لا يحتاج هذا المكان إلى أي تقديم لأي إنسان في الشرق الأوسط. كل مسلم يعلم أن القدس هي أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، كما هو مفصّل في سورة الإسراء، التي تصف ليلة الإسراء والمعراج. وكما هو معلوم، تولي الديانة اليهودية أيضًا أهمية كبيرة للمكان. لا حاجة للكثير من الكلام كي لا نزيد من التوتر حول المكان، وهو توتر كبير في كل الأحوال في هذه الأيام. على أية حال، لا يشكك أحد بقداسة المكان
حائط البراق، أو حائط المبكى، هو أيضًا مكان مقدّس لا تشكيك في قداسته. يعتقد اليهود أنّه الأثر المتبقي الأقدم للهيكل اليهودي، حيث كان هذا سوره الأقصى الذي بقي حتى أيامنا. وينسب المسلمون هم أيضًا قداسة لهذا المكان، انطلاقا من الاعتقاد بأنّه الحائط الذي تم ربط البراق فيه بعد رحلة محمد الليلية إلى القدس.
في حيّ الكبابير غربي مدينة حيفا، تم تأسيس قرية صغيرة في القرن التاسع عشر من قبل عائلات مسلمة هاجرت من جبال السامرة. عام 1929، وصل إلى الكبابير مبعوث الطائفة الأحمدية وتحت تأثيره انضمّ أبناء القرية لهذه الطائفة، وأقاموا الجالية الوحيدة في إسرائيل حتى يومنا. عام 1934 بنى مؤمنو الكبابير المسجد، والذي هو مركز للمؤمنين الذين يتبنون مبادئ السلام واللاعنف التي تشكّلت في الهند قبل نحو 120 عاما.
وفقا للتقاليد، توقف يوسف ومريم الحامل فيها، وكما وُلد فيها يسوع الناصري. إنها إحدى الكنائس الأقدم في التراث المسيحي والتي تعتبر قائمة منذ القرن الرابع بعد الميلاد. في كل عيد ميلاد يجري هنا أحد أشهر القدّاسات في العالم بأسره، والذي يشير إلى ولادة يسوع.
في مكان غير بعيد من كنيسة المهد يقع قبر راحيل، المقدّس لدى اليهود والمسلمين والمسيحيين. هنا، وفقًا للتقاليد، توفيت راحيل زوجة يعقوب خلال رحلتهما. وكالعديد من الأماكن، في هذا المكان أيضًا كانت هناك مواجهات بين اليهود والمسلمين على حقّ الصلاة في المكان. في القرن الثامن عشر تم استخدام المكان كغرفة للتغسيل من قبل المسلمين الذين دُفنوا في المقبرة المجاورة، وحتى اليوم تسمي جهات في السلطة الفلسطينية المكان بـ “مسجد بلال بن رباح”.
تنبع قداسة المكان من أهمية إبراهيم في الدين اليهودي وفي الدين الإسلامي على حدٍّ سواء، لكونه مؤسس الإيمان بالله الواحد. وفقا للتقاليد والكتابات المقدسة، فالمغارة هي مكان دفن آباء الشعب إبراهيم إسحاق ويعقوب، ونسائهم – باستثناء راحيل التي دُفنت قرب بيت لحم. منذ أيام المماليك مُنع اليهود من الاقتراب من المكان، ولكن فقط حتى الدرجة السابعة. ومع ذلك، فقد سُمح لليهود الذين دفعوا رشوة بالدخول والصلاة في الداخل أحيانا. منذ عام 1967 يصلي اليهود والمسلمون في المكان معا، بينما منذ المجزرة التي نفّذها في المكان مستوطن إسرائيلي عام 1994، تم تقسيم المكان لقاعتي صلاة منفصلتين لليهود والمسلمين. في الأعياد اليهودية يُسمح لليهود فقط بالدخول والصلاة في المكان، بينما في الأعياد الإسلامية يُسمح للمسلمين فقط بالصلاة في المكان.
تقع هذه الكنيسة في المكان الذي جرت فيه وفقا للتقاليد اللحظة الحاسمة في المسيحية: صلب المسيح. وقد دُفن يسوع وبُعث في المكان نفسه، والذي يدعى جلجثة. بعد ثلاثة أيام قام يسوع من الموت وخرج من قبره. اعتاد الحكام المسلمون على مدى سنوات طويلة على التسامح تجاه المكان، وخصوصا عمر بن الخطاب وصلاح الدين اللذين تعاملا مع الكنيسة باحترام. هناك خلاف بين الطوائف المسيحية منذ سنوات طويلة حول السيطرة على الكنيسة، وخصوصا بين اليونانيين، الكاثوليك والأرمن.
ضريح الباب الذي يتوسّط الحدائق البهائية في مدينة حيفا هو مصدر جمال للعالم كله. في المكان مدفون سيد علي محمد، الذي يدعى “الباب”، والذي أصبح بهاء الله بإلهامه نبي المعتقد البهائي. وقد دُفن في المكان أيضًا نجل بهاء الله، عبد البهاء. هناك تحت مجمّع القبر تسعة مدرّجات، وفوقه تسعة مدرّجات أخرى، والتي تمتدّ معا حتى أسفل جبل الكرمل. ويقع في المكان أيضًا بيت العدل الأعظم، وهو المؤسسة العليا لدى الدين البهائي.
Published: Mar 18, 2017
Latest Revision: Mar 18, 2017
Ourboox Unique Identifier: OB-271234
Copyright © 2017