نازك الملائكة -عاشقة الليل by Mariana zayadne - Ourboox.com
This free e-book was created with
Ourboox.com

Create your own amazing e-book!
It's simple and free.

Start now

نازك الملائكة -عاشقة الليل

  • Joined Jul 2022
  • Published Books 3

عاشقة الليل
نازك الملائكة

يا ظلامَ الليلِ يا طاويَ أحزانِ القلوبِ

أُنْظُرِ الآنَ فهذا شَبَحٌ بادي الشُحوبِ

جاء يَسْعَى ، تحتَ أستاركَ ، كالطيفِ الغريبِ

حاملاً في كفِّه العودَ يُغنّي للغُيوبِ

ليس يَعْنيهِ سُكونُ الليلِ في الوادي الكئيبِ

****

هو ، يا ليلُ ، فتاةٌ شُهد الوادي سُرَاها

أقبلَ الليلُ عليها فأفاقتْ مُقْلتاها

ومَضتْ تستقبلُ الواديْ بألحانِ أساها

ليتَ آفاقَكَ تدري ما تُغنّي شَفَتاها

آهِ يا ليلُ ويا ليتَكَ تدري ما مُنَاها

****

جَنَّها الليلُ فأغرتها الدَيَاجي والسكونُ

وتَصَبَّاها جمالُ الصَمْتِ ، والصَمْتُ فُتُونُ

فنَضتْ بُرْدَ نهارٍ لفّ مَسْراهُ الحنينُ

وسَرَتْ طيفاً حزيناً فإِذا الكونُ حزينُ

فمن العودِ نشيجٌ ومن الليلِ أنينُ

****

إِيهِ يا عاشقةَ الليلِ وواديهِ الأَغنِّ

هو ذا الليلُ صَدَى وحيٍ ورؤيا مُتَمنٍّ

تَضْحكُ الدُنْيا وما أنتِ سوى آهةِ حُزْنِ

فخُذي العودَ عن العُشْبِ وضُمّيهِ وغنّي

وصِفي ما في المساءِ الحُلْوِ من سِحْر وفنِّ

****

ما الذي ، شاعرةَ الحَيْرةِ ، يُغْري بالسماءِ ؟

أهي أحلامُ الصَبايا أم خيالُ الشعراء ؟

أم هو الإغرامُ بالمجهولِ أم ليلُ الشقاءِ ؟

أم ترى الآفاقُ تَستهويكِ أم سِحْرُ الضياءِ ؟

عجباً شاعرةَ الصمْتِ وقيثارَ المساء

****

طيفُكِ الساري شحوبٌ وجلالٌ وغموضُ

لم يَزَلْ يَسْري خيالاً لَفَّه الليلُ العريضُ

فهو يا عاشقةَ الظُلْمة أسرارٌ تَفيضُ

آه يا شاعرتي لن يُرْحَمَ القلبُ المَهِيضُ

فارجِعي لا تَسْألي البَرْق فما يدري الوميضُ

عَجَباً ، شاعرةَ الحَيْرةِ ، ما سرُّ الذُهُولِ ؟

ما الذي ساقكِ طيفاً حالماً تحتَ النخيلِ ؟

مُسْنَدَ الرأسِ الى الكفَينِ في الظلِّ الظليلِ

مُغْرَقاً في الفكر والأحزانِ والصمتِ الطويلِ

ذاهلاً عن فتنةِ الظُلْمة في الحقلِ الجميلِ

****

أَنْصتي هذا صُراخُ الرعْدِ ، هذي العاصفاتُ

فارجِعي لن تُدْركي سرّاً طوتْهُ الكائناتُ

قد جَهِلْناهُ وضنَتْ بخفاياهُ الحياةُ

ليس يَدْري العاصفُ المجنونُ شيئاً يا فتاةُ

فارحمي قلبَكِ ، لن تَنْطِقُ هذي الظُلُماتُ

2
نازك الملائكة -عاشقة الليل by Mariana zayadne - Ourboox.com

نازك الملائكة

ولدت نازك الملائكة في 23 آب/ أغسطس 1922 وهي الأكبر بين سبعة أولاد، خمسُ بنات وشقيقين، وقد سميت بهذا الاسم تيمُّنًا بالثائرة السورية نازك العابد.                               كان والدها شاعرًا ومدرسًا للغة وقد شجعها على القراءة، كما كانت أمها أيضًا شاعرة وقد نشرت أعمالها تحت اسم مستعار وهو أم نزار الملائكة حيث كان ذلك الأسلوب المتبع والسائد بالنسبة للكتاب من النساء في تلك الفترة. وقد تغير هذا الأمر فيما بعد على يد ابنتها.                     تخرجت نازك الملائكة من كلية الآداب في جامعة بغداد عام 1944، وفيما بعد أكملت دراسة الماجستير في الأدب المقارن في جامعة ويسكونسن.

تزوجت من الدكتور عبد الهادي محبوبة ولها منه ولدٌ واحد هو البراق محبوبة.                   نازك الملائكة واحدةٌ من أهم الشعراء العراقيين والعرب في العصر الحديث، اشتُهرت بأنها رائدة الشعر الحر أو (شعر التفعيلة)، حيث حققت انتقالًا كبيرًا في شكل القصائد الشعرية وتركيبتها من الشكل والنمط الكلاسيكي الذي ساد في الأدب العربي لقرون عدة إلى الشكل المعروف بالشعر الحر. وقد مثل إرثها الشعري نتيجة لكسرها العديد من التقاليد حيث لاقى انتقالها من الشعر العمودي إلى الشعر الحر جدلًا ومعارضةً كبيرين، ولم تقتصر الانتقادات على الشعراء التقليديين وإنما كان لعائلتها الرأي ذاته.

أنهت الملائكة تعليمها العالي إلى جانب إتقانها لأربع لغات، وقدمت العديد من الخطابات عالية النبرة والتي حاولت من خلالها إظهار دور المرأة في المجتمعات العربية، وحثت النساء على أن يكون لهن صوتٌ في المجتمع وعلى تحدي المجتمع الأبوي المحافظ الذي يسود المجتمعات العربية. حققت استقلالها المالي الأمر الذي لم يكن شائعًا في تلك الفترة، وقد كانت تفضل أن تبقى بعيدةً عن العالم الخارجي.

شهرتها في حركة التجديد قدمت لها فرصة فريدة، حيث سمح لها ذلك بأن تكون ملهمًا حقيقيًا للمرأة؛ كانت مفكرة مستقلة وباحثة ومدرسة محترمة وكاتبة غنيّة عبرت عن نفسها بشكلٍ بليغ، حيث خططت لتتفوق في المجال الذي لطالما سيطر عليه الرجال، وكان من المهم بشكلٍ خاص تفوقها في المجال الأدبي، حيث أن ما واجهته المرأة في المجتمع العربي في ذلك الوقت كان دافعًا للقمع لا للتعبير عن مشاعرهم وحياتهم الداخلية.

لقد أصبحت صوت أولئك الذين لا يملكون الحق والقدرة على التعبير عن أنفسهم، يقول شوقي بزاي في صحيفة “المستقبل”: “لقد ساهمت بشكلٍ هام في أن يكون للمرأة العربية دور في اللغة، لقد جاءت لتضفي على الحداثة أنوثة، ولتكسر الحدود بين الكتاب من الرجال والنساء، وقد مهدت الطريق لشعراء المستقبل”.

وبالرغم من أن الملائكة اختارت لنفسها الدور التقليدي إلا أنها استمرت في الكتابة عن موضوع غير تقليدي، حيث أخذت تكتب أكثر فأكثر عن الذات وقد امتلأت كتاباتها بالرومنسية الفردية.

توفيت نازك الملائكة في 20 حزيران/ يونيو 2007  في القاهرة عن عمر ناهز 83 عامًا إثر هبوطٍ حاد في الدورة الدموية.

المصدر : https://www.arageek.com/bio/nazik-al-malaika

4
نازك الملائكة -عاشقة الليل by Mariana zayadne - Ourboox.com

الشعر الحر

هو عبارة عن الشعر الذي يتكوّن من سطر واحد فقط، أي ليس له عجز، كما أنّه يعتمد على تفعيلة واحدة؛ لهذا السبب سمي بالشعر الحر، لأنّه تحرر من وحدة القافية والشكل، ويتمتع شاعره بحرية التنويع في التفعيلات، وفي طول القصيدة، بينما يلتزم في تطبيق القواعد العروضيّة التزاماً كاملاً. استخدم الشعر الحر قبل الخمسينيّات، واتخذ مسميات وأنماطاً مختلفة، تم اتّباعها من قبل نقّاد وباحثين مختصّين، أطلقوا عليه في بداية ظهوره الشعر المرسل، والشعر الجديد، وشعر التفعيلة، لكن فيما بعد ذلك تم الإجماع على مسمّى الشعر الحر
كان ظهور الشعر الحر تغييراً حاسماً في تاريخ الشعر العربي؛ كونه مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بمحوي البناء الموسيقي، وأنماط التعبير الفكرية والإبداعية، وكانت بداية اكتشاف هذا النوع الشعري في دولة العراق، على يد نازك الملائكة، في قصيدتها الكوليرا، والتي نشرتها في تشرين الأول من عام 1947م، وفي كانون الأول لنفس العام، وبدر شاكر السياب الذي قام بنشر قصيدته هل كان حباً، والتي كانت من ضمن ديوانه الشعري أزهار ذابلة، وعلى الرغم من الفترة الزمنية التي استغرقها بدر السياب في كتابة ديوانه، إلّا أنّ نازك الملائكة تؤكد أحقيتها في ريادة هذا الشعر، لأسبقيتها في ذلك.

من خصائص الشعر الحر ما يلي:

يتميّز الشعر الحر بالعديد من الخصائص الأسلوبيّة، والتي تعتمد على وحدة الموضوعيّة، فلا تقتصر الوحدة في ذلك على البيت فقط، بل إنّ القصيدة بأكملها تشكل كلاماً متماسكاً، وامتزاجاً وتناغماً في شكلها ومضمونها، حيث تم وضع القافية، والتفعيلة، والصياغة، والبحر، تحت خدمة الموضوع، ممّا جعل الشاعر يعتمد على التفعيلة في شعره، وعلى الموسيقا الداخلية المناسبة بين الألفاظ، وهي بذلك طريقة للتعبير عن نفسيّة الشاعر، ونزواته، وطموحه، وآماله، أكثر من كونها أبيات منتظمة مصفوفة. الشعر الحر موزون، أي أنّه يستخدم التفعيلات الموحدة من بداية القصيدة لنهايتها، على الرغم من عدم التزامه بعدد التفعيلات. خاصية التدوير: أي أنّ الشاعر يستخدم تفعيلة غير كاملة في نهاية البيت الأول، ليقوم بإكمالها في البيت الثاني. عدم الالتزام بالقافية: أي أنّ الشاعر يتبع قافية معينة لعدد من الأبيات، وسرعان ما ينتقل لقافية أخرى، وهذا الأمر يفقد القصيدة رونقها الموسيقي، وتناسقها الغنائي. الوحدة العضوية: تعني التناسق والانسجام بين ألفاظ القصيدة، والأحداث والخيالات التي يصوّرها الشاعر. بساطة الألفاظ وسهولتها، والخلط بين الفصحى والعاميّة، ممّا يسهل على المستمع فهم القصيدة، والتوصل لمعانيها. استخدام الرموز والإيحاءات بكثرة في القصيدة، والتي عادةً ما تكون صعبة التحليل. الإكثار من استخدام الصور الشعرية، والتشبيهات، والتي تساهم في التأثر بالفكرة التي يطرحها الشاعر.

 

https://mawdoo3.com/%D9%85%D9%81%D9%87%D9%88%D9%85_%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B9%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1_%D9%88%D8%AE%D8%B5%D8%A7%D8%A6%D8%B5%D9%87

 

 

6

العنوان

 

  • لماذا اختارت نازك الملائكة عنوان ” عاشقة الليل ” وليس شيئًا اخر ؟

  • الى ماذا يرمز عنوان القصيدة ” عاشقة الليل ” ؟

  • لماذا اختارت الشاعرة عشق الليل وليس النهار أو أي وقت اخر ؟

  • ماذا حدث مع الشاعرة حتى اختارت هذا العنوان ؟

اختارت نازك الملائكة عنوان القصيدة “عاشقة الليل ” إلى ما يمثّله الليل من سكون وسكينة تُطلق العنان لخيال الإنسان وتمنحه فرصة للتأمل في هذا الكون، والغوص إلى جوف النفس البشرية بما تؤويه من كنوز الأسرار، وفيض المشاعر، فينطق اللسان بطيب الكلام، وعذب الحروف ، كما أن العاطفة المسيطرة على الشاعرة هي عاطفة الحزن والشعور بالضياع .

 

7

الفكرة في قصيدة ” عاشقة الليل ” :

الفكرة التي تدور حولها القصيدة هي : ضياع الشاعرة وسط الظلام . حيث تعلو التشاؤمية والسوداوية جبين هذه القصيدة، فكأنّها نُسجت بآلامها وامتزجت بعمق مأساتها التي بدت إنسانية أكثر منها ذاتية، فهي تحمل في طياتها معاناة مجتمع بأسره، جاعلة من شعرها نقطة جذب تحفظ لها اتصالها الدائم بالواقع المعيش، فقد بدت هذه القصيدة صورة محققة لعالمين متنازعين، عالم الواقع المأساوي المؤلم، وعالم الرغبة الذي يجتاح كيان الشاعرة ويتأجج فيه نارًا مشكلة بهذا النزاع فضاء فنيًا لا متناهيًا.

المصدر :

اية عطية، الفضاء الفني في قصيدة عاشقة الليل، موقع سطور ،21 أغسطس 2019

https://sotor.com/%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B6%D8%A7%D8%A1_%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%86%D9%8A_%D9%81%D9%8A_%D9%82%D8%B5%D9%8A%D8%AF%D8%A9_%D8%B9%D8%A7%D8%B4%D9%82%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%8A%D9%84

 

 

8

تحليل وشرح القصيدة : 

في المقطعين الأول والثاني توصيف لمشاهد متجاورة أساسها النداء الذي يعتني باقتراب المنادى وحميميته والنداء موجه مرة الى ظلام الليل وأخرى الى الليل ( يا ظلام الليل ….يا ليل) بإسقاط كلمة الظلام ليصبح النداء موجها لليل كذات فاعلة في النفس ويتأكد ذلك بالأوصاف الحميمة ( يا طاوي أحزان القلوب ) في المقطع الأول و( اه يا ليل و يا ليتك تدري ما مناها ) وهو اقتراب كثير من هذه الذات الغامضة .
في المقطع الثالث يجري توكيد اندماج بين الذات الموصوفة ( فتاة شهد الوادي سراها ) وبين الليل في لقاء محبب ( فأغرتها الدياجي والسكون ، وتصباها جمال الصمت …)وينتقل النداء إلى الذات الشاعرة في المقاطع الباقية من القصيدة باعتبارها (عاشقة الليل )التي تتماهى مع سكون الليل وصمت الكائنات بنداءات حزينة تكرس هذا الجو الكئيب ويتضح ذلك بنداءات دالة ( وما انت سوى آهة حزن ) أو ( شاعرة الحيرة …شاعرة الصمت وقيثار المساء )
ان انتقال الخطاب الشعري من ( ظلام الليل ) إلى الليل ابتداء من المقطع الثاني إشارة الى تجريد ه من الظلمة وإسباغ صفات جديدة عليه تضفي عليه الألفة والحنو على الذات في تأملاتها وتجليات أعماقها باتجاه مجهول محبب :
جنها الليل فأغرتها الدياجي والسكون
وتصبّاها جمال الصمت ، والصمت فنون
وبهذا المعنى تصبح (الدياجي والصمت ) قرينين أليفين للذات وهي تحتفل بهذا الحزن الشفيف ملتحمة بالكون الحزين بل ان هذا الظلام الحالك يتحول الى محرض محبب للاندماج في عالم الطبيعة المترامي الذي يمحو الظلام إبعاده فيتسع الأفق وتتداخل السماء بالأرض وتسري الأشكال والكائنات والرؤى في مسرى من الحزن الشفيف.
ايه يا عاشقة الليل وواديه الأغن
هو ذا الليل صدى وحي ورؤيا متمني
تضحك الدنيا وما أنت سوى آهة حزن
ان احتماء ذات الشاعرة بالليل بعيدا عن (برد نهار لف مسراه الحنين ) يعني الانزواء عن عالم الحركة والضجيج عالم الواقع المعيش والانطلاق في أجواء الوحدة الرحيبة باتجاه المجهول وهذا ما يتضح من الأسئلة الوجودية العميقة التي تطلقها الذات في هذا الفضاء الرحب . أسئلة تحمل إجاباتها المبطنة بالاختيار الحر الذي تتحكم به (ام ) المعادلة :
أهي أحلام الصبايا أم خيال الشعراء؟
أم هو الأغراء بالمجهول أم ليل الشقاء ؟
ام ترى الآفاق تستهويك أم سحر الضياء ؟
وتبدو الإجابات في فضاء هذه الأسئلة هي الأسئلة نفسها أما استخدام الاستفهام في تشكيل الجمل الشعرية في هذا المقطع فهو نوع من التنوع الكتابي بديلا عن الجمل الخبرية التي استخدمتها الشاعرة في المقاطع الأخرى من القصيدة ويتضح خرق استخدام الجملة الاستفهامية باتجاه الجملة الخبرية في المقطع السابع من القصيدة حين تتحول الأسئلة إلى إجابات مبطنة :
عجبا شاعرة الحيرة ، ما سر الذهول ؟
ما الذي ساقك طيفا حالما تحت النخيل ؟
ففي هذه الجمل الاستفهامية يجري إنشاء مشاهد وصفية تؤثث للعلاقة بين الذات والعالم المحيط ولذا فهي تدخل ضمن عالم الخبر ويأتي الاستفهام هنا صيغة للتعجب من هذا النزوع الذي يكتنف الذات ويشدها إلى هذا العالم الغيبي المترامي .ويتأكد ذلك من التحذيرات والمخاوف التي يشيعها المقطع الأخير من القصيدة كدالة على نكوص وضعف وتردد عندما تتسيد أفعال الأمر على بدايات الاشطر : ( أنصتي ، ارجعي ، ارحمي إضافة إلى كلمات نفي تشير إلى لا جدوى هذا التماهي مع عالم الليل:( لن تنطق هذي الظلمات ).
ان انتقال الجمل الشعرية من كثافة التجسيد الوصفي لمشهد الليل وأجوائه الفسيحة وكذلك تجسيد ( عاشقة الليل ) في تهويمها  الى هذه النهاية المأساوية ( لن تنطق هذي الظلمات ) إشارة واضحة للحيرة والشك والتردد والخوف من النهايات المحتومة وميل واضح الى الآفاق المفتوحة الغامضة التي تحن اليها عاشقة الليل في مسراها باتجاه هذا الأفق الغامض الحزين .

المصدر :

جمال الشبيبي ، قراءة في قصيدة عاشقة الليل ، محور الأدب والفن ،11 يوليو 2007

https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=102365

9

نشرت قصيدة ( عاشقة الليل ) في 4/4/ 1945 وهي تتكون من ثمانية مقاطع كل مقطع بخمسة ابيات بما يساوي أربعين بيتا على وزن مجزوء الرمل وكل مقطع بقافية مختلفة .
ويلاحظ في القافية ميلها الى المد باستخدام الحركات التي تعوض عن حركات المد الأصلية في نهاياتها وكأنها تود إنشاء صورة صوتية ممتدة ومتداخلة بالكسر والضم باتجاه الالتحام مع الطبيعة في الليل الصامت الحزين .
اما المد بحرف الإلف فيأتي كاملا وكأنه إطلاق آهة كبيرة في عالم الواقع الضيق الرتيب باتجاه فضاء الليل الفسيح .
ان استخدام المد القصير بالحركات ( الكسرة والضمة ) تلاحظ في كل ابيات القصيدة بما يعني ضرورة إيقاعية وبنائية وكان بإمكان الشاعرة استخدام علامة الوقف ( السكون ) من دون ان يؤثر ذلك في الوزن ولكنها فضلت استخدام الحركة في نهاية كل بيت للإيحاء بذلك الامتداد الصوتي .
كما نلاحظ ان الشاعرة تجنبت تشطير قصيدتها بما هو مألوف في القصيدة العربية من اجل إضفاء فضاء خاص لقصيدتها يكسر المألوف ويشير إلى تمردها القادم الذي أنجزته في ديوانها الثاني       ( شظايا ورماد ). 

جميل الشبيبي -محور الأدب والفن -11/7/2007

10

تحليل النص بناء على عناصر الأسلوب :

الموسيقى الداخلية ، القافية والوزن:
تتمثل في الألفاظ التي اختارتها الشاعرة حيث تنسجم هذه الألفاظ مع إيقاع القصيدة ومضمونها .

الخيال:
بما أن الشاعرة من رواد الشعر الحر ولما كان هذا الشعر يقوم على الرمز فنجد الشاعرة أكثرت من استخدام الرموز وتشخيصها مثل ( الليل ) الذي يبدو في سائر مقاطع القصيدة.
أيضا ( الوادي الكئيب ) في المقطع الأول ” شهد الوادي سراها, فمن العود نشيج ومن الليل أنين, تضحك الدنيا, صراخ الرعد, لن تنطق هذه الكلمات…

اللغة:
اللغة جزلة حيث انتقت الشاعرة ألفاظها بعناية لتعبر عن العاطفة التي تختلج في صدرها بوضوح وحتى يتسنى للقارئ الوصول إلى المغزى الذي تريده الشاعرة , فالكلمات إيحائية توحي بالحزن الشفيف .

11

الغموض:
استخدمت نازك الملائكة أسلوب الغموض من حيث استخدام الرموز مثل الليل, الوادي الكئيب, النخيل, صراخ الرعد… وهذه الرموز لها تداعيات تختلف من قارئ إلى آخر ،وهنا تكمن قيمة الغموض الفني الذي وظفته الشاعرة .

 التكرار الفني عند الشاعرة :
كررت الشاعرة العديد من الكلمات أهمها: ” الليل، الظلمة، الظلام، الوادي..
وهذا التكرار له أهمية كبرى ذلك لأن محور القصيدة مبني بين طرفين الطرف الأول: العاشقة وهي الشاعرة نفسها. والطرف الثاني: الليل. وقد جلى ذلك التكرار تلك العلاقة الوطيدة بين المتحاورين ( الليل والعاشقة ).

الحزن الشفيف :

العاطفة المسيطرة في هذه القصيدة هي عاطفة الحزن لذلك استخدمت الشاعرة ألفاظا توحي بما في داخلها من شعور الحزن ،لذلك الالفاظ  في القصيدة هي ألفاظا توحي بالحزن العميق الرقيق مثل ( أحزان القلوب. الوادي الكئيب. ألحان أساها. سرت طيفا حزينا فإذا الكون حزين . من العود نشيج ومن الليل أنين . ما أنت سوى آهة الحزن . من يرحم القلب المهيض . صراخ الرعد ).

المصدر :

د. عائشة يحيى الحكمي ،الأدب العربي ،تحليل قصيدة عاشقة الليل ،2016

http://www.arabiconweb.com/2016/09/blog-post.html

 

12

الاستعارة في شعر نازك الملائكة :

تأثرت نازك الملائكة بالنمط الاستعاري الغربي في تحريك اللغة الى افاق جديدة ، لذلك نرى التشابه بين مصادر ثقافة الشاعرة وبين اثارها الشعرية ، لذلك نرى التأثير من خلال شعرها المترجم الذي عبر عن قصائد كثيرة شكلًا ومضمونًا ، وعندما ترجمتها عن لغاتها الاصلية كان التطابق في الأسلوب واضحًا لأنه متمثل باصطدام الأديب بأدب غريب ، لذلك أي قارئ يقرأ قصيدة مترجمة لنازك الملائكة (مرثية في مقبرة ريفية -للشاعر توماس غراي ) ، ثم يقرأ قصائدها ومنهم ” عاشقة الليل ” يرى اثار الشاعر غراي واضحة في كل قصيدة .

صفاء عبيد ،كلية التربية بابل /العدد الرابع 2004

https://www.researchgate.net/publication/318646369_alastart_fy_shr_nazk_almlaykt_ashqt_allyl_anmwdhja

13

نقد شعر نازك الملائكة 

 يصف يعض النقاد المشاعر الكئيبة التي طغت على أشعار نازك الملائكة ، لم تكن انعكاساً لظروف شخصية قاسية عاشتها، أو عانتها   الشاعرة؛ بل إنها بمثابة «حزن فكري»، أو «وجودي»، لا سيما وأن بعض قصائد نازك الملائكة كانت تضمُّ أطروحات فلسفية شائكة في محاولة منها لتسليط الضوء عليها.

ويُصنف أغلب النقّاد الأعمال الشعرية لنازك الملائكة، ومن بينها قصيدة «عاشقة الليل»؛ ضمن إطار «الشعر الوجداني»،  ووجدان الإنسان بشكل عام، والشاعر على وجه الخصوص؛ يرتبط ارتباطاً وثيقاً بطبيعة التكوين الاجتماعي والثقافي للإنسان، ومن الملاحظ في حالة التجربة الشعرية لنازك الملائكة أنها ركّزت في أغلبية أعمالها على الأغراض الشعرية الوجدانية.

الشارقة: أوميد عبدالكريم إبراهيم ، صحيفة الخليج ،30/8/2020

https://www.alkhaleej.ae/2020-08-30/%C2%AB%D8%B9%D8%A7%D8%B4%D9%82%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%8A%D9%84%C2%BB-%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%B2%D9%83-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%A6%D9%83%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D9%89-%D9%84%D8%AD%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B9%D8%B1/%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9

14

الفلم الوثائقي / عاشقة الليل نازك الملائكة

15

الشعر الحر – الشاعرة نازك الملائكة – قصيدة عاشقة الليل 

https://youtube.com/watch?v=fTwcxL01IP4&feature=share

 

16

المصادر :

*اية عطية، الفضاء الفني في قصيدة عاشقة الليل، موقع سطور ،21 أغسطس 2019

*جمال الشبيبي ، قراءة في قصيدة عاشقة الليل ، محور الأدب والفن ،11 يوليو 2007

*د. عائشة يحيى الحكمي ،الأدب العربي ،تحليل قصيدة عاشقة الليل ،2016

*صفاء عبيد ،كلية التربية بابل /العدد الرابع 2004

* أوميد عبدالكريم إبراهيم ، صحيفة الخليج ،30/8/2020

 

17
نازك الملائكة

  نازك الملائكة

1923-2007

19
This free e-book was created with
Ourboox.com

Create your own amazing e-book!
It's simple and free.

Start now

Ad Remove Ads [X]
Skip to content