مقرر / الاصول الاسلامية للتربية

أ . سارة المطيري

الفصل الدراسي الثاني

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، سبحانه لا إله إلا هو، نحمده ونشكره ونشهد أنه لا إله إلا هو سبحانه وتعالى , ونشهد أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد :

أقدم لكم اليوم أعزائي بحث تحت عنوان تذكرة السامع والمتكلم في ادب العالم والمتعلم لبدر الدين ابن جماعة وأسأل الله أن يكون مصدرا للعلم والإستفادة للجميع.

مقدمة عن المؤلف 

هو ابو عبدالله بدر الدين محمد بن ابراهيم بن سعد الله بن جماعة بن حازم بن صخر الكناني الحموي الشافعي .

ولد عشية الجمعة الرابع من ربيع الاخر سنة تسع وثلاثين وست مائة .

نشأ في بيت علم وديانة وقضاء فأبوه القاضي برهان الدين ابن جماعة من اهل العلم وجده كذلك

قرأ القران على والده واتقن كثيرا من المتون

اخذ اكثر علومه عن القاضي تقي الدين ابن رزين وقرأ النحو على الامام ابن مالك , كان رحمه الله مكبا على العلم مجتهدا في التحصيل ففاق اقرانه وعرضت فتواه قديما على النووي فاستحسن جوابه وظهرت فضيلته .

وفي التدريس فله في ذلك جهود مشكورة ففي دمشق درس في القيمرية والعادلية الكبرى والشامية البرانية وغيرها .

وفي القاهرة درس في الصالحية والناصرية والكاملية وجامع الحاكم وغيرها .

وقد تلمذ له خلق ابرزهم : ابنه عز الدين والصلاح الصفدي والشمس الذهبي والتاج السبكي

واما التأليف فله فيه مشاركة جيدة ومن اشهر تصانيفه : المنهل الروي ,والفوائد اللائحة من سورة الفاتحة , والتبيان لمهمات القران والمسالك في علوم المناسك والنجم اللامع في شرح جمع الجوامع وغيرها .

وتنوع تصانيفه يدل على مشاركته في الفنون فكان رحمه الله صاحب معارف واطلاع , وكان مع ذلك ورعا وافر العقل حسن الهدي متين الديانة زاهدا . وكانت فيه رياسة وتودد ولين جانب وقوة نفس في الحق وحسن تربية من غير عنف ولا تخجيل . وكان مليح الهيئة ابيض مستدير اللحية جميل البزة دقيق الصوت .

وبعد حياة حافلة توفي الامام ابن جماعة ليلة الاثنين الحادي والعشرين من جمادى الاولى سنة ثلاثة وثلاثين وسبع مائة فرحم الله ابن جماعة واجزل له الثواب .

( ملخص لموضوع الكتاب  )

• عنوان الكتاب: تذكرة السامع والمتكلم في أدب العالم والمتعلم

•  المؤلف: ابن جماعة

•  المحقق: محمد بن مهدي العجمي

•  الناشر: دار البشائر الإسلامية

•  الطبعة: الثالثة 1433ه – 2012م

•  عدد الصفحات: 215

• عدد الابواب : 5

• الباب الثاني : 3 فصول

• الباب الثالث : 3 فصول

• مقدمة للكتاب

• فهرس للكتاب

( طريقة المؤلف في عرض المعلومات )

بدأ بمقدمة للكتاب :

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله البر الرحيم الواسع العليم ذي الفضل العظيم وافضل الصلاة واتم التسليم على سيدنا محمد النبي الكريم المتزل عليه في الذكر الحكيم ( وانك لعلى خلق عظيم ) وعلى اله واصحابه الكرام جواره في دار النعيم .

اما بعد :

فإن من اهم مايبادر به اللبيب شرخ شبابه ويدئب نفسه في تحصيله واكتسابه حسن الادب الذي شهد الشرع والعقل بفضله واتفقت الاراء والالسنه على شكر اهله .

وان احق الناس بهذه الخصلة الجميلة واولاهم بحيازة هذه المرتبة الجليلة : اهل العلم الذين حذوا به ذروة المجد والسناء واحرزوا به قصبات السبق الى وراثة الانبياء لعلمهم بمكارم اخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وادابه وحسن سيرة الائمة الاطهار من اهل بيته واصحابه وبما كان عليه ائمة علماء السلف واقتدى بهديهم فيه مشايخ الخلف .

قال ابن سيرين ( كانوا يتعلمون الهدي كما يتعلمون العلم )

وقال الحسن : ( ان كان الرجل ليخرج في ادب يكسبه السنين ثم السنين )

وقال سفيان بن عيينة ( ان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الميزان الاكبر وعليه تعرض الاشياء على خلقه وسيرته وهديه فما وافقها فهو الحق وماخالفها فهو الباطل )

وقال حبيب بن الشهيد لابنه : ( يابني اصحب الفقهاء والعلماء وتعلم منهم وخذ من ادبهم فان ذلك احب الي من ان تتعلم سبعين بابا من العلم )

وقال مخلد بن الحسين لابن المبارك : ( نحن الى كثير من الادب احوج منا الى كثير من الحديث )

وقيل للشافعي رضي الله عنه : ( كيف شهوتك للادب ؟ ) قال : ( اسمع بالحرف منه مما لم اسمعه فتود اعضائي ان لها اسماعا تتنعم به ) قيل : ( وكيف طلبك له ؟ ) قال : ( طلب المرأة ولدها وليس لها غيره ).

سبب تأليف الكتاب : ولما بلغت رتبة الادب هذه المزية وكانت مدارك مفضلاته خفية دعاني مارأيت من احتياج الطلبة اليه وعسر تكرار توقيفهم عليه اما لحياء فيمنعهم الحضور او لجفاء فيورثهم النفور الى جمع هذا المختصر مذكرا للعالم ماجعل اليه ومنبها للطالب على مايتعين عليه ومايشتركان فيه من الادب وماينبغي سلوكه في مصاحبة الكتب ثم ادب من يسكن المدارس منتهيا او طالبا لانها مساكن طلبة العلم في هذه الازمنة غالبا .

مصادر المصنف رضي الله عنه ومنهجه في الكتاب : وجمعت ذلك مما اتفق في المسموعات او سمعته من المشايخ السادات او مررت به في المطالعات او استفدته في المذكرات وذكرته محذوف الاسانيد والادلة كيلا يطول على مطالعه او يمله .

وقد جمعت فيه بحمد الله تعالى من تفاريق اداب هذه الابواب مالم اره مجموعا في كتاب وقدمت على ذلك بابا مختصرا في فضل العلم والعلماء على وجه التبرك والاقتداء .

وقد رتبته على خمسة ابواب تحيط بمقصود الكتاب :

الباب الاول : في فضل العلم واهله وشرف العالم ونبله

الباب الثاني : في اداب العالم في نفسه ومع طلبته ودرسه

الباب الثالث : في ادب المتعلم في نفسه ومع شيخه ورفقته ودرسه

الباب الرابع : في مصاحبة الكتب ومايتعلق بها من الادب

الباب الخامس : في ادب سكنى المدارس ومايتعلق به من النفائس

وقد سميته : تذكرة السامع والمتكلم في ادب العالم والمتعلم

والله تعالى يوفقنا للعلم والعمل ويبلغنا من رضوانه نهاية الامل .

مفهوم أصول التربية :

هي العلم الذي يهتم بدراسة الأصول والاسس التي يبنى عليها تطبيق تربوي والدراسه

التي تهدف الى تزويد الطالب او الدارس بمجموعة نظريات وحقائق وقوانين توجه العمل

التربوي .

مصادر التربية الإسلامية :

١/القرآن الكريم : حيث استدل بعدد من الايات مثل ” فأسألوا أهل الذكر إن كنتم لاتعلمون “

” يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين آوتو العلم درجات “

٢/ السنة النبوية:

حيث ذكرعدد من الاحاديث التي تحث على العلم والتعلم وفضل العلم والعلماء

منها :

” من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ”

” ماعبد الله بشيء أفضل من فقه في دين ولفقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد”

وعن ابي ذر وأبي هريرة – رضي الله عنهما- قالا ” باب من العلم نتعلمه أحب إلينا

من ألف ركعة تطوعاً، وباب من العلم نعلمه عُمل به أو لم يعمل أحب إلينا من مائة

ركعة تطوعاً”

حيث ان الاشتغال بالعلم لله أفضل من نوافل العبادات البدنية وصلاة وصيام وتسبيح

ودعا لان نفع العلم يعم صاحبه والناس والنوافل البدنية مقصوره على صاحبها ولان

العلم مصحح لغيره من العبادات فهي تفتقر إليه وتتوقف عليه ولايتوقف هو عليها .

أهداف البحث:

يهدف البحث إلى التعرُّف على ابن جماعة وآرائه التربوية التي قدَّمها، وكذلك إلى التعرف على مفهوم العلم، وطبيعته، وفضله وشرف العلماء به، والتعرُّف على المعلم وأخلاقه، وأخلاق المتعلِّم، والطُّرق والمبادئ والوسائل التي يستخدمُها المعلم أثناء قيامه بعمل التدريس؛ للإسهام في صياغة القواعد الأساسية لمهنة التعليم، التي تهدفُ المؤسَّسات التربوية إلى صياغتها بالطرق الصحيحة والسليمة؛ كلُّ ذلك من أجل الاستفادة من آراء العلماء السابقين، والذين لهم آراء تربويَّة في هذا المجال، وتتضمَّن تلك الأهداف:

1)   معرفة مفهوم العلم ومكانته، وفضله، وشرف العلماء به عند ابن جماعة.

2)   الوقوف على آرائه التربوية فيما يتعلَّق بآداب المعلم.

3)   الوقوف على الطرق والمبادئ والوسائل التربوية التي قال بها ابن جماعة

خصائص التربية الإسلامية

1– الربانية : 

حسن النية في طلب العلم بأن يقصد به وجه الله تعالى .

قال بعض السلف: طلبنا العلم لغير الله، فأبى أن يكون إلّا لله.

2 – الشمولية :

اهتم الكاتب في تكوين شخصيه الفرد المسلم من حيث معاملة الناس بمكارم الأخلاق.

3 التوازن : 

لم يتكلم عنها

4 – الأصالة والمعاصرة : 

لم يتكلم عنها

5- الواقعية :

أن يسمح له بسهولة‪ ‬الإلقاء في تعليمه وحسن التلطف في تفهيمه.

و إذا‪ ‬سلك الطالب في التحصيل فوق ما يقتضيه حاله أو تحمله طاقته وخاف الشيخ ضجره أوصاه‪ ‬بالرفق بنفسه.

6 – الاستمرارية :

دوام‪ ‬الحرص على الازدياد بملازمة الجد والاجتهاد

قال سعيد بن جبير: لايزال الرجل عالماً ماتعلّم، فإذا ترك التعلّم وظن نفسه قد استغنى واكتفى بما عنده، فهو أجهل مايكون

7 – الوسطية :

لم يتكلم عنها

8 -العالمية:

أن لا يمتنع من تعليم‪ ‬الطالب لعدم خلوص نيته.

—

الاسس التعبدية :

1- الصلاة :

أن‪ ‬يطهر باطنه وظاهره من الأخلاق الرديئة ويعمره بالأخلاق المرضية.

2- الصوم

دوام مراقبة الله تعالى في السر والعلن .

3 – الزكاة :

ان يتنزه من دني المكاسب و رذيلها

4 – الحج :

أن يتودد لغريب حضر عنده‪ ‬وينبسط له ليشرح صدره.

أهم القضايا التي ناقشها

• المتعلم عند ابن جماعة:

يعتبر ابن جماعة المتعلم عنصراً رئيساً من عناصر العملية التعليمية لذا يجب أن تتوفر فيه الأمور التالية:-

• التهيؤ وتطهير القلب :

• يرى ابن جماعة أن القلب بدون تطهير لا يصبح قابلاً لتلقي العلـم وحفظـه وهـذا مـا تنـادي به التربية الحديثة للتهيؤ للقبول والتعليم

• يدعو ابن جماعة المتعلم إلى معالجة انفعالاته ومحاولة التخلص من تأثيرها الضار معتمداً على الجانب التفكيري الإدراكي عنده فيذكر المتعلم بأضرار الانفعال ويبصره بأنه يحول بينه وبين تحقيق الفائدة من التعليم ويدعو إلى تدبر ذلك وتعقله وإلى ضرورة ” أن يطهر قلبه من غش ودنس وغل وحسد وسوء عقيدة وخلق ليصلح بذلك لقبول العلم وحفظه والاطلاع على دقائق معانيه وحقائق غوامضه “.

• العناية بالمظهر العام :

ابن جماعة :

” ينبغي أن يدخل على الشيخ كامل هيئته متطهر البدن والثياب نظيفهما بعدما يحتاج إليه من أخذ ظفر وشعر وقطع رائحة كريهة ، ولا سيما إن كان يقصد مجلس العلم ”

• مراعاة راحة التلميذ :

• ” وإن يقلل الصبي من نومه ما لم يلحقه ضرر في بدنه وذهنه، ولا يزيد نومه في اليوم والليلة على ثماني ساعات وهو ثلث الزمان وإن احتمل حالة أقل منها فعل”.

• ” وإن يقسم أوقــات ليلــه ونهــاره ويغتنم مــا بقي من عمره فـإن بقية العمر لا قيمة له ، وأجود الأوقات للحفظ الأسحار، وللبحث الأبكار، وللكتابة وسط النهار ، والمطالعة والمذاكرة الليل “.

• ” ينبغي للطالب أن يقدم النظر ويستخير الله فيمن يأخذ العلم عنه ويكتسب حسن الأخلاق والآداب فيه وليكن – إن أمكن – ممن كملت أهليته وتحققت شفقته، وظهرت مروءته، وعرفت عفته، واشتهرت صيانته، وكان أحسن تعليماً وأجود تفهيماً ”.

وناقش ايضا خصائص المعلم الجيد :

• العناية بالمظهر العام :

ابن جماعة : “إذا عـزم المعلم على مجلس التدريـس تطهر مـن الحدث والخبـث وتنظـف وتطيب ولبس أحسن ثيابه اللائقة بين أهل زمانه قاصدا بذلك تعظيم العلم “.

• العدل والمساواة في معاملة التلاميذ وإثارة الدافعية والمنافسة :

• ابن جماعة : ” وأن لا يظهر للطلبة تفضيل بعضهم على بعض عنده في مودة واعتناء مع تساويهم في الصفات من سن أو فضيلة أو تحصيل أو ديانة ، فإن ذلك ربما يوحش منه الصدر وينفر منه القلب ، وإن كان بعضهم أكثر تحصيلا وأشد اجتهادا أو أحسن تأديبا فأظهر إكرامه وتفضيله ، وبين أن زيادة إكرامه لتلك الأسباب فلا بأس بذلك لأنه ينشط ويبعث على الاتصاف بتلك الصفات

• مضامين العدل والمساواة

• مضامين :

1. المساواة بين التلاميذ مطلب يلح عليه ويتصل بالمساواة الموضوعية في الحكم على التلاميذ

2. أن المنافسة من أكثر الوسائل انتشاراً لإثارة الأفراد لنواحي النشاط اللازم للتعلم وباعثا لهم على بذل الجهد والنشاط

3. يرى ابن جماعة أن المعلم بإظهاره الإعجاب بالمتفوقين وشكرهم والثناء عليهم إنما يلجأ إلى الاستثارة والدافعية

• في التربية الحديثة :

1. أن قدرا من الصحة النفسية يتوقف عند الطالب على نوع المعاملة التي يتلقاها من المعلم ، وكلما خلت معاملة المعلم من التفضيل كلما نما التلميذ نموا كاملاً.

2. حذر من سوء استخدامها فطلب من المعلم الحذر في استخدامها لما تسبب من إثارة الشحناء والبغضاء بين التلاميذ ، وهذا ما ذهب إليه جيلفورد والدكتورة رمزية الغريب.

• مراعاة الفروق الفردية :

ابن جماعة:  ” ويبدأ بتصوير المسائل ثم يوضحها بالأمثلة وذكر الدلائل ويقتصر على تصوير المسألة وتمثيلها لمن لـم يتأهـل لفهـم مأخذها ودليلهـا ، ويذكر الأدلـة والمأخــذ لمحتملها ويبين معاني أسرار حكمها وما يتعلق بتلك المسألـة من فرع وأصل ومـن وهم فيها في حكم أو تخريج أو نقل بعبارة حسنة الأداء بعيدة عن تنقيص أحد من العلماء ، ولا يتمنع من ذكر لفظة يستحي من ذكرها عادة إذا احتيج إليها ولم يتم التوضيح إلا بذكرها، فإن كانت الكناية تفيد معناها ، وتحصل منتهاها تحصيلاً بينناً لم يصرح بذكرها بل يكتفي بالكناية عنها “

وهكذا لكل بداية نهاية ، وخير العمل ما حسن آخره وخير الكلام ما قل ودل وبعد هذا الجهد المتواضع أتمنى أن أكون موفقا في سردي للعناصر السابقة سردا لا ملل فيه ولا تقصير موضحا الآثار الإيجابية والسلبية لهذا الموضوع الشائق الممتع ، وفقني الله وإياكم لما فيه صالحنا جميعا