للصّباح أكتب by fuad azzam - Ourboox.com
This free e-book was created with
Ourboox.com

Create your own amazing e-book!
It's simple and free.

Start now

للصّباح أكتب

ولد في قرية دير حنا- الجليل. درس في جامعة حيفا اللغة العربية، والإنكليزية، والتاريخ. ثمّ تابع دراسته في جامعة تل- Read More
  • Joined Mar 2017
  • Published Books 2

للصباحِ أكتُبُ

 

هأنا للصباحِ أكتُبُ

للعصافيرِ التي نسيَتْ ظلَّها أكتُبُ

للبيوتِ التي أغلقتْ أبوابَها أكتُبُ

لشَعرِكِ الكستنائيِّ أكتُبُ

لحزنيَ الذي اختمرَ في ليليَ الطويلِ أكتُبُ

كنتِ في ليالي الصقيعِ ريشي

كنتِ في ليالي الهجيرِ ريحي

تأخُذُكِ السنونَ ببطءٍ

وتأخُذُني على عجَلٍ

أحملُ قلبيَ بينَ يدّيَّ إليكِ

أحملُ عمريَ بينّ يديَّ إليكِ

وأهديكِ لونَ عينيَّ ربيعًا

وماءً لعلَّ البداياتِ ترجعُ

لعلَّ النهاياتِ تكونُ وسادةَ عطرٍ

منَ الياسمينِ الذي شَبَّ

رقيقًا على وجنتيكِ

وحينَ سهرْتُ أعُدُّ النجومَ

بدأتُ بعينيكِ

وكنتِ الغزالةَ التي شّردتْ

من قصائدي وعاتبتني لأني تخيّلتُها

فرسًا… لأني استعرْتُها خيمَةً في ليالي

الشتاءِ الطويلةْ

وهأنا الآنّ أكتُبُ وحدي

لشعرِكِ الذي خبَّأَ العطرَ

في ظلالِ الياسمينْ…

2

أمس

 

كنتُ أدْرُجُ مثلَ العصافيرِ الرقيقةْ
كانتْ تناجيني، تقبّلُني، تضاحكُني
عيناها جداولُ، أنهارٌ، بحارٌ خضرٌ
شعرُها يلعبُ بينَ يدَيَّ
أشُدُّهُ، يطيرُ معَ العصافيرِ
التي تغنّي على نوافذي
أين تلكَ البسماتُ التي
رفعتني ملاكًا
رسمتْ أضواءَ عمري
فوقَ خدَّيها
هاهيَ الآنَ عصفورٌ مسائيٌّ
وزيتونةٌ تكسّرتْ أغصانُها
تشقَّقتْ أحلامُها
جفَّتْ دموعُها
أمّي… أمّي
أوتارُ عمري
أمّي… أمّي

3
4

جميلٌ هو انتظاركِ

جميلٌ هو انتظارك
لكنْ يميلُ عليَّ البنفسجُ والياسمينُ
يقولانِ لي: اترك هواءَكَ
اتركْ فراغَكَ
اتركْ جراحكَ
هأنتِ ترغبينَ … تتمنّعينْ
ترسلين عينيكِ أغنيةً
تخبئينها في حقيبة المدرسةْ
كي تنظري لهفتي من خلفِ شاشاتٍ
تشدّكِ نحوها في كلّ لحظةْ… في كلّ لهفةْ
تتمنعينْ كأنّكِ لست راغبةً
تتمنّعينْ
كانَ الجموحُ… كانّ الجنونُ
غزالة أحلامنا
وليلُكِ كانَ بطعمِ الشتاءْ
ورائحة الكستناءْ
يطولُ انتظاري 
كلونِ نرجسِ امرئِ القيس
بعدَ هطوْلِ السيولْ
واشتهاءِ المطر…

5

أُمِّي أُغْنيَةٌ لم تكتملْ بعدُ

 

أُمِّي أُغْنيَةٌ نَائِمَةٌ أَوْتارُهَا
أُمِّي أغنيةُ الروحِ التي رأتْ
رؤيايَ في منامي ويقْظَتِي
هِيَ الدُموعُ التي رَأَبتْ جُروحِي
في رمادِ أَيامي هِي الوردةُ التي جرحتْ أوتارَها في 
هدأةِ الليلِ كيْ ترسمَ خبزًا
من نجومِ عينيها… ترسلُ صلواتِها أناتِها توسلاتِها
في أثيرِ الرسائلِ في سِرٍّ وإعلانٍ… ترحلُ كلماتُها
تهاجرُ طيورُ غصاتِها يذوبُ ثلجُ قلبِها
شرابًا لأيامي التي نامتْ على أوتارِ أغنياتِها…
وحينَ تغيبُ ضماتُها قبلاتُها
يكونُ الوجعُ وسادةَ أحلامِنا أيامِنا …أوقاتِنا 
أُمِّي أُمِّي  أُمِّي…

6

فرسُ الوقتْ

كانتْ فرسًا
كانتْ شوكًا في خاصرةِ الوقتْ
كانتْ تزرعُ الشمسَ
كلَّ شتاءٍ في شعرِها
وتأخُذني إلى جموحِ الوردْ
عيناها موجٌ أخضرُ
تأخُذني .. تطيرُ إلى غيمةٍ
نسيتْ مفاتيحَ المطرْ وتفاحةَ الفردوسْ
تزرعُ الياسمينَ والليمونَ
في حديقتي
وفي ليالي الشتاءِ تجمعُ جدائلها
وتشعلُ الحنينْ في زوايا بيتيَ الصغيرْ
كانتْ فرسًا 
وكانتْ أغنيةً تجمعُ الفراشَ
حولَ قناديلِ أحلامي
جفَّ زيتُها
أظلمتْ زوايا العيونْ…

7

جسرٌ من كلام

 

التَقيْنا على جِسْرِ الكلامْ

وكانَ الحنانْ لغةً للعيونْ

كانَ الكلامُ سرْبًا

من حمامْ

كانَ الكلامُ نسيجًا من غمامْ

فجأةً صارَ الكلامُ

وحشًا…

صارَ الكلامُ رعدًا

وصارَ سقامْ…

صارَ الكلامُ ندَمًا من جليدْ

صارَ الحنينْ

شوقًا إلى الموتِ

8

أوقاتنا غيمٌ يمرّْ

أوقاتنا غيمٌ يمرُّ

فرحٌ…ضحكٌ

شقاءٌ… بكاءْ

وكأننا نمشي إلى الوراءْ

نبكي الطفولةَ والعمرُ

زجاجْ

كلامٌ لا يقالْ

لقاءُ العيونِ بالعيونْ

لقاءُ الحقيقةِ بالظنونْ

وجعٌ يصيرُ قدرًا

قدرٌ يصيرُ مصيرًا

لا يهونْ…

أنا لا أريدْ سوى

أن تكوني نجمةً

أو موجة في جنةٍ

يسيجها شوق العيونِ

إلى العيونْ…

9

يقولونَ

يقولونَ: لكلِّ شيءٍ وقتْ

للربيعِ وقتٌ

وللشتاءِ وقتْ

للأمنياتِ وقتٌ 

وللخيباتِ وقتْ

ولكنْ لماذا تتعلقمُ

كلُّ المراراتِ في حلقكَ

ولا يكونُ لها وقتْ؟

منذُ صدِئَ الوقتُ على نوافذي

وأنا في انتظارْ

أنتظرُ عودةَ الشفاهِ

إلى البسماتِ التي ضاعتْ

أنتظرُ صهيلَ الخيولِ

في عينيكِ اللوزيّتينْ

أنتظرُ براكينَ الضحكاتِ

الصامتةِ في شفتيكِ

يسرقُني الليلُ منكِ

فأسهرٌ على ضفَّتينِ

لا هنا ولا هناكْ…

10

ارحلي من جنوني

كنتِ غزالةَ العينِ

كنتِ الشمسَ المعلَّقةَ

في عنقي

كنتُ أركُضُ نحوَ مطرِ

شعرِكِ

كنتِ فرسًا في صهيلِ الأمسياتْ

كنتُ أشُدُّكِ إلى وسادتي

أربطكِ بياسمينةِ أحلامي

تهربينَ مني بالوعودِ التي

لم يقلْها عرقوبُ ولا يعقوبْ

هأنتِ الآنَ تغيبينَ منْ يومي

هأنتِ الآنَ تمضينَ إلى شوكِ

ذاكرتي لأنساكِ

فقد أزِفَ الرّحيلْ

الليلُ يطلبُ صوتَكِ

فقد ملَّ الصقيعْ…

11

قنديل قلبي

يجيءُ الشتاءُ

يجيءُ الصقيعُ

فأغلقُ نافذةَ القلبِ

خوفًا عليكِ

وأوقدُ قنديلَ قلبِي

شموعَ السنينِ التي

لم تنطفئْ في خريفِ الأمنياتْ

وأشرعُ أبوابَ عمري للسرابِ

الذي شادَ أحلامَهُ

على شذا عينيكِ

وشهدُكِ يملأُ شقوقَ

السنينَ التي باتتْ شظايا

وزيتُ القناديلِ في مقلتيكِ

ما زالَ يدفئُ الذكرياتِ

ما زالَ يروي الحكاياتِ

التي لمْ تقلْها شهرزادُ

وما زالَ يوقدُ قنديلَ قلبي…

12

ها هي أيَامي تجفُّ

ها هيَ أيامي تجفُّ

أحلامي تنامُ عاريةً

على الرصيفِ أو على أدراجِ

هاهو فرحي يسافرُ في

القطاراتِ الليليةْ…

يأرقُ فرحي فلا ينامُ

إلا دقائقَ…

وأنا أحتارُ في انتقاءِ الكلماتْ

أكرّرُ بعضَ صورها

علّني أجدُ- بالصدفةِ- صورتكِ

التي انتظرتها …

الورودُ في حديقتي تفتحت سريعًا

على غير عادةْ

الوردُ الأحمرُ يحتلُّ الحديقةَ- القصيدةْ

“حبّكِ وردٌ أحمرُ أحمرْ”

تغيبينَ…

تهاجرينَ مع طيورٍ لا أعرفها…

13

قدْ يضيعُ المعنى

قدْ يضيعُ المعنى

بينَ ازدحامِ الحروفْ

قدْ يضيعُ المعنى وأنتَ

تسمَعُ ضحكاتٍ منَ القلبِ

تخرُجُ…

قدْ يضيعُ المعنى في جسَدِ

امرأةٍ يصرُخ   

” قدْ يضيعُ المعنى” هيَ

جملةٌ- نواةٌ لقصيدةٍ لمْ تولدْ بعدُ

قدْ يغيبُ المعنى حينَ تغيبينَ

ب ع ي دً ا

خلفَ غاباتِ الشوقِ والحنينْ

لكنّكِ تحضرينْ

في كلِّ طرفةِ عيْنٍ تحضرينْ

تغيبُ كلُّ المعاني

التي عيناك لمْ تقُلْها…

14

هي الآنَ

 

هيَ الآنَ غائبةٌ

وحزنيَ حاضرٌ

هيَ الآنَ تبحثُ عن دفاترها

العتيقةِ…

عن مرايا الصبا التي ابيَضَّتْ

جدائلُها

عنْ تفاصيلِ اللقاءاتِ التي

انحنى ظهرُها

جلستْ على رصيفِ الذاكرةْ

هيَ الآنَ غائبةٌ وحزنيَ حاضرٌ

هيَ الآنَ تأتيني فأرى النوارسَ

وهيَ تصرُخُ

هيَ الآنَ غائبةٌ

وحُلمي قدْ تمَدًّدَ في غيومٍ

داعبَتْ جرحي…

هيَ الآنَ غائبةٌ

مراياها تكسّرتْ فيها السنون الضاحكاتْ

مراياها تبدّلت فيها العيونُ الحائراتْ

مراياها تئنُّ  تحِنُّ

حاضرةٌ هيَ الآَنَ قبلَ الآنْ

 وحزنيَ حاضرٌ…

15

كنتِ الغزالة

  

كنتِ غزالةَ السهولِ والجبالْ

كنتِ تطيرينَ مع الحجلْ

كنتِ تحملينَ قلبي مع

العصافيرِ التي لا تنامُ

إلا على عطرِ الياسمينْ

كنتِ عبَقَ الحبَقِ

ونرجسَ الجبالِ

وحمرةَ الوردِ التي خبّأتْ جمالها

في “عرائسِ الترْكُمانْ”

هأنتِ تعودينَ اليومَ

تائهةً: تُقْدِمينَ وتُحجِمينْ…

تخافينَ اليمامَ الذي يذيعُ

سرَّكِ للياسمينْ                                                               

تخافينَ الغمامَ يسرقُ عطرَكِ

ويسلمهُ لقوسِ القُزَحْ…

16

وسادة العشق

العيونُ مرايا

تنامُ على وسادةِ العشقِ

دموعًا تهاجرُ

كي يشربَ البحرُ

والنوارسُ تعلو لترفعَ الريحَ

تجمع بيني وبينكِ

أحصنةً جامحةْ

تعالَيْ نشربِ العمرَ مثلَ

الطيورِ التي تغني

وحينَ تبكي تغنّي

وحينَ تحملها الريحُ

نحوَ النجومِ تغني

وحينَ يجئ الشتاءُ تغني

فلِمْ تهربينَ من نوافذِ قلبي

تعالَيْ نغنِّ

ونحمل شمسَ التمني

ونجعلُ عينيكِ للياسمينِ بيتًا…

تعالَي نسمِّ الدموعَ دروعًا لعشقي

تعاليْ كي نخيط الشموسَ نشيدًا لطفلٍ

يغنّي…

17

إنّها تأتي

إنّها تأتي ولا تأتي

تُطِلُّ عليَّ منْ شُرفةِ القلبِ

تُطِلُّ عليَّ منْ شُرفةِ العينِ

تُعلِنُ براءَتها منْ دمي…

تُرسِلُ عِشقَها الباردَ

في نيرانِ أحشائي

تختفي

تأتيني  مثلَ غيمةِ هاربةْ

عيناها نوارسُ تصرُخُ

في فضاءِ البحرِ…

تحملني كطيرِ الرُّخِّ

ترميني في دوارٍ

في هُوّةِ اللذّة

في غيابٍ سحيق…

18

كن صديقًا لها

 

كنْ صديقًا لها

لا تصرُخْ… لا تقسُ

فهيَ امرأةٌ… قارورةُ عطرٍ

شجَرَةٌ من شجَرِ الجنَّةِ     

كنْ صديقًا لها…

لا تنسَ الأيامَ الورديَّةَ

حينَ الكلماتْ

كانتْ ماسًا… ياقوتًا

دافئةً… جمرًا في كانونْ

كسِّرْ لحظاتِ الصمتْ

بهمساتٍ تجعلها نجمةْ

أو بكلامٍ يوقظُ فيها النشوةَ

والبهجةْ…

فاجئْها مراتٍ… مراتْ

بالوردِ وبالشِّعرِ وبأغنيةٍ

كانتْ مفتاحًا للقلبْ…

لا تجعَلْ سأَمَ الأيامِ جدارًا…

كنْ نهرًا يتجدَّدُ… غيمًا

يتبعثرُ… شمٍسًا تتألقُ

حتى في ظُلمةِ حزنْ

كُن  صديقًا لها…

19

كانتْ موجتُها تغرِقُني

 

كانتْ موجتُها تُغرِقُني

وكانتِ النوارسُ تنقذني

كانتِ الموجةُ ثقيلةً على صدري

وكانتِ النوارسُ تحملني خفيفةْ

 الآن تحرّر قلبي من أكاذيبها

صرْتُ غيمةً دافئةْ

تحملُ أيامي خضراءَ

تحملُ طيوري التي تاهتْ

إلى عطرِ الياسمينْ

كانَ نرجسها بلا عطرٍ

وكانتْ أحلامُها أرقًا

أثمارها جوفاء…

الآنَ حملتْني النوارسُ

خفيفةً إلى غيمتي الدافئةْ…

20

المرأةُ قمرٌ من ياقوتْ

 

المرأةُ ليستْ جارورًا

تملؤهُ بسَقْطِ متاعِكَ

المرأةُ ليسَتْ معطَفَ فروٍ

تتدثّرُ فيهِ وقتَ فراغكْ

المرأةُ ليستْ ساعةَ رملٍ

تأتيها في ساعاتِ الظَّمأِ…

المرأةُ إحساسٌ، شجرٌ، من

شجرِ الجنَّةْ…

كلماتٌ منْ عسَلٍ وحنانْ

المرأةُ بستانٌ وعرارٌ يذبلُ

دونَ صهيلِ الكلماتْ

المرأةُ ماءٌ قراحٌ

المرأةُ أغنيةٌ 

قارورةُ عطرٍ.. قنديلٌ.. قمرٌ

قوسٌ منْ قُزَحٍ

قطْرٌ منْ قَطْرِ الفردوسِ

جموحُ الخيلِ

المرأةُ قمرٌ منْ ياقوت…

21

أغصاني تذبلُ

 

أغصاني تذبلُ

لأنكِ تسرقينَ غيومي

وتسافرينَ بعيدًا

أغصاني تكسرها العواصفُ

لأنكِ خيمةُ عمريَ كنتِ

وها أنتِ تمزقينها

وتسافرينَ بعيدًا

يا امرأةً سرقتْ

تفاحةَ الجنةِ

كي تطعمني

يقتلني البردُ

ويطفئُ قنديلي

يقتلني البردُ

ويشعلُ أحلامي

فخذيني  يا نورسَ أيامي

كي أتدثّرَ بعريِ الكلماتْ

22

حكاية  حزينة

 

هيَ حكايةٌ حزينةْ

لمْ ترْوِها شهرزاد

ولمْ يسمعْ بها شهريارْ

حكايةُ الطفولةْ

حكايةُ الكهولةْ

رمتها السنونْ

وحارتْ الدموعْ

في هُوَّةٍ عميقةْ

وحينَ يُفْتحُ الجِرابْ

تظهَرُ المأساةْ…

كمْ من طفلٍ عاشَ في ليلهِ الأرقْ

وسافرتْ في مآقيهِ الدموعْ

كم من حكايةٍ نسيَها الظالمونْ

وها هي الحكايةْ تعودُ منْ جديدْ

تؤرِّقُ العيونْ وتنسجُ الدموعْ

وسادةً للجفونْ

23

لمْ يعد لي مكان

لم يعدْ لي مكانْ

أيامي ترحلُ

أحجاري تتهدَّمُ

ضحكاتي يبسَتْ

داري يسكُنها البردُ

أحلامي صارتْ كابوسًا

وفمي مرٌّ

أغصاني شوكٌ

قلبي أرضٌ جرداءْ

أمضي تتسكَّرُ .. تتكسَّرُ فيَّ الطرُقُ

أمضي تهجُرُني البسماتُ

الْكانتْ ظلّا.. وعدًا.. عيدًا

وعناقْ

أمضي تسكنني الوحشةُ والعتمةُ…

24

عيناكِ فراشتانِ حالمتانْ

عيناكِ تمازجُ الفصولْ

عيناكِ حمامتانِ ترسمانْ

شكلاً لما في النفسِ من ندمْ

عيناكِ هجرةُ السنينْ

في بحارِ سندبادْ

واشتعالُ الشوقِ في زهورِ الياسمينْ

عيناكِ شوقٌ للبعيدْ

في صحبِ الهدوءْ

شفتاكِ قمحٌ من رغيفٍ

قدْ غفا في جمرتينِ

على ثلجِ الجفونْ

عيناكِ حكايتانْ

خبّأتهما شهرزادُ في عطرِ

ينامُ على وسادةِ شهريارْ…

25

أحلامُنا ضجرَتْ

جفّتْ ينابيعُ الذّكرياتْ

الخوفُ صارَ وسادةً

والغيمُ يعبُرُ قدْ أصابتْهُ

الرياحُ بدائنا المازالَ ينخُرُ

جسمَنا حتّى وُصفنا ب”الرجالِ الجوفِ”

كُنتِ الغزالةَ في أشعارِنا

كُنتِ الغِوايةَ في الليالي الباردةْ

كنتِ الجميلةَ في خيامٍ رفعناها

لنقضيَ شهوةً عبرَتْ بساعاتٍ من

المطرِ الطويلةْ

كنتِ الغزالةَ التي نامتْ

على وسادتنا بعطرٍ مدَّ أذرُعَهُ

ليسرقَ نومَنا في ساعةِ

المطرِ اللذيذةْ

ما زلتِ أغنيةً تذكّرُنا

بعطرِ النرجسِ البرّيِّ

في نجدٍ… تذكّرُنا براقصةٍ

تستحمُّ ببركةِ الحمراءِ

تكتُبُ قصّةَ الأطفالِ

قصَّةَ الوطنِ المُوَجَّعِ والمُجَوَّعْ…

ما زلتِ أنتِ كما كانتْ

كما أنتِ شهرَزادْ…

قمرَ الزمان… عطرًا يذكّرنا

براقصةٍ  بشاعرةٍ نسيتْ

شفاهَ الوردِ في حكايا شهرزاد…

26

أحملُ قلبيَ بينَ يديَّ

 

أرسلُهُ لعينيكِ هديّةْ

أرسُمُهُ سرْبَ نوارِسَ

موجًا يشرَبُ ألوانَ

الفرحِ المخفيةْ

لكنْ عبثًا – تبحثُ أنت-

عن عشبة جلجامش

عبثًا فهيَ تفتشُ عنْ

أصباغٍ وكلامْ

غائبةٌ في غيمٍ

لا يمطرُ

في برقِ خُلَّبْ…

عبثًا تبحثُ عنْ أيامْ

عن ذكرى صارتْ                                                                                                                                                                                                               

منسيَّةْ

عبثًا تبحثُ عن شجرِ

الذكرى عن أحلامٍ

تركتنا … جرحتنا

تهدمُ جسرَ الوقتِ

وتبني أوهامًا تقتلُ فينا

الرغبةَ… تحيي فينا

27

أيتها الوردةُ البيضاء

 

أيتها الوردةُ البيضاءُ

أراكِ كلَّ يومٍ تذبلينْ

تحتضنينَ وسادةَ الوجعْ

عيناكِ تسافرانِ… تسألانْ

تستنجدانْ…

سيزيفُ يبحثُ عن جوابْ

يحملُ صخرةَ الهمِّ

الطيورُ في عينيهِ تأرقُ

الحدائقُ  تصفرُّ

المطرُ يرحلُ

لماذا تركتني أيها المطرُ وحيدًا

هاهيَ وردتي تذبلُ

أيامي تجفُّ

تقوَّسَ ظهري

وأمواجُ بحري هاجرتْ

جسريَ الأخيرُ يصمتُ…

لا ماءَ ولا خريرْ…

28

ثمرُ الجنّة

كانت جنتُهُ ظليلةْ
كانت جنته ثمرًا من هواهْ
كانت تغني له أجملَ الأغنياتْ…
في الصباحِ والمساءْ
وذاتَ لحظةٍ
وذاتَ نظرةٍ
جاءتْ له جنيةُ البحارْ
وكان في عينيها ألقٌ
وموجٌ واخضرارْ
همَّ بها يوسفُ وهمتْ بهِ
لكنها كانتْ شديدةَ الدوارْ
قُدَّ قميصُهُ من الأمامْ
قاومَ الموجَ لكنه تذوقَ الثمارْ
قاومَ الموجَ لكنه غاصَ
في القرارْ…

29

ليتكِ ترجعينْ

أوراقي يبستْ

تعرّى جسدي

الغابةُ نامتْ في ظلِّ

النارِ وظلِّ الماءْ

وأنتِ تنامينَ في ظلالِ الياسَمينْ

تنامينَ في خيمةِ امرِئِ القيسْ…

لستِ داريةً عمَّ تبحثينْ…

تقدّمينَ عينيكِ سراجًا لأحلامي

وتجهلينْ

أنَّكِ- مثلَ موجِ البحرِ-

تسافرينْ غيمةً وحيدةْ

تسكنُها روحي

وأحلامي التي سقطتْ

منذُ سنينْ

ليتكِ تدركينْ سِرِّيَ الدَّفينْ

ليتكِ ترجعينْ

مُهرَةَ الجبالِ والسهولْ

ليتكِ ترجعينْ…

30

شهرزادُ الجديدةُ

 

كيفَ ترسمُ شهرزادُ الواقعَ

قصيدةً أو قصَّةً من الخيالْ؟

خبيرةُ التجميلِ هيَ

تلوّنُ الخدودَ والأظافرْ

تمدّدُ الزمانْ

تؤثِّثُ المكانْ

تزيُّفُ الشخوصْ

وترسمُ نفسها

كأنها ملاكْ

كأنها ما كنتَ تحلمُ فيهِ

وأنتَ غافلٌ عمّا يُحاكْ

وشهرزادُ تبني قصرَها

في قمّةِ الجبلْ

كي ترى الأحداثَ من عينَي نَسِرٍ

لا يعرِفُ الكللْ

وأنتَ يا حسرتاهْ

ضائعٌ بينَ الزمانِ والمكانْ…

31

 لو كنت

لو كنتُ في زمنٍ مضى
ورسمتُ المُنى على ماءِ عينَيَّ
لما أحببتُكِ أقلَّ من امرئِ القيسِ
أو طرَفَةَ بن العبدِ أو جميلْ
ولما كنتِ أنتِ أقَلَّ منْ فرَسٍ
جموحْ
ومن امرأةٍ رفيقتي في اليومِ المطيرْ
لكنْ هذهِ ” اللَّو” هي التي تقتُلُني
هي الذّبحةُ الصّدريَّةُ
هيّ الدَّوخَةُ
هيَ الحَدُّ الفاصلُ بينَ الجنَّةِ والجنَّةْ
بينَ النشوةِ التي ترميني دائمًا
بعطركِ وأنفاسِكِ
هذه ” اللو” هيَ التي تجُرُّني
إلى بحورِ عينيكِ
لأسافرَ- مثلَ سندباد- أبحثُ
عن المُنى
أو عنِ المرأةِ- عشبةِ الخلودْ…

32

المرايا

 

كانتِ الطيورُ موجَةَ بحرٍ

كانتْ تركُضُ خلفَ قطيعٍ

من زبَدْ

سنون عمري مرايا

تركُضُ خلفَ ربيعٍ

من سرابْ

تكسَّرَتْ في دموعِ الغمام

الذي كانَ يرسُمُ بالماءِ

عطرَ الشبابْ

هأنتِ ترحلينَ مخدوعةً بالأماني

الطيورُ تبحثُ عنْ شمسٍ

لكنَّ شمسي جليدٌ جليدْ

وأرضي رياحُ دفءٍ

بعيدٍ  بعيدْ…

33

طيورُكَ ترحلُ

 

الطيورُ ترحلُ

عن نوافذِ بيتك

والياسمينُ يخبِّئُ

أزهارَهُ وعطرّهُ

الفراشاتُ لا تخافُ ضوءَكَ

جسرُكَ الأخيرُ

لا يأتي  إليكْ

تمُرُّ بكَ الغيماتُ

مثلما تمُرُّ بك الحكاياتُ

في الهزيعِ الأخيرِ من الليلْ

وفي عطشِ النومِ

تهجرُكَ النجوم 

الوسادةُ تأباكَ وحدكَ

في انتظارِ الغزالةِ

تأتيكَ بفنجانٍ من الشايِ

معطَّرٍ بحنانِ عينيها…

34

متعَبٌ أنتَ

 

كما شكا الشعراءُ

الغزالاتُ في ساحةِ البيتِ

في الجوّالاتِ

في الحواسيبِ

لكنّكَ الآنَ متعَبٌ

تبحثُ عن وسادةِ الأمانِ

تبحثُ عن فراشةِ الحنانِ

لكنَّكَ الآنَ متعَبٌ

فالسنون تحرِقُ الأصابعَ

والنجومُ تمُرُّ

وأنتَ تعُدُّ الدقائقَ

في انتظارٍ يقُضُّ المضاجعَ

تمُرُّ بكَ الغزالاتُ

لكنها غائبةْ

ولكنّكَ الآنَ متعبٌ…

35

بركانٌ وكتلةٌ من جليدْ

                                  

كانتِ الدنيا مطرْ

وكانتْ عيناها ماستينْ

هاهو الصيفُ يأتي

والشمسُ تأتي

والياسمينُ يمدُّ

يديهِ… يمدُّ عطرهُ

يتسلَّقُ جسدي

أصواتُ العنادلِ تأتي

أحلامُ النوارسِ تمشي

وأنتِ وحدكِ لا تأتينْ

بركانٌ وصوتٌ من جليدْ

صيفٌ وحقلٌ من ورودْ

كنتِ تأتينَ فيأتي الياسمينْ…

36

كلُّ شيءٍ يغيبُ

الشتاءُ يغيبُ

الحبّ يغيبُ

العصافيرُ التي ألفناها تغيبُ

لكنَّكِ حاضرةٌ في ثنايا الروحْ

ريحُ الشاءِ تحملُ زخَّاتِ حزني

وفي زوايا العينِ يرقُدُ

حُلميَ اليتيمْ

دمعيَ مُرٌّ وليليَ قَرٌّ

وصبحيَ لا يزالُ بعيدًا

يعدُّ النجومَ التي علقتْ

في شباكِ الصائدينْ…

هاهم صحابُكَ ينسَوْنَ وجهَكَ

ينسَوْنَ دربَكَ حينَ كنتَ عيونًا لهمْ

وتبقى وحيدًا

مثلَ النوارسِ خلفَ الشراعِ

تشُدُّ حبالَ الرياحِ

لكي يعودَ الأحبَّةُ

إلى طَلَلٍ تغنَّى بهِ الشعراءْ

كلُّ شيءٍ يغيبُ

لكنّكِ حاضرةٌ في ثنايا الروحْ…

37

نحن الآن في المقهى

الأضواء خافتة
الموسيقا تعلو وتهبط مثل صوت الروح
النادل يذهب ويجيء مثل فرحي
صديقي يَصب
الليمون الأخضر
وبسماته الخرساء
في الكؤوس الناعسة
أتأمل الوجوه الحزينةالتي
تحاول أن تنسى
وقلبي يهجرني إلى بحر الذكريات
حزينة الدموع في المرايا
جميلة هي ضحكات النساء
أجملها
في آذار
طفلتان جميلتان ترسمان

سنين العمر على أنغام ماجدة الرومي
صديقي يَصب وحزني
يتربع أمامي بقامته الناعمة…

38

سلامُ المنى

سلامُ الصباحِ
سلامُ المساءِ
وصمتُكِ
رقصُ الطّيورِ في عينيكِ
غيومٌ تودّعُ أحلامها
وتعلنُ أسرارها للدّموعِ
التي أزهرتْ
وكنت أنتِ سلامي
وكنتِ أنتِ كلامي/ كلومي
وكنت أنتِ المنى والياسمينَ
الذي تعربشَ فوقَ النوافذِ لكي يعانقَ حزني
ويأخذَني حيثُ تنامُ الذكرياتْ…
سلامُ المنى أنتِ
ونجمةٌ أنتِ تأبى الغيابَ منَ الصبحِ
ونجمةٌ أنتِ في المساءْ
تضيئينَ أجنحةَ الفراشِ
الذي يشُدُّ خيوطَ زماني
ويربِطُ شعرِكِ بدفءِ الأغاني
وبملأُ جرْحي بملحِ الذكرياتْ..

39

الحياة

الحياةُ قصيرةٌ
الٌأيّامُ يجُرُّها الألَمْ
اللّسانُ تُغَلِّفُهُ المرارةُ والسَّأَمْ
“تمَتَّعْ منْ شميمِ عرارِ نجدٍ
فما بعدَ العشِيّةِ منْ عَرارِ”
تمُرُّ السّنونْ
فلا تَرفعْ جبينَكَ فوقَ الغيومْ
العُمرُ حَبْلٌ في يدِ المنونْ
كما قالَ الأقدَمونْ
الخلودُ شهوةٌ للنّاسْ
لكنْ كما يقولونْ
لا بُدِّ من شُربِ
مُرِّ هذا الكاسْ…

40

أستيقظ الآن

الساعة الخامسة تقريبا
صوت عصفور يزقزق للربيع
وألم يدي اليسرى ذات الوتر الممزق
ورعاشها
النهار يشق خيمة الليل ليولد بهيا
لكن غيوم الشتاء
وآلامي هي التي تلعب في ساحة بيتي
أتأرجح بين الألم والنعاس الذي يشد جفني بخيوط العتمة
أتذكر عينيك من الأمس
فأغفو وأنا أحتضن دفأك

41
This free e-book was created with
Ourboox.com

Create your own amazing e-book!
It's simple and free.

Start now

Ad Remove Ads [X]
Skip to content