حِبْرُ الْغَيْم by fuad azzam - Ourboox.com
This free e-book was created with
Ourboox.com

Create your own amazing e-book!
It's simple and free.

Start now

حِبْرُ الْغَيْم

  • Joined Jul 2017
  • Published Books 1

حِبْرُ الغيمِ

الأيّامُ رسائلُ مكتوبةٌ
بحبرِ الغيمْ 
الأيّامُ كلام مكتوبٌ
بحروفٍ تتغيّرُ فيها الأمكنةُ 
تحتَ جناحيها تحملُها الريحْ
الأيامُ نساءٌ نسينَ
سوءَ الزَّمنِ الأوّل
سئِمنَ سحرَ الوردِ
سمّينَ الوردَ ربيعًا
سرقْنَ العطرَ منَ الجنَّةْ
وسرقْنَ النرجسِ
سِرًّا في غلَسِ الليلْ
منْ نورِ العينينِ جمَعْنَ
نجومًا، شمسًا
من نور الخدّينِ جمعنَ رسائلَ 
عشقٍ

فالأيامُ رسائلُ في السّرِّ
سراجٌ في العلنِ…

2

خيوطُ الشمس

الصباحُ المُشمسُ يباغِتُني
ينثُرُ ابتساماتِ الجميلاتِ
التي جمَّدها الشتاءْ
خيوطُ الشّمسِ
تسرِقُ خطواتي
التي قيّدها المساءْ
الحدائقُ يتفتّحُ فيها التوليبُ
والورودُ الحمراءُ والبيضاءُ
وفي الجبلْ
…تسمعُ أغانيَ الحجلْ
السّنون العجافُ
تتبَدَّلُ بسنينَ خضراءْ
أستيقظُ مبكِّرًا مع العصافيرِ
أنسى الكوابيسَ التي حَملتْني
على جناحَيْها
أنسى الألمَ الذي حملْتُهُ
…في حُلْميَ الثقيلْ

3

يرحمه الله
كانَ وجههُ قمرًا 
يضيء الليالي المقفراتْ
كانَ وجهُهُ شمسًا
تضيء النهاراتِ المشرقاتْ
كانتْ أحلامُهُ تملأُ المدى
كانتْ ضحكاتُهُ نجومًا/ شُهُبًا
وفجأةً “يرحمُهُ اللهْ”
لم يعدْ معنًى للكلماتْ
ماتْ… ماتْ…
يرحمُهُ اللهْ
انقصامُ الظهورْ
انشقاقُ القلوبْ
الرّجالُ في عِزِّ الظهيرةِ ينشجونْ
كمْ أنتَ قاسٍ أيُّها الشّبابْ!
كمْ أنتَ قاسٍ أيّها الشبابْ!

4

في اسطنبول

كل شيء جميل

وأجمله أن تقضي صباحك

على فراش دافئ

بحيث يفوتك طعام الفطور

لكنك لا تشعر بالجوع

لأنك تقطف من ثمر الجنة

في اسطنبول

كل شيء جميل

وأجمله طيور النوارس

التي تأتيك لكنها لا تجرح

وقتك

ولا تجرح فرحك

تصب في عينيك اخضرار البحر

بصخب صامت

كأنها تحتضن دفأك

في اسطنبول

كل شيء جميل

وأجمله دفء الذكريات التي تغمرك فجأة

حين تغيب عنك النوارس

وضجيج السيارات

 

فؤاد عزام

اسطنبول

5

الأيَّام

 

الأيَّامُ خيولٌ جامِحة

لا تسألُ عن مفترقِ الطُّرقات

ولا عَن الأتّجاهات

الأيَّامُ غُيومٌ تَعْدو

مَرْبوطةٌ بحِبالِ الرّيح

الرّيحُ أساطير تُنْسى

الأيَّامُ مَوجٌ… وَجَعٌ يتَمطَّى فَوْقَكَ

لا تَدري مِنْ أينَ

الأيَّامُ قريبٌ يُنْكِرُ وَجْهَكَ

بَعيدٌ ينكَأُ جُرْحَكَ

الأيَّامُ مُرُّ الذّكْرى

تَتَعلقَمُ في فيكَ

مَواعيدٌ لا تَأتي

جُموحٌ للرُّوح

جُنون اٌلْجَسد

 

فؤاد – اسطنبول

6

الرَّبيع

كَما كانَ في السنين السّابقةْ

يعودُ الرّبيعْ

وتأتي ابتساماتُ التوليبْ

والجوريِّ الأبيضِ والأحمرْ

تشرقُ ابتساماتُ الجميلاتِ

التي كانتْ جامدةً على زجاجِ

النوافذِ الضبابيّةْ

تتسلّلُ خيوطُ الشمسِ

من شقوقِ الأبوابْ

لتسرقَ خطواتِنا التي قيّدتها

المساءاتُ الباردةْ

ولم يعدْ دفءُ الفراشِ يغريني

العصافيرُ ترسلُ حبالَ صوتها

تشدّني إلى المقاهي الصباحيّةْ

تمتزجُ رائحةُ القهوةِ بالعطورِ الجميلةْ

تزدحمُ الذكرياتُ على بوّاباتِ عينَيّ…

7

السَّأمُ

الحياةُ- يا إخوتي-
مزروعةٌ بالأشواكِ
والأشواقْ
وأصعبُ ما فيها السّأمْ
السَّأَمُ- يا إخوتي- أنْ تصحُوَ
صباحًا ولا تعرِف أينَ تذهبُ…
السَّأمُ أنْ تتَّصِلَ بصديقينِ أو ثلاثةْ-
-لأنّكَ لا تملكُ أكثرَ- وكلُّهم مشغولْ
السأمُ أن تستيقظَ باكرًا
وعائلتُك نائمةْ
تذهبُ إلى المقهى وتبقى وحيدًا…
تستعيرُ قلمًا
تكتُب قصيدةً
لكنكَ تبقى وحيدًا…
السأمُ- يا إخوتي- غَرَقٌ
في أمواجِ الذاكرةْ
قطافٌ للخيبةِ
تَرُدُّدٌ بينَ النومِ وبينَ السَّفَر…
يغزوكَ الصّمتُ… تغزوكَ كآبةْ
السَّأَمُ سقفٌ للهَمَ يضيقُ عليك…

8

الغزالاتُ يحملْنَ الحقائبَ الخفيفةْ
يعبرن الشارع بهدوء صاخب
السيارات تثير الغبار
الغزالات يقطعن حبال الغبار
الغبار أزعجَ فراشات شَعرهنَّ
وأنا أجلسُ في المقهى
أقطف ثمر الذكريات الباردة
الغزالات يرسمن الابتسامات …
الغزالاتُ يعبرن عينَي
وأنا بينَ اليقظة والنومْ

9

الغزالاتُ مرًةً أخرى
الغزالاتُ يرتشفْنَ القهوةَ
كُلّ تحكي قصَّتها التي
يفوحُ منها عطرُ الياسمينْ
أحزانُ السّنينْ
خيوطُ الشمسِ تتعرْبشُ رائحةَ القهوة
عطرُ الغزالاتِ يُسقِطُ مطَرَ الذّكرياتْ…
هذا الصّباحُ الجميلُ جميلٌ
بدفءِ العيون الباردةْ
جميلٌ بسردِ الكلماتِ التي 
ضاعتْ حروفُها
هاهي الشّمسُ تلملمُ أطرافَ
الحكاياتِ… تسأَلُ شهرَزادَ
عنِ النهاياتِ السَّعيدةْ
عن تفاصيلِ الحكايةْ
عنْ ضياع العمرِ
في وهْمِ المرايا…

10

“قصيدة “وترحل أنت 
ترجمها إلى الإنكليزية مشكورًا إياد معلوف

And So You Leave…

Summer’s back
Uncommonly
You leave 
A stranger 
Never returning to 
The land from which you 
Had flown
Aye, you leave
With a fistful of stars
In your hands
Putting out the lights of their lamps 
Uncommonly
Your comrades never left 
Uncommonly
They were not on the path…

11

أنتَ والرّيح

                                                                                                      
تلعبُ الرّيحُ بأيّامكَ
موجُها يفتّتُ أصدافَكَ
اللؤلؤةُ هيَ اللؤلؤةُ
يُحاصرُكً المدُّ
ويأخُذُكَ الجزْرُ
وقيلَ تمتَّعْ بالنَّرجِسِ
وتصَدَّقْ…
كنْ غيمًا يمطرُ ماسًا
يمطرُ حظًّا أخضرَ
والمرأةُ كانتْ من شجرِ
الجنَّةِ.. قارورةَ عطرٍ
من ماءِ الوردِ
اليَتَفَتَّحُ في صدرِ البيت…

12

غريب

وحدتي حصانٌ
أنهكتْهُ الحروبُ
لا يسألُ متى يأتي الشّتاءُ
ولا متى يزولُ الخريفْ
حزني يتيمٌ أنهكتهُ الدُّروب
لا يسألُ ولا يحفظُ الفصولْ
ودائمًا تحومُ حولهُ النُّسورْ
حزني غزالةٌ أو غيمةٌ
غابَ غردُها…
حزني حبالٌ تشدُّني رحيقًا
يتفتَّحُ بينَ الضّوءِ وبينَ العتمةِ
حزني غابةٌ تسحرُني
أضيعُ في شجرِ وقتها
موجُها يصرُخُ هامسًا
يسيلُ زبدُهُ على المرايا
التي نسيتْ أسماءَ من سكنها…
حزني رذاذٌ خجولٌ ينامُ على نوافِذِ
روحي… يرتجفُ 
وينتظرُ العنقاءْ

13

أرتشفُ القهوة

جالس أرتشف القهوة المثلجة
أنت وحدك نجم
يضيء عتمة دربك
ويمضي
لا أحد- من نجومك- 
ينحني بالشكر لك
لا أحد من نجومك يرميك بابتسامة

سقطت أسنانها
على طريق ضيق
لا أحد- من نجومك – 
يناديك باسمك سوى من أحبك
وأنت تجلس تبحث
عن ورقة. تسكب عليها
أحزانك
وبعض القهوة…

14

أنوارُ الله

أمسكُ ظلّي
بينَ يدَيَّ
يأْبى أنْ يتبعَني
يفلتُ منّي
يهرُبُ
أسمائي تمحو أحرُفَها
تتفَكَّكُ… لكنَّ
طيورَ اللهِ تجيءُ
تغمرُني بالأسماءِ الحُسنى
تتشكَّلُ أمواجًا مثلَ الرّحمةْ
أعضائي تخضَرُّ وتورقُ
والرّوحُ تُرَفرِفُ فوقَ الجَنّةِ
تتَظَلّلُ بأنوارِ اللهِ
وتسكَرُ من ماءِ الكوثر…

15

“أحبُّكَ حُبَّينِ”

أُحبُّكَ حُبّينِ قليلٌ
– ربَّ العِزَّةِ-
السَّماءُ الزّرقاءُ
والفراشُ البارِدُ
ودموعُ النساءْ
الرَّذاذُ الخفيفُ على
النوافذِ الحزينةْ
القلوبُ المظلمةُ تائهةٌ
لكنَّ وجهكَ في كلِّ الجهاتْ
السماءُ الزرقاءُ
الموسيقى الباردةُ
الابتساماتُ المكَسَّرَةُ
لكنَّ وجهكَ في كلِّ الجهاتْ
السماءُ الزّرقاءُ
الأجسادُ العليلةُ
الأرواحُ السليمةُ
والبحارُ الزُّرقُ
وكلُّ شيءٍ يدُلُّ عليك…
״أحبُّكَ حُبَّينِ״ قليلٌ…ו
لكن وجهك في كل الجهات…

16

ما أتعسنا
خلقَ اللهُ الأقوامَ جميعًا
كيْ تسعدَ
لكنّا نولَدُ والدَّمعُ حبيسٌ
في العينينْ
ينتظرُ الضِّحكَةَ يحرُسُها
من أنْ تكبُرَ.. يكبحُها
ننتظرُ الفرحةَ حتّى نبكيَ
كلُّ الأقوامِ تغنَّي.. تضحكُ
لكنّا نبكي
كلُّ الأقوامِ تعيشُ.. تقولُ وتفعلُ
لكنَّا نكثرُ قولًا.. لا نفعلُ شيئًا
ما أتعسَنا!! ما أقسانا!
نختلفُ على المعنى
والمعنى في قلبِ الطائرِ
تبَّا للمعنى إنْ كانَ بلا عقلٍ
تبًّا للعقل بلا معنى!

17

كيفَ أنامُ؟

كيفَ أنامُ
وقلبي ثقيلٌ منَ الدمعِ
كيفَ أنامُ؟
وسيفُ القبيلةِ
قد ضاقَ في غمدهِ
قدِ استيقظَ من نومِهِ الخفيفْ
الصحراءُ قد سكبتْ
رملها في العيونْ
فصرنا لا نرى سوى
شرفِ النساءْ
على حبلِ الغسيلِ معلَّقًا
ولا شيْءَ يزيلُ السوادَ
سوى دمٍ يسيلُ
ليشعلَ نارَ القبيلةِ
كي نصبحَ أطهرَ في 
غيابِ الماءْ
كي نصبحَ أجملَ
في مرايا النساءْ
التي كسَّرتْها الفحولُ
تحتَ خيامِ القبيلةِ
حينَ يقصِّرونَ أيامَهُم
ساعةَ المطَرْ…

18

أحلامُ أبي ذرٍّ الغَفّاريّ

إلى أينَ تسيرُ أبا ذرٍّ
بالحُلُمِ تُخيطُ الأيامُ جراحَكَ
ترحَلُ بينَ الهمِّ وبينَ الموتِ
وتسألُ أطفالَ العرَبِ جميعًا
عنْ كفنٍ في الغربةِ
عن وطَنٍ في كفَنٍ 
تنسِجُ للريحِ عراءً
دربُكَ ضائعةٌ بينَ الهجراتْ
طردوكَ إلى الصحراءِ
وساعتُكَ الرّمليّةُ قدْ فرغتْ
العطشُ الأعمى يسرقُ وقتَكَ
وأنتَ تحملُ صخرَةَ سيزيفٍ
كي تجمَعَ حُلُمَ الأطفالِ جميعًا
تبحثُ عنْ كُلِّ الشّعراءِ
تبحثُ عنْ سيّابِ البصرةِ
عنْ درويشِ المدنِ الضائعةِ
بغاباتِ الإسمنتِ
وتبحثُ عن قلبي يتكَسَّرُ
مثلَ فَراشٍ تحتَ الأمطارْ
لكنّكَ منفيٌّ في الغربةِ
لا يأتيكَ المطرُ ولا كفَنٌ
يحملُ جسدًا مغبَرًّا في الصًحراءْ…

19

الهواء البارد يمتص جوعك
الهواء البارد يمتص وحدتك
الشمس تسيل مثل برتقالة تعصرها
البحر يمتصها فتنتفخ
شرايينه
والموج يتحرك نحوك بلا مبالاة
وكلنا نجلس نكتب وأحلامنا تسير بعيدا
الصمت يجل صوت الموج
فلا يكون إلا همسات
الظلام قط يتهيأ للانقضاض
وأنت في وحدتك يزورك البرد كل ليلة
وتحلمين بالشمس والياسمين
وأنا يحملني الحلم على أشعة الذكريات

20

تحسَّسْ وطنكَ
حينَ يصادُقكَ العَربيّ 
تَحسَّسْ جسمك
تَحسَّسْ ظهرك
تَحسَّسْ رأسك
يُصادقُكَ لأمرٍ في نَفسهِ
إمَّا مالَكَ
أوْ جاهكَ
إمَّا- وقبلَ ذلك- عَرضكَ
زوجتك أو ابنتكَ
فتحسَّسْ بيتكَ
وحينَ تَنْتهي الحِكاية
مُباحٌ دمكَ
والطَّعنةٌ تأتي مُسرعة
فتحسَّسْ وطنا يطعنه الجبناء
تحسَّسْ ثورات تطعن
تسبحُ في بحرِ دِماء
ليسَ الغدر غريبًا
ليسَ الذَّبح من الأعداء
الطَّعنُ وليدُ الرَّمل
وليدُ الخيمةِ في الصَّحراء
فتبرَّأ مِن دَمكَ
وأنا أتبرَّأ مِن خيمتِك
ومِن الصَّحراء

21

مساءٌ صامتٌ

كسيرَةُ الرّوحِ أنتِ
وثلج الوحدةِ يقضِمُ
أنفاسَكِ الحَرَّى
(تجلسُ نصفَ جلسةٍ
على حافَّةِ السّرير) 
صوتُ دُخانِ سجائرِهِ يعلو
يصخُبُ في أذنيكِ
يرتدي مِعطفَ المساءِ بصمتْ
وأنتِ ترحلينْ
إلى ضبابِ الذِّكرياتْ
سيفُ كلامِكِ مُسَلَّطٌ على
أيَّامكِ القادمةْ … 
يخرُجُ… بدونِ كلامْ
يتسَكّعُ على الأرصفةِ
يفتّشُ عن صديقٍ لا يأتي
وأنتِ تتسكَّعينَ على أرصفةِ الذكرياتْ 
التي بهتتْ على الجدرانِ الداكنةْ…

22

الغزالاتُ هنَّ الغزالاتُ
هُنَّ الجميلاتُ في كُل المواسمِ:
في موسمِ القطافْ
في موسمِ الجفافْ
الغزالاتُ قَدَّمْنَ ثيابَهُنَّ للغيمِ
الغزالاتُ يمشينَ مثلَ الخيولِ
التي سئِمتْ ظِلَها المُرافِقَ
الغزالاتُ يمشين
مثلَ السحابة (لا ريث ولا عجلُ)..
الغزالاتُ قدَّمنَ رائحةَ العطرِ للنَّرجِسِ
رائحَةَ الفرحِ للفُلِّ والياسمينْ…

23

إسطنبول مرَّةً أُخرى
جميلةٌ هي إسطنبول 
في الصَّباحاتِ الأخيرة
وأجْملُ ما فيها أنَّكَ راكض
ولا تَدري أنَّها النّهايات
النّهاياتُ سَريعةٌ مِثْلَ النَّوارس
مِثْل العِبارات
مِثْلَ السّيارات
مثل الفرح
الوقتُ يَمْضي وأنتَ بوصلةُ الفَرح 
إنَّها تُشيرُ إلى اٌمرأة
حَبَست قلبَكَ في صَوتِ النَّوارس

صًراخُ النَّوارسِ شَجرُ الكسْتناء
يكبرُ

حنينًا إلى رائحةِ الفُستقِ الصَّباحي
وأنتَ ترتشفُ الشّوكولا السّاخنة
تعودُ إليكَ الطّفولة
بأبْهى المَذاقات…

24

الوجوهُ شائخةٌ على غيرِ عادة
البَسماتُ المزيَّفةُ تَكْشفُ المَساحيق
الرَّخيصة
الرَّقْصُ يُشَوِّشُ إيقاعَ المُغَنّي
العُيونُ تكشفُ تعاسةَ القُلوب
الجوعُ يرْتَسِمُ فقيرًا على وُجوهِ النِّساء
والرّجالُ جوْف يحاولونَ عرضَ ذُكورتِهم
وأَنا في القلبِ حُرقةً تَشُدُّني إلى الطَّبيب
وإلى الذِّكرياتِ البَعيدة…

25

كلّ من يمتلكُ السُّلطةَ عندَ العَرب
يا صَديقي 
كُلَّ يومٍ يطْعنوني
أطفأوا البَسمةَ منْ نورِ عُيوني
صارتِ الضِّحكةُ سِجنًا
في جُفوني
كلَّ حينٍ يطعنوني
يرصُدونَ أحْلامي وأنّاتي
صادروا حُزني وقالوا:
كُنْ سَعيدًا فالفُحولْ
عاشَرَتْ بيتَكَ
وغَدًا يأتيكَ منهُمُ الخَلَفُ المَهولْ
وأنتِ يا سيّدتي
إنْ جاءوكِ ليلًا أو نهارًا

26
This free e-book was created with
Ourboox.com

Create your own amazing e-book!
It's simple and free.

Start now

Ad Remove Ads [X]
Skip to content