تفسير من الاية العاشرة حتى الاية الرابعة عشر
اذ أوى الفتية آلى الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا ثم بعثناهم لنعلم آى الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا نحن نقص عليك نبأهم بالحق إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى وربطنا على قلوبهم اذ قاموا فقالوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَٰهًا ۖ لَّقَدْ قُلْنَا إِذًا شططا هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه آلهة لولا يأتون عليهم بسلطان بين فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا و
القينا النوم على هؤلاء المؤمنون الذين فروا من ظلم الملك الظالم واتباعه الى الغار ، حيث خلدوا الى النوم الكثير من الاعوام ، بعد ذلك برحمة الاهية تم ايقاظهم من نومهم الطويل وعند استيقاظهم اختلفت جماعتان منهم حول مدى مكوثهم في الغار ، فقالت الجماعة الاولى بانهم مكثوا ما يقارب اليوم وذلك بانهم مكثوا مساء واستيقظوا صباحا ، واما الجماعة الاخرى فقالت الله اعلم كم مكثنا
وجاء الخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم بانه يا محمد نحن نفتقر هذه القصة العجيبة عليك على وجه الصدق بلا زيادة أو نقصان ، فهؤلاء الجماعة امنوا برب العالمين سبحانه وتعالى والله تعالى اتاهم قوة التحمل والصبر والعزيمة في قلوبهم ليكونوا مطمئنين بالحق الذي تقروه ويكترثوا إلى الملك الكافر الظالم ، وواجهوه بالحجة بان الاصنام التي يعبدها هي مجرد اصنام وان الله سبحانه هو خالق السماوات والارض وهو فقط من يعبد ، وانه لن نشارك بالله احدا حتى لو انت من امرنا هذا وان عبدنا غير الله تعالى لنكونن تجاوزنا الحق وابتعدنا عن الصواب وافرطنا في الظلم والضلال
فهاهم اهل بلدنا قد عبدوا الاصنام بشكل تقليدي وبلا وجه حق او حجة ، وان ادعوا انهم يعبدون الاصنام على وجه حق فهل يستطيعون ان يجلبوا البرهان والحجة؟ بذلك استخدم المؤمنون اسلوب التعجيز لعلمهم بان الكفار لن يستطيعوا ، فلا يوجد احد بهذا الكون اظلم ممن يكذب بوجود شريك لله فتعالى عما يصفون
تفسير من الاية الخامسة عشر حتى الاية العشرون
واذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فأووا آلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقا وترى الشمس آذآ طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين واذا غربت تقرضهم ذات الشمال وهم في فجوة منه ذلك من آيات الله من يهد الله فهو المهتد ومن فلن تجد له يضلل وليا مرشدا وتحسبهم أيقاظا وهم رقود ونقلبهم ذات اليمين وذات الش مال وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعباوكذلك بعثناهم ليتساءلوا بينهم قال قائل منهم كم لبثتم قالوا لبثنا يوما آو بعض يوم قالوا ربكم أعلم بمآ لبثتم فابعثوا أحدكم بورقكم هذة آلى المدينة فلينظر أيها أزكى طعاما فليأتكم برزق منه وليتلطف ولا يشعرن بكم أحدا إنهم إن يظهروا عليكم يرجموكم آو يعيدوكم في ملتهم وَلَن تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا 3
عند اعتزالكم ايها المؤمنون الملك الظالم واتباعه عبدة الاصنام التجئوا الى الغار ، في توسيع عليكم ربكم من رحمته ويسهل عليكم حياتكم في الغار من حياة وطعام وشراب ، وايضا لن تنظر نحن كبشر الى الحكمة والرعاية الالاهية بطل الشمس وغروبها ، حيث كانت تميل عن الغار ولا تصيبهم ، وبهذا كرامة من الله تعالى حتى لا يصابوا بحر الشمس وينحرقوا ، والغار برحمة الله واسع على المؤمنون وهم موجودون في منتصفه ، حتى لا يصابوا باي اذى ويتحركوا باريحية اثناء نومهم
والسعادة الحقيقية هي الطريق الذي سلكها هؤلاء المؤمنين وهذه هداية من الله تبارك اسمه وكرامة لهم ، فلولا هدايته لما اهتدى احد ، ولو نظرنا إلى هؤلاء المؤمنون أثناء نومهم في الغار لظننا انهم مستيقظين وكلبهم يحرسهم من خلال طريقة جلوسه ، ولكنهم جميعهم نائمون ، ولو نظرنا اليهم لجفت دمائنا خوفا من منظر حركتهم وهم يتقلبون هذه هيبة وضعها رب العزة لهم
وبعد كل هذا النوم 309 عام ايقظهم الله تعالى من نومهم ، فسأل احدهم كم كان وقت نومنا في الغار ، فاجابوا انه يوم او وقت من هذا اليوم واجاب البعض بان الله تعالى فقط من يعلم بالمدة الحقيقية التي ناموا ، فاتفقوا ان يرسلوا احدهم ليجلب لهم الطعام من المدينة خارج الغار واعطوه نقودا نقدية وعليه الحذر أثناء جلب الطعام حتى لا يكشف امره فان اكتشفوا امره يقتلولنا او يعيدونا لعبادة الاصنام ، فنخسر عبادة الله تعالى وهو الحق وننجر الى الباطل
الصابوني ، محمد. صفوة التفاسير. 1981 ، دار القران الكريم ، ط 4 ، جزء 2 ، ص181-ص 186
Published: Apr 25, 2020
Latest Revision: Apr 25, 2020
Ourboox Unique Identifier: OB-791643
Copyright © 2020