عثر الثعلب على حظيرة للدجاج ، بجوار كوخ الحطاب ونجح
فى أن يحفر نفقاً يدخل منه إليها ، وغطى فتحته بأغصان الشجر . وكان يتسلل كل ليلة
إلى الداخل ، يسرق أحدى الدجاجة ويأكلها فى الغابة ، حتى أكل نصف الدجاج .
وكان الذئب يراه وهو مستمتع بأكل الدجاج ، فيغتاظ ولا يستطيع أن يبين
له حسرته وجوعه ، وأخيراً سأله : ”
من أين لك كل هذا الدجاج يا صديقي ، كل ليلة دجاجة ؟!
فرد الثعلب : إنما يرجع ذلك إلى ذكائي
ومهارتي فى الاحتيال ، بعد أن قضيت الصيف كله فى أكل العنب . وكنت أنت غارق
لأذنيكَ فى لحم الإوز .
وفى أحدى الليالي ، ذهب الثعلب كعادته لسرقة الدجاج ، فسمع
صوت الكلب داخل الحظيرة وهو لا يزال فى منتصف النفق ، فجرى بسرعة عائداً إلى
الغابة . وفى الطريق رأى الذئب قادماً، فقال فى
نفسه : لا دجاج بعد الآن ، وسأعود للجوع الذي عرفته فى الصيف على
يدي الذئب ، دون أن يرحمني وأنا أتوسل إليه أن يعطيني عظمةً فقط كم سيضحك علىّ
ويسخر منى لابد أن أتصرف بسرعة وأسخر منه أنا .
رقد الثعلب على بطنه كأنه مريض ، فقال له الذئب
” ما بك يا صديقي؟ . فقال :
” وقفت عظمة كبيرة فى حلقي الليلة وأنا أكل الدجاجة ، فقلت لابد أنه
Published: Dec 15, 2017
Latest Revision: Dec 15, 2017
Ourboox Unique Identifier: OB-394855
Copyright © 2017