المقدمة
يوميات شاب في عالم جديد بالنسبة له
عالم حيث الأقنعة حلت محل وجوه الكثيرين و حيث المظاهر تحكم العلاقات بين الأفراد.
نقد لمختلف ما صادفه من شخوص لذلك الواقع الجديد و مختلف الأماكن المكونة لساحات تقوم فيها معارك يومية في سبيل الظفر بمركز الرابح صاحب السمعة الأشهر
|
|
قصيدة الجامعة
وخز الحقيقة لا تنسى مواجعه** إذا تدبرت قولا أنت سامعه أيدرك العلم شخص لا يشاطره** ذا الناس ودا وقد جفت مدامعه أم يدرك العلم إن ضنت موارده **أو كان يشقى بهذا العلم جامعه يقضي الحياة رهينا بين جامعة **وبين حي وضيع هذا واقـــــــعه تأتي المدير لأمر لست تقنعه 1** وحارس الباب وحش لا تصارعه تضيق بالفرد إن يأوي لها غرف** وغيره ضمه في الحي واســـعه لا يطعم النوم إن يأتيها منبسطا **على السرير وقد رثت مضاجعه وإن حوته إلى الإطعام مائدة** يصيب شــــر غداء شح واضعه طول الطريق** ويقضي اليوم مرتجلا وسائق الباص2 شيخ لا تصانعه سعيا لجامعة قلت مرافقها** والدرس في قاعة قد مل سامعه وليس يعثر عند البحث عن كتب** لا يفلح البحث إن قلت مراجعه أستاذه ينكر الذكران مذهبه **وللإناث نصيب لايضــارعه ومنحة الطالب المغمور أعطية **زادته فقرا إذا زادت مطامـعه هذي حياته قد أوردتها جملا **والكون صاحب مجد هو صانعه لا تحسب العيش في أكنافها **دعة إن الحياة كتاب لا تطالعه
1-كثير المصانعة 2-الباص حافلة نقل الطلبة 3-الدعة هي الراحة والسعة |
مذكرات طالب جامعي
كثيرا ما تذهب بنا الذاكرة الى محطات ليس مهما ان تكون بعيدة، وليس مهما ان تكون مؤثرة، لكنها تبقى مهمة لانها تحمل ابتسامة مستمرة، نعود فيها الى حيث السنابل وعصفور صغير يخط بقدميه النحيلتين جدران الزمن. كثير من الاحيان لا تكون محطاتنا اكثر من دردشة عصفورين التقيا على حافة سلك، يكون قاتلا لهما اذا ما زحفت احدى اقدامهما او زحف الحوار مديدا بهما الى ما لا يتوقع او يشتهي احدهما من الاخر.
المحطات الدراسية من المحطات المشتهاة في ذاكرة معظمنا بالرغم من اننا نكابد فيها جلد الدراسة، والصحو المبكر، والمصروف القليل الذي لا يكاد يساوي الجزء اليسير من عنتريات ومغريات لا حصر لها في مشوار الطالب ايما كانت مرحلته الدراسية، لتبقى هي الشرفة الجميله التي تتكلل بالاحلام العريضة وغير المحصورة بالزمان او المكان، نكون انقياء اكثر حين تكون احلامنا ما زالت بكرا في جس الاشياء وولوج العتبات.
نضحك حتى تعلو ضحكاتنا فتخترق جدران الخزان في ذاكرتنا فنُبلغ ونُسمع اصواتنا الى من يهمنا امرهم علنا لا سرا، تفيض من الذاكرة حبات السنابل وضحكات الايام، وحين استذكر حالي وانا طالبة اغوص بمقعدي خوفا من استاذ جامعي لم يكن يوفر احد ما من لسانه السليط وكنت قبل دخولي الجامعة اتخيل صورة الاستاذ الجامعي متمتعا بهالة عالم او باحث حتى وجدت ان الكثير من الاساتذه الجامعيين عملهم اداء وليس ابداع، حين بادرني بالسؤال وكنت ابتهل الا يكون نصيبي من هذه القصيدة شرح ذلك البيت الشعري الذي يبدأ: يا علقي، الحقيقة انني كنت اخاف ان اعلق في لسانه كما علق غيري من الطلاب وينالني من الشتائم ما نالهم، فوقعت في المصيدة واخذت الون بالكلام وانا اجيب على سؤاله حتى اتجنب قول لا اعرف معنى البيت الشعري الى ان لاحظت ان الطلاب اخذوا يدونون ما اقوله بعد ان قنعوا بإجابتي وكأنها الاجابه النموذجية لبيت الشعر، الى ان نهرهم المحاضر وقال لهم لا امسحوا ، فسألت: لماذا؟ وكنت بقرارة نفسي اعرف ان اجابتي غير صحيحة.
تتلون الاحداث والشغب الطلابي الى الحد الذي ما زلت اتوارى خجلا من نفسي كلما تذكرت بأنني قدمت نشاطا الى استاذي الجامعي حول موضوع كنت اتوقع ان يكون مجرد مشاركة دون الحاجة الى لمه في نهاية المحاضرة اذ ان موضوع البحث كان يتعلق بتفسير وشرح سورة سيدنا يوسف وبشكل محدد الاية القرانية “وهمت به وهم بها” وكنت طوال الوقت لذي امضيته في مكتبة الجامعة وبشكل خاص في كتاب تفسير “الجلالين” وحالي لا يشبه الا حال سعيد صالح في مسرحية العيال كبرت وهو يقرأ على اشقائه الرسالة الخاصة بهروب والده ولسانه يقول عبارة الله الله الله اذ ان شرح الاية كان فيه اسهاب ما بعده اسهاب في تفاصيل التفاصيل الى الحد الذي سولت فيه نفسي الى اسقاط المادة حرجا من استاذي بعد ان اسلمته الواجب المطلوب واسلمت لنفسي ذكرى لن تفتر.
وشريط الذكريات يكر بي تذكرت دموعي وانا اقف على عتبة مكتب استاذي الجامعي وكانت له هالة الباحث او العالم وكان عراقي الجنسية اذ انني وبعد كل المجهود الذي بذلته في الدراسة وجدتني لا افلح في تحصيل العلامة التي ارضاها لنفسي فأخذت اجادله ودموع عيني تغادر مكانها الاصلي وتسيل على خدودي حتى لا استطيع ان الاحق إخفائها، وهو يسمعني ويستغرب من نقدي لأسئلة الامتحان حين اخبرته ان اسئلة الامتحان كانت عناوين وليست تفاصيل، ربما عرفت الآن ان دراستي كانت تحتاج الى تركيز اكثر بالرغم من انني كنت افقد بوصلة المادة رغم كل المجهود الذي بذلته وكانت المادة (مقدمة في تشريح جسم الانسان).
لا ادري لماذا نغادر الى بطون الذاكرة لنكسب بعض من ريح طيبة وننسى اننا في اقصى رياحنا الطيبة، نكون سعداء اكثر اذا استطعنا ان نتفاعل مع ما يجري معنا من احداث بأقصى طاقاتنا وأحلامنا وبعقول متفهمة حتى نكسب الحاضر وننعم بالمستقبل.
النهاية
Published: Jul 16, 2019
Latest Revision: Jul 16, 2019
Ourboox Unique Identifier: OB-664896
Copyright © 2019