قافز الاحلام

by Jerry Grayeb

This free e-book was created with
Ourboox.com

Create your own amazing e-book!
It's simple and free.

Start now

قافز الاحلام

  • Joined Apr 2019
  • Published Books 1

ضيف

 

يوم الاثنين الاول من الشهر الحادي عشر في السنة, كان الجو عاصفا الريح تصفع وجهها المشرق الذي جعل خدودها حمراوت وكانها خجولة من حبيبها, كانت الغيوم تغطي السماء ويعم الظلام ,اللون الرمادي الداكن الشبيه ببنطالها الجينس ذات الخطوط السوداء الممزقة يغمر الاجواء.
مايرا شيلابوناك في الثانية والعشرون من عمرها شعرها بني مائل الى الشقار تجلس هي وسيجارتها من فئة مالربورو تاتش, تحاول اشعالها في وجه الرياح الخريفية اللاسعة بقداحتها  المميزة صفراء اللون من نوع كليبر, كانت تفكر بحبيبها بعد حدوث جدال عنيف بينهما ادا الى افتراقهما , انها مشتاقة ليحضنها بدفء في هذا البرد القارص وتسأل نفسها :”ما عساي ان افعل الان؟ هل اعلمه درس لانه خذلني؟ هل لا زال يحبني كما قال؟ هل هجرني لاجل اخرى؟ الا يريد لقائي؟ ما كان سبب تصرفه؟ لماذا يريد ان اسامحه؟ ربما حكمت عليه بسرعة؟ ربما فعلا يحبني؟” وهي تغمض عيناها العسليات المائلات للاخضر, وجهها الصافي وشفتاها المنحوتات وكنهما تحفة فنية من منحوتات بيكاسو
جمالها الفائق وقامتها النحيلة, ترتدي نظارة كبيرة عدساتها دائريات كالتي يرتديها هاري بوتر  في افلام السحر,غارقة بافكارها ,تتسائل والسيجارة في فمها ,تمنعها الريح من اشعالها.

واذ بنار قداحتها تقطع افكارها المتسلسلة, خيم الهدوء على المكان ,توقفت الرياح فجأة. سمعت صوت طرقات قوية على باب المنزل, تسكن فيه مايرا مع جدتها لتتمكن من الدراسة بهدوء.  اسرعت سائلة :”من الطارق؟” بصوت منخفض ومرتعش
لكن لم يكن هناك رد.
نظرت من عدسة الباب ولم ترا احدا. طرقات اقوى تهز الباب.

اصابها الرعب واخذت تفكر بماذا ستفعل

فتحت باب المنزل بسرعة وقبضتها جاهزة لتلكم من وراء الباب, قطة شقراء تموء بلاطفة وكانها تقول ” الجو قارص, احتاج لامكث هنا الليلة” , حزام ازرق داكن يلتف حول عنقها, قطعة فضية مربعة محفورعليها كتابة باحرف لاتينية معلقةSEYREJ

سيرو يدعى ,قط لم يتجاوز الشهر من عمره
لم تستطع سوا ان تحضنه وتأخذه لمكان دافء ليبقى هذه الليلة كي ينام على سريرها ذو الاغطية البيضاء والصفراء ذات الرسومات الطفولية الجميلة.
تسأل نفسها : ” كيف وصل هذا القط هنا؟ الطابق الخامس؟ لماذا بابنا؟” دخلت حاملة سيرو الى غرفتها وهي تنظر اليه باعجاب وكأنه يعرفها فهو لم يعارض حضنها
التفكير في هذا القط ومصدره يشغلها ,تداعبه بلطف حتى غفو على حضنها , افكارها لا تهدأ  ,تسائلاتها حول تراكم الاحداث. فقدانها لحبيبها ,انتقال اهلها لمسكن جديد, هدم بيتهم لاقامة عمارة سكنية ,تراكم الديون على والدها, اعلان افلاسه للمرة الثانية, اكمال تعليمها في كلية “جرونواد” , ما لم يفارق ذهنها: ” من اللذي طرق الباب بقوة؟ لماذا في ساعة الليل المتأخرة ؟” خطفت نظرة لسيروالنائم بهدوء بعد ان وضعته بسلاسة على وسادتها المريحة ودخلت السرير لتنام.

2

لهب

 

 

نائمة بهدوء وبجانب رأسها يغفو سيرو الصغير, الهدوء يعم المنزل ,كانت مايرا

قد بدأت بالنوم ,اغمضت عيناها وبدأت بتخايل وجه جيزا حبيبها,عيناه الواسعتان لونهم عسلي مائل الى الاخضر ايضا, شعره القصير والكثيف بلون الليل, لحيته خفيفة, قامته طويلة وابتسامته  لا تقاوم ,لم تستطع ان تتقبل هذا الواقع بانهما ليسا معا بعد الان. بعد ان غفوت راودها حلم غريب, كان جيزا واقفا حاملا القط سيرو ويداعب رائسه بلطف, ابتسامته العريضة تملا وجهه, القط  ساكنا لا يتحرك وكـأنه نائما,يرتدي الاسود كالمعتاد,حذائه الفخم ذو اللمعة المنخفتة, قميصه الاسود المخطط طويل الاكمام. اقتربت مايرا منه, ارادت مداعبة القط معه, وضعت يدها على رأس سيرو وبدأت بمداعبته وهي تنظر باعين حبيبها. فجأة تحول سيرو الى لهب حارق يخرج منه دخان اسود, توهجات نارية مرعبة,كانفجارات نووية صغيرة بحجم انسان. كبرت النيران وبدأت تحرق جيزا, تاكل بجسده بسرعة فائقة, ابتعدت مايرا وهي تصرخ من الخوف وهي تشاهد   جيزا يتحول لرماد داكن اللون ويتراكم على التراب. يظهر سيرو مجددا ويبدأ بالمواء وكأنه طفل يصرخ قد ابعدوه عن امه بالاجبار, اقتربت مايرا من ما تبقى من حبيبها لتجد ورقة بنية داكنة اللون تبدو قديمة وليست واضحة. التقطت الورقة لتبدأ بالقرائة لكن صراخ القط لم يترك لها المجال بالتركيز, واذ بها تستيقظ من حلمها بقفزة من سيرو على رائسها وهو يلهو على السرير .

قامت مفزوعة وتسارعت نبضات قلبها ,مشهد حبيبها يتحول الى رماد لم يفارق خيالها البتة تبدأ دموعها بالسيلان وبدأت ان تشهق في البكاء, لا تريد بان يحصل لحبيبها  مكروه حتى واذا كان  موقفها منه سيء ,كرامتها لا تسمح لها بان تتواصل معه لخوفها من ردة فعله المقلقة فقد كان قاسيا معها.

وهي لا زالت تبكي وسيرو بجانبها ينظر اليها بنظرة حنان وكأن هذا القط الصغير يستطيع ان يشعر بالمها او انه يعرف ما شاهدته بحلمها .
اقترب منها القط وبدأ بمداعبة رائسه بيدها واذ بها تسمع صوت حبيبها بصدى ذهنها , كانت كلماته مطمأنة : “لا تبكين فانا هنا, لن اتركك ابدا, في اشد المحن ستجديني واقف بجانبك, فقط اغمضي عينيك” واذ بها تغمض عيناها لتشعر بوجود جيزا بجانبها واكنه فعلا واقف هنا ليحميها, فتحت عيناها لترى ان القط هو الوحيد الموجود فعلا ولا وجود لحبيبها في الواقع لكن هذه الكلمات بعثت بها الهدوء والطمأنينة مما جعلها تكمل نومها.

3

دعوة خاصة

 

 

واذ بنفس الحلم يعود ليراودها ولكن هذه المرة كان سيرو فقط موجود ولا وجود لجيزا او رماده

تضع يدها في جيبها لتجد قطعة الورق التي كانت قد التقطتها من فوق الرماد,وبدأت ان تقرأ
(انها دعوة خاصة لاصحاب لاصحاب العقول المتنقلة كل من يقرأ هذه الرسالة ويقبل بالدعوة حياته لن تعد كما يعرفها, سيزدهر وسيحصل على حاسة جديدة سيستطيع تسخير الكون من حوله وسيتحد بوجوده مع عوالم اخرى ,سيتحكم في الزمان والمكان

لقبول هذه الدعوة عليك ان تكتب اسمك بقلم احمر والتعهد بالتالي: انا العقل المتنقل واسمي  ____ اقر بذلك اني اقبل هذه الدعوة ,انني مستعد لحفظ اسرار التنقل وتسخير الكون لفعل الخير وخدمة البشرية ما دمت حيا)

ارتعشت مايرا ورمت تلك الورق على الارض وصارت تحاول ان تستيقظ من هذا الكابوس  وبدأت بالصراخ والبكاء, فجأة تسمع صوت القط الصغير يتكلم وقال لها :” لا تقلقي مايرا, انت الان في عالم الاحلام” تفاجأت مايرا ونظرت الى سيرو وسألته:” افعلا انت تسطيع الكلام؟ ” والاندهاش يملأ اعينها الواسعات وكحلها على وجها من شدة البكاء, اقترب سيرو منها وقال لها: “لانك انت تريدين ذلك” فوضعت يدها على رأس القط وداعبته قليلا قائلتا حزينة : “وكيف ذلك ايها اللطيف؟ ” ضحك القط وقال بسخرية : ” الا تسمعين؟” واخذ بالمشي الى طريق ظهرت بالافق وبدأت تتبع خطا هذا القط المتكلم ولديها بعض الاسئلة, ” قبل ان تبدأي باسألتك الكثيرة, الساعة الان اصبحت السابعة صباحة ويجب عليك الاستيقاظ لكي تذهبي للكلية ” قال القط. واذ بساعة المنبه تبدأ بالرنين لتستيقظ وتعود الا واقعها وتبدأ بتجهيز نفسها للذهاب الى المحاضرة الصباحية بموضوع علم النفس مع المحاضرة العجوز “اجيرا لاوينسكي” صعبة المزاج وتكره التأخير على محاضراتها, بدأت بتصفيف شعرها كالمجنونة ولبست حذائها وخرجت مسرعة لتركب سيارتها قديمة الطراز من فئة بي ام دابل يو صفراء اللون كصفار عباد الشمس.

مسرعة الى الكلية , عند تقاطع جادة ماير ستيل  تتفاجئ بوجود ازمة سير غريبة بسبب حادث سير قد قتل فيه شاب كان قائد دراجة ناري يعمل في خدمات التوصيل.

لم يكن لها سوا الصبر في هذه الحالة, ومن حين الى اخر يلسع مخيلتها صورة جيزا يحترق ويبدأ قلبها وبالنبض بشدة ويبدأ الام يصرخ وكانه يمزق اضلاعها من الداخل,
لا تقدر على التنفس, تحاول ان تقاوم وبلا جدوة.
افكارها تبدأ بالتسارع ” ربما اصابه مكروه؟ لماذا ابعدته عني؟ كيف حاله؟ اهو بخير؟” وتبدأ  بالبكاء وتكمل طريقها على الحان اغنية “كم افرح بحبك”  للمايسترو ماكس فيدال ودموعها كانهر جارية على خديها لا يمكنها ايقافهم, روحها تتمزق من احسائها وكانها تقارب حتقها, تشعر وكأنها خسرت كل حياتها بتفكيرها بهجره.
وصلت الى الكلية لتدخل قاعة المحاضرة وحالتها وكأنها لم تنم لخمس ليالي متتالية.
جلست لتكتب وحين اخرجت دفترها من الحقيبة تتفاجئ بوجود الدعوة الى عالم الاحلام عالقة تحت الغلاف.
تخرج قلم احمر اللون من حقيبتها وتكتب اسمها على التعهد : (انا العقل المتنقل مايرا شيلابوناك اقر بذلك اني اقبل هذه الدعوة ,انني مستعد لحفظ اسرار التنقل وتسخير الكون لفعل الخير وخدمة البشرية الى ما دمت حيا)

4
This free e-book was created with
Ourboox.com

Create your own amazing e-book!
It's simple and free.

Start now

Ad Remove Ads [X]
Skip to content