الدب بديع والفيل فادي
يجلسان سوية على التلة القريبة
في أحد ايام الصيف الطويلة المملة،
ولا يوجد شيء مفيد ليقوله أي منهما.
قال فادي اخيرا:
“هيا نذهب للشلال في الأسفل
ونُباغت بعض الحشرات،
إذا شئت بالطبع؟”.
“لدي فكرة أفضل!” أجاب بديع
“هيا نذهب للشلال أسفل التلّة،
لنصطاد بعض الأسماك
بمساعدتك يا صديقي،
هيّا فلنقم!”
فادي سعيد جدا،
فأي فرصة للصيد
تجله متحمس جدا.
وبينما كانا ينزلان الى الشلال الموجود اسفل التلة،
قال فادي لبديع “امش على قطع الخشب،
حتى لا ندوس الضفادع في طريقنا”.
وعندما وصلا النهر،
صار فادي يبحث عن الاسماك
يتحرك جيئة وذهابا،
لكن السمك كان ينظر ضاحكا
على حركاته المضحكة في النهر.
–
الأسماك مستمتعة بشدة
تسبح هنا وهناك، في كل مكان
هل سيتمكن فادي من الإمساك بواحدة منها؟
بعد ساعة من تواجده في النهر
لم يتمكن من الإمساك بسمكة واحدة،
ولا حتى سمكة سردين صغيرة!
–
–
وفي تلك اللحظة تماما
اصطدمت سمكة ذات نظارات
بجسم فادي الفيل الكبير،
ثم قفزت في الهواء
وعندها انقضّ بديع وأمسكها بيده بسرعة.
وبينما يستعد الصديقات لمغادرة النهر،
فتحت السمكة فمها!
يبدو ان لديها ما تقوله.
“اوه لا، أرجوكم أيها السادة النبلاء،
اتركوني حرة. اسمي فلة بالمناسبة،
وانا سمكة نحيفة ولديّ الكثير من العظم.
ارجوكم دعوني أعود لأختي وأخي،
لأمي وأبي،
كونوا لطيفين مع هذه السمكة
وسأمنحكم أمنية،
تعالا وشاهِدا المفاجأة
مفاجأة لم يرها أحد من قبل،
ولا حتى ام الملكة!”
نظر فادي وبديع الى بعضهما،
أخت، أخ، أب، أم
كيف يمكنهم حتى ان يفكروا
بشوي هذه الصديقة الجديدة
ذات النظارات؟
وهكذا قررا إعادتها الى الماء
وان يكملوا مسيرهم.
النهر ضيّق
ليس كبير،
وهكذا قفزت فلّة للمياه،
تسبح وسط النهر،
وصديقاها الجديدين على طرف النهر واقفين.
–
يا له من يوم صيفي حار،
ولا ظل على الطريق
والشمس الحارقة باتجاههما
وهما يعودان الى البيت.
–
–
وها هما يشعران بالحرارة اكثر فأكثر
وفجأة وإذ بالمياه تتدفق من الكهف،
“كن قويا!” قال الدب بديع،
“الدببة تحب العتمة،
لكنّي اعرف ان الفيلة تخاف منها،
لذا كن قويا يا صديقي
وتمسك بذيلي،
اغمض عيناك،
وقريبا سنرى مفاجأة عظيمة”.
مشى الصديقان ببطئ معاً
بالنسبة لفادي، كان الوقت يمر ببطئ شديد،
كان الظلمة شديدة مثل الليل،
في البداية كان هناك ضوء صغير فقط،
ثم صار يكبر،
فأكبر،
عند آخر الطريق،
ثم….
انه ضوء النهار!
الشمس ساطعة جدا،
وها هما يصلان الشلال،
وعندها
شاهدا أجمل بحيرة سرية على الاطلاق!
“هياااا لنقفز” صرخ فادي فرحاً
لكن بديع الان خائف،
فالكهف بدون اي ضوء
بالنسبة للدببة أمر مقبول
لكن القفز من هذا الارتفاع
يخيفه كثيرا!
“الان تستطيع ان تكون شجاعا،
كما كنتُ انا في الكهف”
قال فادي،
“حسنا
قم بالعد حتى الثلاثة،
وستكون بخير،
اعتمد عليّ”.
“واحد، اثنان، ثلاثة!”
الان الصديقان سعيدان جدا
لا بل بقمة سعادتهما.
شربا بعض الماء،
ثم القليل ايضا،
لاحظا شيئا مضحكاً؛
طعم المياه حلو مثل العسل!
يا لها من طريقة،
لتقضية يوم صيفي حار!
لكن فجأة،
لاحظا أنهما لم يريا فلّة
في أي مكان!
هل اختفت؟
هل سيتمكنا من رؤيتة صديقتهما الجديدة
مرة اخرى؟
–
سمكة مميزة وذكية حقا!
بعد مدة قصيرة،
عادت فلّة فجأة وعلى عادتها،
وقد احضرت لهم… إحزروا!
شطائر النوتيلا
وجبنة ايطالية لذيذة
وبطاقات لعب
بدأت تطفو على سطح المياه،
إن هذه الفلّة
أكل الجميع وشربوا
لعبوا سويا بالبطاقات،
لكن عندما تأخر الوقت،
وحان موعد الذهاب للبيت،
أخبرتهم فلّة أن عليها العودة
لأن الوقت قد حان،
وهكذا ومع تنهيدة حزينة،
لوّحت بيدها مودعة
وسبحت مبتعدة.
حتى هذا اليوم،
صديقيها فادي وبديع،
ما زالا يجلسان على التلّة،
بالقرب من الشلال،
وينتظران فلّة،
بين الحين والآخر،
ويتمنيان فقط لو
يستطيعان رؤية صديقتهم المميزة من جديد.
فادي وبديع
يخبران الجميع،
عن رحلتهم للبحيرة
والسمكة المسماة فلّة،
وأنت أيضا يا صديقي،
تستطيع مشاركة هذا السّر:
في أيام الصيف الحارة
وعندما يزداد الجو حرارة أكثر،
لا يوجد أفضل وأحلى
من مياه بحيرة باردة.
Published: Aug 31, 2017
Latest Revision: Oct 1, 2017
Ourboox Unique Identifier: OB-363916
Copyright © 2017