النصيحة الولدية by Bdrih - Illustrated by  ( بحث في كتاب ( الوصية الولدية  - Ourboox.com
This free e-book was created with
Ourboox.com

Create your own amazing e-book!
It's simple and free.

Start now

النصيحة الولدية

by

Artwork: ( بحث في كتاب ( الوصية الولدية

  • Joined Apr 2018
  • Published Books 1

 المادة

تطور الفكر التربوي

اشراف الدكتورة: 

سارة المطيري

عمل الطالبات:

بدرية الهريشي

رهف العتيبي

اماني المقاطي

ختام مغربي

خديجة الكاف

غفران الحازمي

عايضة العتيبي

2

المقدمة

الْحَمد لله وَالصَّلَاة وَالسَّلَام على رَسُول الله
 فَهَذِهِ وَصِيَّة الإِمَام أبي الْوَلِيد الْبَاجِيّ لابْنَيْهِ نسْأَل الله أَن ينفعنا وَأَبْنَاءَنَا بهَا وَلنَا مَعَ هَذِه الْوَصِيَّة وقفات أنها كانت من أبي الوليد الباجي لولديه في حال الصغر وقبل البلوغ فهو يقول إنكما لما بلغتما الحد الذي قرب فيه تعين الفروض عليكما وتوجه التكليف إليكما فالتربية ينبغي أن تكون في الصغر حتى تكون أثبت في النفس ويشتد عود الصبي عليها لا بعد أن يكبر فلا تجدي نفعا ،
كَمَا نلمس فِي هَذِه الْوَصِيَّة صدق النصح فَلَا أنصح من الْأَب لِابْنِهِ وَلَا أحرص مِنْهُ على مَا يصلحه وينفعه فَهُوَ يَقُول لِوَلَدَيْهِ واعلما أَن لَا أحد أنصح مني لَكمَا وَلَا أشْفق مني عَلَيْكُمَا وَأَنه لَيْسَ فِي الأَرْض من تطيب نَفسِي أَن يفضل عَليّ غيركما
كَمَا نرى أَن هَذِه الْوَصِيَّة جَامِعَة مَانِعَة مَا تركت خيرا إِلَّا حثت عَلَيْهِ وَلَا شرا إِلَّا حذرت مِنْهُ التربية بالقدوة، وَإِن اهتمام أبي الْوَلِيد الْبَاجِيّ بولديه لم يقْتَصر على هَذِه الْوَصِيَّة إِذْ من الْمُمكن اعْتِبَار هَذِه الْوَصِيَّة توجيهات نظرية مدعمة بِالْآيَاتِ القرآنية وَالْأَحَادِيث النَّبَوِيَّة الشَّرِيفَة وَلَكنَّا نرَاهُ يحاول مَعَهم التربية بالقدوة فيؤلف لَهما كتابا سَمَّاهُ سنَن الصالحين.


3

ملخص الكتاب:

تقع «الوصية الولدية» في سبع وعشرين صفحة، يخلد أبو الوليد الباجي كلماته لولديه، وألخص منهجه فيها: بأنه يوصي ابنيه بمسألة ثم يدلل عليها، ويحرك الجانب الإيماني

إحسان الإصطرار ورائضة الإحساء المرتفعة المرتفعة العظيم وحينا تدبر ، فهي حاجة لوجهها في جميع حالاتها، وهذا هو منهج الأنبياء، ومن مميزات وصيان أنه يهتم بالفرد المنتمي لأسرة ومجتمع وأمة ، أي أنه لا يتمركز حول الفرد وحده، ولا يفصله عن مجتمع، ولا يخضعه له ، فالسلطة هنا دينية ليست فردية ولا مجتمعية، يرسم معالم لابنيه فهو بمنهجية علمية مؤ صلة، يقول: «فرأ أرماه من ويي وأنها من من يقول به إليك بالناس الحقيق والمؤمنين » (ص 2). تأمل ربطه الدنيا بالآخرة ، لم تقتصر على جانب دون آخر ، رسمه وفق منهج علمي مبني على الدليل ، موضحًا الغاية والوسيلة.

لماذا يدون الأب نصيحته لابنيه؟ يجيب قائلًا: «لا أحد أنصح مني لكما ، ولا أشفقني عليك» (ص 2) ، يترجم حبه وشفقته في إسداء النصح لهما ، فلم يغلب الجانب العاطفي ، بل جعله وسيلة لإسعاد ابنيه. 

يبتدئ الأب أولى وصاياه بوصية التمسك بالدين، وهي وصية الأنبياء لأبنائهم: {ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون } [البقرة: 132] في قول: «أؤكد عليكما في ذلك وصيتي، وأكررها حرصا على تعلقكما وتمسككما بهذا المعنى »(ص 4)، هنا يذكر الأب ابنيه بنعمة الإسلام التي هي من فضل الله على كل مسلم ، وهو يذكرنا بقول يوسف الصديق: {واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب ما كان لنا أن نشرك بالله من شيء ذلك من فضل الله علينا على الناس لكن أكثر الناس لا يشكر ن} [يوسف: 38]، لماذا الوصية بالإسلام؟ وقد يرجو اللقاء بهما في الجنة «حيث لا نخاف فرقة، ولا نتوقع إزالة، ويعلم الله تعالى شوقي إلى ذلك وحرصي عليه، كما يعلم إشفاقي من أن تزل بأحدكما قدم، أو تعدل به فتنة، فيحل عليه من سخط الله تعالى ما يحله دار البوار » (ص 4).| على كرسي متحرك على كرسي متحرك قدرتهم على التضايقات من قبل شخص ما؟ لا يحتاج منا منا منا؟

كثيرًا ما شُغلنا بالإغراق في التفكير لتوفير كل ما يخدر أبناءنا في الدنيا: مسكين مشرب مأكل ملبس … لم يدر بحسباننا في الآخرة ، غابت عنا الغاية النفس ، فاكتفينا للمناطة.

ثم بعد هذا الاستهلال يقسم وصيته قسمين:

الأول منها يختص بـ«الدين» وامتد هذا القسم من (ص5 إلى ص16)، والثاني يختص بـ«الدنيا» وكان الحديث عنه من (ص17 إلى ص27) حيث التعامل مع الآخرين، إلا أنّ لي تحفظًا على تقسيمه، لأنني أجد ما سطره في هذه الوصية كله من أمور الدين حيث لا تنفك حياة المسلم عن التعبد لله تعالى في حياته كلها، وكأني به يريد أن يربي نفوس أولاده أولًا تربية إيمانية، حتى إذا تمكّن الإيمان منهم تعاملوا مع الآخرين وفق ما يمليه عليهم إيمانهم، لا كما تملي عليهم أهواؤهم ويحلو لهم، فالإنسان بطبعه يحتاج لأن يتعامل مع الآخرين ولا بد له من أخلاقيات للتعامل مع الآخرين. الشمولية التربوية في الوصية تُنبي عن نظرة عميقة للمربي حيث يربي الفرد المنتمي للأمة ليبنيها، لا المنفك عنها الذي لا شأن له فيها. فبدأ بأركان الإيمان التي مبناها على الغيب حيث التصديق والتسليم، ثم بيّن المصدر المعرفي لهذه المسائل، وهو الكتاب والسنة، إذ المسائل لا بد لها من دلائل تبرهن على صدقها ويقينها حتى لا يساور الشك النفس البشرية الضعيفة وليطمئن القلب، ثم بين لهم المنهج الحق للسلف للتأسي به، وبينه في طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم المبنية على المحبة، لتعرف أكثر على سنته، وللانقياد له برضا، ومن الوصايا أيضًا أن تشرئب القلوب محبةً لأصحابه أجمعين رضوان الله عليهم، وبيان فضلهم ومزيتهم علىـ الأمة ليكون المنهج واضحًا أبلجَ لا يتلجلج السالك فيه، ومن الوصايا أيضًا توقير العلماء فهم من يحفظون ميراث النبوة.

وبعد أن بين لهم أصول المسائل وأدلتها وبصرهم بالمنهج انتقل من عمل الباطن إلى عمل الظاهر حيث يترجم الإيمان الذي يسكن في القلب فعل الجوارح، فشرع يذكرهم بأركان الإسلام: «وإقام الصلاة، فإنها عمود الدين وعماد الشريعة، وآكد فرائض الملة في مراعاة طهارتها، ومراقبة أوقاتها، وإتمام قراءتها، وإكمال ركوعها وسجودها» (ص6)، أداء الزكاة «لا تؤخرها عن وقتها، ولا يبخل بكثيرها، ولا يغفل عن يسيرها، وبأوفى وزن، فإنَّ الله تعالى أكرمُ الكرماء، وأحقُّ من اختير له، ولتُعْطَ بطيب نفسٍ، وتيقُّنٍ أنها بركة في المال وتطهيرٌ له، وتدفع إلى مستحقِّها دونَ مُحاباةٍ ولا متابعة هوى ولا هوادة» (ص7)، فهو ينبه بتنحية الهوى بالكلية عند أمر الله. صيام رمضان «فإنه عبادة السر وطاعة الرب» (ص7)، ثم حج بيت الله الحرام «الحج المبرور ليس له جزاء عند الله إلا الجنة» متفق عليه، الجهاد في سبيل الله بالنفس والمال، يحثهما على السِبَاق لشعائر الإسلام، وألا يضيعا حدود الله، أي أنهما لا يكتفيان بالإتيان فقط بل يحفزّ فيهما الجانب الإيماني، السباق إلى الله تعالى {وَسَارِعُوا إلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران: 133]. هناك من يأتي بأحكام الشريعة وهو يستشعر التكليف بها فحسب، وهناك من يستشعر محبة وعظم من أمر بها ليسارع ويسابق إليها، أليس هذا عاملًا من عوامل الثبات على الدين الحق؟!

ما السبيل لمعرفة ما ذكره سابقًا؟! إنه طلب العلم: «واعلما أنكما إنَّما تصلان إلى أداءِ هذه الفرائض والإتيان بما يلزمكما منها ـ مع توفيق الله لكما ـ بالعلم الذي هو أصل الخيْر، وبه يُتوصَّلُ إلى البِرِّ، فعليكما بطلبه؛ فإنَّه غِنى لطالبِه، وعِزٌّ لحامله، وهو ـ مع هذا ـ السببُ الأعظم إلى الآخرة؛ به تُجتنبُ الشبهاتُ، وتصِحُّ القُرُباتُ» (ص8)، وبعد أن بيّن مكانة طلب العلم بدأ في بيان فضله ومكانة العلماء للترغيب فيه، وأن أفضل العلوم علوم الشريعة، ثم يحذرهما من الاطلاع على كتب المنطق والفلسفة ابتداءً، حتى لا يقعا في الشك والريب.. منهج تربوي في القراءة والبحث للتكوين الفكري والتأصيل المنهجي.

ثم شرع في الجانب السلوكي والأخلاقي، الذي لا ينفك عن الجانب التعبدي التوحيدي الذي يتعبد به المرء ربه، فيبدأ بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وطاعة ولاة الأمر في غير معصية الله، والالتزام بالصدق واجتناب الكذب، وأداء الأمانة، وتتميم الميزان لأن النقص مقت، ثم ينهاهما عن المشاركة في سفك الدماء: «وإياكما والعونَ على سفكِ دمٍ بكلمةٍ، أو المشاركةَ فيه بلفظةٍ، فلا يزال الإنسان في فُسحةٍ مِنْ دينه ما لم يغمِسْ يدَه أو لسانَه في دمِ امرئٍ مسلم. قال الله تعالى: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} [النساء: 93]» (ص12). ولا تقربوا الزنا لأن اجتنابه من أخلاق الفضلاء، وإياكما وشرب الخمر «فبيَّنَ تعالى أنها مِنْ عمل الشيطان، ووصفها بالرِّجس، وقرَنَ الفلاحَ باجتنابِها، فهل يستجيزُ عاقلٌ يصدِّقُ البارئَ في خبَرِه تبارك اسمُه، ويعلم أنه أراد الخيْرَ لنا فيما حذرنا عنه منها أنْ يقرَبَها أو يتدنَّسَ بها» (ص12)، وإياكما والربا «فإنَّ الله تعالى قد نهى عنه، وتوعَّدَ بمحاربة مَنْ لم يتُبْ منه» (ص13)، ولا تأكلوا مال أحد بغير حق وعليكم بطلب الحلال واجتناب الحرام، وإياكما والظلم فإنه ظلمات يوم القيامة، وإياكما والنميمة «فإن أول من يمقت عليها من تنقل إليه» (ص13)، «وإياكما والحسد فإنه داء يهلك صاحبه، وإياكما والفواحشَ فإنَّ الله تعالى حرَّم ما ظهر منها وما بطَنَ، والإثمَ والبغيَ بغيْرِ الحقِّ، وإياكما والغيبةَ، فإنَّها تُحبطُ الحسناتِ، وتُكثر السيئاتِ، وتُبعدُ مِنَ الخالقِ، وتُبَغِّضُ إلى المخلوقِ، وإياكما والكِبْرَ، فإنَّ صاحبَه في مقتِ الله متقلِّبٌ، وإلى سَخَطِهِ مُنْقَلِبٌ، وإياكما والبخلَ فإنه لا داء أدوأ منه، لا تسلَمُ عليه دِيانةٌ، ولا تَتِمُّ معه سيادةٌ، وإياكما وشهادةَ الزُّورِ فإنَّها تقطع ظهرَ صاحبِها، وتُفسدُ دينَ متقلِّدِها، وتُخلد قبحَ ذكرِه، وأولُ مَنْ يَمقتُه ويَنِمُّ عليه المشهودُ له، وإياكما والرِّشوةَ، فإنها تعمي عين البصير، وتحط قدر الرفيع، وإياكما والأغاني، فإن الغناء ينبت الفتنة في القلب، ويولد خواطر السوء في النفس، وإياكما والشطرنجَ والنردَ فإنه شغل البطالين، ومحاولة المترفين، يفسد العمر، ويشغل عن الفرض، ويجب أن يكون عمركما أعزَّ عليكما وأفضلَ عندكما من أن تقطعاه بمثل هذه السخافات التي لا تجدي، وتفسداه بهذه الحماقات التي تضر وتردي، وإياكما والقضاءَ بالنجومِ والتَّكَهُّنَ فإنَّ ذلك لمن صدَّقه مُخرجٌ عنِ الدَّينِ، ومُدخل له في جملة المارقين» (ص14ـ 16)، جملة من النواهي يبين دليلها وسبب النهي عنها، فالنفوس حينًا تركن للدعة وتميل للهوى فتنحرف، فهو يوجهها للاستفادة من سنوات العمر حتى لا تضيع سُدى.

في القسم الثاني من وصيته ينتقل من الحقوق والوجبات العامة إلى الحقوق والوجبات الخاصة في الأسرة، فيذكِّر الأخ بحق أخيه، ثم يذكر الكبير بالعطف على الصغير، والصغير بتوقير الكبير، مع بيان واجب كل منهما تجاه الآخر، نظرية الواجبات والحقوق الإسلامية المتبادلة وليست المنتزعة قوة وغصبًا، ويحيط هذه الأخوة بسياج النصح لله، ومحبة الخير لكل منهما، وغرس الإيثار، والتعاطف والتواصل لنيل رضا الله، ثم ينهاهم عن جملة من الأخلاق التي تفسد عليهم دينهم ودنياهم وعلاقتهم الاجتماعية: «إياكما والتنافسَ والتقاطعَ والتدابرَ والتحاسدَ» (ص18)، وهو يمحض لهم النصيحة في بذل المعروف من قبل ومن بعد، «مَنْ أسدى منكما إلى أخيه معروفًا أو مُكارمةً أو مُواصلةً، فلا ينتظرْ مُقارضةً عليها» (ص18)، وحتى إن نسي أحد أبنائه وصيته ولم يعمل بها، فأخطأ في حق أخيه، فالآخر يتلافى تلك الإساءة بتمسكه بوصية أبيه، والصبر على أخيه، والرفق به.. يحرك جميع البواعث النفسية في نفوس أبنائه، تارة بتذكر وصية الأب الذي يحوز في قلبك على مكانة علية وله حق السمع والطاعة في غير معصية، وأخرى بوجوه البر والإحسان، وثالثة يذكره بالعاقبة «فإنه يُحمد عاقبة صبره، ويفوز بالفضل في أمره»، ثم يؤكد على الاجتماع والاتفاق ونبذ الفرقة، وتتسع النصيحة الوالدية لتشمل أفراد الأسرة من ذوي القرابة، فيوصي ابنيه بصلة أرحامهما، وتعهدهم بالزيارة وتفقد أحوالهم المادية والمعنوية، وقضاء حوائجهم، دون أن ينتظروا جزاء أو شكورًا، فإن هذا مفسد لعلاقتهم، ثم تنتقل الوصية الوالدية إلى الجار، بحفظه وكف الأذى عنه وبستر عورته، والصبر عليه، مبينًا حقوق الجار بالقرب وبالنسب، ثم يوصيهما بصلة أصدقائه، فمعاني الوفاء تتجلى حتى بعد رحيل الأب.

ويذكّر بوصايا قلبية يحتاجها الإنسان ليقوى على عبادة الله ومواجهة الأزمات بروح المؤمن بالتوكل على الله تعالى وتفويض الأمر إليه، والاستعانة بالدعاء في البأساء والضراء، «فإن الدعاء سفينة لا تعطب، وحزب لا يُغلب، وجند لا يهرب» (ص21)، والاستمرار على الدعاء مع إحسان الظن بالله «فالذي ألهمكما إلى الدعاء ووفقكما، لا بد أن يُحسن العاقبة لكما، وقد نجاكما بدعائكما عن الكثير، وصرف به عنكما من البلاء الكبير» (ص21)، ويلفت انتباه ابنيه إلى شكر الله على نعمه، وأن يجعلاها عونًا على طاعته، وسببًا لعبادته، ويحذرهما من كفر النعمة وجحودها ونسبتها إلى غير الله تعالى.

ثم يأتي بجملة من الوصايا في علاقة أولاده بولي الأمر: طاعته في غير معصية، وعدم الخروج عليه، «إياكما والتعريضَ للخلاف لهم، والقيامَ عليهم، فإنَّ هذا فيه العَطَبُ العاجل، والخِزيُ الآجلُ، ولو ظفَرْتُما في خلافِكما، ونفذتُما فيما حاولتما، لكانَ ذلك سببَ هلاكِكما لِمَا تكسبانِه مِنَ المآثِم، وتُحدِثان على الناس مِنَ الحوادث والعظائم» (ص22ـ 23).

يحرص أبو الوليد في نصح ولديه في كل الأحوال مع كل الأشخاص، إنه يربي الابن الذي ينتمي إلى أسرة وأمة، إنّه يحمل همًّا رساليًّا في تربية ابنيه.. يا الله ما ذا لو حمل كل أب وأم الهم الرسالي؟!

ثم يذكر وصية لقمان لابنه مخافة أن تُفقد وصيته، فتُنسى، احترازًا منه وتحسبًا لأي ظرف يخل بتلك الوصية، وحرصًا على إيصالها بكافة الأساليب، يا الله على حرصه وشفقته ورحمته بابنيه.

ويختم وصيته بالتوكل على الله في تربيته الإيمانية لولديه، «وإنِّي لأُوصيكما، وأعلمُ أنِّي لن أُغنِيَ عنكما مِنَ الله شيئًا. إنِ الحكمُ إلا لله عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلونَ، وهو حسبنا ونعم الوكيل» (ص26)، وهو يذكرنا بموقف نبي الله يعقوب مع بينه حين قال لهم: {وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ إنِ الْـحُكْمُ إلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْـمُتَوَكِّلُونَ} [يوسف: 76]، وكأني بخاتمته يوصي فيها كل الآباء والأمهات بالتوكل على الله في تربية أولادهم، وهذا ما نغفل عنه أحيانًا.

إنَّ الوصية الولدية على أهميتها إلا أنها لم تحظَ بالاهتمام من جهة التربية الوالدية وأثرها على الأولاد، تعلمًا وتعليمًا وشرحًا وتوجيهًا، وقد شُرحت[5] وكُتبت لها وقفات[6]، وهو شرح لمسائلها، أي أنها ابتعدت عن الهدف التربوي الذي لأجله وضعت الوصية.

إنَّ كل ما أتمناه أنْ تُفعّل هذه الوصية تربويًّا داخل كل أسرة، ويُخطب بها على المنابر، ويُشار إليها في محافل مجالس الآباء والأمهات التي تعقدها المدارس، وتُعقد لها دورات تربوية للوالدين تُستل مادتها من الوصية، ويلزم كل أم وأب بحضورها كالدورات التي تعقد للزوجين، فتربية الأبناء مسؤولية. لماذا تكثر حالات الطلاق؟! لأن الزوجين لم يؤهلا؛ جميل، لكنّ ثمت سببًا حقيقيًّا يقف خلف هذا وهو التربية!! فيتمدد الخلل دون أن ننتبه له ونقف عليه، ونجتثه من جذوره.

من خلال التربية الإيمانية سيخرج لنا جيل منتج واعٍ متمسك بدينه، معتز بهويته، يبني مستقبل أمته ولا يأكله، ولا يرقص على جراحها، ولا يتكهن لمستقبله، ولا يسلم عقله لغيره ليتحكم به، يفكر ولا يكفر، يحلل ويدلل، ويتعلم ويُعلّم، يترك أثرًا قبل وبعد رحيله، ولنا أن نتأمل عِظم أثر التربية الدينية في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ، أَوْ يُنَصِّرَانِهِ، أَوْ يُمَجِّسَانِهِ» متفق عليه، وفي هذا يقول ابن تيمية: «المراد بالحديث أن الأبوين يلقنانه الكفر ويعلمانه إياه، وذكر النبي صلى الله عليه وسلم الأبوين لأنهما الأصل العام الغالب في تربية الأطفال، فإن كل طفل فلا بد له من أبوين وهما اللذان يربيانه مع بقائهما وقدرتهما»[7]، وهذا بخلاف المنظمات الدولية الغربية التي تسنّ المواثيق لإحداث هوة سحيقة تفصل الآباء عن الأبناء من جهة الدين، لتعطي الابن حرية اختيار دينه، ولا تجعل للأب أي سلطة على الابن، ولنا أن نتصور مدى التشتت الذي يهدم الأسرة من جذورها ليفككها، ويسعى في تقويضها بشتى الطرق، وهذا ما نبه إليه غوستاف لوبون حين عدد ما تتمتع به شعوب الشرق بخلاف شعوب الغرب، حيث يقول: «تتمتع شعوب الشرق بما خسرناه من التماسك، فمعتقدات هذه الشعوب لا تزال قوية، وتحافظ أسرها على استقرارها القديم، وبقيت مقومات المجتمعات القديمة، كالديانة والأسرة والنظم والتقاليد والعادات، وهي التي أصابها في الغرب من الهدم ما أصابها، مؤثرة في الشرق مسيطرة عليه، وليس على الشرقيين أن يفكروا في تبديلها»، ويقول أيضًا: «ما بين الشرق والغرب من الاختلاف عظيم إلى الغاية، ويبلغ من عظمه ما يتعذر معه اعتناق أحدهما لمبادئ الآخر وتفكيره»[8].

أختمذي لابد من أن يعود. ، ……..

4

: أهم الافكار التربوية المميزة للمؤلف

1التربية على العقيدة الاسلامية الصحيحة .
2- التمسك بالكتاب و السنة .
3- طلب العلم و افضلها علم الشريعة .
4- النصيحة بالإحسان و التعاطف بين الاخوان .
5- صلة الرحم و الوصية بالجار .
6- شكر النعمة وعدم إهانتها .

5

:أهداف التربية     

١- طاعة الوالدين
وجوب طاعة نصح الأب واعلما ان لاحد انصح مني لكما ولااشفق مني عليكما وانه ليس ف الارض من تطيب نفسي ان يفضل علي غيركما 
٣- صلاح اهل البيت 
اعلما اننا اهل بيت لم يخل بفضل الله ماانتهى الينا منه من صلاح وتدين وعفاف وتصاون
٣- التمسك بكتاب الله وسنته
روى عن النبي انه قال (تركت فيكم ماان تمسكتم به لن تضلو بعد: كتاب الله تعالي وسنتي
٤- طاعة الرسول وصحابته
وقد نصح لنا النبي وكان المؤمنين رحيما وعليهم مشفقا ولهم ناصحا فأعملا بوصيته واقبلا من نصحه واثبتا في انفسكما المحبه له والرضا بما جاء به والاقتداء بسنته والانقياد له والطاعه والحكمه والحرص على معرفة سنته وسلوك سبيله فإن محبته تقود الى الخير وتنجي من الهلكه والشر 
٥- طلب العلم 
واعلما انكما انما تصلان الى اداء هذه الفرائض والاتيان بما يلزمكما منها مع توفيق الله لكما بالعلم هو اصل الخير
٦- التفقه في الدين 
من قصر عن ذلك فليقرء بعد تحفظ القران ورواية الحديث المسائل على مذهب مالك رحمه الله فهي اذا انفردت انفع من سائر مايقرء مفردا في باب التفقه
٧- طاعة ولي الامر في غير معصيه
واطيعا  من ولاه الله امركما مالم تدعيا الي معصيه
٨- إيثار الاخوه على الدنيا 
ولايوثر احداكما على اخيه شيئا من عرض الدنيا فيبخل باخيه من اجله ويعرض عمه بسببه او ينافسه فيه 
٩- صلة الارحام
ثم عليكم بصلة ارحامكما وبني اعمامكما واهل بيتكما والاكرام لهما والمواصله لصغيرهم وكبيرهم .

:مفهوم التربيه 
بداية التربيه على العقيده الاسلاميه
فأول مايجب ان يهتم به المسلم في تربية ابنه العقيده السليمه عقيده التوحيد (يبني لاتشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم )
 العباده 
ثم تاتي العباده واهمها الصلاه(يبني اقم الصلوة)
الود والرحمه 
والداعيه الحق لابد ان تكون علاقته بالمدعوين ود ورحمه واولى الناس به والده حتى وان كانا كافرين(ووصينا الانسان بوالديه احسانا)
النصح 
لااحد ينصح للوالد من والده

6

اساليب وطرق التدريس عند ابي الباجي

طريقة الحوار ( الطريقة السقراطية):
مثل تربية لقمان لابنة , ونصحه له فما ترك خيرا الا اوصى ابنه بفعله.
شاهد من الكتاب
طريقة التثبت والدمج:
انه كان يحث ابنائه على حفظ القران والعمل بة والمثابرة على حفظه .
شاهد من الكتاب
طريقة القصة:
انه يقصص ققصص الانبياء ويحثهم على الاقتداء بهم وبهديهم , والتحفظ لاقوالهم.
شاهد من الكتاب
التعلم التعاوني:
حث ابنائه على طلب العلم , واداء الفرائض, والاتيان بما يلزمهما مع توفيق الله لهم فعليهما ان يطلباه فانة غنى لطالبة وعز لحامله.
شاهد من الكتاب

7

المؤسسات التربوية التي ذكرها

 

الدين :الصلاه والزكاة والصيام وحلال وحرام

• اخذ العلم بدايه حياته عن فقيه بالأندلس

الاسره : أمه فكانت فقيهة قارية وجده لأمه وهي بنت فقيه عالم وهو ابو بكر محمد القبري

وخاله : هو الفقيه المحدث الاديب الخطيب الشاعر أبي شاكر عبدالواحد 

اخوته :لم يكن منهم إلامشهورا بالحج والجهاد والصلاح والعفاف

شيوخه : ومن مشايخه يونس بن مغيث ومكي بن أبي طالب وأبو ذر الهروي …

8

 محتوى المنهج الدراس

:

كانت نصيحه من الاب لابنه

:
اهتم بالجوانب

-الجوانب الايمانيه

:
التصديق باركان الايمان
الايمان بالله
الايمان بالروسول
والكتب السماويه
والتصديق بشرائعه

الجوانب التعبديه

:

الوصية باقام الصلاة
واتاء الزكاة
وصوم رمضان
وحج البيت
والجهاد في سبيل الله
حفظ القران 

:

الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وطاعة ولي الامر 

9

الخاتمة

كمُلتِ الوصيةُ المباركةُ ، والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد خاتم النبيين ، وآله الطيبين ، وصحابته المنتَجَبين ، وسلم تسليماًً إلى يوم الدين

10
This free e-book was created with
Ourboox.com

Create your own amazing e-book!
It's simple and free.

Start now

Ad Remove Ads [X]
Skip to content