الاسم: اياد بدران

موضوع :عربي

اسم المعلمة :بيان غانم

النخله المائله

وأخيرا اعود اليك يا مبروكة بغد غياب طويل غياب قسري ملعون أبو الفراق الشوق يقتلني وعلى كتفي محنة أيوب صبرت حتى عجز الصبر اغتالوني وانا اصب قهوة الصبح في الفنجان قتلوني مرات عديدة نهضت من بين جثث الموتى كما قام المسيح

هي خطوات وسالقي جسدي المتعب على صدرك مثل محارب عائد من الوغى ليرتمي بين ذراعي امة ذراعي زوجة

قبلا ساقبلك لم يعرف الحب مثيلا لها

سوف تلسع جسدك حرارة انفاسي المتقدة نار مشتعلة منذ عقود حرقت جسدي واضوتة

هل تحتاجين الى لحظات او دقائق لتتعرفي علية ؟ علي؟ على ما تبقى مني؟

كانت الحرب سجلا كر وفر

ذقت حلاوة النصر اكثر من مرة وطعمت حنظل الهزائم مرات وعلى الجسد يا مبروكة ندوب لا تحصى قد التامت وفي روح ندوب عميقة ما زال ينكاها الزمان صباح مساء

هل ستتعرفين على شعري الأسود الطويل الذي كانت امي تتمتع في تسريحة في اثناء زرقة الشمس ؟

تركت أصابع الزمان على خصلاتة بصمات هنا مر الابهام وهنا رجلتة السبابة والاصبع الوسطى وهنا حك الخنصر والبنصر جلدة الراس كان الزمان يسير وكنت اعدو ما قعدت يوما وما عرفت القعود على هذا المنحنى كنا نعدو مثل الحملان ونطير مثل الفراشات الملونة نتسابق وراء عصفور بني الذنب نتسابق على وردة برية شذت بلونها الليلكي عن اترابها الحمراوات نعدو من زهرة الى زهرة

رواة يوسف لبعلي للرفاق على سفوح جبل الشيخ في الكهوف في ليالي الشتاء القارس يحكي عن ادم وحواء عن قابيل وهابيل القاتل والقتيل الفردوس المفقود كان يروي السفر واقفا كان يحكي مستلقيا والبندقية جوارة وكان ينام وهو يقول ويقول

يقولون لة كفى يا يوسف العلى لا تمل الا تضجر ان كثرة الاستعمال للكلمة تقلل قيمتها وتفقدها جممالها

ويرد قائلا يقرا المسلم صورة الفاتحة ثماني وعشرين مرة في اليوم فهل فقدت السورة بلاغتها وجمالها

يرتشف شاية الساخن مع رفاقة في الفجر وهو يحدثهم عن حلم قصير راة في المنام حينما أسندت ظهري على مبروكة واغمضت عيني في غفوة لذيذة سمعت وحيا يقول وهزي اليك بجذع النخلة يتساقط رطبا جنيا

لماذا تضحكون ؟

ليست معجزةمبروكة تعرفني تحبني تنتظرني انا يوسف العلي ذو الشعر الأسود الطويل والقميص المزركش كنت ارقص حولك مع اخوتي السبعة نقفز ونغني ونرتمي عليك

مبروكة يا مبروكة

يا عين امك وابوك

تضحكون

لا يهمني قولو ما شئتم انا اجل يوسف مبروكة وهل في هذا عار الا العار هو ان انساها لا احلم بها الا اتغنى بها قادما في ليل الغربة الدامس الشوق في الصدر عشق وفي الذاكرة حكايا  وفيما هو يبحث تنبا ان جذع النخلة مائل مائل كثيرا مبروكة منحنية مبروكة مائلة وتراجع خطوات يا اللة حتى انت يا مبروكة ما الذي حنى جذعك الباسق ؟

 الحنين؟

الغربة؟

الزمان؟

هل انحنيت لتصمدي امام الريح؟ ام انحنيت لتشمي رائحة اهل الارض؟

مبروكة يا مبروكة

يا عين امك وابوك

لومي مش ع الزمن

لومي ع اللي راحوا وهجروك