الأمثولة:
قصة خيالية تسرد على لسان الحيوان أو الطير أو الجماد
ويحتوي على مغزى أخلاقي واضح مثال قصص

 يكثر فيها التأنيس

قصة المثل

  قول مأثور، تظهر بلاغته في إيجاز لفظه وإصابة معناه، قيل في مناسبة معينـة، وأخذ ليقال في مثل تلك المناسبة “. وقد كان إدراك العرب أهمية الأمثال، سواء كانت فصحى أم شعبية جليًا وواضحًا، فجموعها وحرصوا عليها. 

عَلى نَفْسِها جَنَتْ بَراقِشُ

كانَ لِبَيْتٍ مِنْ بُيوتِ أَصْحابِ الْقَبائِلِ الْعَرَبِيَّةِ، كَلْبَةٌ اسْمُها بَراقِشُ، كانَتْ تَحْرُسُهُمْ، وَتَحْرُسُ مَنازِلَهُمْ مِنَ
اللصوص وَالْأَعْداءِ. حَيْثُ كانَتْ تَنْبَحُ كُلَّما اقْتَرَبَ مِنْ أَهْلِها عَدُوٌّ أَوْ لِصٌّ فَتُحَذِّرُهُمْ
.    وَمَرَّتِ الْأَيّامُ، وَحَدَثَ ما لا يُحْمَدُ عُقْباهُ. إِذْ هَجَمَ عَلى أَهْلِ الْقَبيلَةِ مَجْموعَةٌ مِنَ الْأَعْداءِ الْأَشِدّاءِ، فَبَدَأَتْ بَراقِشُ كَعادَتِها بِالنُّباحِ تُحَذِّرُ أَهْلَها لِلْخُروجِ مِنْ مَساكِنِهِمْ وَالِاخْتِباءِ.

فَتَرَكوا مَنازِلَهُمْ وَخَرَجوا يَقْصُدونَ أَحَدَ الْمَخابِئِ خَوْفًا مِنْ بَطْشِ الْأَعْداءِ الَّذينَ هاجَموهم. بَحَثَ الْأَعْداءُ عَنْهُمْ كَثيرًا، وَلٰكِنْ دونَ جَدْوى، وَلَمْ يَتَمَكَّنوا مِنَ الْعُثورِ عَلَيْهِمْ. عِنْدَها هَمّوا بِالْخُروجِ مِنَ الْمَكانِ بَعْدَ أَنْ دَبَّ الْيَأْسُ فيهِمْ. فَرِحَ أَهْلُ الْقَبيلَةِ وَاطْمَأَنّوا بِأَنَّ الْعَدُوَّ لَمْ يَتَمَكَّنْ مِنْهُمْ، وَسَيَعودُ أَدْراجَهُ.

أَمّا بَراقِشُ فَقَدْ نَبَحَتْ فَرَحًا بِخُروجِ الْأَعْداءِ مِنَ الْمَكانِ وَسَلامَتِهِمْ. فَحاوَلَ صاحِبُها أَنْ يُسْكِتَها، وَلٰكِنْ
دونَ جَدْوى، عِنْدَئِذٍ عَرَفَ الْأَعْداءُ الْمَكانَ الَّذي اخْتَبَأَ فيهِ أَهْلُ الْقَبيلَةِ، فَلَحِقوا بِهِمْ وَقَتَلوهُمْ جَميعًا

وَهٰكَذا كانَتْ بَراقِشُ سَبَبًا في هَلاكِها، وَهَلاكِ أَهْلِ قَرْيَتِها. فَأَصْبَحَ الْمَثَلُ مُنْذُ ذٰلِكَ الْحينِ يُضْرَبُ في مَنْ يَجْلِبُ الْهَلاكَ وَالشُّؤْمَ لِنَفْسِهِ أَوْ لِأَهْلِهِ.).

”راس الذّيب علّمَني“

مثل شعبيّ يضرب كناية عن أحكام العقل في ساعة الضّرورة والاتعاظ بما حدث  مع الآخرين .
و قصّته : أنّ الأسد و الذّيب والثّعلب ذهبوا للصّيد فصادوا جاموسة وغزالة وأرنبًا وجلسوا حتّى يتقاسمونها
فقال الاسد للذّيب : ( أبو سرحان  ) (وهي أحدى كنايات الذّئب ) قسّم لنا رزق اليوم
فقال الذّيب : حاضر مولاي ،،،الجاموسة لك ،والغزالة لي والأرنب للثّعلب .
.فقام الأسد وضربه ضربه طيّر رأسة .
بعدها قال للثّعلب  :  قسّم الرّزق
( الثّعلب ) ذكيّ ولا ينغلب فقال للاسد : مولاي طبعا الثور لكم عشاء ، والغزال غداء لحضرتك …وفي الظّهر أحضر لك الارنب لتتسلىّ به حتّى وقت العشاء .
وآنا بخدمتكم مولاي الغالي .
فضحك الأسد وقال : أبو الحصين من علّمك  كيف تقسّم؟
قال الثّعلب : راس الذّيب علّمني

 من امثالنا الشعبية

مع الخيل يا شقرا

قصّة المثل تقول أنّه: كان هناك فلّاح يملك مجموعة من الخيول الأصيلة وكان الفلّاح يدرّب خيوله يوميّا فيفتح لها الاصطبلات، ويطلق لها العنان في أرجاء المزرعة …وكان لهذا الفلّاح بقرة ( شقراء..)عزيزة على قلبه…فكلّما أطلق الخيل انطلقت البقرة رافعة ذيلها ؛تركض بأقصى سرعتها والفلّاح مندهش من فعل تلك البقرة ،وكان كلّما انطلقت الخيول ورأى ما رأى قال:”مع الخيل يا شقراء“فذهبت هذه العبارة مثلا يضرب لمن يحاكي ويقّلد كلّ شيء ويندفع فيما خلق له وما جعله الله لغيره ولا يصلح له ….:القصّة

القصة الثّالثة
https://youtu.be/nVQ3kkkPDRM

أصلُه أنّ حُنَيناً كان إسكافيّا من أهل الحِيرة،فأراد أعرابيّ أن يشتري منه خُفَّين وساومه فاختلفا حتّى غضب حنين..فأراد أن يغيظ الأعرابيّ.. فلما ارتَحَلَ الأعرابيّ أخذ حنينٌ أحدَ خفّيه وطَرَحه في الطّريق ثمّ ألقى الآخر في موضع آخر فلمّا مرَّ الأعرابيّ بأحدهما قال ّ: “ما أشبه هذا الْخفَّ بخفّ حنين! ولو كان معه الآخر لأخذته”، ومضى. فلمّا انتهى إلى الآخر نَدِمَ على تركه الأوّلَ وقد كَمنَ له حنينٌ يراقبه.فلمّا رجع الأعرابيّ ليأخذ الأوّل، سرق حنينٌ راحلته وما عليها وذهب بها!وأقبل الأعرابيّ وليس معه إلا الخُفَّينِ فقال له قومه : ماذا جئت به من سفرك ؟ فقال : ” جئتكم بِخُفَّيْ حُنَين ” .فذهبت مثلاً ، يضرب عند اليأس من الحاجة والرّجوع بالخيبة