرادتنا، وهو أيضاً التخلي عن رغبتنا في إيذاء الآخرين لأيّ سببٍ قد حدث في الماضي، وهو رغبة قويّة في أن نفتح أعيننا لرؤية مزايا النّاس بدلاً من أن نحكم عليهم ونحاكمهم أو ندين أحداً منهم. والتّسامح أيضاً هو الشّعور بالرّحمة، والتّعاطف، والحنان، وكلّ هذا موجود في قلوبنا، ومهمٌّ لنا ولهذا العالم من حولنا. والتسامح أيضاً أن تفتح قلبك، وأن لا يكون هناك شعور بالغضب ولا لوجود المشاعر السلبية لأيّ شخصٍ أمامك. وبالتسامح تستطيع أن تعلم بأن جميع البشر يخطئون، ولا بأس بأن يخطئ الإنسان. والتسامح في اللغة معناه أيضاً التّساهل؛ فبالتّسامح تكون لك نصف السعاده، وبالتّسامح تطلب من الخالق أن يسامحك ويغفر لك.
خلق الله الناس بطباعٍَ مختلفةٍ وشخصيّاتٍ متنوعة، وبالتالي قد تجد القاسي ولين الطباع، والحليم والمتشدد وغيرهم، ولمّا كان الناس جزءاً من حياة بعضهم، بصفة أنّ الإنسان اجتماعيٌّ بالفطرة لا يستطيع العيش بمفرده فلا بدّ لهم أن يتواجهوا ويتفاعلوا ضمن علاقاتٍ اجتماعيةٍ، وقد يتعاملون بأسلوبٍ قاسٍ أو جارح، بشكلٍ يعكس طبيعتهم وطريقة نشأتهم، ولا بدّ للإنسان من الاتّصاف بالأخلاق الحميدة، والعفو عن أخطاء الناس فيما يُعرف بالتسامح، وهو من الفضائل الإنسانيّة والأخلاق الحميدة التي يُثني عليها الجميع، بما تشمله من طاقةٍ إيجابيّةٍ حتى بحق أولئك الذين أساؤوا، ونسيان الألم والعذاب النفسيّ الذي نجم عن هذه الإساءة، كما أنّه الشعور بالعطف على الآخرين
ورحمتهم وعدم مقابلة الإساءة إلا بالإحسان، والتماس الأعذار لهم يدلّ على عظمة الشخصيّة، فالوضع الطبيعي عند الإنسان في أغلب الأحيان أن ينتقم لنفسه، وأن يغضب وأن ينفعل عندما يضايقه أو يظلمه أحد، لكن المتسامح هو شخصٌ أراد من الله الثواب، وأدرك أنّ الناس بشرٌ مثله يخطئون فعفا عنهم، وتوضح هذا الكلام العبارة الشهيرة “الضعيف لا يمكن أن يسامح، فالتسامح من صفات الأقوياء”.
Published: Apr 2, 2017
Latest Revision: Apr 2, 2017
Ourboox Unique Identifier: OB-283080
Copyright © 2017