القدس by HEBA MHAMED - Illustrated by محاميد هبه - Ourboox.com
This free e-book was created with
Ourboox.com

Create your own amazing e-book!
It's simple and free.

Start now

القدس

by

Artwork: محاميد هبه

  • Joined Apr 2017
  • Published Books 4

 

القُدْس

(بالعبرية: יְרוּשָׁלַיִם يِروشالَيم) أكبر مدن فلسطين التاريخية مساحةً وسكاناً وأكثرها أهمية دينيًا واقتصاديًا. تُعرف بأسماء أخرى في اللغة العربية مثل: بيت المقدس، القدس الشريف، وأولى القبلتين، وتُسميها إسرائيل رسميًا: أورشليم

يعتبرها العرب والفلسطينيون عاصمة دولة فلسطين المستقبلية، كما ورد في وثيقة إعلان الاستقلال الفلسطينية التي تمت في الجزائر بتاريخ 15 نوفمبر سنة 1988 (كون أجدادهم اليبوسيين تاريخيا، أول من بنى المدينة وسكنها في الألف الخامس ق.م) فيما تعتبرها إسرائيل عاصمتها الموحدة، أثر ضمها الجزء الشرقي من المدينة عام 1980، والذي احتلته بعد حرب سنة 1967 (يعتبرها اليهود عاصمتهم الدينية والوطنية لاكثر من 3000 سنة). أما الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، فلا يعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ويعتبر القدس الشرقية جزء من الأراضي الفلسطينية، ولا يعترف بضمها للدولة العبرية، مع بعض الاستثناءات.تقع القدس ضمن سلسلة جبال الخليل وتتوسط المنطقة الواقعة بين البحر المتوسط والطرف الشمالي للبحر الميت، وقد نمت هذه المدينة وتوسعت حدودها كثيرًا عما كانت عليه في العصور السابقة.

تعتبر القدس مدينة مقدسة عند أتباع الديانات السماوية الثلاث: اليهودية، المسيحية، الإسلام. فبالنسبة لليهود، أصبحت المدينة أقدس المواقع بعد أن فتحها النبي والملك داود وجعل منها عاصمة مملكة إسرائيل الموحدة حوالي سنة 1000 ق.م، ثم أقدم ابنه سليمان، على بناء أول هيكل فيها، كما تنصالتوراة. وعند المسيحيين، أصبحت المدينة موقعًا مقدسًا، بعد أن صُلب يسوع المسيح على إحدى تلالها المسماة “جلجثة” حوالي سنة 30 للميلاد، وبعد أن عثرت القديسة هيلانة على الصليب الذي عُلّق عليه بداخل المدينة بعد حوالي 300 سنة، وفقًا لما جاء في العهد الجديد. أما عند المسلمين، فالقدس هي ثالث أقدس المدن بعد مكة والمدينة المنورة، وهي أولى القبلتين، حيث كان المسلمون يتوجهون إليها في صلاتهم بعد أن فُرضت عليهم حوالي سنة 610 للميلاد، وهي أيضًا تمثل الموقع الذي عرج منه نبي الإسلام محمد بن عبد الله إلى السماء وفقًا للمعتقد الإسلامي.وكنتيجة لهذه الأهمية الدينية العظمى، تأوي المدينة القديمة عددًا من المعالم الدينية ذات الأهمية الكبرى، مثل: كنيسة القيامة، حائط البراق والمسجد الأقصى – المكون من عدة معالم مقدسة أهمها مسجد قبة الصخرة والمسجد القبلي، على الرغم من أن مساحتها تصل إلى 0.9 كيلومترات مربعة ]

2

التسمية

وّل اسم ثابت لمدينة القدس هو “أورسالم” الذي يظهر في رسائل تل العمارنة المصرية، ويعني أسس سالم؛ وسالم أو شالم هو اسم الإله الكنعاني حامي المدينة،[29] وقيل مدينة السلام.[30] وقد ظهرت هذه التسمية مرتين في الوثائق المصرية القديمة: حوالي سنة 2000 ق.م و 1330 ق.م،[31][32][33] ثم ما لبثت تلك المدينة، وفقًا لسفر الملوك الثاني، أن أخذت اسم “يبوس” نسبة إلى اليبوسيون،[34] المتفرعين من الكنعانيين، وقد بنوا قلعتها والتي تعني بالكنعانية مرتفع. تذكر مصادر تاريخية عن الملك اليبوسي “ملكي صادق” أنه هو أول من بنى يبوس أو القدس، وكان محبًا للسلام، حتى أُطلق عليه “ملك السلام” ومن هنا جاء اسم المدينة وقد قيل أنه هو من سماها بأورسالم أي “مدينة سالم”.[35]

ظهر الاسم “أورشليم” أوّل ما ظهر في الكتاب المقدس، وفي سفر يشوع تحديدًا، ويقول الخبراء اللغويون أنه عبارة عن نحت، أي دمج، لكلمتيّ أور، التي تعني “موقع مخصص لعبادة الله وخدمته”،[36] والجذر اللغوي س ل م، الذي يعني على ما يُعتقد “سلام”، أو يشير إلى إله كنعاني قديم اسمه “شاليم”، وهو إله الغسق.[37][38][39]

أطلق العبرانيون على أقدم الأقسام المأهولة من المدينة اسميّ “مدينة داود” و”صهيون“، وقد أصبحت هذه الأسماء ألقاب ونعوت للمدينة ككل فيما بعد بحسب التقليد اليهودي. حُرّف اسم القدس من قبل الإغريق خلال العصر الهيليني، فأصبح يُلفظ “هيروسليما” (باليونانية: Ἱεροσόλυμα)، وعند سيطرة الإمبراطورية الرومانية على حوض البحر المتوسط، أطلق الرومان على المدينة تسمية “مستعمرة إيليا الكاپيتولينيّة” (باللاتينية: Colonia Aelia Capitolina) سنة 131للميلاد. في بعض الرسائل الإسلامية باللغة العربية من القرون الوسطى، وخصوصًا في العهدة العمرية، تذكر المدينة باسم “إلياء” أو “إيليا” وهو على ما يبدو اختصار لاسمها اللاتيني. ذُكرت المدينة في فترة لاحقة من القرون الوسطى باسم “بيت المقدس“، وهو مأخوذ من الآرامية בית מקדשא بمعنى “الكنيس“.[40] ولا يزال هذا الاسم يُستخدم في بعض اللغات مثل اللغة الأردية، وهو مصدر لقب “مقدسي” الذي يطلق على سكان المدينة.

أما اسم القدس الشائع اليوم في العربية وخاصة لدى المسلمين فقد يكون اختصارًا لاسم “بيت المقدس” أو لعبارة “مدينة القدس” وكثيرا ما يُقال “القدس الشريف” لتأكيد قدسية المدينة. أما السلطات الإسرائيلية فتشير في إعلاناتها إلى المدينة باسم “أورشليم القدس“.

3

الجغرافيا

تقع مدينة القدس في وسط فلسطين تقريبًا شرق البحر المتوسط، على رعن هضبة من هضاب جبال الخليل، التي تضم عددًا من الجبال بدورها، وهي: جبل الزيتون أو جبل الطور شرق المدينة، جبل المشارف ويقع إلى الشمال الغربي للمدينة، ويُقال له أيضًا “جبل المشهد”، وقد أقيمت فوقه في سنة

1925 الجامعة العبرية، ومستشفى هداسا الجامعي في سنة 1939، جبل صهيون ويقع إلى الجنوب الغربي وتكوّن البلدة القديمة جزءًا كبيرًا منه وتمر أسوارها من فوقه، جبل المكبر الذي سُمي بهذا الاسم عندما دخل عمر بن الخطاب القدس وكبّر على متنه، بالإضافة إلى جبل النبي صمويل، وجبل أبو غنيم. ترتفع القدس عن سطح البحر المتوسط نحو 750 مترًا (2,460 قدمًا)، وعن سطح البحر الميت نحو 1150 مترًا (3,770 قدمًا) بالإضافة إلى جبال القدس فإن هناك ثلاثة أودية تحيط بها وهي: وادي سلوان أو وادي جهنم واسمه القديم “وادي قدرون”، الوادي أو الواد، وادي الجوز، ونبع أم الدرج.]

كانت القدس محاطة بغابات من أشجار الجوز الزيتون الصنوبر منذ القدم، إلا أن الحروب والاستغلال البشري كان لها وقعٌ مدمّر عليها، فاختفت معظم هذه الغابات، وقد أثّر ذلك على تماسك التربة، فاضطر المزارعون إلى تشييد المدرّجات الزراعية على عدد من السفوح لمنع تآكلها وانجراف تربتها. شكّل شح المياه مشكلة للمقدسيين منذ العهود الأولى لاستيطان المدينة، فقاموا بتشييد عدد من القناطر والقنوات لجرّ مياه الأنهار، إضافة لعدد من البرك والآبار لجمع ماء الأمطار، وما زال البعض منها موجودًا بالبلدة القديمة.ومن أبرز آبار المدينة بئر أيوب، نسبة إلى النبي أيوب، وهذه البئر هي التي يؤمن المسلمون أنها ذُكرت في القرآن بسورة ص، حيث جاء: ﴿ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ﴾،كذلك من أبرز بركها أو عيونها، العين المعروفة بعين سلوان، وهي إحدى العيون الجارية التي يؤمن المسلمون أنها ذُكرت في القرآن أيضًا في سورة الرحمن: ﴿فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ﴾. قال مجير الدين الحنبلي عن القدس في نهاية القرن التاسع سنة 900 هـ

4

معالم المدينه

تعتبر البلدة القديمة بحد ذاتها إحدى المعالم التاريخية المقدسية. تبلغ مساحة القدس القديمة، ضمن الأسوار قرابة كيلومترًا مربعًا ويقع المسجد الأقصى في الناحية الشرقية من المدينة وأسوارها. وتقسم المدينة إلى حارات أو خطط، وفي هذه الأحياء أسواق محلية صغيرة استقلت عن الأسواق الرئيسة، وكانت الأحياء تضم مجموعات سكانية منسجمة في بيئتها الاجتماعية والدينية، وطرق المدينة القديمة متعرجة، غُطي بعضها بعقود، وقد تقوم منشآت أو امتدادات عالية للبيوت. ومن أهم هذه المنشآت المساجد والمآذن والمدارس، وإذا استثنيت قبة الصخرة والمسجد القبلي، فإن أكثر المساجد والمآذن في القدس تعود إلى العصر المملوكي، مثل المئذنة الفخرية عام 1278، ومئذنة باب الغوانمة من عام 1329، ومئذنة باب الأسباط عام 1367. ومن المساجد هناك مسجد القلعة الذي بُني عام 1310، والمسجد القيمري عام 1276 وجامع الخانقاه الصلاحية، وتعود مئذنته إلى عام 1395. ومن المساجد التي بنيت في العهد العثماني مسجد النبي داود الذي أنشأه السلطان سليمان القانوني وهو مجمع معماري، ولقد حوّلته إسرائيل إلى كنيس وأزيلت الكتابات القرآنية منه واستبدلت بكتابة عبرية،[215] وجامع المولولة المُشيّد سنة 1587 والمسجد القيمري.

منظر شامل لبلدة القدس القديمة من على سطح التكية النمساوية تظهر فيه عدّة معالم بارزة مثل قبة الصخرة وجبل الزيتون وعدد من الكنائس.

إن أكثر المباني الإسلامية في القدس هي المدارس التعليمية. حيث أن عدد المدارس والزوايا في القدس خلال القرن الحادي عشر الهجري كان 630 مدرسة، ومن أقدم المدارس المدرسة المنصورية التي أنشأها الملك المنصور قلاوون. وتمتاز عمارة المدارس بالفناء ذي البركة تشرف عليه الأواوين والغرف، أما الواجهة الجميلة التي تدخل منها إلى المدرسة من خلال دركاه، فهي من ميزات العمارة المملوكية، وإذا كانت المدارس المملوكية في القدس لم ترق إلى مستوى المدارس في القاهرة التي تميزت بالاتساع والفخامة كمدرسة السلطان حسن، فإنها مع ذلك تتمتع بالأناقة والبساطة والوحدة، ومن أهم المدارس المملوكية الباقية حتى اليوم: المدرسة السلامية (1300م)، المدرسة الجاؤلية (1320م)، المدرسة التنكزية (1329م)، المدرسة الأمينية (1330م)، المدرسة الملكية (1340م)، المدرسة الفارسية (1353م)، المدرسة الأرغونية (1356م)، المدرسة القشتمرية (1358م)، المدرسة المحدثية (1360م)، والمدرسة الطشتمرية (1384م)تشمل معالم القدس الحاليّة ما يلي:

5
مسجد قبة الصخرة (جزء من المسجد الأقصى)مسجد قبة الصخرة، أو قبة الصخرة، هو أبرز معالم مدينة القدس، إذ تلفت قبته الذهبية نظر المرء حتى من على بعد ومن مواقع عديدة في المدينة. يقع هذا المسجد على الحرم القدسي الشريف، وتقع في داخله الصخرة المقدسة التي يؤمن المسلمون أن النبي محمد عرج منها إلى السماء. ابتدأ تشييد هذه القبّة في العصر الأموي خلال عهد الخليفة عبد الملك بن مروان، الذي رغب بأن يجعلها مكانًا “يأوي إليه المسلمين هربًا من البرد والقيظ”،ولتكون مزارًا للحجاج عوض أن تكون مسجدًا للصلاة.] مسجد قبة الصخرة
المسجد القبلي (جزء من المسجد الأقصى)

أحد أبرز وأهم معالم المدينة كونه يُمثل ثالث أقدس المساجد عند المسلمين. يقول بعض المؤرخين مثل مجير الدين العليمي وجلال الدين السيوطي ومحمد بن أحمد شمس الدين المقدسي، أن الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان هو من شرع ببناء المسجد الأقصى إلى جانب قبة الصخرة في سنة 690. أصيب المسجد بأضرار عبر الزمن جرّاء بعض الزلازل والأعمال التخريبية، وأعيد إصلاحه وتأهيله مرارًا وتكرارًا.

المسجد الأقصى.
كنيسة القيامة

من المعالم البارزة ذات الأهمية الكبرى بالقدس. يؤمن العديد من المسيحيين أنها تقع على تلة الجلجثة حيث صُلب يسوع وفقًا للعهد الجديد،وأنها تحوي المكان الذي دُفن به يسوع وقام فيه من الموت، ولهذا السبب يحج المسيحيين حول العالم إلى هذه الكنيسة منذ حوالي القرن الرابع. تُشكل الكنيسة اليوم مقر بطريركية الروم الأرثوذكس المقدسيّة، وهي كنيسة مشتركة بين 3 طوائف: الرومان الكاثوليك، الروم الأرثوذكس، والأرمن الأرثوذكس؛ أما سائر الكنائس فهي تمتلك مذبحًا أو ركنًا من أركان الكنيسة ضمن الطائفة التي تنتمي إليها. وقع بين أبناء الطوائف الثلاث سالفة الذكر عدد كبير من العراكات والمشاكل حول من يحتفظ بمفاتيح الكنيسة ومن ثم وجد الحل بأن تقوم عائلة مقدسية مسلمة بهذه العملية وهو ما لا يزال يُطبق حتى اليوم منذ العهد العثماني]

كنيسة القيامة.
6

7
This free e-book was created with
Ourboox.com

Create your own amazing e-book!
It's simple and free.

Start now

Ad Remove Ads [X]
Skip to content