عزيزي الطّالب

سنتعرّف أوَلًا على مرادفات وكلمات

جديدة من النصّ

وثانيًا الانتقال إلى قراءة النصّ بتمعّن 

ما هُوَ الْقَمَرُ؟

الْقَمَرُ هُوَ أَقْرَبُ جيرانِنا في الْفَضاءِ، وَبِفَضْلِ قُرْبِهِ مِنَ الْأَرْضِ يُمْكِنُنا رُؤْيَتُهُ بِالْعَيْنِ الْمُجَرَّدَةِ بِسُهولَةٍ حَتّى في النَّهارِ أَحْيانًا، وَيُمْكِنُنا أَنْ نَرى عَلَيْهِ مَناطِقَ فاتِحَةَ اللَّوْنِ وَأُخرى غامِقةً. 

بِواسِطَةِ “التِّلِسْكوبِ” فَقَطْ عَرَفَ الْعُلَماءُ أَنَّ الْأَماكِنَ الدّاكِنَةَ هِيَ مِنْطِقَةٌ بازِلْتِيَّةٌ، وَأَنَّ الْأَماكِنَ الْفاتِحَةَ اللَّوْنِ هِيَ مَناطِقُ اضْطَدَمَتْ بِها النَّيازِكُ الَّتي أَدَّتْ إلى تَفَتُّتِ الصُّخورِ وَتَحُوِّلِها إلى مَسْحوقٍ. وَهكذا تَأَكّدوا أَنَّ سَطْحَ الْقَمَرِ لَيْسَ أَمْلَسَ.

يَحْصُلُ الْقَمَرُ عَلى حَرارَتِهِ وَنورِهِ مِنَ الشَّمْسِ. ما نَراهُ مِنَ الْقَمَرِ هُوَ ذلِكَ السَّطْحُ الّذي يَعْكِسُ ضَوْءَ الشَّمْسِ، إِذا لَمْ تُشْرِقِ الشَّمْسُ عَلى الْقَمَرِ فَلا نَتَمكَّنُ مِنْ رُؤيَتِهِ.

ماذا تَخيَّلَ الْقُدَماءُ عَنِ الْقَمَرِ؟

في الْماضي الْبَعيدِ، كانَتْ لِلنّاسِ مُعْتَقَداتٌ مُخْتَلِفَةٌ عَنِ الْقَمَرِ. فَمِنْهُمْ مَنِ اعْتَقَدَ أَنَّ عَلى الْقَمَرِ أرْواحًا تُؤَثِّرُ عَلى تَصُرُّفاتِ النّاسِ. وَتَخَيَّلَ آخرونَ أَنَّ لِلْقَمَرِ قُوَّةً سِحْرِيَّةً. وَأَنَّهُ يَسْتَطيعُ أَنْ يُحَوِّلَ الْإنْسانَ إِلى ذِئبٍ.

جَعَلَ الْقَمَرُ النّاسَ يَظُنّونَ أُمورًا غَريبَةً عَنْهُ، وَذلِكَ عِنْدَما كانوا يَنْظُرونَ إِلى الْقَمَرِ الْمُكْتَمِلِ. اِدَّعى الْبَعْضُ أَنَّهُ يُمْكِنُهُم رُؤْيَةُ وَجهِ امْرَأَةٍ عَلَيْهِ، وآخَرونَ ظَنّوا أنَّ الْقَمَرَ يَتَكَوَّنُ مِنْ جُبْنٍ أَخْضَرَ. كانَ هُناكَ الْكَثيرُ مِنَ الْأشْخاصِ الّذينَ ظَنّوا أَنَّ هُناكَ كائِناتٍ حَيَّةٍ مِثْلَنا أَوْ مَخلوقاتٍ غَريبَةٍ تَعيشُ عَلَيْهِ.

ماذا اكْتَشَفَ العُلَماءُ عَنِ الْقَمرِ؟

قَبْلَ أَرْبَعِ مِئَةِ عام تَقريبًا، بَدَأَتْ تَتَغَيَّرُ الْعَديدُ مِنَ الْمَعلوماتِ وَالْمُعْتَقَداتِ الْقديمَةِ عَنِ الْقَمَرِ، وذلِكَ بِفَضْلِ اختِراعِ الْمِنْظارِ “التّلِسْكوبِ“، إذْ تَمَكَّنَ الْعُلَماءُ بِواسِطَتِهِ مِنْ رُؤْيَةِ سَطْحِ الْقَمَرِ مِنَ الْأَرْضِ. 

كانَ الْعالِمُ “جاليليو” أَوَّلَ مَنِ اسْتَعْمَلَ “التّلِسْكوبَ” لِيَنْظُرَ إِلى الْقَمَرِعَنْ قُرْبٍ، ثُمَّ اسْتَمَرَّتْ مُحاوَلاتُ الْعُلَماءِ عَلى مَدارِ سَنَواتٍ عَديدَةٍ، وَنَجَحوا في مَعْرِفَةِ الْكَثيرِ عَنْهُ.

الْقَمَرُ أَصْغَرُ مِنَ الْأَرْضِ، وَهُوَ أَصْغَرُ بِكَثيرٍ مِنَ الشَّمْسِ. تَدورُ الأَرْضُ حَوْلَ الشَّمْسِ، وَهِيَ تَحْتاجُ إِلى 365 يَوْمًا تَقْريبًا لِتَدورَ حَوْلَ الشَّمْسِ  دَوْرَةً واحِدَةً، تُسَمّى هذِهِ الْفَتْرَةُ “سَنَةً شَمْسِيَّةً”.

في الْوَقْتِ نَفْسِهِ يَدورُ الْقَمَرُ حَوْلَ الْأَرْضِ، وَيَحْتاجُ إلى 29 يَوْمًا عَلى الْأَقَلِّ لِيَدورَ دَوْرَةً واحِدَةً حَوْلَ الْأَرْضِ، وّهذا ما نُسمّيهِ بالشَّهْرِ الْقَمَرِيِّ.

لِماذا يَتَغَيَّرُ شَكْلُ الْقَمَرِ؟

بِسَبِبِ دَوَرانِ الْقَمَرِ حَوْلَ الْأَرْضِ، في بَعْضِ الْأَيّامِ لا يُمْكِنُنا أَنْ نَرى إلّا جُزءًا صَغيرًا مِنْهُ، وَهُوَ جانِبُهُ الْمُنيرُ. خِلالَ هذهِ الأَيّامِ، يَبْدو الْقَمَرُ مِثْلَ الْمَوْزَةِ الصَّغيرَةِ الرَّفيعَةِ، وَيُسَمّي الْعُلَماءُ هذا الشَّكْلَ هِلالًا.

وَأَحْيانًا نَرى سَطْحَ الْقَمَرِ مُنيرًا كامِلًا. عِنْدَها يَبْدو الْقَمَرُ كَبيرًا وَمُسْتَديرًا مِثْلَ كُرَةٍ بَيْضاءَ كَبيرَةٍ. في هذِهِ الْحالةِ، يُسَمّى شَكْلُ الْقَمَرِ بَدْرًا. وإِذا دقَّقّْنا النَّظَرَ، فَسَنَرى أَنَّ الْقَمَرَ يَتَغيَّرُ شَكْلُهُ الظّاهِرُ لَنا تَدريجيًّا كُلَّ لَيْلَةٍ.