الوضوء
الوضوء أحد شروط الصلاة، وصفه النبي – صلى الله عليه وسلم – بأنه (شطر الإيمان) لفضله العظي.
وإنه (لا يحافظ عليه إلا المؤمن )؛ لكونه سرًّا بين العبد وربه، والله (يحب المتطهرين)، فيأتي بهم يوم.
القيامة (غرًّا محجلين من آثار الوضوء) ، تتساقط به ذنوب الأعضاء مع آخر قطر الماء، ومن ختمه (بالتشهد).
(فتحت لك أبواب الجنة الثمانية)، فاحرص على الاقتداء بنبيك، والإخلاص فيه، ليتقبله الله منك.
اية قرانية عن الوضوء
قال الله تعالى في سورة المائدة:” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمْ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ “، المائدة/6.
شرح كيفية الوضوء
عندما يريد أن يتوضّأ عليه أن ينوي بقلبه الوضوء، ثمّ يقول: “بسم الله”. يقوم بغسل كفّيه ثلاث مرّات. يتمضمض ثلاث مرّاتٍ أيضاً، وذلك عن طريق وضع الماء في فمه، ثمّ إخراجه. يستنشق ثلاث مرّات، وهو يجذب الماء عن طريق النّفس إلى الأنف ثمّ يستنثر الماء، فقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:” وبالغ في الاستنشاق إلّا أن تكون صائماً. يغسل الوجه كاملاً ثلاث مرّات، وحدود الوجه هي: منابت شعر الرّأس إلى آخر الذّقن، ومن الأذن إلى الأذن الأخرى، وإن كان بالوجه شعرٌ أو لحيةٌ خفيفةٌ وجب غسلها وما تحتها من البشرة، وإن كان الشّعر كثيفاً وجب غسل ظاهره. يغسل اليدين إلى المرافق ثلاث مرّات، ويبدأ باليمين أوّلاً. يمسح رأسه مرّةً واحدةً. يمسح أذنيه مرّةً واحدةً. يغسل الرّجلين إلى الكعبين ثلاث مرات، مع تخليل المياه بين الأصابع. بعد أن ينتهي من الوضوء عليه أن يقول:” أشهد أنّ لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، وأنّ محمّداً عبده ورسوله، اللهمّ اجعلني من التوّابين، واجعلني من المتطهّرين “.
إ
سنن الوضوء
التّسمية، وهي سنّة مؤكدة، وعند بعض العلماء كالمالكيّة واجبة. غسل الكفّين قبل إدخالهما في الإناء. المضمضة، وهي إدارة الماء في الفم (غسل الفم). وهي واجبة عند المالكيّة. الاستياك، وهو استعمال السّواك عند غسل الفم. الاستنشاق، وهو جذب الماء في الأنف. وهو واجب عند المالكيّة. الاستنثار، وهو إخراج الماء من الأنف. مسح الأذنين ظاهراً وباطناً، ومسح الصّماخين بماء آخر. التثليث في أفعال الوضوء، بغسل اليدين ثلاث مرّات، والوجه ثلاثاً، وكذلك اليدين، وباقي الأفعال ما عدى شعر الرّأس والأذنين. مسح جميع الرّأس بدأ بمقدمته. الاقتصاد في استعمال الماء.
مبطلات الوضوء
الإسراف في استعمال الماء. ترك سنّة من السّنن المذكورة، ومن ترك سنّةً حرم ثوابها، ويكون عمله ناقصاً. لا يُستحبّ الوضوء في المكان الذي فيه نجاسة. يُكره الكلام أثناء الوضوء إلا لضرورة، ولا بأس من ردّ السّلام وتشميت العاطس. يُكره أن يلطم المتوضّئ وجهه بالماء عند غسله.
نواقض الوضوء
الخارج من السّبيلين قليلاً كان أو كثيراً، طاهراً أو نجساً، لقوله تعالى:” أو جاء أحدٌ منكم من الغائط “، النّساء/43. ولقوله صلّى الله عليه وسلّم:” فلا ينصرف حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً “، متّفق عليه. سيلان الدّم الكثير، أو القيح، أو الصّديد، أو القيء الكثير، وذلك كما يرى الحنفيّة والحنابلة، لما رواه الإمام أحمد والتّرمذي، من أنّه – صلّى الله عليه وسلّم – قال:” من أصابه قيء، أو رعاف، أو قلس، أو مذي، فليتوضّأ “، أخرجه ابن ماجه. والرّاجح عدم النّقض؛ لضعف الحديث. زوال العقل بجنون، أو تغطيته بسكر، أو إغماء، أو نوم، لقوله صلّى الله عليه وسلّم:” العين وكاء السهِ، فمن نام فليتوضّأ “، رواه أحمد وابن ماجه بإسناد حسن، ما لم يكن النّوم يسيراً عرفاً من جالس أو قائم، فلا يُنقض حينئذ، لقول أنس:” كان أصحاب رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – ينامون ثمّ يصلّون، ولا يتوضؤون “، رواه مسلم. والمقصود أنّهم ينامون جلوساً، وينتظرون الصّلاة كما هو مصرّح به في بعض روايات هذا الحديث. مسّ القبل أو الدّبر باليد بدون حائل، لقوله صلّى الله عليه وسلّم:” من مسّ فرجه فليتوضّأ “، رواه أحمد، والنّسائي، وابن ماجه. أكل لحم الإبل، لحديث جابر بن سمرة رضي الله عنه، أنّ رجلاً سأل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:” أنتوضّأ من لحم الغنم؟ قال: إن شئت فتوضّأ، وإن شئت لا تتوضّأ، قال: أنتوضّأ من لحوم الإبل؟ قال: نعم توضّأ من لحوم الإبل “، رواه مسلم. غسل الميّت، لأنّ ابن عمر وابن عباس كانا يأمران غاسل الميت بالوضوء، وقال أبو هريرة: أقلّ ما فيه الوضوء. الردّة عن الإسلام، لقوله تعالى:” لئن أشركت ليحبطنّ عملك “، الزّمر/65.
دعاء ما بعد الوضوء
قال صلى الله عليه وسلم:
“مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ فَيُبْلِغُ ـ أَوْ فَيُسْبِغُ ـ الْوَضُوءَ، ثُمَّ يَقُولُ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، إِلَّا فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةُ، يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ “.
وقال:” اللهم اجعلني من التّوابين، واجعلني من المتطهّرين “
Published: May 31, 2016
Latest Revision: May 31, 2016
Ourboox Unique Identifier: OB-159834
Copyright © 2016