بعد انتهاء الحصة الأولى دخلت علينا مربية الصف ومعها شخص غريب يتحدث بلغة جميلة وواضحة .جلس على الكرسي وقال :من منكم يريد أن يتحدث ما هي مهنة والده ووالدته ؟

قال سمير: أمي ممرضة وأبي طبيب.

وقال منير -أمي معلمة. وأبي مدير مدرسة  .

رفعت أصبعي وقلت: إسمي لمى وأبي قاض وأمي طباخة.

-رائع ! الآن سوف أعرفكم على مهنتي!  حمل ثلاثة كتب في يده وقال واحد اثنان ثلاثة ..أنا الكاتب قيس!

ارتبك الجميع وقالوا- ماذا ؟ أنت الكاتب قيس!

وقلت أنا– هيا إقرأ لنا قصة فيها بداية ونهاية ومشكلة وحل وتشويق.

فقال قيس: كان يا مكان في قديم الزمان بنت تدعى لمى، لمى كانت الأولى في صفها، كانت فتاة جميلة وذكية لها حياتها ولها طموحاتها، كانت تحب أبناء صفها وهم يحبونها، كانت تفتخر بنفسها، وتفتخر بصفها لأن صفها الأول في المدرسة وهو أجمل صف. صف مؤدب خلوق جميل كل منهم لا يختلف عن الآخر، كانوا يؤمنون أن الآخر هو أنا. لا يختلفون، لا يتقاتلون ولا يتشاجرون!

في أحد الأيام جاء مدير المدرسة وقال: أعلى معدل بين كل الصفوف سوف يحصل على جائزة.

بدأ الصف بالقراءة والكتابة, وكل يوم  لا يفوتون من وقتهم دقيقة، كذلك لمى ،لكن لمى كانت واثقة بأن الإمتحان سهل، لذلك لم تدرس كثيرا، وفي يوم الإمتحان كان الجميع متحمسا، وأولهم لمى، لأنها تريد أن تعرف هل إحساسها صحيح!

دق الجرس وذهب كل  الأولاد إلى الصفوف وجاءت المراقِبة أعطت الامتحانات إلى طلاب الصف. عندما أخذت لمى الإمتحان فرحت لأنه سهل ،وراقبت الطلاب فرأتهم تعبانين من كثر الدراسة! وتمنت لو تستطيع مساعدتهم وقالت لمى للمعلمة: أريد  مساعدتهم لآن الآخر هو أنا!

قالت المعلمة: ما معنى الآخر هو أنا؟

قالت لمى  -لدي قصة عن الآخر هو أنا

• ما هي قالت المعلمة!

قالت لمى- كان يا مكان في قديم الزمان ولد اسمه جميل كان الجميع يسخرون منه لأن اسمه جميل، وهو ليس جميلا . كان جميل حزينا ولا يحكي لأحد ماذا يحدث معه. في أحد الأيام سمعت الأم من ابنة صف جميل عن ما يحدث معه فذهبت حالا لصفه وقالت لمربي الصف : هل تسمي هذا صف؟

• حقا إنه أروع صف ! مؤدبون ! خلقون ! شاطرون ! أريد أن أسالك

• تفضلي إسالي لكن ارجوك لا تتكلمي بغضب!

• هل ترى أبناء صفك الذين يسخرون من ابني لأن اسمه جميل ؟

• من؟

• سمير و قصي وغيث وليث وجلال وكمال وبلال

• حسنا أنا سوف أحاسبهم!

• شكرا جزيلا

• سمير لماذا تسخر من جميل ؟

قال سمير : أنا أعوذ بالله جميل مثل أخي

جميل : أنت تكذب وبدأ بالبكاء!

قصي لماذا فعلت ذلك!

• هكذا لم أقصد …

• ليث وجلال وكمال وبلال لماذا تسخرون من جميل

• لأنه قبيح! وضعيف …

• حسنا كل واحد منكم سوف يأخذ مكتوبا ولا يعود حتى يحضر ولي أمره…

بدأ جميعهم بالبكاء!

• أستاذ نحن مخطئون ..سامحنا ولن نعود على ذلك..

• جميل هل تسامحهم يا جميل…

نعم أسامحهم…ولكن على شرط أن يعرفوا أن الآخر هو أنا…

• لمى أشعر أنك عندما تكبرين سوف تصبحين كاتبة مشهورة

• شكرا على المجاملة

• لا شكر على واجب

الاخر هو انا

• ومن يومها ولمى تؤلف قصصا ومنها ليلى الزرقاء وميراث جدي وغيرها من القصص..

شكرا لكم

  واعلموا ان الاخر هو انا