الرجل الغامض

دخلات الطائرة وسط الغيوم ..والسحاب…ديك الغيوم الكحلة..لي زادت من انقباض قلبها..وارتجاف حواسها..الطائرة غاديا بلمياء لمصير مجهوول..تتدور حوله بزاف ديال علامات الاستفهام..كانت عايشة فهولاندا مع باباها وماماها..ماماها الهولاندية لي توفات بمرض السرطان..وخلات لمياء عندها 11سنة..بعد موتها..عوضها باباها على حنان وعطف امها..كان أب وأم وصديق..كانت متعلقة بيه لدرجة الجنون..وبعد مدازت 8سنين..مرض باباها..ووصاها الى وقعات ليه شي حاجة..تنزل للمغرب عند عمتها عواطف..لمياء كانت عندها ذكريات قديمة على عمتها..

لي كانت مفكراه عليها أنها كانت تتبغيها وتتحن عليها فاش كانوا كينزلوا للمغرب…مات باباها..وبقات لمياء وحيدة..وحيدة للاحزان..منكسرة وضعيفة..وهنا قررات تنفد وصية باباها..وترجع لبلادها..صيفطات برقية لعمتها بموعد وصولها..خدات أوراق دراستها..وسوات كل الاوضاع المالية ديالها..سدات الفيلا ديالهم..بعد ما خلات فيها كل ذكرياتها الجميلة و الحزينة..ذكريات طفولتها و ذكرياتها مع باباها وماماها..وحتى ذكريات وفاتهم..نزلوا دمووع حارقة على خدها الوردي..كانت لابسة كلشي كحل..لون كيعبر على احساسها الدفين..وخدات الطائرة..وهاهي المضيفة تتعلن..وصول الرحلة لأرض الوطن…

نزلت فالمطار..كانت حاسة بالغربة وهي فبلادها..تتلفت ليمن وليسر..كانت حاسة ان كلشي حاضيها..حسات بالخوف والانكسار خافت لاتكون خالتها تخلات عليها..أو مبغاتهاش..حسات بالدنيا بدات تتكحال..ورجليها تيفشلو..بان ليها واحد الخيال من بعيد هاز لافتة مكتوب فيها اسمها..مشات تتجري بحال شي غريق..ولقا المنقد ديالو..قربات منووو:أنا لمياء…!!
الشاب:آه على السلامة..تفضلي..
بعد ما كملات الاجراءات..خدات لي فاليز ديالها..وخرجوا من المطار ..لقات واحد السيارة فاخرة كحلة تتسناهم..هز الشيفور حوايج دارهم فالكوفر..ومشاو

الطريق كاملة والشاب ساكت..منطق حتى كلمة..بقات لمياء تتساءل مع راسها..شكون هاد الشاب..وشنو علاقتو بعمتي..كان وسيم لاقسى درجة..طويل بزاف..وعريض العضلات..الشعر كحل وكتيف..العينين كحلين..واللحية بحال الى مرسومة..أنيق بزااف وعطره تيدوخ..وكان فعمره شي 36 أو 37
حسات بيه تنبه..لنظراتها..وهي تتزنك ودورات وجهها..
وصل بيهم الشيفور..لواحد الفيلا كبيرة..باينة عليها الفخامة ..والعظمة..نزلات هي وياه..ودخلوا..لقاوا فباب الفيلا..واحد السيدة..مسنة..تتبتسم ليهم ابتسامة حنونة..بحرا وصلوا عندها..عنقات لمياء وبقات تتبكي..حتى لمياء معرفاش وقتاش ولا كيفاش ..نهارت فحضن عمتها..وهي تتبكي باباها لي خلاها فالوقت لي محتاجا ليه فيها..وعمتها تتبكي خوها لي فرقاتهم الدنيا والوقت..ومزال مشبعات منوا..
قاطعم صوت الشاب
الشاب:باركة عليك راكي عيانة..وحتى لمياء راه مرهقة مع السفر..
مسحات ليها عمتها دموعها..وبقات تبوس فيها
عمتها:حبيبة هادا ولدي ريان..عمركي مشفتيهش..حقاش كان فأمريكا..حتى مات باباها عاد دخل للمغرب..مبغاش يخليني بوحدي….
لمياء شافت فيه وهي تتبتسم..رد ليها ابتسامة بسرعة..وقاليهم:يالله انا ماشي للخدمة..نتشافوا فالعشاء..
خرج وخلاهم..لمياء بدات تتحس شوبة بالامان ..وهي بين عائلتها..طلعاتها عواطف لبيتها..كانت مجهزة ليها غرفة بحال ديال الاميرات..أي حاجة ممكن تحتاجها وفراتها ليها..لمياء كانت عيانة..مقدراتش تاكل..وفضلات تنعس ترتاح..
خلاتها عمتها ..ونزلات..وبقات حبيسة ديال أفكارها..وهي فحياة جديدة ودار جديدة وعائلة جديدة..وطرحات بزاف التساؤلات..وبلا اجابة…

نعسات لمدة طويلة..حتى فيقاتها..عمتها:حبيبة نوضي تاكلي شوية مكليتي والو..راه ريان جا تيتسنانا للعشا..
معرفاتش علاش فاش سمعات ريان بدا قلبها تيضرب..
لمياء:واخا عمتي انا دابا نازلة
عواطف باستها:يخلي ليا هاد عمتي لي تنحماق عليها..
دخلات للحمام غسلات..ولبسات كسوة فالكحل..هزات شعرها لفوق..
نسيت مقلتش ليكم..لمياء كان فعمرها 19 سنة..كانت آية فالجمال..خدات ملامح أمها وشخصية باباها..شعر ذهبي..عينين زرقين..بصرة صافية وجذابة..كانت رقيقة.وحساسة..وقلبها كلو طيبة
نزلات لقاتهم تيتسناوها..جلسات فكرسي جنب عمتها..وبداو ياكلوا..
ريان:لمياء..
قفزات وحسات بسميتها شحال زوينة منين نطقها..
لمياء:نعام ريان..
ريان:رتاحيتي شوية..!؟
حسات بالعطف والحنان ديالو لي سرعان ما تبدل وقاليها:اليوم راكي عيانة اما منبعد العشا مع 9 هدا هو النظام لي ماشيين عليه فالدار..
لمياء :وحلات ليها الماكلة..كانت عنيدة ومتترداش..واخا هكداك تمالكت راسها..جدرات راسها ومجاوباتوش..
عواطف:ريان غير بشوية عليها..بحرى وصلات اليوم ..مع المدة اتعرف نظتمنا وحياتنا..
ودارت عند لمياء:متديش عليه ابنتي..هو راه هضرتو واسلوبو هدا ميمكنش يتبدل..وصحكات
لمياء ضحكات بزز:لا هانية خالتي ماشي مشكل..
كملوا عشاتهم..هو دخل للمكتب ديالو فالفيلا..وهي جلسات تهضر مع خالتها..لي بقات تعاود ليها على باباها فاش كان صغير..على طموحو واحلاموو..على مغامراتو..وجبدات ليها صور ديالو القدام عنقاتهم وهي تتحس احساس غريب..تتحس انها بحال الى قريبة لباباها وفحضنو..وعمتها بقات تبكي فاش شافت التصاور حتى عيات وطلعات لبيتها ترتاح…