النّخوةُ
1 في ليلةٍ عاصِفَةٍ من ليالي الشّتاء، كانت الأمطارُ تنهمِرُ فيها بغزارةٍ، حوّلت شوارعَ البلدةِ سواقي وأنهارًا، وكانَ البرقُ والرّعدُ يتعاقبان بغيرِ انقطاعٍ ؛ فقد عنَّ لي أن أذهبَ إلى قريةٍ من قرى الجليلِ . مضيتُ في سيّارتي ، في الطّريقِ الجبليِّ ما بينَ مدينة الناصرة والسهل المجاور لها.
5 بلغتُ السّهلَ، فانطلقتُ بسرعةٍ جنونيةٍ. وما قطعتُ بضعةَ كيلو متراتٍ، حتى لاح لي عن يميني أضواءٌ ضئيلةٌ ترتجِفُ في الظلامِ. إنها أضواءُ القريةِ، من غيرِ شكٍّ ، ورُحتُ أفتِّشُ عن المفرَقِ الموصلِ إليها… وما طالَ الوقتُ حتّى اهتديتُ .
سرتُ في طريقٍ ضيّقٍ وغيرُ مُعبّدٍ. كانت الحفرُ والأحوالُ تزدادُ هولا ً ، كُلّما توغّلتُ في السيرِ ، حتى إنهُ تعذّرَ عليَّ أن أعودَ أدراجي. ومضيتُ إلى الأمامِ. إلا أنني ، ولم يبقَ بيني وبينَ القريةِ أكثرُ مِن نصفِ كيلو مترٍ، شعرتُ فَجأةً أن السّيارةَ قد غاصت في الوحلِ والماءِ حتّى الأبوابِ.
12 قبضَ الرُّعْبُ قلبي، والبروقُ تومضُ، فتبهر الأبصارَ، والرّعودُ تقصِفُ فتصُمُّ الآذان، والعواصف تُصفرُّ حاملةً الثّلوج لتخزنها في الوديان.
كيفَ أقودُ سيارتي؟ ومِنْ أينَ آتي بالسّلاسلِ المعدنيّةِ لألفها على العجلات لكي أخْرج من هنا؟ وما العملُ إذا عجزت السّيّارةُ عن الإقلاعِ وتعطّلَ محرّكها؟ فالمكان خالٍ لا بيوت َ فيهِ ولا مارّةَ ولا ملاجئَ. يجب أن أخرجَ حالاً ، ولكن العودةَ باتَت صَعْبةً. لقد غرقت الطّريق وأصبحت بَحْرًا يضُجُّ بالمياهِ لا يُعرفُ لها حدود.
18 وأنا كذلكَ، إذا بأنوارٍ تتحرّكُ مِنَ القريَةِ نَحْوي. فَقَد أبصَرَ هؤلاءِ القومُ أنوارَ سيّارتي تتّجِهُ نَحْوَهُم ثمَّ تنطفئُ، فأدركوا أنَّ عُطلاً طَرأَ عَلى السّيّارةِ، وأنّهُ لا بًدَّ من إنقاذِ من فيها، وما هالَهُم المطرُ ولا الوحلُ… وَصَلَ جُمهورٌ مِنَ الرّجالِ ، وظلّوا يعملونَ حَتّى انتشلوها مِنَ الْوَحلِ ولم يعودوا أدراجهم ،إلا بعدَ أن رأوني في السّيّارةِ ، ورأوها تدُجُ سالِمةً.
أكسبتني هذه الحادِثةُ إيمانًا ، بأنَّ المُروءة َ ما زالَ لها رِجالُها في الأرض.
من عناصر القصّة :
- الزّمان والمكان اللّذان تدورُ فيهما أحداث القصَّة، وهو ما يُعرَف بـ “الزَّمَكانيَّة”. ويستهلُّ الكاتبُ قصَّته عادةً بالتَّعريف بمكان القصَّة، وزمانها، والظُّروف الّتي رافقت مُجرياتها، وهو ما من شأنه أن يضعَ القارئ في الجوّ العامّ للقصَّة.
- الشّخصيات التي تساهم في وقوع الأحداث ، رئيسيّة كانت أو ثانويّة
- البناء القصصي الذي يعتمد على الحبكة (مجموعة من الحوادث مرتبة ترتيبًا زمنيًا و سببيًّا، يقع التّأكيد فيها على التّرابط السّببيّ، أي على إبراز الأسباب والنّتائج، وتتابع هذه الأحداث ، يوصل إلى نتيجة قصصيّة تخضع لصراع ما وتعمل على شدّ القارئ.
4- العقدة : بداية تعقيد الأحداث
5- الذّروة : النّقطة القصوى في تصاعد الأحداث والتّوتر.
متى وقعت أحداث القصّة ؟
5- أين جرت أحداث القصّة
6- كما ذكرنا، أن من عناصر القصّة الشّخصيات
- ما عدد الشّخصيّات في القصّة ؟ ____________
- عدِّدها اذكرها __________________________
- الشّخصية الرّئيسية هي : ________________
7- ماذا فعلت الأمطار بشوارع البلدة ؟
8- أ- هل اهتدى الرّاوي إلى المفرق الموصل للقرية بسرعة ؟( حسب الفقرة الثّانية)_________
ب – استخرج من الفقرة الثّانية الجملة التي تُثبت ذلك.
Published: Jun 15, 2015
Latest Revision: Jun 15, 2015
Ourboox Unique Identifier: OB-57567
Copyright © 2015