مدرسة يسوع الشاب – دون بوسكو
(موضوع الوظيفة : الثورة الصناعية (الآلات
في إطار موضوع البحث العلمي
تحت اشراف المعلمة المحترمة : ريتا ناصر
بمساعدة امينة المكتبة المحترمة : ريتا ناصر
اسم الطالب / ة : ميار سرحان
جولان ابو عطا
عدي بهنسي
ادهم زيدان
انوار هواري
الصف : الثامن
الشبعة : 1
تاريخ التسليم : 2017/5/19
الفهرس
المقدمة……………………………………………………………2-1
الفصل الأول : خلفية تاريخية عن الثورة الصناعية …………………….6-3
الفصل الثاني : تطور الآلات عبر العصور…………………………….7-10
الفصل الثالث : الآلات جزا من حياتنا !! ……………………………11-13
تلخيص والاستنتاج……………………………………………… 14-15
مصادر ومراجع …………………………………………………..16
المقدمة
قديماً كانت الصناعة تتم باليد وكانت يطلق عليها الحرفة اليدوية أو الصناعات التقليدية، وكان الصناع يستخدمون آلات وأدوات بسيطة تساعدهم على القيام بأعمالهم، ولكن الاعتماد الأكبر كان على اليد.
ومع التقدم الزمني وما شهدته القرون الأخيرة من ثورات علمية هائلة رافقها اكتشاف موارد طبيعية كالنفط والغاز الطبيعي والفحم والتي تشكل في مجموعها ما يعرف بالوقود، حلت الآلات تدريجياً مكان الأيدي البشرية في الصناعة مما ساعد على زيادة الكمية المنتجة في أسرع وقت فتم التقليل شيئاً فشيئاً من الأيدي العاملة البشرية في الصناعة لزيادة الأرباح وتقليل المصروفات على المصانع، وتنوعت المنتجات بشكل هائل لم يكن معروفاً ولم تشهده السنوات السابقة ولا البشر على مدار حياتهم وهذه هي الثورة الصناعية.
فهي الأحداث التي تعلقت في الاقتصاد والمجتمع ، حيثُ اشتملت على الأبحاث والتجارب في جميع فروع العلم، التي أدت بدورها لاختراعات واكتشافات كثيرة، ويكون العمل بالآلات بدلاً من الأيدي العالمة. كان لهذه الثورة الأثر البالغ على الحياة الاقتصاديّة والاجتماعيّة سواءً في أوروبا أو غيرها من الدول.
فبدأت الثورة الصناعية في الظهور قبل نحو ثلاثة قرون من الآن في إنجلترا بدايةً لتمتد إلى كامل أوروبا ثم إلى روسيا ثم إلى أنحاء العالم أجمع، حيث رافقتها عدة مظاهر منها الرخاء الاقتصادي وازدهار الحياة السياسية ، فلم تأتي الثورة الصناعية في إنجلترا من فراغ، فلقد ذهب الشعب الإنجليزي إلى التركيز على الزراعة وزيادة المحاصيل الزراعية في مختلف الأنواع مما حقق لهم وفرة في الأموال والرخاء الاقتصادي، وبسبب هذا الرخاء الذي حصل لهم بدأوا يميلون إلى العمل بالصناعة والانتقال إلى حياة أفضل وبالتالي أوضاع اقتصادية أفضل وأفضل. هذا بالإضافة إلى ما كان يأتي من أموال من المستعمرات البريطانية من مختلف أرجاء العالم ولما كانت تيسره البنوك من قروض للصناعة والمشاريع الصغيرة مما حفز على ثورة صناعية هائلة اجتاحت العالم.
من أبرز نتائج الثورة الصناعية وآثارها، ظهور اقتصاد عالمي جديد يعتمد على حرية الصناعة والعمل والإنتاج لجلب الأموال وتحصيلها وهو ما يعرف بالرأسمالي، مما أدى إلى زيادة الإنتاج وتحقيق مردود مالي ضخم عن طريق تقليل التكلفة إلى أقصى حد وزيادة الأرباح فازدهرت الحركة العمرانية في الدول الصناعية وانتشر التقدم العلمي والنهضة الحضارية فيها، وسيطرت على العالم سعياً منها لجلب خيرات العالم كالنفط والوقود والفحم والتي لا تستطيع الصناعة الاستمرار بدونها فانتشر الاستعمار والتدخل الأجنبي والحروب في مختلف دول العالم.
هذا من الناحية الاقتصادية والسياسية، أما من الناحية الاجتماعية فقد قسمت المجتمعات إلى طبقتين رئيسيتين هما العمال وأصحاب رؤوس الأموال مما أشعل الثورات ونشر عمالة الأطفال وعمالة المرأة وزاد من اضطهادهما والسيطرة عليهما، فضاعت الكرامة الإنسانية في ظل سيطرة شريحة من المجتمع على المصادر المالية في الدولة وانعدام أدنى متطلبات الحياة عند الطبقة الأخرى .
سؤال البحث :
كيف غيرت الآلات اختراعها وتطورها على امتداد حياتنا ؟؟
الفصل الأول : يتحدث عن معلومات عن الثورة الصناعية .
الفصل الثاني : يتحدث عن تطور الآلات وانتشارها .
الفصل الثالث: يتحدث عن أهمية الآلات في حياتنا .
الفصل الأول : خلفية تاريخية عن الثورة الصناعية
في أواسط القرن الثامن عشر ظهرت بوادر الثورة الصناعيّة في أوروبا، وانطلقت واجتاحت العالم أجمع، فأحدثت تأثيراً جذريّاً في مختلف جوانب الحياة سواءً الاقتصاديّة، أو السياسيّة، أو الاجتماعيّة أيضاً، وذلك بالاستعاضة عن العُمَّال المُشتغلين في العديد من المهن بآلاتٍ ميكانيكيَّة قادرةٍ على تنفيذ عملهم. كانت إنجلترا هي أوّل البلدان التي ظهرت بها الثورة الصناعيّة لعدّة مُقوِّمات تُميّزها عن سائر الدول حول العالم، وتمثَّلت أهمُّ آثار هذه الثورة في تطوير القطاعَيْن الصناعيَّين الخاصَّيْن بالمنسوجات القُطنيَّة والتعدين، وكذلك في اختراع الآلة البخارية التي أحدثت تحوُّلاً هائلاً بالاقتصاد في ذلك الوقت.
يُقصَدُ بالثّورة الصناعيّة الاتجاه نحو الإنتاج باستخدام الآلات الصناعيّة المُؤَتمتة بَدلاً من الإنتاج بالاعتماد على العمل اليدوي للإنسان. قامت الثورة الصناعية نتيجة النهضة العلميّة الشاملة التي اجتاحت أوروبا الغربيّة؛ بحيث أدَّت نهضة تكنولوجية إلى اختراع العديد من الآلات الجديدة (مثل الآلة البخارية) التي حقّقت إنتاجاً عالياً واسع النّطاق في وقتٍ قياسيّ؛ مُقارنةً بالإنتاج الذي يرتكز على العمالةِ اليدويّة، وأدّى انتشار هذه الآلات لغزو كافةِ القطاعات الصناعية في إنكلترا وأوروبا، مثل صناعة الغزل والنسيج وأفران صهر الحديد والمعدّات الزّراعيّة، وقد استُكمِلَ هذا التطوّر لاحقاً بظُهور الكهرباء والمُحرّكات الكهربائية وصناعة الوقود الأحفوري، ممَّا كان لهُ بالغ الأثر في الأحوال الاقتصادية والاجتماعيّة بسائر دول أوروبا .
كانت البداية الأولى للثورة الصناعيّة إبّان اختراع الآلة البُخاريّة خلال ستينيات القرن الثامن عشر للميلاد، لتَنتقل بَعدها إلى باقي دول أوروبا وأمريكا الشمالية في القرن التاسع عشر، ومنها إلى كافّة أرجاء العالم، تَرتَّب عليها لاحقاً اكتشافُ الكهرباء وبناء السكك الحديديَّة والقطارات وسط تنافُس الدول الأوروبية على التطوّر الصناعي. كانت بريطانيا هي المنبع الأوَّل للثورة الصناعية، ولكنَّ الجُذور الحقيقيّة للثورة جاءت من نَهضة مُتكاملة في أوروبا مُنذ القرن السادس عشر، وجاءت هذه النهضة بحاجةٍ مُتزايدة لكميَّة وسُرعة الإنتاج، ممَّا لبته الآلات التي اختُرعت في الثورة الصناعية.
كانت من أولى علامات الثورة الصناعية في إنكلترا ازدهار صناعة الصُّلْب، والفحم الحجري، وبناء الجسور، وتوسيع المواصلات، وكذلك كانت سبباً في ثورة زراعيّة بفضل اقتناء المعدّات الزراعيّة المتطوّرة واستخدامها في تسريع الأعمال الزراعيّة وزيادة إنتاجيَّتها، إضافةً إلى أنّها أدَّت للاستغناء عن نسبةٍ كبيرةٍ من الأيدي العاملة في الزراعة، بينما اتَّجهت فئة كبيرة من العُمَّال إلى البحث عن مِهنٍ في المصانع عوضاً عن الزراعة.
يُعتقد أنّ المَرحلة الأولى من الثورة الصناعية في بريطانيا امتدَّت من حوالي عام 1770 إلى 1830؛ [1]حيث حقَّقت بريطانيا في هذه الفترة تقدّماً اقتصاديّاً وعسكريّاً جماً على باقي العالم. أتت لاحقاً الثورة الصناعية الثانية، التي بدأت في أواخر القرن التاسع عشر عندما اكتشف الباحث الأمريكي ثوماس ألفا أديسون الكهرباء، وتمكَّن من توظيفها بحيثُ شاع استعمال المصابيح الكهربائية في أمريكا منذ عام 1880م، وتزامن ذلك مع اكتشاف النفط الذي أدّى إلى تطوّر الصناعات الكيميائية وظُهور السكك الحديدية التي استعاضت عن الخيول، حيثُ كانت الخيول الوسيلة الأساسية لنقل البضائع لعُقودٍ بعد الثورة الصناعية الأولى .
أدّت الثورة الصناعيّة إلى رخاء اقتصاديّ وتَقدّم من النواحي الطبية والصناعيّة والاقتصاديّة في جميع أنحاء أوروبا وخاصّة في إنجلترا، فقد ازدادت إيرادات الدولة، وأصبحت تملك فائضاً من الأموال، ومن أهمّ نتائج هذه الثورة :
نتائج اقتصادية : تعد من أهم النتائج التي أدّت إلى ظهورها الثورة الصناعية، فساهمت بشكل مباشر في زيادة نمو القطاع الاقتصادي، وتحسين، وتطوير العديد من المنتجات الاقتصادية، ومن أهمّها صناعة الحديد، فتمكّنت من توفير العديد من الوسائل الإنتاجية التي تساهم في صهر الحديد، وتشكيله بناءً على الأشكال المطلوبة. ساهمت الثورة الصناعيّة في زيادة نمو قطاع الإنتاج الغذائي، عن طريق صناعة الطعام المحفوظ معلباً، والذي ساهم في توفير مختلف أنواع المواد الغذائية بطريقة أسرع لتكون جاهزةً للأكل، كما اعتمدت على استخدام الكثير من مصادر الطاقة في تشغيل الآلات كالفحم، ومن ثم استخدام الكهرباء كمصدر سريع في توليد الطاقة المطلوبة لتحسين أداء الإنتاج الصناعي. عملت الثورة الصناعية في القطاع الاقتصادي على دعم الدور التجاري بين الدول، مما أدى إلى تعزيز دور التجارة الخارجية، وتبادل السلع بين دول العالم، بالاعتماد على الاستيراد والتصدير، لذلك تم إنشاء العديد من الأسواق العالمية التي تهتم بدعم التجارة الخارجية، وتوفير كافة الوسائل التي تساهم في تطورها.
نتائج اجتماعية : أحدثت الثّورة الصناعيّة تغيّراتٍ كبيرة في النّظام الطّبقي في المجتمع الأوروبي، بحيث انقسم المجتمع إلى طبقتين، الأولى هم أصحاب المصانع والمؤسسات التجاريّة والصناعيّة ورؤوس الأموال (الطبقة البرجوازيّة)، حيث كان هؤلاء في قمّة الرّخاء الاقتصادي، والثانية هي طبقة العمّال وهم العاملين في المصانع، وغالبيتهم من النّازحين من المناطق الريفيّة بحثاً عن فرص عمل الّتي قامت بتوفيرها المصانع. وألزم ذلك الدّول على التدّخل للحدّ من سلبيّات هذا التفاوت من خلال وضع عدد الروابط والقوانين الّتي من شأنها حماية نظام العمل، كإصدار تشريعاتٍ عُماليّة تتعلّق بالضمان الاجتماعي، وتتضمّن الشؤون الصحيّة للعمّال.
أدَّت الثورة الصناعيّة إلى انتقال مُعظم السكّان من العمل في الوظائف اليدويّة في الزراعة إلى الوظائف الجديدة التي توفَّرت في القطاع الصناعي، ممَّا أدى إلى توجّه أعدادٍ هائلةٍ من العُمَّال من الريف إلى المدن الصناعية للعمل بأجور زهيدة في وظائف مُرهقة، وتدنَّت أحوالُ هذه الطبقة فغرقت في الفقر المدقع، واضطرَّ جميعُ أفرادها من الرجال البالغين إلى النساء والأطفال للعمل بالمصانع سعياً للرزق. مع بدء القرن التاسع عشر تمكَّن هؤلاء العمال من الحصول على الحقّ في تكوين النقابات، وبعد ذلك جاءت قوانين لتنظيم العمل في المصانع ساعدت على تحسين الظروف المعيشيَّة ومنح الضمان الاجتماعي للعُمَّال.
نتائج سياسية وثقافية : كان للثورة الصناعيّة أثرٌ كبير على كافة المستويات، وعلى وجه الخصوص المُستويين السياسي والثقافي، وكان من نتائجها:
- تشريعُ الضمان الاجتماعي لتأمين العُمَّال من الحوادث والأمراض والبطالة.
- منح العمال بشكلٍ عام والنساء خاصّة حقّ الانتخاب والتصويت.
- ظهور عددٍ من الأحزاب السياسيّة التي أخذت على عاتقها الدّفاع عن حقوق العمال ومصالحهم، والمشاركة في الحياة السياسيّة للدول.
- اشتداد المُنافسة بين الدّول الصناعيّة في سعيها للسيطرة على المصادر الرئيسيّة للمواد الخام، إضافةً للأسواق الخارجيّة، وكذلك مصادر الطاقة، وطُرُق المواصلات حول العالم.
من النتائج الأخرى على الصعيد الثقافي ظهور الفكر الشيوعي؛ فقد أدَّت الظروف المعيشيّة التي ترتّبت على الثورة الصناعية إلى ظهور الماركسية والدعوة لمجتمع أكثر إنسانية، وترتَّب عليها وقوع الثورة البلشفيّة في أكتوبر عام 1917م والتي أدخلت الشيوعيّة إلى الاتّحاد السوفييتي السابق وروسيا لاحقاً.
حدثت تطورات عدة ساهمت في ظهور الثورة الصناعية، حيث اخترع العالم الاسكتلندي جيمس واط الآلة البخارية عام 1765، وطورها إلى آلة ميكانيكية في عام 1781، وصنع جيمس واط في معمله 200 آلة، استخدمت في محيط مناجم الفحم والحديد، ثم انتشرت في المرافئ البحرية والنهرية، ما أدى إلى تطور وسائل النقل وظهور البواخر والقطارات التي اعتمدت على الفحم والبخار.
كما أن استخدم الآلات الميكانيكية ساهم في تطور الإنتاج الصناعي وأدى لإحلال الآلات مكان القوة البشرية ليقتصر دور الإنسان على وضع التصاميم وإدارة الآلة للوصول إلى الإنتاج المطلوب من حيث الشكل والنوع والحجم، ونتيجة ذلك برزت الحاجة لرؤوس أموال تغطي قيمة المعامل والمصانع المنشأة والمراد إنشائها، فاستلم الأثرياء إدارة الصناعة في أوروبا، وهذا معد لظهور الرأسمالية.
تعد الثورة الصناعية من أهم الثورات في العالم على الإطلاق، ولاسيما أنها تركت أثرها على العالم بأسره، فالدول المتقدمة حصدت إيجابياتها، والبلدان النامية حصدت سلبياتها، فتحولت لمستعمرات احتلتها الدول الأوروبية لتأمين المواد الأولية اللازمة لصناعاتها من جهة، وسوقاً لتصريف منتجاتها من جهة أخرى.
الفصل الثاني : تطور الآلات عبر العصور
تتمحور حياة الإنسان المعاصر حول المخترعات التي لا يمكن له العيش من دونها ولا بأيِّ حالٍ من الأحوال، فهذه المخترعات أصبحت تُشكِّل جزءاً من حياته، فمنذ بزوغ فجر الإنسانية، سعى الإنسان إلى تطوير حياته، وإلى أن يستريح من القيام بالمهام الثقيلة والشاقّة التي كانت تُثقل كاهله، لهذا فقد دأب الإنسان في كافة مراحل حياته على استعمال وتسخير كافة المواد والمخلوقات الموجودة حوله لخدمته والاستفادة منها إلى أقصى الحدود، فاستخرج المواد من باطن الأرض، واستعمل الحيوانات ودجّنها، واستخدم النباتات أيضاً في العديد من الأمور وأساساً لأمور وتطبيقات أخرى ربَّما تكون أكثر أهميَّةً منها في بعض المجالات إنّ تاريخ الإنسانية هو تاريخ تطوّر التكنولوجيا عبر مراحلها المختلفة، لقد بدأت علاقة الإنسان بالتكنولوجيا ببداية استخدامه للأدوات المحيطة به في الطبيعة واستخدامها في الحصول على الطعام وحماية نفسه من الوحوش البريّة، وأدّى استخدام الأدوات إلى تطوّر الإنسان نفسه من خلال زيادة قدرته على أداء الأعمال بسهولة، ومن ثمّ القدرة على تطوير الأدوات البدائيّة بالنسبة لنا، والتي كانت بداية التكنولوجيا كما نعرفها بمفهومها الحديث وهو استخدام الأجهزة الكهربائيّة. منذ نهاية القرن الثامن عشر كان التقدم والتطور في العلوم الطبيعية مصحوبا بتقدم سريع في التكنولوجيا. ويمكن تتبع العلاقة المتبادلة بين تطور العلوم الطبيعية والتكنولوجيا على مدى تاريخ العصر الحديث كله. ففي النصف الثاني من القرن الثامن عشر والنصف الأول من القرن التاسع عشر ظهرت وتطورت الآلات البخارية وظهر من الفيزياء علم جديد هو الديناميكا الحرارية. وبسبب الاستخدام الواسع للآلات البخارية في وسائل النقل سميت هذه الفترة الزمنية بـ (عصر البخار) وفى نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين ظهرت وتطورت الآلات الكهربائية واخترع العديد والعديد من الاختراعات المدهشة وبرز من الفيزياء علوم الفيزياء الكهربائية وكان الاستخدام الواسع للطاقة الكهربائية سببا في تسمية هذه الفترة الزمنية بـ ( عصر الكهرباء ) وفى النصف الثاني من القرن العشرين استخدمت الطاقة الذرية في الأغراض السلمية وبدأ ( عصر الذرة ) وفى مطلع الستينات بدأ غزو الفضاء واعتبر النصف الثاني من القرن العشرين (عصر الفضاء ) والآن ومع الطور المذهل في وسائل الاتصال وتبادل المعلومات يمكن اعتبار العصر الحالي (عصر المعلوماتية ) ولذلك يتضح لنا مدى الدور الذي تلعبه الفيزياء في جميع المجالات. وفي أواخر القرن الثامن عشر، وأوائل القرن التاسع عشر، قام البريطاني ريتشارد تريفيثيك بتصميم وبناء أول محرك بخاري يعمل بالضغط العالي. وصمم إحدى تلك المحركات بحيث تعمل تحت ضغط يعادل 200 كيلو باسكال. وبحلول عام 1815م صنع الأمريكى أوليفر إيفانز محركاً بخارياً استخدم ضغطاً يعادل 1,400 كيلو باسكال من البخار. وتوجد في أيامنا هذه محركات تستخدم بخاراً عند ضغط يزيد على ما يعادل 7,000 كيلو باسكال. وشملت التحسينات الأخرى التي دخلت على المحركات البخارية ابتكار واستخدام المحرك المركّب واستخدم البخار فائق التسخين. وفي هذه الحالة ترتفع درجة حرارة البخار إلى أكثر من 370°م بدون زيادة في ضغطه. وتساعد هذه العملية على حماية البخار القادم من التكثف على أسطح أسطوانة المكبس. وكان اختراع توربينات البخار في أواخر القرن التاسع عشر علامة كبرى في تطوير المحركات البخارية. ووفرت توربينات البخار مصدرًا اقتصاديًا لتوليد القدرة المطلوبة لإدارة المولدات الكهربائية ولإدارة رفاسات البواخر البخارية.
مع نهايات العصور الوسطى الأوروبية كان قد تمّ اكتشاف طرق جديدة للتجارة البحرية بفضل الخبرات العربية، ممّا أدّى إلى دخول أوروبا مرحلة الثورة الصناعية بعدها بوقت ليس بالطويل. الثورة الصناعية والتكنولوجيا الحديثة مع بدايات القرن الثامن عشر أصبح القطن يمثل أحد أهمّ الصناعات التي ساعدت على تراكم الثروة في دول بريطانيا والولايات المتحدة، وصاحب ذلك ابتكار المحركات البخاريّة التي ساهمت في إحداث ثورة كبرى في وسائل النقل البريّ والبحريّ في العالم، وتلى ذلك اختراع الكهرباء والهواتف وصناعة الديناميت الذي استخدم بشكل أساسي في صناعات التعدين حول العالم، وساهمت الموجات الإذاعيّة في تشجيع الناس على الاستهلاك. قد مثلت الحرب العالمية الثانية قفزة نوعيّة في تطور التكنولوجيا الحديثة، حيث أسمهت اقتصادات الحرب في تلك الفترة في ابتكار نوع جديد من الطاقة وهو الطاقة النووية التي كانت العامل الأهم في إنهاء تلك الحرب، ومن بعدها تم استخدام تلك الطاقة في الصناعات الحديثة من خلال توليد الكهرباء واستخدامها في المحركات الكبيرة للغواصات على سبيل المثال. لم تكد تمر خمسون عاماً حتى تمّ ابتكار شبكة الإنترنت في أحد مراكز أبحاث الفضاء الأوروبيّة وتحوّل العالم مع الوقت إلى قرية صغيرة بشكل حقيقي يزداد الاعتماد فيها على التكنولوجيا في شتّى نواحي الحياة من أجل التواصل واكتساب الخبرات والمعارف، وأصبحت التكنولوجيا بمفهومها الحديث مرادفاً للحياة المتحضّرة على الكوكب حيث لا يمكن إتمام أيّة مهمّة من مهامّ العمل الحديث أو التواصل مع الآخرين بدون استخدام إحدى الوسائل التكنولوجيّة.
بعد العام 1765 لن تعود أوروبا إلى الوراء لأن اختراع الآلة البخارية أسست تحديات عقلانية (واقعية وحسية) دفعت النخبة إلى التقدم نحو المزيد من الاستقلال عن تلك المظلات الفلسفية التي كانت تتحكم بالمنظومات المعرفية وأبنيتها الهرمية المتوارثة من العصر اليوناني أو بتأثير من الفلسفة العربية والإسلامية التي انتقلت إلى أوروبا بحرا (الموانئ) أو برا (الاحتكاك) من القناتين: الأندلس من وسط إسبانيا وصقلية في جنوب إيطاليا .اختراع السكوتلندي جيمس واط جاء مصادفة ولكنه حصل للرد على حاجة أخذت تفرضها المتغيرات التي أعادت تشكيل خريطة أوروبا الحديثة. بدأت الثورة الصناعية قبل عشر سنوات من الثورة الأميركية ضد بريطانيا في العام 1775[1]، وتطورت طرديا بعد العام 1781، أي قبل انفصال الدولة الجديدة (الولايات المتحدة) عن التاج البريطاني بسنتين (1783). لم يكن اختراع واط الآلة البخارية هو السبب في توليد الصناعة الحديثة. فالاختراع جاء في سياق التراكم الهائل في الثروات النقدية والسلعية التي تم تحويلها من «العالم الجديد»، وأتى ردا على حاجات توسع السوق وتلبية لنمو متطلبات التقدم وتفرعاته وتقاطعاته العلمية والاقتصادية والتقنية. بدأ واط استخدام آلته في المضخات، ثم طوّرها في العام 1781 إلى آلة ميكانيكية. ونجحت شركته في إنتاج 200 مضخة و300 محرك بخاري. في البدء انتشرت الآلة في محيط مناجم الفحم الحجري والحديد، ثم انتشرت بالقرب من المرافئ البحرية والنهرية وأخذت بتسريع وتيرة النقل (القطار) وتسهيل الشحن (البواخر). وبدأت المواصلات بالتطور السريع حين نجحت في ربط مراكز إنتاج مواد الخام (المناجم) بالمصانع بالمرافئ النهرية والبحرية من خلال توسيع شبكة الطرقات وخطوط سكك الحديد وشق القنوات المائية وتوصيلها بفروع الأنهر ومراكز العمل. أحدث تطور الآلة ثورة في عالم الاتصالات وخطوط المواصلات وطرق النقل ما شجع على نزوح الباحثين عن عمل من مناطق الريف والتوجه إلى المراكز الصناعية لتأمين السكن والوظيفة. وأدى التحول في بنى علاقات الاجتماع إلى توسع المدن وتطورها وازدهارها مستفيدة من ذلك النمو المطرد في تعداد السكان (طفرة ديموغرافية) الكثيف ما أسس لاحقا قواعد اقتصادية معاصرة لنشوء المدينة الحديثة.
أهمية الآلة البخارية لم تقتصر على قطاع الإنتاج الصناعي وإنما امتدت تداعيات الاختراع لتشمل مختلف الفروع المتصلة بهذا الاكتشاف. فالآلة دفعت الملاحة إلى درجة متقدمة من التطور (تحديث البواخر البحرية) والشحن البري (القطار) والمواصلات والاتصالات. فمن جانب المواصلات قام الفرنسي نيكولا جوزيف كونيو باختراع سيارة في العام 1769 تعمل بالمحرك البخاري. ومن جانب الاتصالات قام الفرنسي كلود شاب في العام 1792 باختراع التلغراف ما أعطى دفعة قوية لتسهيل تدفق المعلومات عن حركة النقل والشحن وتوزيع الأخبار والأنباء.
- [1] موسوعة العلوم، بيروت: دار الفكر اللبناني، 1997 .
الفصل الثالث : الآلات جزء من حياتنا
منذ بداية الإنسانية إلى يومنا هذا، كان هناك العديد من نقاط التحول على مستوى العالم أجمع، وكانت هذه النقاط تتوزع بين نشوء الحضارات، وجذوتها، واكتشاف مكتشف جديد مثل الكتابة أو اختراع شخص ما لمخترع جديد. لقد شكلّت بعض المخترعات نقاطاً كبيرة وهامة جداً على مر وامتداد الإنسانية، نظراً إلى ما فعلته المخترعات في حياة الإنسان، حيث أنّها سهلت حياة الإنسان وبشكل لا يتصوره العقل، حيث خضعت الاختراعات إلى جهد بشري موصول جداً، ممّا ساعد على أن يطور من مستوى حياة البشر وبشكل كبير. وتتوزّع وتختلف أهمية المخترعات بين هذه المخترعات، وبشكل عام فكل مخترع من المخترعات ساهم في تحسين جزء من أجزاء حياة الإنسان.
فهل هو خيال علمي أم شطحات علماء تمكنوا من إيجاد منافسات للإنسان في العديد من المجالات المختلفة على كوكب الأرض، وفي الفراغ العملاق، حيث يطلق الإنسان الصواريخ والأقمار التي تفك الشفرات وتكتشف المزيد من أسرار الكون؟ وهل تمكن الإنسان بكل الإعجاز الخلقي للدماغ والعقل والذكاء الجامح من أن يجد لنفسه صديقاً مبرمجا؟
إذا كان كل ذلك ممكناً، فهل في صالح الإنسان أن يصنع لنفسه منافساً قوياً، يتمكن من القيام بالعديد من الوظائف والمهن المختلفة التي كان الإنسان نفسه يقوم بها؟ هل هناك تناقص في حب سيطرة الإنسان على كل شيء وأي شيء، في الوقت الذي يصنع لنفسه من يزاحمه في مكان عمله، ويقوم بكل ما هو صعب ودقيق وربما مستحيل؟
لا تناقض في هذا كله، فالإنسان يتمكن من صنع الكثير، ولكن بشروطه التي تخدم كل أغراضه، وتنقله نقلة نوعية في الحاضر وآفاق المستقبل، استناداً إلى ماض مستنير، زاد من حلم الغد للإنسان، لا تناقض في أن يقوم الإنسان بصنع منافسه الآلي ولكن تحت سيطرته القصوى التي هي دائماً في الاعتبار…………..
فمنذ اليوم الذي بدأ الانسان العمل في وظيفة روتينية يستيقظ من النوم بشكل روتين آلي منظم واصبح الانسان عبدا لساعة اليد والحائط وساعه المواعيد والجداول الزمنية مهما كانت الأحوال الجوية وفي أي فصل كان من فصول السنة ، بدأ الانسان يتحول تدريجيا الى آلة .
يعيش ويتحرك الانسان اليوم بصورة شبة آلة مخيفة ! .
فقد عاش اجدادنا حياة قاسية اتسمت تفاصيلها بالخشونة وصعوبة الحصول على الأساسيات الحياتية .
فلم يستطيعوا إنجاز أعمالهم العادية اليومية إلا بشق الانفس وبعد جهد ووقت طويلين ، وقد مرت حياة الانسان عموما ضمن تغييرات وتطورات طرأت على جنباتها ، فكلما تقدم بالإنسان العمر والوقت أصبحت الأمور اكثر سهوله بالنسبة له .
فقد مرت الاختراعات بتطورات طفيفة في البداية اعتمدت على المواد الأولية التي امتلكها الانسان ، حتى وصلنا الى وقتنا الحاضر بما فيه من تطبيقات مميزة لاختراعات مختلفة وأسهم في ذلك تقدم العلم والمعارف .
فمن ابرز الأمور التي نفعت البشرية في مضمونها هي الآلات والمخترعات ، فالإنسان يسعى دائما الى تطوير نمط الحياة التي يحيياها ، فبدأ باستغلال واستثمار كل ما يجده حوله في المكان الذي يقيم فيه ، فصنع الأدوات البسيطة التي تساعده على القيام بالأعمال التي يحتاجها ليستمر في العيش ثم تطور الأمر شيئا فشيئا الى ان وصلت البشرية الى ما هي علية في اليوم الحالي من تقدم في كافة المجالات وعلى كافة الأصعدة .
فهذه المخترعات أصبحت تُشكِّل جزءاً من حياته، وأساساً لأمور وتطبيقات أخرى ربَّما تكون أكثر أهميَّةً منها في بعض المجالات. الحاسوب –على سبيل المثال-، أساسيٌّ بحدِّ ذاته، فلا أتصوَّر شركةً أو منزلاً أو مصنعاً أو محلَّاً تجاريَّاً أو غير ذلك يخلو من جهاز الحاسوب بشكله التقليدي الذي نعرفه، فالحياة اليوم مبنيَّة على استعمال هذا الجهاز الهام، إلَّا أنه وعلى الرغم من أهميَّته القصوى في حياة الإنسان، فإنَّ أشكال الحاسوب الأخرى والتي تدخل في مجالات أخرى حسّاسة أيضاً قد تكون بالنسبة لها أهم من شكله التقليدي المتعارف عليه. لا يُمكن أن تتواجد المخترعات بين يومٍ وليلة؛ بل تحتاج إلى بذل جهدٍ كبيرٍ جدَّاً حتَّى تصل إلى شكلها النهائي، فالمخترعون هم أكثر النَّاس بذلاً للجهد والتعب، فهناك بعض المخترعات التي اعتبرت نقاط تحوُّلٍ في البشرية أُفنيت لأجلها أعمارٌ وأعمار. المخترعات أيضاً ترتبط ارتباطاً وثيقاً جدَّاً بالعلم وتطوُّره؛ فكلَّما ازداد تطوُّر العلوم، ازدادت أعداد المخترعات؛ فالعلوم والمخترعات مرتبطةٌ بعلاقة طرديَّة. تنتج المخترعات أيضاً من البحث العلمي؛ فالدول التي تهتم بالأبحاث وتنفق بسخاء على هذا الجانب نجدها الأكثر اختراعاً؛ حيث إنّ الدول الصناعيَّة اليوم تعتبر جانب البحث العلميِّ أساساً من الأسس التي تُبنى عليها النهضة والحضارة.
فقد أسهمت المخترعات وبشكل كبير جداً في تسهيل حركة الإنسان، وربما يكون المثال الأهم على هذه النقطة هي اختراع وسائل النقل، وتوفير عملية النقل وبشكل أسهل هو مما أسهم في عملية استغلال الإنسان لكل منحى من مناحي الحياة وبشكل كبير جداً، مما ساعد الإنسان على أن يستغل وقته فيما هو أهم وأنفع وأجدى للإنسان من أن يضيع وقته بالتنقل وفي الطرقات.
تعدّ وسائل النقل بمختلف أشكالها وأنواعها من طائرةٍ وسيارةٍ وسفينةٍ وقطارٍ وغيرها من أهم الاختراعات التي صنعها الإنسان للبشرية، فقد مكّنت الأشخاص من قطع مسافاتٍ هائلةٍ وكبيرةٍ جداً في وقتٍ قياسي وبجهدٍ أقل، كما أن اختراع الساعة يعدّ أحد أبز الاختراعات البشرية، لما للوقت من أهميّةٍ كبيرةٍ عند الناس، وقد طرأت عدّة تغيراتٍ على شكل الساعة وتفاصيلها إلى الآن، فمنها الرقمية ومنها الإلكترونية ومنها ساعة اليد وساعات الحائط وساعات المكاتب وغيرها، بالإضافة إلى الكهرباء التي تعطي الطاقة لكافة جوانب حياتنا، فلا نعود قادرين على المضيّ بدون نورٍ في بيوتنا ولا طاقةٍ في هواتفنا أو أجهزة التلفاز أو الحواسيب أو الأجهزة الكهربائية الأخرى، فلا غنى للإنسان في الوقت الحالي عنها، ويعتبر الهاتف أيضاً أحد الاختراعات الهامة، فبه نكون قادرين على التواصل مع أشخاصٍ يهمنا أمرهم، وربما يعيشون في النصف الآخر من العالم المقابل لنا، فقد اختصر المسافات وقرب البعيد، ومن الاختراعات التي فعلت الشيء ذاته لكن بدقّةٍ وتميّزٍ وتفوّقٍ أكبر الإنترنت، فقد مكن الناس من التواصل والاتّصال عبر العالم بالصوت والصورة وبدقةٍ عاليةٍ كما لو كانوا أمامنا ومعنا وغيرها الكثير الكثير من الاختراعات. يجدر بالذكر أنّ الاختراعات تدل على عقل وذكاء صاحبها، وتترك بصمته وتأثيره على العديد من الناس وفي حياتهم، لما لها من دورٍ في تسهيل وإنجاز أعمالهم بحرفيةٍ ودقةٍ ومرونةٍ أكثر من الوضع السابق قبلها.
التلخيص والاستنتاج
كانت البداية الأولى للثورة الصناعيّة إبّان اختراع الآلة البُخاريّة خلال ستينيات القرن الثامن عشر للميلاد، لتَنتقل بَعدها إلى باقي دول أوروبا وأمريكا الشمالية في القرن التاسع عشر، ومنها إلى كافّة أرجاء العالم، تَرتَّب عليها لاحقاً اكتشافُ الكهرباء وبناء السكك الحديديَّة والقطارات وسط تنافُس الدول الأوروبية على التطوّر الصناعي. كانت بريطانيا هي المنبع الأوَّل للثورة الصناعية، ولكنَّ الجُذور الحقيقيّة للثورة جاءت من نَهضة مُتكاملة في أوروبا مُنذ القرن السادس عشر، وجاءت هذه النهضة بحاجةٍ مُتزايدة لكميَّة وسُرعة الإنتاج، ممَّا لبته الآلات التي اختُرعت في الثورة الصناعية.
كانت من أولى علامات الثورة الصناعية في إنكلترا ازدهار صناعة الصُّلْب، والفحم الحجري، وبناء الجسور، وتوسيع المواصلات وكذلك كانت سبباً في ثورة زراعيّة بفضل اقتناء المعدّات الزراعيّة المتطوّرة واستخدامها في تسريع الأعمال الزراعيّة وزيادة إنتاجيَّتها إضافةً إلى أنّها أدَّت للاستغناء عن نسبةٍ كبيرةٍ من الأيدي العاملة في الزراعة، بينما اتَّجهت فئة كبيرة من العُمَّال إلى البحث عن مِهنٍ في المصانع عوضاً عن الزراعة.
يُعتقد أنّ المَرحلة الأولى من الثورة الصناعية في بريطانيا امتدَّت من حوالي عام 1770 إلى 1830؛ حيث حقَّقت بريطانيا في هذه الفترة تقدّماً اقتصاديّاً وعسكريّاً جماً على باقي العالم.
أتت لاحقاً الثورة الصناعية الثانية، التي بدأت في أواخر القرن التاسع عشر عندما اكتشف الباحث الأمريكي ثوماس ألفا أديسون الكهرباء، وتمكَّن من توظيفها بحيثُ شاع استعمال المصابيح الكهربائية في أمريكا منذ عام 1880م، [1]وتزامن ذلك مع اكتشاف النفط الذي أدّى إلى تطوّر الصناعات الكيميائية وظُهور السكك الحديدية التي استعاضت عن الخيول، حيثُ كانت الخيول الوسيلة الأساسية لنقل البضائع لعُقودٍ بعد الثورة الصناعية الأولى
أدّت الثورة الصناعيّة إلى رخاء اقتصاديّ وتَقدّم من النواحي الطبية والصناعيّة والاقتصاديّة في جميع أنحاء أوروبا وخاصّة في إنكلترا، فقد ازدادت إيرادات الدولة، وأصبحت تملك فائضاً من الأموال،
النتائج الاقتصاديّة: أدت إلى قيام نظام اقتصادي رأسمالي يرتكز على حرية العمل والمبادلات، وظهرت المؤسسات الإنتاجية التي ساهمت في التنمية الاقتصاديّة، ممّا أدّى إلى تحسين الأوضاع المعيشيّة للناس، وازدهرت الحركة العمرانيّة، وزاد الإنتاج الصناعيّ بشكل كبير بسبب تطور المُعدَّات والآلات والتقنيات الجديدة المُستعملة، فانخفضت كلفة الإنتاج، وظهرت الصناعات الجديدة واتسع الاستثمار الزراعيّ، فقد تحوّلت الزراعة إلى عنصر فعّال في تطوير الصناعة، لأنها وفرت الحاجات والمواد الأوليّة، ممّا زاد في مستوى الإنتاج وترتب على الدولة تأمين أسواق خارجيّة لترويج فوائضه إلى الخارج.
النتائج الاجتماعيّة: قضت على المجتمع القديم، وظهرت مجتمعات جديدة أدت إلى بروز طبقتين، البرجوازيّة من أصحاب المؤسسات الصناعيّة والتجاريّة والمصرفيّة، فقد سيطرت على الحياة الاقتصاديّة بامتلاك وسائل الإنتاج المختلفة وخاصّةً في فترة ما بين نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، وطبقة العمال من سكان المدن والقادمين من الأرياف بحثاً عن العمل في المصانع، كذلك وقضت الثورة الصناعية على الروابط العائليّة والتكافل الاجتماعي والاقتصادي.
النتائج السياسيّة: حيثُ طُبّقت المبادئ الدستوريّة التي منحت للعمال والنساء حق الانتخاب، وظهرت أحزاب سياسيّة تُدافع عن مصالح العمال وتشارك في الحياة السياسية، واشتد التنافس بين الدول الصناعيّة للسيطرة على المواد الخام والأسواق الخارجيّة، وانقسم العالم إلى قسم مُهيمِن ومُسيطر تمثله البلدان الصناعيّة، وقسم مُستَغَل تمثله بلدان أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبيّة.
النتائج الثقافيّة: نشطت الحياة الثقافيّة عبر مراكزها التي انتشرت في أوروبا، وأثرت المدينة على حياة الفرد الذي أخذ منها ما توفّره له من أسباب التعلم والثقافة، فأسهم ذلك في رفع مستوى الوعي.
تعد الثورة الصناعية من أهم الثورات في العالم على الإطلاق، ولاسيما أنها تركت أثرها على العالم بأسره، فالدول المتقدمة حصدت إيجابياتها، والبلدان النامية حصدت سلبياتها، فتحولت لمستعمرات احتلتها الدول الأوروبية لتأمين المواد الأولية اللازمة لصناعاتها من جهة، وسوقاً لتصريف منتجاتها من جهة أخرى.
- [1] الآلات والاختراعات، القاهرة: دار الكتاب المصري، 1997 .
المصادر والمراجع
- موسوعة العلوم، بيروت: دار الفكر اللبناني، 1997 .
- الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، أمريكا: مؤسسة اكمال الموسوعة للنشر والتوزيع، 1416.
- الآلات والاختراعات، القاهرة: دار الكتاب المصري، 1997 .
- الموسوعة العربية العالمية (الطبقة الاولى)، أمريكا: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع، 1416. مواقع من الانترنت :
- google.com
- http://www.onefd.edu.dz
- alarabiya.net
تطور الثورة الصناعية
https://youtu.be/jRkSrwqUmmo
Published: May 17, 2017
Latest Revision: May 17, 2017
Ourboox Unique Identifier: OB-314712
Copyright © 2017