أحلم أن أكون

أحلم أن أكون

حملت كتاب حياتي اقلب فيه الصفحات لأعود الى أولى المراحل في عمري

عندما كنت طفلة صغيرة , لم يكن لي سوى امي ! كنت ارى

ذلك الوجه الملائكي  يداعبني ويضحك لي , فلم املك سوى

عشقها ! كانت وما زالت اعظم امرأة في حياتي , فلطالما حلمت

ان اكون اما ومربية عظيمة مثلها !.

كبرت قليلا , فودعت امي باكية لأذهب الى رياض الاطفال والمدرسة

بعدها , طرقت وجوة معلماتي باب قلبي فأذن لهن بالدخول , وكنت اقدر

جهدهن العظيم الذي يبذلنه لرينا من ينابيع العلم … , فقررت ان اكون

معلمة مثلهن !.

قلّبت الصفحات في كتابي لتستقر عند مرحلة جديدة من عمري , الصف السادس!

فتوسعت افاقي وتغير حلمي ,هل حقا سأكون معلمة ؟ لأستيقظ كل صباح اقف خمسا

وأربعون دقيقة اشرح درسا لأطفال لا يهتمون , من ثم انتقل الى صف اخر لأكرر

نفس المشهد , وتستمر الحياة بهذا الروتين الممل .

لا سوف أكون طبيبة فلطالما أردت ان اكون الشخص الذي يشفي الناس على يديه ,

المدرسة الاعدادية , مرحلة اخرى من مراحل حياتي , وكان اول شيء تبادر

الى راسي هو انني لن اكون طبيبة ! .

هل حقا سأقضي سبع سنوات اتنقل بين الجامعات ليأتيني في نهاية المطاف مريض

يشكو بما فيه من علة , لأصف له الدواء وأستدعي التالي ؟ .

لا بل سأكون محامية , لأحل اكبر عدد من القضايا بهدف

مساعدة ابناء مجتمعي …

بالواقع كان هذا اخر احلامي التي لن انساها وستظل محفوظة في ذاكرتي , فلكل

مرحلة حلم يتغير حسب الظروف , والى الان لا اعرف ماذا سأكون الا انني أؤمن

انني سأكون وسأتفوق في مجالي.