تُعتبر حضارةُ “المايا” واحدة من أعظم الحضارات الّتي عاشت في المنطقة الّتي شملَت وسط “المكسيك” جنوبا باتّجاه “جواتيمالا”، “بيليز”، “السلفادور”، “هوندوراس” و “نيكاراجوا” حتى “كوستاريكا”. طوّر سكانُ المايا مُجتمعا منظّما. كانوا أوّل من طوّر لغة مكتوبة في العالم، ووصلوا إلى مستوى علميّ متقدّم، وأنشأؤا مبانيَ ومعالم كبيرةً ثقافيّةً فاقت المستوى الّذي كان سائدا في مناطقَ مختلفةٍ من العالم في ذلك الوقتِ. قام شعب “المايا” بوضع تقويمين: واحد للإستخدام المدنيّ وآخر للإستخدام الدينيّ، وقاموا بحساب مواقع الأجرام السماويّة على امتداد مئات السنينَ لاعتقادهم بأنّ الأحداث الماضيةَ يجبُ أن تتكرّر في المُستقبلِ
بينما تعاملت كلُّ الحضارات مع الزمن باعتباره تطوّرًا خطّيًّا مستمرًّا، فإنّ تقويم “المايا” المعقّد اعتمدَ على فكرةِ أنّ الزمنَ عبارةٌ عن دوائرَ، وهو ما يعني باختصارٍ أنّ الزمنَ يُعيد نفسَهُ. لذا فَمِن أحداثِ الماضي الّتي وقعت بالفعلِ، يمكنُ التنبّؤُ بأحداثِ المستقبلِ. ومَعَ الفهمِ الكامل لهذه الحائق الغريبة والمتطوّرة في زمانها ودعمِها بالكثير من العلوم الأخرى، اعتقدَت حضارةُ “المايا” أنّ بمقدورها التّنبّؤ بالأحداث الّتي ستأتي مستقبلا
2
وأكثرُ ما يشدُّ الإنتباهَ في تقويم “المايا” ادّعاؤُهُم أنّ نهاية العالم ستكون عامَ 2012م، فقد كان “المايا” يؤمنونَ بأنّ البشرَ يُخلقونَ ويَفنَونَ في دوراتٍ تزيدُ قليلا عن خمسة آلاف عام. وبما أنّ آخر سلالة بشريّة، من وجهةِ نظرهم، ظهرت قبل 3114 من الميلاد فإنّ نهايَتهم ستكون عامَ 2012 ( وتحديدا في الحادي والعشرينَ من كانون الأوّل من ذلك العام). والغريبُ أنّ هذا التخمين يتوافقُ تقريبا مع ما جاء في التوراة من أنّ اللهَ خلقَ الإنسان قبل 3760 عاما من الميلاد، كما يتوافقُ معَ ظهورِ الإنسانِ المتحضّر وأوّلِ كتابةٍ في العراق
3
Published: Jan 1, 2017
Latest Revision: Jan 5, 2017
Ourboox Unique Identifier: OB-217922
Copyright © 2017