خَرَجَ الدّيكُ مَعَ أَوْلادِهِ الصِّغار لِلْبَحْثِ عَن طَعام

فَرِحَ الصِّغارُ كَثيرًا، لأَنَّهُم بِصُحْبَةِ والِدِهِم

لالالالالا هيييي

وَقَفَ الدّيكُ بَيْنَ أَوْلادِهِ قائِلاً: يا أولادي لا تَبْتَعِدوا عَنّي حَتّى لا تَتَعَرَّضوا لِلْخَطَر

فَقَد يَكونُ الثَّعْلَبُ قَريبٌ مِنّا وَيُراقِبُنا

وهذا ما كانَ!! فَقَد كانَ الثَّعْلَبُ الشِّرّير مُخْتَبِئًا خَلْفَ شَجَرَةٍ قَريبَةٍ مِنْهُم

يَراهُم وَلا يَرَوْنَه

وَلكِنّه لَم يَكُن يَجْرُؤُ عَلى الاقْتِراب مِن الصّغار خَوْفًا مِن صِياحِ الدّيك مُنَبِّهًا صاحِبَهُ لِوُجودِ خَطَرٍ ما

ظَلَّ الثَّعْلَبُ مُخْتَبِئًا يَنْتَظِرُ الفُرْصَةَ المُناسِبَة

وَبَيْنَما كانَ الدّيك وَأولاده منهمكين في البحث عن الطّعام

نابشين الأرض بأظافرهم ابتعد أحد الأولاد عن اخوته وأبيه دونَ أن ينتبه

وَظلّ يبتعد ويبتعد حتّى اقتَرَبَ من الشّجَرةِ الّتي يختبئ خلفها الثّعلب

فانقَضّ الثّعلَب عليْه مُمسِكًا إيّاه بفمه

بدأ الصّوص بالصّراخ: آآآآه أبي أبي

النجدة النجدة

أرجوك يا أبي ساعدني

سَمِع الدّيك صراخ صغيره وركض مُسرعًا نَحو مصدر الصّوت

انقَلَبَ الثّعلب على ظهره مسرعًا متظاهرًا بالموت

والصّوص الصّغير لا يَزال بين فكّيه

اقترب الدّيك بحذرٍ منه قائِلاً: لم أكن أعلم أنّ الثعالب تموت وفمها مغلق

أنا أعلم أنها تموت وفمها مفتوح

وَما أن سمع الثعلب ما قاله الدّيك فتح فمه على مِصْراعَيه

حينها سَقط الصّوص الصغير من فمه وركضوا هاربين من أمامه

والدّيك يصرخ بأعلى صوته منبّهًا صاحِبَه

وَما كانَ أمام الثعلب الغبيّ إلاّ الفرار والهرب

قبل أن يأتي صاحِب الدّيك والبُندِقِيّة تلمع بين يديْه

وعندما أصبح الدّيك والفراخ الصّغار بأمان

صاحت الفراخ الصّغيرة: شكرًا يا أبي

أنت أب ذَكِيّ وَشُجاع

أمّا الصّوص الّذي ابتعد عن أبيه واخوته اعتذر قائلاً: لن أبتعد عنك يا أبي بعد اليوم ولا عن إخوتي

سأكون أكثر انتباهًا وحذرًا في المرّة القادمة كَي لا أعرّضكم للخطر

سُعِد الدّيك بكلام ابنه الصّغير

وكان مسرورًا أكثر لأنه لَقّن الثعلب درسًا لَن ينساه أبدًا

النّهاية

كَم هي ممتعة القراءة المحوسبة

أنا أحب اللغة العربية