الاسراء والمعراج

بعد كل الاحداث الحزينة التي حدثت مع الرسول صلى الله علية وسلم ؛ومنها موت زوجته خديجة وعمه ابو طالب وهجرة الرسول الى الطائف من اجل الدعوة الاسلامية التي لم تنجح ، ففي السنة الحادية عشر من البعثة اكرم الله سبحانه وتعالى الرسول صلى الله عليه وسلم برحلة عظيمة عجيبة, ومعجزة من معجزات الرسول وهي رحلة الاسراء والمعراج.             فهي معجزة الرسول الكبرى حيث اسري به ليلة السابع والعشرين من شهر رجب وذلك كان بعد ان جاء جبريل عليه السلام ومعه  البراق, (والبراق مخلوق أبيض طويل, وارتفاعه أعلى من الحمار وأدنى من البغل, لكنه سريع سرعة عظيمة بحيث يضع حافره عند منتهى بصره, ويسبح في الفضاء.) وطلب جبريل من الرسول أن يركب البراق, ثم انطلق من مكة الى مسجد الاقصى في القدس, حيث كان الانبياء عليهم السلام في استقبال النبي محمد صلى الله عليه وسلم فصلى بهم اماما ركعتين، وهذا هو الاسراء الذي اخبرنا عنه الله تعالى في الاية الاولى من سورة الاسراء:

فلما وصل جبريل ومعه الرسول إلى باب السماء الدنيا استفتح, فسأله أهلها:

من؟

قال: جبريل.

قالوا: ومن معك؟

قال: محمد.

قالوا: هل صار رسولاً؟

قال: نعم.                                                           ففي السّماء الدنيا رأى النبيّ آدم عليه السّلام، فرحبّ بالنبيّ

قائلاً: مرحباً بالنبيّ الصّالح والابن الصّالح

   ثم راى في السماء الثانية سيدنا عيس ويحيى عليهما السلام، فرحبا قائلين

مرحبا بالنبي الصالح والاخ الصالح

في السماء الثالثة رأى سيدنا يوسف عليه السلام.

وفي السماء الرابعة رأى إدريس عليه السلام.

.وفي السماء الخامسة راى هارون عليه السلام

وفي السماء السادسة رأى سيدنا موسى علي السلام

وفي السماء السبعة رأى سيدنا ابراهيم عليه السلام

وفي كلّ سماء يستأذن جبريل فيُؤذن له ويُرحَّب بالنبيّ صلّى الله عليه وسلّم.                                                                ثم تقدم الرسول حتى وصل إلى سدرة المنتهى وهي شجرة عظيمة ووراقها مثل اذان الفيلة, وهناك رأى الرسول الجنة وما أعد الله فيها من النعيم والمتع للمؤمنين, وكلمهُ الله تعالى, وشاهد كثيراً من الآيات والعجائب التي تدل على قدرة الله تعالى وعظمته.

ثم أُوتي الرسول صلى الله عليه وسلم بإناء من خمر وإناء من لبن فاختار اللبن.
فقال جبريل عليه السلام: اخترت الفطرة انت وامتك.

فرض الصلوات الخمس

وقد أكرمه الله تعالى بهدية عظيمة هي الصلاة, حيث فرض عليه وعلى أمته خمسين صلاة في كل يوم وليلة, فلما عاد الرسول لقي سيدنا موسى في السماء,

فسأله موسى: ماذا فرض الله على أمتك؟

فقال: فرض عليهم خمسين صلاة في اليوم والليلة.

قال: يا محمد, ارجع إلى ربك واسأله التخفيف.

فرجع وسأل ربه التخفيف, ثم مر بموسى

فسأله فقال: خفف عنهم خمس صلوات.

فقال: ارجع فاسأل ربك التخفيف, فرجع وسأل التخفيف, وظل يتردد مرة بعد مرة حتى خُففت الصلوات إلى خمس صلوات,

فقال له الله عز وجل: قد أمضيتُ فريضتي وخففت على عبادي, هي خمس صلوات في العمل وخمسون في الأجر.

ثم رجع الرسول ومعه جبريل إلى القدس, وهناك جمع الله له الأنبياء, فصلى بهم إماماً.

موقف اهل مكة

ثُمَّ رَجَعَ الرسول صلى الله عليه وسلم إلى مَكَّةَ.

وفي الصَّبَاحِ، أَخبرَ كُفَّارَ قريشٍ بما حَصَلَ، فكَذَّبُوهُ، وارتَدَّ بَعضُ مَن آمَنَ مِنْ ضِعَافِ الإِيمان.

 وأَخْبَرَ رِجالٌ أَبَا بَكْرٍ رضيَ الله عنه،

فقالَ: إنْ كانَ قالَ ذلكَ فقدْ صَدَقَ.

وطَلَبَ كُفَّارُ قريشٍ من النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَصِفَ لهم بَيتَ المَقدِسَ -لأنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لم يكنْ رآه قبل ذلك- فَوَصَفَ لهم كُلَّ شيءٍ فيه.

فقالوا: أَخبِرْنَا عن قافِلَتِنَا القادِمَةِ مِن الشَّامِ؟

وكانَ رَآها في الطَّريقِ وهو على البُرَاقِ، فَأخبرَهم بعدَدِ جِمَالِها وأَحوالِها،

وقال: تَأْتِيْ يومَ كذا مع طُلوعِ الشَّمْسِ، يَتقَدَّمُها جَمَلٌ أَوْرَق (رمَادِي).

فَخَرجُوا في ذلك اليوم خَارجَ مَكَّةَ يَنتظرونَ،

فقال أحدُهم: هذه الشَّمسُ قدْ أشرَقتْ!

فقالَ آخرُ: وهذهِ القَافلةُ قدْ أقبلتْ يَتقدَّمُها الجَمَلُ الأَورَقُ كما قَالَ مُحَمَّد!.