يحوي هذا الكتاب كلَّ ما يخص هذه المجزرة(مجزرة/ مذبحة دير ياسين) وكلّي أمل بأن تبقى ذكرى هؤلاء الشهداء خالدة في قلوبنا وفي ذاكرتنا، هذه الذاكرة التي يعجز أي جيش عن احتلالها
تمَّ إعداد هذا الكتاب على يد الطالبة ميسا إغباريّة
طالبة التطبيقات في تخصّص اللّغة العربيّة والتربية الإسلاميّة في كليّة القاسمي باقة الغربيّة
مجزرة دير ياسين
:بداية لمن لا يعرف معنى كلمة مجزرة دعونا نعرِّف هذه الكلمة كي نستطيع الإستمرار
:المجزرة لغة
هي الكلمة المفردة لكلمة مجازر
اسم مكان من جزَرَ/ جزَرَ عن: مَجْزَر، موضِع ذبح البهائم
:المجزرة اصطلاحًا
هي فعل قتل عدد من البشر العاجزين أو المستسلمين بطريقة وحشيّة؛ وتنطوي على استخدام للقوّة القاتلة بطرق متنوِّعة (كهجمات إرهابيّة ضد تجمعات مدنيّة، أو قصف جوي أو مدفعيٍّ متعمَّد للمدنيّين) لم ينجم عن ضرورة عسكرية، أو كرد فعل على تهديد شكَّله الضحايا
ما هي دير ياسين؟
هي قرية عربيَّة تقع غربّي القدس وترتبط معها بطريق معبَّدة من الدرجة الثالثة؛ نشأت فوق بقعة جبليَّة ترتفع نحو 770م عن سطح البحر، وتعَد بقعتها من البقاع الغنيَّة بآثارها، فهي تحتوي على أنقاض معقودة وجدرانٍ وصهاريج ومدافن وغيرها
تألَّفت القرية من بيوت حجريَّة ذات مخطَّط مكتظ، وفيها أزقَّة ضيِّقة ومتعرِّجة، واشتملت على بعض الدكاكين، وعلى مسجد وبئر لمياه الشرب، وكان امتدادها العمرانيُّ يسير من الغرب إلى الشرق جهة القدس، ولكنَّه كان بطيئئًا إذ لم تتجاوز مساحة دير ياسين 12 دونمًا.
بلغت مساحة أراضي دير ياسين 2.857 دونمًا منها 153 دونمًا تسرَّبت إلى اليهود، وتنتج أراضيها الزراعيَّة الحبوب والخضَر والفواكه، والزيتون أهمُّ محاصيلها، وقد غرست أشجاره في مساحة 200 دونم. وتعتمد الزراعة على مياه الأمطار التي تهطل بكميَّة كافية تبلغ في متوسِّطها 550 مم في السنة.
بلغ عدد سكان دير ياسين في عام 1922 نحو 254 نسمة، وارتفع في عام 1931 إلى 439 نسمة كانوا يقيمون في 91 بيتًا، وفي عام 1945 قدر عدد سكانها بنحو 610 نسمة، وقد تعرَّضت القرية عام 1948 لعدوان اليهود الذين ارتكبوا فيها مذبحة وحشيَّة، ودمَّروها وأقاموا على أنقاضها مستعمرة “جفعات شاؤول ” التي أُدخِلت في حدود مدينة القدس
قصّة المجزرة
(ما قبل المجزرة)
كانت قرية دير ياسين تقع على تلٍ يبلغ ارتفاعه نحو ثمانمائة متر، وتبعد حوالي كيلومتر واحد عن النواحي الغربيَّة للقدس المحتلة.
بدأ الاستيطان اليهودي في قرية دير ياسين عام 1906، وقامت قوّات الإمبراطورية العثمانيَّة بتحصين مرتفعات دير ياسين ضمن منظومة الدفاع عن القدس، اقتحمتها قوات الجنرال اللنبي عام 1917 ممّا جعل القدس المحتلَّة تسقط في أيدي الحلفاء.
وإلى جانب موقعها الإستراتيجي، تمتَّعت دير ياسين بحركة اقتصاديَّة لافتة قبيل الانتداب البريطاني وبعده، كما شهدت نمًوا ديمغرافيًا ملحوظًا حيث ارتفع عدد السكان من نحو 428 نسمة عام 1931، إلى 750 عام 1948.
عاش اليهود بأمن وأمان داخل القرية، غير أنَّ العلاقات بينهم وبين الفلسطينيين تدهورت إبان ثورة 1936-1939، قبل أن ترجع لسالف عهدها وتستمر كذلك إلى حدود نكبة 1948
:تفاصيل المجزرة
وقعت مجزرة دير ياسين يوم 9 أبريل/نيسان 1948 على أيدي مجموعتَيْ الأرغون التي كان يتزعَّمها مناحيم بيغن (الذي انتُخِب رئيسًا لوزراء إسرائيل 1977-1983)، ومجموعة شتيرن التي كان يترأسها إسحق شامير (الذي انتخب رئيسًا لوزراء إسرائيل 1983-1992 بتقطع)، بدعم من قوات البالماخ.
وحدثت المجزرة بعد أسبوعين من توقيع اتفاقية سلام طالب بها رؤساء المستوطنات اليهودية ووافق عليها أهل دير ياسين.
بدأ الهجوم فجرًا عندما اقتحمت قوّات العصابتين الصهيونيَّتين القرية من جهتيّ الشرق والجنوب ليفاجئوا سكّانها النائمين، لكنَّهم ووجِهوا بمقاومة من أبناء القرية، ممّا دعاهم للاستعانة بعناصر البالماخ الذين أمطروا القرية بقذائف الهاون، وهو ما مهَّد الطريق لاقتحام القرية.
وتحكي المصادر التاريخيّة أنَّ عناصر الأرغون وشتيرن كانت تفجِّر البيوت وتقتل أيَّ شيء يتحرَّك، وأوقفوا العشرات من الأطفال والنساء والشيوخ والشباب إلى الجدران وأطلقوا عليهم النيران.
كما سُجِّل حرص تلك العناصر على تشويه جثث الشهداء ببتر أعضائها، وبقر بطون الحوامل مع المراهنة على جنس الجنين.
واقتيد نحو 25 من رجال القرية داخل حافلات وطافوا بهم شوارع القدس كما كانت تفعل الجيوش الرومانية قديمًا، ثمَّ أعدموهم رميًا بالرصاص.
وبحسب المصادر الفلسطينيّة، فقد راح ضحيَّة المجزرة نحو 254 شهيدًا، جُلُّهم من الأطفال والنساء وكبار السن.
استثمرت العصابات الإسرائيليّة المجزرة لِبَث الرعب في سكان القرى الفلسطينيّة المجاورة، حيث هاجر الكثيرون إلى بلدات عربيّة مجاورة، كما أدَّت إلى تأليب الرأي العام العربي ضد الاحتلال.
وبعد نحو عام من ارتكاب المجزرة، أقامت قوّات الاحتلال احتفالات بالقرية المنكوبة؛ حَضَرها أعضاء الحكومة الإسرائيليّة، وحاخامات اليهود، لتخليد سقوط دير ياسين في أيدي الاحتلال.
وفي سنة 1980، أعاد الاحتلال الإسرائيلي البناء فوق المباني الأصلية للقرية، وأطلق أسماء العصابات الإسرائيلية (الأرغون وإتسل والبالماخ والهاغاناه) على أماكن فيها.
تداعيات مذبحة دير ياسين:
تمَّ تناول المذبحة في كافَّة وسائل الإعلام العربيَّة والعالميَّة، وبدأت الضغوط الدوليَّة التي تسعى لإثارة الرأي العام على الإسرائيليين، بالإضافة إلى ذلك كانت هذه المجزرة أحد أبرز الأسباب التي أدَّت إلى هجرة العديد من الفلسطينيين إلى الدول المجاورة، وأبرزها لبنان وسوريا ومصر.
جديرًا بالذكر أنَّ هذه ليست المجزرة الوحيدة التي تمَّ ممارستها ضد الشعب الفلِّسطيني، وكان دائمًا المجرم وراء هذه المجازر جماعات الهاجاناه ، ومنظَّمة شتيرن وكذلك الإرجون والجيش الإسرائيلي، ويعتقد المؤرِّخون العرب أنَّ السبب الحقيقي وراء هذه المجازر هو التطهير العرقي، والذي ينفذه اليهود من أجل التخلُّص من الشعب الفلسطيني للاستيلاء على أراضيهم.
قصّة المجزرة بلسان أبناء دير ياسين
Published: Apr 9, 2020
Latest Revision: Apr 9, 2020
Ourboox Unique Identifier: OB-770446
Copyright © 2020