استيقظ محروس في أحد الأيام ليكتشف ان ريشاته قد امتدت الى الوراء، نظر الى المرآة وهو حزين. ولم يبد أن أحدا يعرف ماذ يفعل.
اكتشفت ام محروس أن ريشاته كانت بخير عندما كان تمشطها للخلف. لكنها بين الحين والآخر كانت تنسى ذلك ثم وتتلقى خدشاً مؤلما من ريشه فتتذكر كيف تمشطه بالاتجاه الصحيح. “أخ، يبدو أنني مشطت بالاتجاه الخطأ” كانت تقول. ومع مرور الوقت توقف الناس عن التربيت على ظهره بشكل نهائي.
كان محروس نيص غير سعيد أبدا.
ولم يكن أحد يريد أن يكون صديقا له في المدرسة.
–
–
جرب كل شيء:
مطرّي الريش
العلاج بالإبر
كريم الجلد
الزيت المعطّر
لكن لم ينجح اي منها في جعل ريشه أنعم.
ويوما ما أخبرتهم العمة سميرة عن الطبيب وحيد، قالت لهم ان الدكتور وحيد يستطيع حل أي مشكلة. وقد كان مشهورا خصوصا بعلاج بالحالات الخاصة. وقد بدت ريشات محروس مشكلة من ذلك النوع فعلا.
اكتشفوا لاحقا أن الدكتور وحيد شخصا مشغولا جدا. وكان يتعيّن على محروس وعائلته أن ينتظروا عدة أسابيع حتى يأتي دورهم.
واخيرا عندما اتى اليوم الموعود، وفي غرفة الانتظار، كان محروس يجلس بالقرب من الكنغر والنيص وهم ينتظرون بصبر. ولم يكن هناك بقعة فارغة في غرفة الانتظار.
—
عندما أتى دور محروس قام بالتوجه الى غرفة الطبيب.
“تفضل بالجلوس” قال الطبيب. فجلس محروس. كان الدكتور وحيد يجلس بالمقلوب بشكل غريب على المكتب.
“هذا واضح” قال الدكتور وحيد
“يا حسرتاه
ريشاتك بالاتجاه المعاكس
من الخلف للأمام
بدل أن تكون
من الأمام للخلف.
لكن انت محظوظ
لأنني ما يجب فعله
أنا الدكتور وحيد العظيم!”.
–
لذا ركز معي،
يا صديقي ذو الريش
ألقِ نظرة في النهر
وتذكر دائما
ان كل ما تفعله
يعتمد عليك فقط
وتذكر ايضا
أنك أحيانا تحتاج أن تهز كتفيك
حتى تحصل على عناق”.
—
–
وبدون أي تأخير
أو أي شيء من هذا القبيل
بدأ فجأة يغني:
“اسمي أمجد الوحيد أأأ
يا لي من ديك، يا لي من طير
والدي كان وحيد المشهور
وايضا أبوه
وانا أكمل على منوالهم
لأعير جناحاً للاخرين
الذين ربما لا يشعرون بخير مثلك
لذلك إذا كنتَ محبطاً
وقد مللت من …
عالق في الحائط
لا تصل لأي مكان
ممدد على ظهرك
او بدون اي حظ
حاول أن تتصل
للدكتور وحيد”.
–
ثم ربّت على قدميه
بإيقاع افريقي
مسح على لحيته
هزهز بذيله
وارتشف جرعة من عصير الزنجبيل
ودعا المريض التالي ليدخل”.
وفي طريق العودة كان محروس يفكر بالطبيب وحيد العجيب وبكل ما قاله له. لم يكن متأكدا ما الذي قصده الدكتور وحيد؛ انظر في النهر؟ هز كتفيك لتحصل على عناق؟
وفي يوم من الايام، رأى محروس حلماً في نومه؛ كان ينظر الى انعكاس صورته في النهر، ثم هز كتفيه… وفجأة، بوم! كانت ريشاته قد عادت لمكانها الصحيح مجددا.
ولكن عندما استيقظ محروس من النوم اكتشف ان ذلك كان مجرد حلم للاسف. كانت ريشاته ما زالت الى الخلف في اتجاهها الخاطئ.
لكن ألا تتحقق الاحلام احيانا؟
أيقظ والديه سريعا وذهبوا جميعا الى النهر، وقد كان قريبا لحسن حظهم.
انحنى محروس وصار يراقب انعكاس صورته على النهر في ضوء الفجر.
هز كتفيه.
لم يحصل شيء.
هز كتفيه مجددا.
ايضا لا شيء.
ي المرة الثالثة قام بهز كتفيه وهو يرتجف بشدة.
عادت ريشة الى مكانها الصحيح للخلف. ثم واحدة اخرى، وأخرى. مثل خط بطاقات اللعب، بدأت كل ريشاته ترجع للخلف بإيقاع سريع ومرتب.
كان والدا محروس مندهشين، عانقوه كثيرا وقبّلوه كثيرا وربّتوا على كتفه كثيرا بدون أن يحصل اي أذى.
ف
وفي المدرسة، كان كل أصدقائه يريدون معانقته وقد سمح لهم هو بذلك.
كان الجميع سعيدا به ويريد أن يتحدث معه.
–
وعندما عاد الى البيت، جلس على كرسيه وكتب الرسالة التالية:
التاريخ: اليوم
عزيزي الدكتور وحيد،
رغم انك تبدو غريب قليلا، أنت حقا طائر مميز كثيرا.
انا سعيد كثيرا وأشعر بالراحة، وقد صار باستطاعتي ان اعانق الجميع!
توقيع:
محروس السعيد
ملاحظة: والدي ايضا يرسلون تحياتهم اليك.
وحتى اليوم، ما زالت ريشات محروس مرتبة في مكانها الصحيح. وإن واجه مشكلة، فهو محظوظ، لأنه يستطيع الاعتماد على الدكتور وحيد!
Published: Aug 31, 2017
Latest Revision: Oct 1, 2017
Ourboox Unique Identifier: OB-364003
Copyright © 2017