كان إبراهيم بن حبيب شابا صالحا..
صالحا..وتقيا..
تزوج بفتاة جميلة..وصالحة..
صالحة وتقية مثله أيضا
2
وبعد شهور قليلة من زواجهما رزقهما الله بهدية…
هدية رائعة ..
رائعة جدا
تعرف ما هي الهدية ؟
في الصفحة التالية ستعرف الهدية
4
لقد رزقهما الله بطفل جميل
تعرف يا صغيري ماذا سموا هذا الطفل الصغيرالجميل ؟
سموه .. يعقوب
وكانوا ينادونه ويقولون له :
يا أبا يوسف..
يا أبا يوسف..
6
وعاشت الأسرة الصالحة التقية عيشة هنية .. وحياة سعيدة
وفجأة …
وفجأة….
حدثت مفاجأة ..
مفاجأة غير سارة
مفاجأة حزينة ..
حزينة جدااااااااا
8
9
لقد مات الأب ..
مات ابراهيم بن حبيب ..
وأصبح الطفل الرضيع ابو يوسف يتيما ..
واصبحت الأم وحيدة..
وحيدة ..مضطرة إلى العمل
حتى تطعم نفسها.. وولدها
ولدها ابو يوسف
10
11
كانت الأم تغزل الصوف وتبيعه في السوق
ثم تشتري صوفا مرة أخرى ..وتظل تغزل الصوف وتحوله إلى خيوط ..
ثم تبيعه في السوق
ثم تشتري صوفا مرة أخرى ..
وهكذا دواليك ..مرة بعد مرة
حتى تعبت الأم
تعبت من كثرة العمل
12
13
وتمر الأيام .. تلو الأيام
وتتابع السنون تلو السنين
ويكبر أبو يوسف ..
نعم كبر أبو يوسف وأصبح عمره الآن ست سنوات كاملة
وحينها ..حين وصل ست سنوات قالت له أمه وهي تمسح على شعره
قالت له…
ماذا قالت له ؟
سأخبرك في الصفحة التالية..
14
15
قالت له :
يا أبا يوسف ..يا بني الحبيب
لقد تعبت من كثرة العمل وغزل الصوف
ولقد كبرت الآن يابني وأريدك أن تساعدني
وكان أبو يوسف ولدا مطيعا
صالحا وتقيا
كأمه ..وأبيه رحمه الله
16
17
فقال لأمه : نعم يا أماه سأساعدك
فلقد كبرت الآن وأصبح عمري ست سنوات كاملة
لكن .. خبريني كيف يمكن لي أن أساعدك؟
فقالت له الأم :
ستذهب إلى العمل عند القصاب
قال أبو يوسف :
وما معنى القصاب يا أمي؟
18
19
قالت الأم :
القصاب هو الجزار يا بني
ستذهب غدا إن شاء الله إليه
وتقوم بمساعدة القصاب
فتناوله ما يحتاج إليه
وتكنس المكان وتنظفه
وتوصل ما يأمرك بتوصيله
استجاب ابو يوسف لأمر أمه
20
21
وذهب إلى القصاب في اليوم التالي بصحبة أمه
واتفقت الأم مع القصاب على أن تكون أجرة الصبي سبعة دراهم كل أسبوع.
وبعد مرور أسبوع ذهبت الأم لتأخذ الأجرة
وهنا .. حدثت مفاجأة ..
مفاجأة كبيرة ..
كبيرة جداااااا….
22
23
لقد رفض القصاب أن يعطيها الأجرة
وقال لها إن ابنك لا يأتي للعمل
وها قد جئت أنت اليوم ولم تجديه
صعقت الأم من هول المفاجأة
وذهبت تبحث عنه في كل مكان
24
25
فقالوا لها :إنه يلعب عند المسجد
فلما سألت الأولاد الذين يلعبون عند المسجد : أما رأيتم أبا يوسف ؟
قالوا : نعم .. إنه في المسجد يستمع العلم في حلقة الإمام أبي حنيفة
26
27
فلما خرج أبو يوسف من المسجد أخذته أمه من يده وقالت له يا بني نحن فقراء وليس عندي من المال ما أعلمك به.
ثم ذهبت به إلى القصاب ووعدته
أن ينتظم أبو يوسف في العمل.
فقبله القصاب هذه المرة على مضض
28
29
وبعد مرور أسبوع ذهبت الأم للقصاب لتأخذ الأجرة
لكن القصاب رفض.. رفض بشدة
تدري لماذا ؟
سأخبرك في الصفحة التالية
30
31
نعم كما توقعت أنت أيها الذكي العبقري ..
لم يكن أبو يوسف يذهب للقصاب
وذهبت الأم تبحث عنه
فقيل لها إنه عند المسجد يلعب
فلما سألت الأولاد الذين يلعبون عند المسجد : أما رأيتم أبا يوسف ؟
قالوا : نعم .. إنه في المسجد يستمع العلم في حلقة الإمام أبي حنيفة
32
33
فلما خرج أبو يوسف من المسجد أخذته أمه من يده وقالت له وهي غاضبة: يا بني لقد أخبرتك من قبل نحن فقراء وليس عندي من المال ما أعلمك به
ثم ذهبت به إلى القصاب ووعدته
أن ينتظم في العمل وأن هذه آخر مرة يتغيب فيها عن العمل
قبل القصاب وهو في غاية الغضب
وبعد مرور أسبوع ذهبت الأم للقصاب لتأخذ الأجرة
لكن القصاب رفض.. رفض بشدة
تدري لماذا ؟
34
35
نعم ..لقد تكرر الموقف مرة ثالثة تماما كما هو.
فقررت الأم أن تتخذ موقفا ..
موقفا حاسما … حاسما جداااا
لقد ذهبت إلى أبي حنيفة وكلمته بلهجة عنيفة ..عنيفة جدااا..
قالت له : إن ابني هذا ولد صالح .. صالح ومطيع .. وما له فساد غيرك ..أنت أفسدت ولدي هذا.
فرد أبو حنيفة عليها برد غريب ..
غريب جدا..
تدري بم رد عليها أبو حنيفة ؟
سأخبرك في الصفحة التالية..
36
37
قال أبوحنيفة : إن ابنك هذا لوتعلم سوف يأكل الفالوذج بزيت الفستق
قلت الأم : تقصد أن ابني هذا لوتعلم سيكون معه مال كثير ويأكل الحلوى الغالية التي لا يأكلها إلا الخلفاء والأمراء والأغنياء ؟
قال :نعم..إي وربي.. هذا ما قصدته
قالت : يا أبا حنيفة إننا لا نجد حتى الخبز وحده ,فكيف نجد الحلوى الغالية ؟ كيف نشتري الفالوذج بزيت الفستق؟
38
39
لكن أبا حنيفة أعطاها مئة درهم وقال لها خذي هذه الدراهم , واتركي أبا يوسف يتعلم
ومرت الأيام ..تلو الأيام..
وتتابعت السنون تلو السنين
وتعلم أبو يوسف وصار قاضيا كبيرا
بل أصبح قاضي القضاة
وتوفي أبو حنيفة رحمة الله
فاختاره الناس ليكون إماما مكانه
وصار الناس يقولون :
أبوحنيفة هوأبو يوسف ..وأبويوسف هوأبوحنيفة.. من شدة تشابه أخلاقهما
40
41
وذات يوم دعاه الخليفة هارون الرشيد للغداء معه فقبل دعوته وبعد ان أكل ..قدم له الخليفة بنفسه طبقا جميلا ..جميلا جدا
ولذيذا ..لذيذا جدا
وقال له الخليفة كل يا أبا يوسف من هذا فإنه جميل ..جميل جدا
ولذيذ ..لذيذ جدا
قال أبو يوسف : وما هذا يا أمير المؤمنين؟
قال :هذا الفالوذج بزيت الفستق
وحين سمع أبو يوسف ذلك ظل يضحك ..ظل يضحك ويضحك
42
43
سأله الخليفة ما يضحكك يا أبا يوسف ؟
فحكى له أبو يوسف القصة من أولها إلى آخرها
فقال الخليفة هارون الرشيد …
قال كلاما رائعا ..
رائعا جدا ..
ومفيدا..
مفيدا جدااااا
سأخبرك به في الصفحة التالية
44
45
قال الخليفة:
رحم الله أبا حنيفة ,كان يرى بعقله ما لا يراه بعينه
وإن العلم ليرفع أهله
وإن العلم ليرفع أهله
وإن العلم ليرفع أهله
تمت بحمد الله
46
Published: Nov 19, 2016
Latest Revision: Nov 19, 2016
Ourboox Unique Identifier: OB-197731
Copyright © 2016