اْلأَوْلادُ وَأَزْهارُ الرَّبيعِ

في أَحَدِ أيّامِ الرَّبيع خَرَجَ الْأوْلادُ الْأَرْبَعَةُ رامي، سامي، رنا

وَسَمَر في نُزْهَةٍ قَصيرَةٍ في الْبُسْتانِ القريب حَيْثُ

تَتَفَتَّحُ فِيهِ الْأَزْهارُ وتَفُوحُ مِنْهُ الرَّائِحَةُ الْجَميْلَةُ .

قالَ رامي:أُنْظُروا يا أَصْحابي هَذِهِ الزَّهْرَةِ الْبَيْضاءِ هيَ زَهْرَةُ النَّرْجِسِ.

وَقالَ سامي:هَذِهِ  الزَّهْرَةُ الْحَمْراءُ هي زَهْرَةُ شَقائِقِ النُّعْمانِ.

وأمّا رَنا فَقالَتْ:ما أَجْمَل شَجَرَةَ الْكَرَزِ كيف

تُزَيِّنُها الْأَزْهارُ الْبَيْضاءُ.

وأمَّا سَمَر فَقَدْ نَظَرَتْ حَوْلَها وَتأَمَّلَتْ مَنْظَرَ الطَّبِيعَةِ

وَقَالَتْ: ما أَجْمَلَ الطَّبيْعَةِ.

وَعِنْدّها صاحَ الْجَميْعُ:ما أّجْمَلَ الطَّبيْعَةَ الْواسِعَةَ

وَما أَجْمَلَ مَناظِرَها الْخَلَّابَةَ.

أكْمَلَ الأَوْلادُ الأَربَعَةُ رِحْلَتَهُم في الْبُسْتانِ وَعِنْدَها شاهَدوا

حَقْلاً صغيرا مِنَ الكرز وكان منَظَرُهُ جَميلاً جِدًا

وَمُلْفِتاً لِلنَّظَرِ، فاقْتَرَبوا قَلِيلاَ وَأًكْلوا الْقَليلَ مِنْهُ

وَذلِك لشُعورِهِم بالْجوعِ .

وَعِنْدَما أحسوا بالتَّعَبِ اسْتَراحوا بِقُرْبِ ضِفَّةِ النَّهْرِ

واسْتَمْتَعوا بِصَوْتِ زَقْزَقَةِ الْعَصَافيرِ، وَبِصَوْتِ مياهِ النَّهْرِ.

طارَتْ الْعَصافيرُ في السَّماءِ فأخذ الأولاد يُراقِبُوهُم، وَكَمْ

دُهِشوا لِمَنْظَرِهِم كَيْفَ صَنَعوا في السَّماءِ شَكْلاً جَميْلاً وَكَبيْراً

جِدًّا يُشْبِهُ الْقَلْبَ، وَ بَعْدَ أَنْ أَنْهَوا اِسْتِراحَتِهِم تابَعوا سَيْرَهُم.

في طَريقِ الْعَوْدَةِ إِلى بُيُوتِهِم شاهَدوا الْأزْهارَ الْجَميلَةَ

وَكانَتْ الْفَراشاتُ الْمُلَوَّنَةِ تَطيرُ مِنْ حَوْلِهِم، وَلِحُسْنِ الْحَظِّ

كانَ مَعَ سامي آلَةَ تَصْويْرٍ لِكَيْ يُصَوِّرَ الْمَنْظَرَ الْجَميلَ.

وَبَعْدَ اِنْتِهائِهِم مِنْ تَصْويرِ الزًّهورِ وَالطَّبيعَةِ الْخَلَّابَةِ الْجَميلَةِ

الرَّائِعَةِ شَعَروا بأَنَّ الظَّلام بَدَأَ يَحِلُّ. فأَسْرَعوا إِلى بُيُوتِهِم

وَكانوا يُغَنُّونَ قَصيدَةٍ جَميلَةٍ بِصَوْتٍ واحِدٍ وَعِنْدَما انْتَهوا مِنْ غِناءِ

الْقَصِيدَةِ افْتَرَقوا مودِّعينَ بَعْضَهُم الْبَعضِ وَهُم غايَةَ في السَّعادَةِ .

          الْهَدَف مِنْ هَذِهِ الْقِصَّةِ

الطَّبيعَةُ جَميلَةٌ وَكُلُّ شَخْصٍ رْأيُهً يَخْتَلِفُ وَهيَ جَميلَةٌ

وَتُعْطي إِحساسٌ جَميْلٌ وَرائِعٌ وَ فيها الْكَثيرُ مِنَ الْألْوانِ.