وحدة تعليميّة للصّف التّاسع – قصيدة التينة الحمقاء

الأهداف التعليميّة

أن يتعرّف الطالب على أدوات التّحليل للنّص الشّعري

     أن يميّزالطّالب بين الشّعر (النيو كلاسيكي) وبين الشّعر الكلاسيكي القديم

 أن يطّلع الطّالب على مفهوم المصطلحين؛ المدرسة الكلاسيكيّة وأدباء المهجر

أن يحدّد الطّالب الأساليب البلاغيّة والنّحويّة في القصيدة، نحو:(أسلوب آلمدح وآلذم , واو ربّ …. التشخيص والتشبيه

أن يميّز الطّالب بين علم البديع وعلم البيان

أن يكتسب الطّالب ثروة لغويّة

أن يتعرّف الطّالب على مفهوم الرّمز في النّص الشّعري

  أن يحلّل الطّالب ويستنتج ويربط بين الأبيات ويقف على الترابط المنطقي بين المفردات

أن يتعرّف الطّالب على بعض الخصائص الفنيّة للقصيدة، نحو: الرّمزيّة القصصيّة 

الأهداف التربوييّة

أن يقدّر الطّالب ويستشعر نعم الخالق ويذكرها

أن يتعلّم الطّالب أنّ القناعة كنز لا يفنى

أن يعي الطّالب أنّ العطاء قيمة عليا تمنحه السّعادة في الدّنيا والآخرة

أنّ التعالي والتّكبر يجعله منبوذًا

أن يتعلّم الطّالب أن يكون عاملًا إيجابيًّا ومؤثّرًا

أن ينبذ الطّالب من نفسه القيم السلبيّة كالأنانيّة وحبّ التملّك والسيطرة

أن يقدّر الطّالب قيمة التعايش والتعاون في المجتمع وأهميّتهما

الكلاسيكيّة الحديثة / المذهب النيو كلاسيكي

وفي أواخر القرن التّاسع عشر بدأت المدرسة الكلاسيكيّة الحديثة، أو ما يطلق عليها (النيوكلاسيكيّة)، وهي اتجاه حاول أن يجمع بين الكلاسيكيّة التقليديّة الجامدة والرمانسيّة الخياليّة المتطّرفة وبلغت الكلاسيكيّة الحديثة قمّتها في أعقاب الحرب العالميّة الأولى على يد كل من عزراباوند، وت. س. اليوت، وت. ل. هيوم، وجون كرورانسم، وكلانيت بروكس، والان تيت، وغيرهم.

وكان هذا الاتجاه يرى أنّ تقليد الفلسفات القديمة مفيد عندما تكون في خدمة الإنتاج الأدبيّ والفلسفيّ الجديد، فالقديم ليس مجرّد قوالب صمّاء، يجب اتّباعه، بل العقل يختار من التقاليد القديمة ما يناسب الإنتاج الحديث، الذي يجب أن يفرض نفسه على القديم، كلّ قديم، وهم لا يفرّقون في هذا الاتجاه بين الدّين الحق والآداب والفلسفات الوثنيّة، فكلّ هذا القديم يجب أن يخضع للعقل والفكر المعاصر، ليختار منه ما يناسبهما، وينفعهما، دون الخضوع له.
هذه الصّورة الجديدة (أعني الكلاسيكيّة الحديثة)، هي التي استغلّها  الحداثيّون، في العالمين، الغربي والعربي، وسار كثير منهم على نهجها، .وانتسبوا إلى الكلاسيكيّة بهذا المفهوم الحديث

تحليل القصيدة/ إلام ترمز التينة / أوصاف التينة

 يتناول الشّاعر ظاهرة عدم الرّضى بالقضاء وطبيعة الحياة التى تختلف من كائن الى آخر، كما هو حال التّينة في هذه القصيده؛ فالتّينة نبات خلقه الله ينبت

      ويثمر ثمارًَا طيّبًا ، وهذه نتيجة طبيعيّة لأيّ نبات حي ولكن التّينة لم ترضَ أن يتمتّع غيرها بثمارها  دونها وأن يتمتّع بمظهرها الجميل الأخّاذ في حين هي من يتعب في تكوين ذلك، وفي الحقيقة هذا ليس تعبًا وإنّما هي ضرورة الحياة نفسها.

( فالتّينة كي تعيش لابد أن تمتصّ الماء والأملاح من التّربة و نتيجة ذلك هو الأخضرار و انتاج الثّمار… ) فما كان منها إلأ أن امتنعت عن مقوّمات الحياة من ماء وغيره فأصبحت عودًا يابسا كريه المنظر فاقتلعها المزارع ليوقد بها ناره؛ فبذلك جنت التّينة على نفسها قبل أن تجني على غيرها حين بخلت بما سخت   الطّبيعة وضرورة الحياة…والتّينة هنا إنّما مثال ورمز إلى أشياء وأنواع.

الفكرة العامة

الحماقة تودي بحياة صاحبها
الأفكار الأساسيّة 

1-غرور التّينة وكفرها بالقدر
2-قرارها بالانعزال وترك العطاء
3-نهاية الحمق هو الفناء

دراسة الأفكار

الغرض

 ينتمي النّص إلى غرض الشّعر الاجتماعي تناول فيه إيليّا عواقب الحمق والغرور بأسلوب قصصيّ شيّق غير مباشر عن طريق عرضها باللّجوء إلى الطّبيعة وجعل التينة تتحدث وتعبّر عن نفسها …

والشّعر الاجتماعي بدا يحبو في العصر العباسيّ على يد ابن الرّومي في مقطوعاته الشّعريّة مثل الحمّال البائس!

ويهدف إيليّا إلى تربية الفرد ونزع الشّر من نفسه ليصلح المجتمع لكن تناول موضوع اجتماعي في قصّة تتحدث فيها الطبيعة وتعرب عن مشاكلها يعدّ أمرًا جديدًا.

التينه الحمقاء

لكلّ إنسان دوره في الحياة، وفلسفته الخاصّة به…ولكن الشّيء الذي يميّز هذه الأدوار والفلسفات هي

النتائج التي يتوصّل إليها هذا الأنسان أو ذاك. فهناك فلسفات إيجابيّة تدفع بصاحبها قدمًا إلى البناء والعمل المستمر لما فيه خير له نفسه وللبشريّة جمعاء، وفلسفات مدمّرة توصل صاحبها إلى الهلاك.

ولشاعرنا أبي ماضي فلسفته الخاصّة به…لكنّها فلسفة متفائلة ترفض الانطواء والنّظر إلى الحياة

بمنظار أسود، ووضع شعاره الذي لخّص نظريّته (كن جميلًا تر الوجود جميلا)…

في قصيدته “التّينة الحمقاء” يروي لنا الشّاعر قصّة التّينة الجميلة التي وهبها الله جمالاً يفوق جمال

الأخريات، ويشدُّ  أنظارالآخرين من بني البشر والحيوانات والطيور ليقتربوا منها ليتمتعوا باللّحظات

التي يقضونها بالقرب منها…لكنّ الشّاعر يخبرنا أنَّ هذه التّينة لم تكن راضية بحياتها وكانت ناقمةً

على هذه الحياة التي وهبتها هذا الجمال الذي لم تتمتع به هي وإنّما كان من نصيب الآخرين، فما

معنى أن تشقى وتجهد نفسها طالما أنّها هي نفسها لا تتمتع بثمرة أتعابها.

إنَّ التّينه ترفض أن تبذل الجهود من أجل غيرها وتقرّر الامتناع عن القيام بأيّ عمل لا يعود عليها هي بالفائدة، فستقتصر كل مجهوداتها على نفسها فقط ..لهذا فهي لن تورق ولن تثمر لأنَّ في إيراقها تأمين الظّل والطعام للحيوانات، وفي أثمارها تأمين الطعام لبني البشروالطيور …لكن الرّبيع عاد ومعه عادت الطّبيعه الخضراء …وفي الوقت نفسه بقيت التينة الغاضبة الحاقدة على الحياة ومن فيها عارية متحدية كلّ من علّل نفسه بالأماني بعودتها إليه.

لكنّ يد صاحب البستان لم ترحمها فاجتثتها من جذورها وألقت بها في الناّر لتكون عبرة لغيرها ممن يتمرّدون على أحكام الحياة.

هذه قصّة التّينة … وهي قصّة الأنسان الحاقد الأناني الذي يرى في  وجوده كل شيء ولا يرى في

وجود الآخرين شيء، قصّة الأنسان الذي لا يعلم أنّ استمرار حياته مرتبط ارتباطًا وثيقًا بعمله، وأنّه

لا فائدة لعمله إذا كان لا يعود بالفائدة على مجموع البشريّة.

وهنا يريد الشّاعر أن يقول إنَّ الحياةَ هي

العمل.والسّواعد المعطاءه تحضن من يبادلها عطاء بعطاء وتنبذ من يؤثر نفسه على

الآخرين,والشاعر لا يتردد عن وصم الإنسان الأناني المحب لنفسه فقط بالحماقه ويمثله بمن يقتل نفسه بيده.

وإذا الشاعر لا يتمنى لنا الحماقة في الحياة … ولا يريدنا أن نجتثّ من الحياة كما اجتثت التينه

…فإنه يريدنا أن نكون كالشّمعة التي تحترق كي تضيء للآخرين.

                             أسلوب الشّاعر                                                           

 يعدُّ أبو ماضي من روّاد استعمال الرّمز، فهو يوظّفه لنقل فكره أو موعظة فقد كشف عن أوضاع ومواقف نفسيّة ليعالج مشاكل اجتماعيّة وأخلاقيّة. فهو يهتم بالخارج أكثر من الدّاخل-الذّات- ويستر وراء الرّموز عظة أخلاقيّة واجتماعيّة.

فهذه التّينة بكلّ ما تتمتع به من وفور النّعمات فقد طغت وتكبّرت على قدرها فامتنعت عن بذل ذات يدها  وتوقفت عن العطاء لأنّها لم تعد ترى أيّ مبرر لوجودها، فالمعاني والصّور البلاغيّة المستعملة في القصيدة لا تنمُّ عن معاناة التّينة الوجوديّة بقدر ما تخدم غرض الشّاعر في خاتمته الوعظيه القائمه على نشر السعاده بين الموجودات، إذا قام كلّ واحد بواجبه الذي قدّرته له الحياة، دون تقديم أيّ أعذار في التّقصير في مهمّته ودون الوقوع في قبضة البطالة والخمول.

هل تعرف أُناسًا يكفّون عن العمل لمجرد منع الخير عن الآخرين؟

فالحياة الاجتماعيّة تضمن بقاءها في هذا الفهم المتبادل بين الموجودات، وربما يكون هناك أُناس يحسدون الآخرين على حصولهم على الخيرات إلا أنهم لا يكفّون عن العمل لمجرد هذه النّزعه .إلى جانب هذا يسوق الشّاعر هذه الصّوره ليس فقط للتعبير عن معاناة التّينه في تحدي مصيرها بل ليحقق غرضه في التعبير عن تفاؤله المطلق في الحياه وتقديم النّهايه التعليميه – على الإنسان الرضوخ لقدر المفروض عليه-.

الرّموز المستعمله ذات دلالات تعتمد على الأيحاء جرّاء توحّد الرّمز بمعاناة الشّاعر الشّاملة.

كما واستعمل الأسلوب القصصيّ الرّمزي السّهل، فنحن نرى التّينة تسرد لنا قصّتها وتطلعنا على فلسفتها بكلمات واضحة دون غموض …بالإضافة إلى هذا استعمل الشّاعر الأسلوب الخطابيّ ليكون الكلام شديد الوقع على السّامع والقارئ .

استعمل الشّاعر أحيانًا كلمات زائده وذلك لمقتضيات أوزان الشعر (كم ذا) لا مكان لها وإنّما أضيفت من أجل الوزن.

الأفكار مرتبه ترتبًا منطقيًا ذات وحدة موضوعيّة لا يمكن فصل فكره عن أخرى.

 استعان الشّاعر بالأسلوب الخبريّ- جمل مباشرة واضحة لا تحمل أبعادًا وإيحاءات- ليسرد القصّة التي تحمل الكثير من الموعظة والعبر.

استعمل أسلوب القصر الذي يقوّي الفكرة ويوضّحها ويؤكّدها.

استعمل الاستعارة، التّشخيص، التّشبيه، الكناية، الطّباق.

فلسفة الشاعر في الحياة:

-التفاؤل.

– حبّ الحياة.

– عدم الانطواء.

أسئلة حول النّص

س1) ماهي الموضوعة الرّئيسيّة التي أراد الكاتب إيصالها من خلال القصيدة؟ وكيف بإمكاننا ربط ذلك بمبادئ الكاتب الشّخصيّة؟

س2) قارن بين التينة قبل اتخاذها لقرارها بالتوقّف عن العطاء وبعده! ماذا يمكن أن تستنتج؟

!س3) القصيدة كتب بآليّة قصصيّة حدّد عناصر هذه الأليّة واعط مثالًا على كلّ منها

س4) تناولت القصيدة موضوعة واحدة على امتدادها وقسّمت وفق موضوعات صغيرة داخليّة أشر

!إحدّدها من خلال الأبيات ذاكرًا موضوعة كلّ قسم فيها

س5) اشرح البيت الأخير مشيرًا إلى هذا النّوع من النهايات فيم لو كانت القصيدة قصّة؟

..من فلسفة إليّا أبو ماضي في الحياة 

!حقوق الطّبع محفوظة للمواقع التي أخذت منها المادّة النظريّة والمرئيّة من صور وأفلام

https://ktaratalnada.ahlamontada.com/t34-topic?

page_id=0.5738069840203177

https://www.youtube.com/watch?v=OQaC0geJhvo&feature=youtu.be

https://www.youtube.com/watch?v=jREJp6oAmWg&feature=youtu.be

https://sites.google.com/a/albtof.tzafonet.org.il/arabt5/topics/altynhalhmqa?page_id=0.500760494066675

،هذه الوحدة مقدّمة لطلابي الأعزّاء في مدرسة الرّسالة الإعداديّة الشّاملة

ولجميع الطّلاب في هذه المرحلة وغيرها، ممّن ستعينه وتفيده هذه الوحدة

!وبالطّبع لزملائي وزميلاتي مدرّسي اللّغة العربيّة

{والله في عون العبد ماكان العبد في عون أخيه}

تمّ بحمد الله