كان يا مكان في قديم الزمان كانت هنالك جزيرة مليئة بالارانب، كانت الارانب بيضاء اللون كلها بيضاء

كانت جميع الارانب تستيقظ في الوقت نفسه، وتنام في الوقت نفسه، وتأكل ايضًأ في الوقت نفسه

كانت الارانب تخصص يومًا للتسابق مع بعضها البعض لمعرفة من هو الارنب الاسرع كانت هنالك ارانب سريعة جدا واخرى ابطئ من غيرها

في احد ايام فصل الشتاء هبّت عاصفة كبيرة جدًا، وكان الموج يتخبط على شاطئ الجزيرة، لقد كانت الارانب خائفة ومذعورة فاختبأت في جحورها

وفجأة سمعوا صوتًا غريبًا جدًّا

طااااااااااخ

على أثر ذلك الصوت خرجت الارانب من جحورها لرؤية ما حلَّ بجزيرتهم، واذ بهم يرون ارنبًا كبيرًأ رماديّ اللون، كان الارنب الرماديُّ يقف بالقرب من الشاطئ وبجانبه خشبة مكسرة.

كانت هذه هي المرة الاولى التي تشاهد بها الارانب البيضاء ارنبًا مختلفًا

ظنّت الارانب البيضاء بإن هذا الارنب مريض وطلبوا من بقية الارانب في الجزيرة عدم مخالطة هذا الارنب او لمسه لان شكله غريب

وقف الارنب الرماديُّ وحيدًا على الشاطئ يبحث عن مكانٍ يختبِئُ به ريثما تنتهي العاصفة، واخيرًا وجد شجرة كبيرة فاختبأ تحتها حتى انتهت العاصفة

اخذ الارنب الرماديُّ يبحث عن أحدٍ ليكلمه في هذه الجزيرة لكن محاولاته باءت بالفشل، لان الارانب البيضاء كانت مذعورةٌ منه واختبأت في جحورها

استمر الارنب الرماديُّ في البحث حتى اعياه التعب وأخذ يأكل الجزر ويتساءل في نفسه قائلًا:”  كيف لهذه الجزيرة ان تكون مليئةٌ بالجزر ولا يوجد بها ايّة ارانب؟”

ومن شدَّة التعب غطّ الارنب في نومٍ عميقٍ، وبينما هو نائمٌ صنعت الارانب البيضاء من حوله قفصًا واحتجزته به.

عندما استقيظ الارنب الرمادي وجد نفسه محتجزًأ بداخل قفصٍ، ويقف خارجه ارنبًأ ابيضًا صغيرًأ، كان هذا الارنب فضوليًّأ ويريد التحدث مع الارنب الرمادي، فخاطبه وقال له: ” أيها الارنب هل انت مريضٌ؟ لما لونك هكذا؟

تأمل الارنب الرماديُّ الارنب الابيض وقال:” عجبًا تسألني عن لوني، ان الله سبحانه وتعالى خلقني بهذا اللون والحمد لله انا لست مريضًا ولا متعبًا، اخبرني لماذا لونك ابيض؟

تعجب الارنب الابيض فهذه المرة الاولى التي يسأل فيها عن لونه، وقال:” نحن هنا جميعنا أرانب بيضاء وهذه هي المرة الاولى التي اصادف بها ارنبًا مختلف اللون.

فردّ عليه الارنب الرماديُّ:” انا ايضًأ، لقد جئت من جزيرة الارانب الرماديَّة وكل الارانب فيها رمادية اللون، وهذه هي المرة الاولى في حياتي التي اصادف بها ارنب ابيض ، ولكن جدتي كانت تحدثني دائمًا بأن الله سبحانه وتعالى خلق العالم وخلق فيه اختلافا كثيرًا.

قال الارنب الابيض الصغير:” ماذا يعني هذا؟”

اجابه الاخر: هذا يعني بأن الله سبحانه وتعالى خلق الارانب البيضاء واخرى رمادية وبكل تأكيدٍ هنالك ارانب بألوانٍ مختلفة، ولكن هذا لا يعني بأن احدًا افضل من الاخر بسبب اختلاف الشكل.

فمن الممكن ان تكون افضل مني بأخلاقك ومعاملاتك وتصرفاتك الجيدة ولكن ليس الشكل ابدا من يحدد ذلك ويتوجب علينا تقبل الاختلاف وتقبلالاخر

فكر الارنب الصغير قليلًا، وقال: ممممممم، كلامك جميل ولكني ما زلت خائفًا منك، ولكني سأذهب الى جدي ليأتي اليك ويتحدث معك فهو زعيم هذه الجزيرة.

ذهب الارنب الصغير الى جده واخبره عن الحوار الذي دار بينه وبين الارنب الرمادي، كان الجد يعرف بحكاية الارنب الرمادي ولكنه كان خائفًا منه مع انه يعلم ان هنالك ارانب مختلفة على جزر اخرى غير جزيرتهم.

قرر الجد مراقبة الارنب الرمادي وملاحظة تصرفاته فكان يرسل الارانب لتتحدث معه وتختبر سلوكه

وفعلا استمرت الاراننب البيضاء بمراقبة الارنب ارمادي والحديث معه مدة اسبوع كامل حتى عرفوا قصته، فقد كان يريد ان يسكشف الجز المحيطة بجزيرتهم فصنع قاربا من الخشب وابحر به ولكن العاصفة رمت به لجزيرة الارانب البيضاء وتحطم قاربه، فقد كان الارنب الرمادي يحب المغامرات.

بعد فترة اطمئنت الارانب البيضاء للارنب ارمادي واستدعوا طبيبًا ليفحصه، وعندما قام الطبيب بفحصهأكد لهم بأن صحته جيدة ولا يشكي شيئا ولكن لون فروه محتلفًا.

بتصرف