-
الكتابة الإبداعية هي أساس الأعمال الأدبية الخالدة ، والأعمال الفنية أيضًا بمختلف أنواعها سواء الأفلام ، أو المسلسلات ، أو البرامج ، أو المحتويات العلمية الهامة التي تنتشر على مختلف مواقع الإنترنت ، ومواقع التواصل الاجتماعي
الكتابة الإبداعية هي التي يُمكنها التعبير عن الفِكَر ، والأفكار في صورة خيالية ؛ فالكتابة الإبداعية هي فن صناعة الأشياء ، واختلاقها ، وهي الفن الذي يقوم الكاتب من خلاله بوضع شيء من الإبداع على التاريخ ، ومن أبرز الأمثلة على هذا هي القصص الخيالية الإبداعية يخرج الكاتب من الحالة الواقعية ، إلى حالة جديدة مستوحاة من المعاني العقلية الإبداعية ؛ فمن خلال الكتابة
العلاقة بين الحزن/ المشاعر السلبيّة والإبداع
يشير الإبداع الى قدرة الفرد على الاحساس بمشاعر جديدة والتعبير عنها
بطريقة تعزز النمو الشخصي و العلاقات مع الاخرين المبنية على خلفية معرفية كافية لدى
الفرد تصل به الى المستوى المهاري في اعتناق فكر جديد لم يتطرق اليه الاخرون ، فضلا
عن امكانية التنفيذ حتى يتم انتاج شئ جديد يصل به الى حيز الوجود
منذ آلاف السنين، ساد الاعتقاد بأن هناك ارتباطًا بين المشاعر السلبية، كالحزن والاكتئاب، وبين الإبداع. حيث أشار إليها أرسطو لأول مرة في القرن الرابع قبل الميلاد، حيث اعتقد أن جميع من بَلغوا التميز في الشعر، والفلسفة، والفن، والسياسة، حتى سقراط وأفلاطون كانوا يعانون بعضًا من الحزن، والسوداوية. ووفقًا للباحث في جامعة هارفارد «شيلي كارسون» فإن جزءًا من العملية
فتشير العديد من الأدلة إلى أن الحالة المزاجية السيئة، كالحزن، والشك، والقلق، والمزيد من التفكير تعمل على تحفيز مناطق الدماغ المرتبطة بالتفكير التحليلي المجرد، وحل المُشكلات؛ مما يدفع الفرد نحو اكتشاف حلول جديدة لتلك المُشكلات. كذلك الغضب والإحباط يؤديان إلى استجابة مبتكرة؛ مما يعمل على توليد نوع من الطاقة يؤدي إلى أفكار وحلول جديدة لتعالج أسباب الغضب والإحباط. فالمُبدعون هم أولئك الأشخاص الذين ينظرون إلى الأمور من حولهم بعدم رضا.
الإبداعية يتطلب النظر إلى أنفسنا أو مجتمعنا بدرجة من عدم الرضا
(kook wang,1995:1488)
هناك العديد من الطرق التي يمكنها توجيه الغضب، والحزن، والإحباط، والاكتئاب إلى شيء مُبتكر، فقط لا بد من توافر الشغف والاستمتاع بما تقوم به، قد يكون ذلك عن طريق: السخرية، أو التأمل، أو الكتابة، أو الرقص، أو الرسم والتصوير، والتصميم، أو الطهي، أو اللعب على الآلات الموسيقية. فالكتابة تمكننا من التخلص من المشاعر السلبية التي تدور برأسنا على الورق. بينما يعمل الرقص والموسيقى على فتح المجال لقدراتك الإبداعية، وإفراز المزيد من الإندروفين لتُصبح أكثر سعادة
كذلك السُخرية، تعمل على تعزيز القدرات الإبداعية عند مواجهة المشكلات المختلفة، وكذلك تحسين القدرة على التفكير المجرد، ومن ثم الوصول إلى حلول فعالة، واتخاذ محاور مختلفة أكثر إبداعًا في التغلب على العثرات. ذلك بناءً على دراسةٍ أجرتها جامعتا هارفارد وكولومبيا لإثبات مدى ارتباط
السُخرية بالإبداع
(مساد، 2005)
ان الابداع عبارة عن كلمة سحرية ظلت منذ اقد العصور لغزا محيرا للفلاسفة والعلماء والأدباء في مختلف الحضارات الانسانية بما فيها الحضارات الفرعونية والصينية والرومانية واليونانية ولم تنجح المحاولات المتكررة في تفسير الظاهرة الابداعية وفهمها بطريقة معقولة فكان اللجوء الى الغيبيات والقوى الخارقة الخفية التي تعرف طريقها لاشخاص بعينهم فتوحي اليهم بتلك الاعمال الخترقة التي تهلتهم لأن يوصفوا بالعباقرة من دون أن يكون لهم فضل مباشر فيما اتو به، والابداع في اللغة العربية مصدر الفعل ابدع بمعنى اخترع او ابتكر على غير مثال سابق وان الابداع نتاج شيء جديد او صياغة عناصر جديدة في احد مجالات العلوم والفنون والآداب، والابداع هو عملية تثمر ناتجا او عملا جديدا وغير عادي تتقبله جماعة ما في فترة زمنية ما لفائدته أو تلبية لحاجة قائمة أو لقابليته للبرهان، وهي التميز في العمل أو الانجاز بصورة تشكل اضافة الى الحدود المعروفة في ميدان معين. (جروان، 2002)
ثمَّة فكرة شائعة مفادها أنَّ المعاناة تصنع الإبداع، أو أنَّ الإبداع يحتاج للمعاناة. ويدلِّل أصح مشاعر المعاناة والابداعاب هذه الفكرة على صحَّتها بالقول أنَّ الكثير من المبدعين مرّوا بتجارب صعبة وعبَّروا عنها بطريقة مؤثِّرة وعميقة. وفي رأيي أنَّها فكرة خاطئة تنبع من نزعة ماسوشية تمجِّد العذاب والألم. أمَّا القول أنَّ الكثير من المبدعين مرّوا بتجارب مؤلمة، فهو يبرز نصف الحقيقة ويخفي نصفها الآخر، والكثير من المبدعين المميَّزين، في المقابل، كانت حياتهم ميسورة، بل ويمكن وصفها بأنَّها سعيدة، ولم يحل هذا بينهم وبين إبداعهم، أو على الأقلّ لم يجعلهم مبدعين بصورة أقلّ. ثمَّ إذا كانت المعاناة هي الأم الشرعيَّة للإبداع، فلماذا لا تكون غالبيَّة الناس، إذاً، مبدعة.. خصوصاً في المجتمعات التي تعاني من الفقر والاضطهاد والتخلُّف، وبالتالي يمكن القول بأن المبدع الذي يبدع رغم المعاناة، كان يمكن أن يبدع بصورة أفضل لو تهيَّأت له ظروف معيشيَّة أفضل، ووسيلة أنسب لتقديم إبداعه للمتلقِّي. أمَّا الألم والمعاناة فيستهلكان الكثير من جهد المبدع الذي من المفروض أن ينفقه في الإبداع، ويبدِّدان الكثير من أحاسيسه التي من المفروض أن تكون وقوداً للإبداع، وقد يسمِّمان نظرته للحياة وللناس وللأشياء. وكلَّما اقترب الإنسان من الشروط البيولوجية البدائيَّة، كلَّما أصبح أقلّ تأهُّلاً للإنتاج الروحي. كما أنَّه كلَّما اضطرَّ لبذل جهدٍ أكبر من أجل تلبية حاجاته الأوَّليَّة، كلَّما ابتعد عن إشباع حاجاته الأكثر سموّاً. ولهذا فمن المحتمل أنَّ الكثير من مشاريع المبدعين لم يتحقَّق، لأنَّه لم يتغلَّب على المصاعب وأنفق جلّ مشاعره وردود فعله في الألم الشخصي غير الخلاق. بينما أنتج الكثير من المبدعين البارزين عملاً واحداً، أو عملين، فقط، ثمَّ توقَّف، لأنَّه أُضطرَّ بعد ذلك للانصراف إلى معاناته الخاصَّة وألمه. (الضمور، 2014)
وهناك خلط ما بين رهافة الحس التي هي شرط للإبداع، وبين المعاناة والألم. فرهافة الحس تجعل المبدع يبالغ في ردود فعله تجاه المؤثِّرات والمثيرات المختلفة، وحتَّى ما هو عاديّ منها في نظر الآخرين. كما أنَّ العمليَّة الإبداعيَّة نفسها تتطلَّب نوعاً خاصّاً من المعاناة في أثناء إنتاجها. وهذا كلّه يؤدِّي إلى الخلط الذي أشرنا إليه. ولكن يوجد فرق أيضاً ما بين مبدع مزيَّف يبدِّد توتُّره الشعوري في التعبير عن مشاعره بصورة مباشرة وميلودراميَّة، وبين مبدع حقيقي يعرف كيف يستخدم هذا التوتُّر، باقتصاد، وحكمة، وحسب ما تقتضي الضرورة الإبداعيَّة؛ لا أكثر ولا أقلّ. وبينما يظنُّ الأوَّل أنَّه قد أجاد في إيصال رسالته الشعوريَّة والفكريَّة للمتلقِّي، يكون ردّ فعل المتلقِّي تجاهه مشوباً بالشفقة والنفور. (الضمور، 2014)
مهام مساق الكتابة الابداعية
مهمة رقم 1
شينٌ: شمس تشعُّ في كبدِ السّماءِ صبابَةً
ياءٌ: يأتي أُنسٌ، يظهرُ حبٌّ، يشرِقُ نورٌ بالقلبْ.
راءٌ: رفيقٌ يتنفّس أنفاسَكْ، يصدحُ بالْوَلَهِ كلماتَكْ.
ياءٌ: يَسْقي باللوعَةِ فؤادَكْ.
نونٌ: نَجْمٌ يبهَتْ، نبضٌ يخفِتْ، تُمْحى ذكراهُ منَ القلبْ.
مهمة رقم 2
سرَّ الطبخة بداخلك
إذا كنتَ مهتمًا بالكتابةِ فَمنَ المتوقع أن تكون مهتمًا بالطّبخِ، حتى إذا لم يكن هنالك ممارسة.
هنالك الكثير من الكُتاب يَشبهون الكتابة بالطبخ ولا بدّ أنَّ في هذا التشبيه بعض الحقيقة، فالكتابة تشبه الطبخ كثيرًا ففي بعض الأحيان لا تنجح (تكبرُ) مهما فعلت ووضعت لكن في وقت اخر ستجد أنّ طعم الكعكة أجمل من كل توقعاتك.
نرى ان هنالك كتبًا أدبية اعتمدت في بنائها على الطهي مثال: “كتاب العالم “بحسب جارب ” كتب جون ايرفنغ” ، اذا كنتَ حريصًا واستخدمت المقادير المناسبة ولم تتخذ طرق بسيطة او مختصرة نحو الهدف فغالبًا تستطيع أن تطهو شيء لذيذ للغاية.
أحيانًا يكون الشيء القيّم هو الوحيد الذي يتم إنقاذه في يومك هو ما تصنعه لتأكلهُ، اما الكتابة أرى أنّ بوسعك اختيار جميع المقادير المناسبة وتمنح الأمر كل ما تستطيع لتحصل على نتيجة مثل: الوقت والعناية ومع ذلك ممكن ان تفشل وايضًا مع الحب، مع ذلك يبقى الطهي قادرًا على أن يحفظ العقل لكل من يحاول جاهدًا.
انتَ لستَ مضطرًا للاستعانة بجميع الأدوات والوصفات والتقنيات التي تقرأ عنها فعليك ان تختار بدقة وعناية وفقًا للهدف المراد من الطبخة نرى ان هنالك الكثير من الوصفات تقلب الموازين فعلى سبيل المثال: قد يساوي الافراط في التوابل قد تهدد المذاق الأصلي للطبخة التي تُعد.
اختر عالمًا مليء بالأمور المشحونة
اختر أدوات مطبخك التي انت بحاجة اليها واي مقادير سيكون عليك الاستعانة بها، والكميات المناسبة هكذا لن يكون المنتج النهائي مجرد جمع لتلك العناصر وانما شيء كبير وعظيم.
هكذا تختلط النكهات والمذاقات في فم القارئ بحيث يكون من الصعب عليه ان يفصل أيّا منها عن الاخر
مهمة رقم 3
امامك مجموعة كلمات التالية، استخدميها في نص أدبي.
شارع. دمشق. تفاح. جرح. ذراع. هدب. جبيرة. رغيف. عطر. زجاج. ورد. سحلية. موت. عطش. خشب. شرفة. مكتبة. سائق. فيلم. فراري. خروج. سطوع. كره. حنين. أوغاد. رؤى. شبح. فضيلة. حلم. تضوّر. أمل. صحراء. كهرباء. تقاطع. جوى.
*************
خَلْفَ مَكْتَبَةٍ جَلَسْتُ أَتَحَسَّسُ أَوْرَاقًا نَثَرَتْهَا أَيْدٍ عَابِثَةٌ، أَخَذْتُ أَجْمَعُ أَشْلَاءَهَا مُحَاوِلَةً تَكْوينَ صُورَةٍ مِنْهَا.
رَتَّبْتُ أُقْصُوصَاتٍ صَغِيرَة وَاحِدَة جَانِبَ الأُخْرى وَإِذَا بِطِفْلة تَلْبِسُ سِرْوَالًا فَضْفَاضًا وَقَمِيصًا ذا أَكْمَامٍ طَوِيلَةٍ، وَعَلى رَأْسِهِا كُوفِيَّةٌ، تَسِيرُ وَحْدَهُا هَائِمًةً فِي شَارِعٍ مُلْتَوٍ عَرِيضٍ جَمِيلٍ كَشَوارِعِ دِمَشْقَ الْعَرِيقَةِ.
بَدَا الشَّارِعُ مُبْتَسِمًا يَعِجُّ بِالْحَيَاةِ، عَسَفَ الطِّفْلةُ الشَّارِعَ، حَتّى وَصَلَت دُكَّانَ فَاكِهَةٍ، مَا إنْ مَدَّت يَدَهُا إلى كَرَزَةٍ حَمْرَاءَ كَانَتْ قَدْ لَمَعَتْ لَهُا مِنْ بَعِيدٍ مؤمنةٌ بتَناوُلِهَا حتّى هَرْوَلَ الْبائِعُ نَحْوَهُا وفي يدهِ شفرةٌ بَرّاقَةُ، تَحَلَّقَ النَّاسُ حَوْلَهُمَا جَامِدِينَ. كَانَتِ الْمُفَاجَأَةُ بِأنْ نَاوَلَ الْبائِعُ الطِّفْلة رَغِيفًا مِنَ الْخُبْزِ السَّاخِنِ.عَلَتْ ذَبْذَبَاتُ المُتَحَلِّقينَ حَتّى وَصَلَتْ أُذُنَي الْبَائِعِ، ابْتَسَمَ هازِئًا وَقَالَ: كَيْفَ مِنْ صِغَارِهَا تَنْتَقِمُ الطُّيور!
. هَبَّتْ رِيحٌ عَاتِيَةٌ قَلَبَتْ أُقْصُوصَاتِ الْوَرَقِ
وتَأْتِي سَيَّارَةٌ فَارِهَةٌ، يَنْزِلُ السَّائِقُ بِأَظْفَارِهِ القَذِرَةِ، يَحْمِلُ الطِّفْلة لِيزِجَّهُا بِغُرْفَةٍ قَدْ هُيِّئَتْ لِتَسْتَقْبِلَ أّشْخَاصًا مِنْ جَمِيعِ أَنْحَاءِ الشَّارِعِ
بَحَثَت الطِّفْلة فِيهَا عَنْ بَصيصِ نُورٍ لكِنَّهُا لَمْ تَجِدْ. اتَّجَهَت نَحْوَ الشُّرْفَةِ فَتَحَت بابَها لكنَّ النّورَ لَمْ يَسْتَطِعِ اخْتِرَاقَهَا لِيُضيءَ الْغُرْفَةَ، راحَت تتأَمَّلُ كَرَزًا وَتُفَّاحًا، توتًا وَتينًا، زَيْتُونًا وَرُمَّانًا.
دَنَا عُصْفورٌ جَريحٌ بِجَنَاحٍ واحِدٍ مُنْكَسِرٍ لِيُسَاعِدَ الطِّفْلَة.
وَإِذا بِصَخْرَةٍ مَشْمَخِرَّةٍ تَلْتَطِمُ بالزُّجاجِ، يُقْطَعُ جَناحُ الْعُصْفورِ وَيُدْخَلُ الْغُرْفَةَ أَمَّا الطِّفْلةُ فَتَتَسَاقَطُ أَهْدَابُهُا هُدْبًا هُدْبًا ، وَتَكْسُو حُبَيْبَاتُ الْبِلَّوْرِ جِسْمَهُا الشَّائِخَ الْمُضْمَرِ، لِتُخَضِّبهُا بدَمٍ طاهِرٍ أَحْمَرَ.
يُهَيْمِنُ شَبَحُ الْمَوْتِ عَلَى الْغَرَفِ، الْبُيوتِ، والشَّوارِع
كَمْ أَتَمَنَّى أَنْ يَكُونَ كُلُّ ذاكَ حُلْمًا وَلَوْحاتٍ مُتَرَاقِصَةً، لكن لِلْأَسَفِ إِنَّهَا لَوْحَةُ الْعَصْرِ.
مهمة رقم 4
الانعطافة المفاجئة
ذاتَ ربيعٍ أزهَرتْ نُجومُ الْفضاءِ المضيئة.
جَلستُ بهدوءٍ أتأملُ السماء، فاخْتارَتْ أَنامِلي نَجمةً ساطعةً ذات لمعانٍ مختلف، حَلَّقتُ عاليًا لِأحملها بينَ كفيَّ اللذان يتشوقان لرؤيتها، علَّها تَبثُّ روح الحياة داخلي، علَّها تُشرق نورها لدنيايَ.
فالنورُ زينة الحياةِ، وبالفعل قد زيَّنتْ وأَشرقت دنياي!
إنَّ الإنسان بِطَبعهِ مطبوعٌ على الإصرار.
أخذتُ أبحثُ بَيْنَ باقي النجوم علِّي أجدُ واحدةٌ أخرى لِيَتَوهج كونِي بأكملهِ.
بحثْتُ وبحثْتُ حتى وجدتها، اِقْتَرَبَتْ مِنْهَا وَاللَّهْفَةُ بِقَلْبِي لِأضمها على قدر ما بحثتُ عليها، فَفرت مسرعة ترْكُضُ في الفضاء مُجْهشةً بالضحكِ حتى نزلت دموعها.
مهمة رقم 5
عندما التقيت أنا الصغيرة
على ضفافِ ساحل اليَمّ حيث ينجلي كل همّ أخذتُ أرمق المارة من طفلٍ، عجوزٍ، وأم.
شدّ بصري طفلة خالَ إليّ منظرها، كأني اعرفها حق معرفة بهية الطلعة، يفيض بثرًا ونقاء، بشعرٍ اسود مسدل على كتفين صغيرين وعينين بريئتين كأن الليل تركَ لمستهُ فيهما.
يا إلهي! تبدو كأنها أنا! إنها أنا الصغيرة سبحانهُ خلقَ فأبدع.
ركضتُ إليها لأعانقها لكنها سرعان ما ابتعدت وهتفت بصوت حنون رفيع: إذا أردتِ شيئًا أرسلي لي رسالة عبر الهاتف وَسأعود إليكِ لاحقًا، ثم اختفت! لم اتعجب من جوابها فها حال زماننا اليوم.
توقفتْ مكانها وعدتُ اتخيل منظرها فجالت في خاطري أنا الصغيرة.
أخذتُ هاتفي وبدأتُ اكتبُ:
ألا ليتَ الزمان يعود يومًا ليعود السلام والودّ، ويعمّ أرجاء أزقّة البلاد الحب.
أيا نفسي الصغيرة قد تغير الزّمان وتغير أهله تغيرت الامُّ وتغير الأبُ، تغيّرَ الأخوة تغيّر اللعبُ.
جلساتنا اليوم باتت الهواتف قائمة عليها حيثُ قطعت الأحاديث وبترتِ اللعب وجففت ماء الحنان والحبِّ.
يا ليتنا ما كبرنا!
فالمهام كبُرت والهموم ثقُلت!
أيا ليتنا ما كبرنا!
فجلسات العائلة تغيّرت وإمكانيّات التّواصل على الشّبكات العنكبوتيّة اقتصرت لم يعد يرنّ جرس البيت فجأة.
فالضيف عليه أخذ موعد مسبق عبر “واتساب” قبل أسبوع على الأقل وهكذا هجرت بيوتنا وأصبحت خاوية من كلّ معاني الأُنْسِ والحياة.
. اشتقت لرائحة الملوخية والمقلوبة القديمة فحتّى هي لم تعد كما كانت لقد تغيّرت رائحةً ونكهةً
أيا ليتنا ما كبرنا!
أيا نفسي خبا نَفَسي.
ما كنّا نعرف الخصام ولا القلوبَ السّقام.
حقد، كره ,غيرة, عنف, تنمر سفكٌ للدماء …
أمّتي يا ويح قلبي ما دهاكِ.
عُدِمت الألفةُ المودّة والرّحمة حتى صرنا في زمن الغاب.
اهٍ كم اشتقت إليك يا نفسي الصغيرة! اشتقت لليلةٍ من ليالي الشتاء العائليّة حول مدفأةٍ حطبيه مع فطيرةٍ وحبةٍ من الكستناءِ الشّهيّة، ممزوجةٍ بحكايات جدّتي العطوفة وضحكات الأبناء الشّقيّة. اشتقت للركض بين أزقة الحارات بأرجل مشحرّة ! اشتقت لمشاكساتي أنا وأطفال الحارة اشتقت لرنّ أجراس البيوت والهروب اشتقت للعبة “ليلى يا ليلى ليش عم تبكي”. مهما بكيت الان فلن أعيد لحظة من لحظات الزمن الجميل.
مهمة رقم 6
كان مكان تدريبي في مادة اللغة العربية كمعلمة متدربة في إحدى مدارس مدينة عرابة، منذ أول يومِ لنا في المدرسةِ دخلتُ مع نفسية سيئة وكأنني محطمة وازداد شعوري أكثر فأكثر عندما قاموا بتقسيمنا مع معلمات الام.
سمعتُ الكثير من الكلام المحبط المسيء لكني لم اهتم بهذا كثيراً وعقدت عزمي على أن أحاول أن أستفيد من هذا التدريب قدر الإمكان.
في خلال فترة تدريبي شهدت عدة مواقف في المدرسة، التي أثرت في وجهة نظري للتعليم ونظرتي للمدرسة، وهذا يعود إلى أسباب كثيرة، منها: ما هو متعلق بالطلاب، وما هو متعلق بالمعلمين، وغيرها مما هو متعلق بالمدرسة نفسها .عملت مع طلاب ذوي مستويات مختلفة، أثناء تدريبي، ولكن كان يجمع بينهم كثير من التصرفات، وهي أنهم جميعهم يريدون أن يأتوا إلى المدرسة؛ ليلهوا ويقضوا وقتًا ممتعًا مع أصدقائهم، وزاد هذا الامر عندما كنت احل مكان معلمات غائبات ، فهم يتهربون من حضورها؛ ويرجع هذا لأنه لا يتاح لهم مكان يستطيعون تفريغ طاقاتهم فيه، أو بالنسبة لمعظمهم، ولهذا يستخدمون المدرسة؛ لتفريغ طاقاتهم، ومن هنا تفقد المدرسة أهدافها بالنسبة للطلاب؛ فدور المدرسة يكون بتأهيل الفرد لمجتمعه، وتربيته، وتعليمه، وفي هذه الحالة لا يحدث هذا مع هؤلاء الطلاب. في يوم من الأيام حين تواجدي في المدرسة دخلت لأعلم درس لغة عربية مكان معلمة غائبة في صف الذي لا يستطيع أي معلم أن يعلم به مزعجون يجلسون في الحصص فقط للتسلية، وحينها فهمت من الطلاب انهم يتعلمون موضوع المفعول به، بالتأكيد عند رؤية معلمة جديدة يستغلون ذلك ويبدأون بالضجيج والمعلم الذكي هو الذي يستطيع ان يسيطر على الصف بذكاءٍ.
حينها فكرت أن أبدأ معهم بلعبة (نصف ساعة)طلبتُ منهم أن يخرج كل طالب ومعه كرسي وورقه وقسمت الصف لفرقتين وكل فرقة مقابل الأخرى ويجب عليهم أن يقفوا على الكرسي بعدها طلبت منهم أن يترتبوا من القصير للطويل دون النزول الى الأرض أي يجب ان يتفقوا بين بعض ويشاركوا والاصغاء لبعض ومن ثمَّ يقومون بكتابة كلمة للصديق المجاور له، في البداية اخذ منهم وقت ولكن بالمرة الثانية سارت الأمور بشكل اسرع واسهل والتحلي بأخلاق جميلة للأخرين وكان الهدف منها أن المعلم لكي يوصل لكم المواد والاهداف والمعلومات يجب أن يكون مشاركة بينه وبين الطلاب واصغاء وتعاون وبعدها انتقلنا لموضوع الدرس وبعدة فعاليات محوسبه.
فهذا الامر جعل الطلاب تتفاعل أكثر بسبب وجود فعاليات وتحديات وانا أؤمن أن عندما تكون بداية الدرس بفعالية، حركة ولها هدف معين يجري الدرس بطريقة مذهلة وناجحة حقًا.
رغم الصعوبات التي مررتُ بها لم اتخلى عن الهدف الذي وضعتهُ منذ البداية ولم اسمح لأي امر خارجي أن يؤثر على نفسي، شعرت بالفخر مما انا عليه كأنني بالفعل معلمة حقيقية اتحلى بصفات واحتواء جميل للطلاب اختتم قصتي بمثلٍ: التجارب ليست لها نهاية، والمرء منها في زيادة.
نقد نص لزميلة
لا انام في الليل ، اسهر حتى وقت متأخر ولا انام خلال النهار أيضا مع أنني من كارهيه ولكني مجبرا على عيشه
أستيقظ في الصباح بعد ثلاث ساعات او اربع من النوم اعد كوب قهوة اجلس على البلكونه ، أشعل سجائري العن اليوم و الصباح و صوت الطيور…
اتجنب الناس ، اتجنب النقاشات وانطوي في نفسي و انزوي عن العالم .
أضع سماعات الأذن واشغل الموسيقى واسير ببطئ..
في الحافلة اجلس بجانب النافذه تائها في عالمي الذي في رأسي.
أصل الى وجهتي بصمت وكأنني لست موجودًا وكأنني لم أصل بعد، اعد كوبا اخر من القهوة واجلس صامتا بعيدا،
اخرج هاتفي واراسل صديقتي المريضه بالسرطان
وافكر ، افكر كثيرا فيها وفي نفسي ، إن كانت هي الانسان الوحيد الذي اقترب منه أنا ، واسمعه ويسمعني ، ماذا سأفعل من بعدها ؟
أعود الى المنزل اجرُ جسدي و احزاني وخيباتي وبؤسي ، ارميهم و اقف في المطبخ مهربي الوحيد من العالم وأحاول ان أكون سعيدا بين السكاكين والخضروات والطناجر احاول ان اكون انسانا طبيعيا ، انتهي من تحضير الطعام وتناوله واذهب الى غرفتي، اطفئ النور واضم كل ما رميته من حزن وبؤس وخيبات ونجلس سويا نشرب القهوة وندخن السجائر حتى تحترق رئتاي ، انزل الى الشارع في ساعة متأخرة وفي يدي كوبٌ من الشاي، اجلس وحدي تحت عامود الانارة الصفراء وافكر في كل ما كان اليوم وافكر في الغد واحلم، أحلم بحياة اقل شحوبا اقل بؤسا اقل حزنا حياة ورديه أحلم كثيرا .
أعود مره أخرى الي غرفتي بعد أنا اصبحت الساعه الرابعه فجرا وانام لكي استيقظ بعد بضع ساعات لاعادة كل ما فعلته البارحة.
عند قراءتي للمرة الاولى للنص كان هنالك بعض المشاعر التي تخرج بسبب الموضوع والمرض المذكور في النص وهنا نلمس تأثير المشاعر على الكتابة ان كانت مشاعر سلبية وحزن او فرح
ولكن يجب أن اذكر أن هنالك العديد من الاخطاء النحوية وعد استعمال وكتابة التناوين كما يجب او الهمزات ولم يكن استعمال لعلامات الترقيم كما يجب
كان من المفضل الفصل بين بعض الجمل ووضع الفاصلة واستعمال النقطة
المصادر والمراجع
– مساد ، عمر ،(2005)، سيكولوجية الابداع ، ط1 ، دار صفاء ،عمان.
– جروان، فتحي، (2002)، الابداع مفهومه معاييره مكوناته نظرياته خصائصه، ط1، دار الفكر، الأردن.
– الضمور، عماد، (2014)، تجليات المعاناة في شعر خليل زقطان، مجلة جامعة النجاح للأبحاث (العلوم الانسانية) المجلد 28، عدد4.
– الثقفي، سحر، (2019)، الابداع الجاد وعلاقته بالتفكير الايجابي لدى عينة من طالبات جامعة الملك عبد العزيز بجدة، مجلة البحث العلمي في التربية، مجلد 14، عدد20.
Published: Jul 30, 2023
Latest Revision: Jul 30, 2023
Ourboox Unique Identifier: OB-1482137
Copyright © 2023