وُلِدَت فدوى طوقان في مدينة نابلس الفلسطينية، وتلقَّت تعليمَها حتّى المرحلة الابتدائية، حيث اعتبرت عائلتها مشاركة المرأة في الحياة العامة أمرًا غير مقبول؛ فتركت مقاعد الدراسة واستمَرّت في تثقيف نفسها بنفسها.
3
ثُمّ درست على يد أخيها شاعر فلسطين الكبير إبراهيم طوقان، الذي نَمّى مواهبها ووَجَّهَها نحو كتابة الشعر، كما شجّعها على نشره في العديد من الصحف العربية، وأسماها:
“أم تمّام”.
ثم أسماها محمود درويش لاحقاً (أمّ الشعر الفلسطيني).
4
6
ومع أنها وقّعت قصائدها الأولى باسم “دنانير”، وهو اسم جارية، إلا أن أحب أسمائها المستعارة إلى قلبها كان “المطوّقة” لأنه يتضمن إشارة مزدوجة، بل توريةً فصيحةً إلى حال الشاعرة بالتحديد. فالمطوّقة تعني انتسابها إلى عائلة طوقان المعروفة، وترمز، في الوقت نفسه، إلى أحوالها في مجتمع تقليدي غير رحيم.
8
وقد توالت النكبات في حياة فدوى طوقان بعدما توفي والدها ثم أخوها ومعلّمها إبراهيم، وأعقب ذلك احتلال فلسطين إبان نكبة عام 1948م، وقد تركت تلك المآسي المتلاحقة أثرها الواضح في نفسية فدوى طوقان كما يتبين من شعرها في ديوانها الأول “وحدي مع الأيام”. وفي الوقت نفسه فقد دفع ذلك فدوى طوقان إلى المشاركة في الحياة السياسية خلال الخمسينيات من القرن الماضي.
9
سافرت فدوى طوقان إلى لندن في بداية الستينيات من القرن الماضي، وأقامت هناك سنتين، وفتحت لها هذه الإقامة آفاقًا معرفية وإنسانية؛ إذ جعلتها على تماسٍّ مع منجزات الحضارة الأوروبيّة الحديثة.
10
وبعد نكسة حزيران عام 1967م، خرجت فدوى طوقان من قوقعتها لتشارك في الحياة العامة في مدينة نابلس، فبدأت بحضور الندوات والمؤتمرات التي عقدها الشعراء الفلسطينيون البارزون أمثال محمود درويش وسميح القاسم وتوفيق زياد وإميل حبيبي وغيرهم.
12
وفي مساء السبت الثاني عشر من شهر ديسمبر عام 2003م وَدّعت فدوى طوقان الدنيا عن عمر يناهز السادسة والثمانين عامًا، قضتها مناضلةً بكلماتها وأشعارها في سبيل حرية فلسطين، وكُتب على قبرها قصيدتها المشهورة:
13
كفاني أموت عليها وأدفن فيها
وتحت ثراها أذوب وأفنى
وأبعث عشبًا على أرضها
وأبعَثُ زهرةً إليها
تعبث بها كف طفلٍ نمته بلادي
كفاني أظل بحضن بلادي
ترابًا، وعشبًا، وزهرة…
14
16
18
19
20
Published: Feb 11, 2017
Latest Revision: Feb 22, 2017
Ourboox Unique Identifier: OB-244539
Copyright © 2017