الحياة
by handoklo mohammad
Artwork: مرجانة مصاروة
Copyright © 2018
على مهلكم , اِنتبهوا قد يقع هذا التمثال انتبهوا ,اِنها “روبن” صاحبة الشعر البنُّي الحريري, ذات العينان
السوداوين كالضباب , تساعد اخاها على وضع الأغراض فقد قرروا الانتقال الى الحي المجاور لبيتهم السابق .
تعيش “روبن” مع كلا والديها , وأخيها , كانت روبن مازالت صغيرة على موت جدتها , كانت جدتها
أقرب الناس عليها , فعندما كانت تشعر بالضيق كانت تذهب اليها فتفتح قلبها لها , وتصارحها بكل شيئًا , وعندما كانت “روبن” تخبّئُ شيئًا عنها كانت جدتها تعرف فورًا , ” فروبن ” لا تستطيع أن تكذب خصيصًا على جدتها .
2
انتهى عمل “روبن” وأخاها , فذهبا الى المطبخ وجهَّزا المعدات ,وبدا بالطبخ,
صحيحٌ لم أخبركم أن أخ “روبن” يدعى “ريتشارد” , عمره خمسة عشر سنه ,
في الصف العاشر , عيناه خضراوين كالمرج اللامع , شعرهُ بنٌّي كالتراب ,
يرتدي النظارات , لقد كانت “روبن” تحب أخاها حبًّا جمًا , انتهيا كلاهما من
إعداد الطعام , لقد الطعام مميزٌ للغاية فقد كان وجبة “روبن” المفضلة وهي
” المعكرونة مع الجبن ” , أنهيا الولدان طعامهما , وخلدوا إلى النوم , لكن أين والديهما !!!
4
دقت الساعة الثامنة صباحًا , لقد تأخرا الولدان عن المدرسة , فلقد
إعتادا على أن تيقظهما أُمهما على السابعة صباحًا , إستيقظت “روبن”
من نومها نظرت إلى الساعة بتعجب , فنهضت بسرعة وأيقظت أخاها ,
وباشرت في البحث عن أُمها وأباها , لكنها لم تجدهم, لكنها وجدت نقود
على الطاولة بجانب رسالةٌ كُتِبَ عليها :-
6
“روبن” و “ريتشارد” , بالطبع أنتم إستغربتما عن عدم تواجدنا بالمنزل ,
الآن سأخبركما سبب عدم تواجدنا , منذ أسبوعان علمنا أن جدَّكم أيامه
معدودة , وهو يريد أن يقسم الأرث علينا أنا وإخوتي , لذلك ذهبنا , وبينما
أنتما نائمان إغتنمنا الفرصة وذهبنا في لمح البصر , لكن لا تقلقا يا
عزيزاي سوف نعود بأقرب فرصةً ,وهذا وعدٌ منا …
والديكما “سيرين وآرثر”
8
ساد السكون المنزل , وقعت الورقة من يد “روبن” , بدأت الدموع تنهمر من عينيها
وكأنها قطرات المطر, تنهمر دون إستئذان , لم يعرف الولدان ماذا سيفعلان , أو على
ماذا سيحزنان , على جدهما أم على والديهما , لم يعرف الولدان معنى الفراق , وكانا
يحاولان التأقلم مع الجو بعد موت جدتهما , تُك … تُك … تُك , ركض الولدان بسرعةً
على أمل أن يكون والديهما , فتح “ريتشارد” الباب , إذ به ساعي البريد :- إذا سمحت
وقّع هذه الورقة لإستلام المكتوب ,وقّع “ريتشارد” الورقة وإستلم المكتوب وقد كُتِبَ عليه :-
10
إلى “ريتشارد وروبن” …
نأسف لإعلامكم أنه على متن الطائرة رقم “4125” المسافرة إلى اليابان كان
والديكما , لكن هذه الطائرة وقعت في البحر قبل ساعتين, وقد عثرنا على الجميع لكن
والديكما لم ينجيا للأسف , لذلك عليكم القدوم لإستلام الجثث .
بعدما قرأ الولدان الرسالة , هربت “روبن” من المنزل صوب بناية بعيدة عنه , وبعدما
تأكدت من خلو المكان , أخذت بالصراخ , وتلوم حظها العاثر , كانت تهدئ من روعها
بالصراخ , جلست في زاوية المبنى وقالت :-
12
نحن نرسم حياتنا بالألوان , ونزينها ونجملها , نختار اللون الذي يختمها , واللون
الذي يعطي حياتنا أمان ويبقى معنا , وأنا قد أخترت والدي , لكنهم الآن ذهبوا إلى مكان
أفضل لهم , في البداية قالوا لنا أنهم سيعودون وقد وعدونا , لكنهم الآن لن يعودوا , أردت
فقط أن أراهم لآخر مرة , وأقول لهم كم أنني أحبهم ,لكنه فات الأوان .
14
بعد مرور ساعةٍ ,عادت إلى المنزل , إذ بها تجد خالاتها في المنزل بجانب
أخاها , بعدما نظرت إلى جميعهم , ذهبت تركض إلى غرفتها , أغلقت الباب , أخرجت
قيثارتها وبدأت بالعزف والغناء , فالقيثارة تذكرها بوالديها , فهي كانت هدية والديها
على عيد ميلادها .
16
بعد مرور أسبوع , عادت “روبن” إلى المدرسة , عندها بدأت زميلاتها بالإطمئنان
عليها , فقد مرَّ أُسبوعٌ كامل , لكن “روبن” إلتزمت الصمت , ولم تنبث ببنت شفةٍ , اعتقدت
الفتيات أنها تستهزئ بهن فلا تجيبهن , فبدأت الفتيات بالسخرية من شعرها الغير مُسرَّح ,
عندها شعرت “روبن” بالحزن فقد إعتادت أن تسرّح لها أمها شعرها , لم يكن لأي أحدٍ
من المدرسة علمٌ بموت والديها .
18
عند عودتها من المدرسة , عرضت على أخاها السفر إلى “أُستراليا” ,لينسوا الذي مرَّوا به ,
فوافق أخاها , وبدأوا بتحضير الإجراءات , وفي غصون يومين , سافر الولدان إلى “استراليا”,
يُعرف في الدول الأجنبية أنه يكون هنالك أشخاص يعزفون ويغنون في الشوارع , هناك كانت
“روبن” تفضل البقاء , وكانت تعزف وتغني معهم أيضًا , حينها إكتسبت الشهرة على مواقع
التواصل الاجتماعية , من خلالها أيضًا اكتسبت صداقات , وكان هنالك ناسٌ يدعونها لحفلات
أعياد الميلاد , هكذا إعتاد الولدان على الأمر , وقرروا المكوث هناك , وعدم العودة إلى
منزل الذكريات .
20
ملخّص
الحياه كالحلقة تدور وتدور بنا وتوقعنا في بئر لا يوجد له نهاية , نفرح في الأوقات الخاطئة , ونحزن في الأوقات الخاطئة , ترشدنا إلى السُبل المحفوفة في المخاطر , فتفرقنا عن أقرب الناس لنا , نقابل أُناسٌ سيئون نعتقد أنهم حقًا مكثوا قلوبنا , ولكنهم يمتلكون وجهان :-
الأول وهو الذي نراه وهو الوجه الطيب الصادق , أما الثاني فهو الوجه المغرور الحسود الشرير يبتسم لنا إبتسامةٍ صفراء , نحاول الإنعزال عن العالم والهروب إلى أماكن نحبها تكون كسرًا لنا , نخضع لمواقف لا نحسد عليها , نتمنى أن يتوقف بنا الزمن كي نحدد من الناس التي سنرضيها , وبعدها تعود بن إلى نقطة البداية .
قصتي تتكلم عن فتاةٌ بعمر الحادية عشر , تذهب إلى المدرسة كعادتها , حتى أتى يوم عليها قُلِبَ كلُّ شيئًا رأسٌ على عقب , عندها بدأت الفتاة بالإبتعاد عن الواقع , انعزلت عن الجميع , بدأت بالغناء كي تفرغ عن نفسها , وبدأ حياة جديدة دون الأشخاص الذين يزعجونها , وبدأت بالعزف على القيثارة , واجهت هذه الفتاة الكثير من المصاعب , قررت أن تستقر في دولة أُخرى للإبتعاد عن الواقع والعثور على أصدقاء مثاليون .
22
Published: Mar 18, 2018
Latest Revision: Mar 18, 2018
Ourboox Unique Identifier: OB-449557
Copyright © 2018