بسم الله الرحمن الرحيم
إخلاص الهواشله
205596539
الوظيفة النهائية لمتطلبات الستاج
“كلية كي “
2018-2019
2
“قصة طفلٌ طموحٌ”
في إحدى أيام الصيف الحارة ،خاصة في شهر أغسطس كان الطفل فَرِحٌ جدا غير قادر على التعبير عن مدى فرحته وسروره لاستقبال العام الجديد .
يذهب مع اسرته ليبتاع قرطاسياته ويقلّبها كل يوم وكأنها أغلى ما يملك . يداوم على تفقدها بحماس وشوق شديدين للعالم المجهول الذّي ينتظره .
3
ولكن ما حصل مع هذا الطفل ليس ككل طفل فقد كان ينتظر بشوق دخول الروضة والعالم الجميل والممتع الذي كان يتصوّره كل يوم ، وكل ليلة فعند بداية العام الدراسي الجديد الكل متحمس ، الكل متهيّب لاستقباله . لكن يبدو أن هذا الطفل خيّب ظنه وضاعت آماله
عند اخباره أن الروضة التي كان يحلم بها لا تريد استقباله ولا يعلم ما السبب .
بات هذا الطفل كئيبًا حزينا حطّمت أحلامه وآماله من قبل المسؤولين!
5
أمسى يداعب ورق الشجيرات وينظر إليها كيف تسقط من الأشجار بينما كانت خضراء مورقة ؛ فباتت مصفرة بائسة . لا تحااول ! لااا تبدي أي رغبة في التمسك بالغصن الأخضر .
لكنه فكّر بأن السقوط لا يناسبه، لا يُناسب طموحاته !
فنهض فجأة توجه لوالده يطلب منه المحاولة مرة أخرى وأخرى .
تميّز هذا الطفل بإصراره الشديد لتحقيق أحلامه وعدم تركها تصفر وتسقط كما سقطت أوراق الشجر
7
كان والده يعطيه أمل في كل مره يواجهه فيها، لم يفقده الأمل والحياة لو للحظة.
يرى هذا الطفل رفاقه يحملون حقائبهم ويتوجّهون للعب، للحياة، للمرح …فينظر لحقيبته ويرتبها كل يوم بأمل أكبر.
في أحد الأيام أتى والده قال له: غدًا يا بني ستذهب لروضة أخرى .هيئ نفسك لها !
فرح الطفل وعادت البسمة تملأ وجنتيه …عاد النشااط ..عاد الحماس من جديد.
8
أتى ذلك اليوم …دخل هذا الطفل الروضة بلهفةٍ للعالم الذي في مخيلته .. ولكن بدا عليه التوتر والقلق.
جلس بين الطلاب ،الكل ينظر له ( من هذا؟ ) ،( طفل جديد!) ، (لماذا أتى متأخرا) .
كان يتوق بأن يخوض التجارب كلها فورًا ، ولكن ماذا يحدث ؟؟ !
أين ذهب ذلك الحماس ! ذلك الشوق !
أراد أن يلعب بالألعاب ولكن لم يجد من يشاركه فرحته ، تجربته ، متعته، أحلامه البريئة.
ظلّ وحيدا، عاد للمنزل لا يعرف هل هذا ما كان يحلم به أم أن هناك أشياء أخرى ستتغيّر.
10
عاد في اليوم التالي مبتسما لعلّه يجد رفيقا يقاسمه الفرح ، وفعلا فتلك الابتسامة والشروق لم تنبع سدى. فبينما هو جالس في ساحة الألعاب أقبل عليه طفلا فجلس بجانبه ، وبدآن بالحديث معا والتسلية ، فشعر بالفرح الشديد أنه وجد رفيقا يحبه فتعاهدا على الصحبة الدائمة .
واستمر هذا الطفل بالذهاب للروضة فرحا مبتسما كل يوم بالرغم من أنه لاحظ عبوس زملائه وعدم رضاهم أبدا عن تواجدهم في الروضة وأنهم يأتون إليها مرغمين غير مسرورين!!
12
في أحد الأيام شعر هذا الطفل بأن هذا المكان لا يناسب أحلامه المرحه الكبيرة المتفائلة الفعّالة ….
ففيها الكثير من الخمول واليأس والروتين ..لا أحد يدعم الآخر بل يحطمون أحلام بعضهم البعض .
لم يعجب الوضع القائم هذا الطفل فبدأ يفكر لماذا يحصل كل هذا ؟
وما السبب يا ترى لكل هذا اليأس والعبوس ؟
13
بينما الأطفال في الروضات الأخرى يحبون الحياة يحبون الروضة والذهاب إليها بكل شوق وبهجة ونشاط.. ما الذي يبعث بزملائي كل هذا العناء والفتور ..
راقب هذا الطفل ما يحدث!.. تبيّن له أن جميع الأولاد لا يحبون هذه المعلمة لأنها دائما تنهر عليهم، تحبطهم بكل عمل يقومون به، لا تدعم نشاط أو نجاح أحد منهم، عابسة في كل الأوقات. فقط تعطيهم الأوامر ويجب الانصياع بدون كلام .
عاد القلق من جديد لهذا الطفل وتأكد أن هذا المكان، هذه البيئة لا تلائمه أبدا ، وأنه إن بقي فيها ستدفن طموحاته وتطمس مواهبه .
جلس يفكّر هو ورفيقه ما عليهما فعله كي يتخلصا من هذه الروضة البائسة .
عاد للمنزل في أحد الأيام فشكى الأمر لوالديه ، وعدم رضاه عن هذه الروضة فدعمه والداه بأن يعيش يومه بسعادة ولا ينتظر من أحد أن يسعده ، عليه أن يستمر بفكاهته ويبدأ بتحقيق أحلامه رغم كل الظروف.
15
كان يعيش كل يوم على أمل أن تتغير الأحوال ، لكنها كانت تتضح له أمور أسوأ تحصل مع زملائه . رغم أنه كان يبعث فيهم الأمل وحب الحياة فكانوا كلّما يرون ابتسامته يبتسمون رغم الألم ولو خلسة! .
في إحدى الأيام جلست المعلمة مع هذا الطفل تتبادل وإياه الحديث فاشعرته بالعجز والإحباط والفشل ….
فخرج هاربا لمنزله باكيا من كلام المعلمة الجارح ، شعر بأن المعلمة خدشت وزلزلت ثقته بنفسه وكلامها لم يكن ليّنا جميلا بس قاسيا مؤلما.
16
أصبح يذهب للروضة بلا ابتسامة فقط ليرى زملائه ورفيق دربه.
وليحافظ على وصية والديه ، ولكن هذا الطفل لا يحب العبوس واليأس أبدا ووعد نفسه بأن يعيد تلك الابتسامة ، ذلك الطموح رغم كل شيء .
صار يلعب ويتعلم مع زملائه زادت محبته لهم ومحبتهم له .. الكل أصبح يحب هذا الطفل عندما تعرفوا عليه اكثر فأكثر حتى نهاية العام…..
17
ولكن هل يا ترى سيترك هذا الطفل هذه الروضة في العام القادم ؟؟؟
هل سيبحث من جديد عن الروضة التي ما زالت في مخيّلته ؟
هل سيرضى بواقع هذه الروضة ويبقى فيها ، وتندثر أحلامه…..
لا ، لا أعتقد أن هذا الطفل الطموح سيتخلّى عن طموحاته بسهولة مهما كلّفه الأمر ……..
18
** ***
الطفل: يعبر عني
الزملاء: المعمين في المدرسة
المعلمة: مدير المدرسة
الأهل : جلسة الستاج
***
19
Published: Jun 28, 2019
Latest Revision: Jun 28, 2019
Ourboox Unique Identifier: OB-660472
Copyright © 2019