إيميلي نصر الله
وُلدت إميلي داوود نصر الله في 9 تموز / يوليو 1931، درست وتخرجت من الجامعة الأمريكية في بيروت المعروفة الآن بالجامعة الأمريكية اللبنانية. تفوقت إميلي في كلية الفنون وتخرجت منها بعلاماتٍ عاليةٍ جدًا في عام 1956.
تابعت إميلي دراستها للحصول على درجة بكالوريوس في التربية والأدب من الجامعة الأمريكية في بيروت عام 1958، ولكنها سرعان ما حصدت الثناء عن كتاباتها ونشرت أول رواية لها باسم “طيور سبتمبر” في عام 1962 حصلت من خلالها على ثلاثة جوائز أدبيةٍ عربية.
أصبحت إميلي كاتبةً معروفةً جدًا وعُرفت أيضًا من خلال نشرها لقصص الأطفال ومجموعةٍ أخرى من القصص القصيرة التي تتناول مواضيعًا شتى حول الأسرة والحياة القروية والحروب والهجرة وحقوق المرأة، وناضلت من أجل المرأة والنسوية بشكلٍ كبير، فكان هذا العنوان هو مبتغاها الوحيد.
قصة مقروءه – ليلى والذئب من حكايات جريم الخيالية مع سرد ممتاز و القليل من الإضافات إلى القصة الأصلية من أجل الأطفال العصريين
-
قصة ليلى والذئب هي القصة الخرافية التي ألفها الكاتب الفرنسي شارل بيرو الجدير بالذكر أن هذا الكاتب والشاعر الفرنسي هو من أول من بدأ في كتابة نوع جديد من الكتابات الأدبية والتي تُسمى حكاية الخرافة، حيث كتب في هذا السياق العديد من القصص المشوقة والجميلة التي تصدرت قائمة أفضل الحكايات على مر العصور والتي من بينها قصتنا التي تقصها موسوعة عليكم اليوم من خلال هذا المقال والتي جاءت تحت عنوان ليلى والذئب أو كما نُسميها ذات الرداء الأحمر، فيما صدرت في عام ١٦٩٨، فقد تغيرت هذه القصة عبر العصور والأزمان.
-
تعتمد تلك القصة على عِده شخصيات وهم الأم التي تنصح ابنتها بألا تتحدث مع غريب في الغابة وتُحذرها من وجود ذئب شرير ، الابنه ليلى التي تنسى نصيحه والدتها وتتحدث مع الذئب، الذئب الذي يلتهم الجدة ويحاول الانقضاض على ليلى، الجده التي التهمها الذئب، والحطاب الذي يساعد ليلى في الهروب من الذئب.
قصة ” ليلى والذئب ” والتي يعرفها الصغار قبل الكبار، وبقدرة فائقة من الكاتبة بتحويل القصة الى نتاج أدبي قيّم يحمل دلالات جديدة غير مألوفة، وبخلق وابتكار عملية ابداعية متكاملة تطلّ على القارئ لتبهره وتدهشه بشحنات تهطل كالمطر دون انقطاع كبلل شفيف رقيق.
قصة ليلى والذئب المعروفة للأطفال وبتحذيرات الأم وتوصياتها لابنتها في فترة الطفولة المبكرة وكما هو معروف أنّ ما يتربّى عليه الطفل ينشأ عليه، وينزرع في ذاكرته من تهاليل وأغان وقصص قبل النوم اذ اعتادت الأمهات أن ترقّصن أطفالهن عن طريق التهاليل والشعر الغنائي.
، أسلوب الرمز يظهرفي النص عند سماع صوت الأم المحذّر ومره سماع الصوت الحنون ، وبين التهاليل كانت تدخل الأم كلمات جديدة لها علاقة بالتربية ونمو الطفل وبلغة التحذير أنّ الذئب موجود في كل مكان وليس فقط في الغابة ، وبإمكانه تغيير شكله ولونه.
الشخصية الرئيسية في القصة ألا وهو الرجل ليتداخل المعنى بعناصر مكثفة منها ” الاحتيال” حيث يظهر الانسان بألف قناع ليظهر بوجوهه المختلفة.
المصدر: صبيح, ابو عرقوب, دار محمد, زبيدة, عاشور, & فيروز. (2020). ليلى والذئب.
يظهر التناص من خلال تهلل الأم لابنتها لتنام وترتاح بلغة التحذير،بقولها : ” أحيانا يجيء متلبسا بكل الوجوه المألوفة ،، يقترب بلطف ، يقترب ويلقي السلام ” يدل على استغلال الرجل لعاطفه المرأة ففي البدايه يبدأ بالكلام الجميل والمغري لتصدقه المرأة وتتطورط وايضا يوجد استغلال
الظروف والأجواء ليتمكن من جلبها الى مكانه الآمن وفي النص المغارة .
وتعود بنا الكاتبه باسلوب رائع يتخطى عامل الزمن الى الترانيم الترانيم بتوظيف كلمات لها علاقة بالجسد والاغراء .
يرمز الى صدر المرأة وحتى يكون بإمكان الذئب الوصول الى هدفه الغرائزي فهو في النص يعرض على ليلى مساعدته ليصل الى هدفه ومع صوت الأم المحذّر مرة أخرى بإلقائها الوصايا على ليلى لترتدع ولا تصدّق الذئب المراوغ وأن لا تأخذها عاطفتها وراء أهوائه وكأني بها تدعوها الى التمرّد ..!
الحذف :الكاتبة تترك نقطا بين الجمل لتؤشّر على ما سيحدث وبدون تفسير والسؤال ماذا سيحدث بينهما وهنا تبين فجوة الحذف في قصة ليلى والذئب.
الحوار: حوار الذات ” مونولوج”، اذ ترى ليلى نفسها في مكان آخر، أي برؤية مستقبلية، للهروب من اللحظة ذاتها الى مكان آخر الى ” الماء النظيف ” وتختار الماء كما كان وهنا عودة الى رحم الأم والبداية. الحوار الايجابي بين الأم والبنت في النص مفقود، الحوار كان سلبيا البنت تسير حسب تعليمات وطاعة عمياء دون تفسير من أمّها، أما الراوي فهو مشرف كلّي ومعلّق وليلى ما هي الاّ مستقبل سلبي، اذ الراوي يتكلم عن ليلى ما يجعل القصة متماسة مع الأدب
الشعبي.
فجوات النص:
فجوة الاسترجاع:هي لحظة حاسمة لاتخاذ القرار بين وصايا الأم وبين اللحظة الآنية ، تقف في مفترق طرق ، حين تتقبل اغراء الذئب واحتياله وانتحاله شخصية أخرى فتصل بنا الكاتبة لذروة الحدث فالسلّة ترمز لجسد ليلى ” وامتدت يد الذئب الى جسد ليلى ” وتفقد قيمتها ووصايا أمها وتسيل دموعها تعبيرا عن الندم لكنها لم تلم نفسها ولتكمل الكاتبة الفكرة تلقي اللوم على ” العاصفة الراعدة” التي حدثت فجأة وهي عملية هروب من مواجهة الحقيقة انها عملية احتيال .
المفارقة: لحظة الكشف : اذ يتوقع القارئ أن يحدث شيئا مختلفا ، لكن يظهر الارتياح النفسي عند ليلى ، وهنا نموّ في نفسيتها لكن الارتياح لا يطول ، بل يبدأ الصراع النفسي الداخلي ويبدأ الشك يخيم عليها ، هي الآن في موقف مواجهة في لحظة تقودها الى عملية كشف وأن ما قالته أمها ليس صحيحا ، انّه الحب حين يجعل على أعيننا ستارة لا نرى شيئا فالذئب بنظرها ” رسول للخير والجمال والحب ” ممّ أدى لانحرافها عن هدف رحلتها وانحرافها عن الطريق الصواب وبقايا وصايا أمها بقيت عالقة في ذهنها بالرغم من خروجها من الدائرة ، وهنا التمرد يكون لحظة كشف تخويف الأم لابنتها من الرجل والذي يعتبر ككل الرجال، وما هو الاّ عقاب لها وما الوصية الاّ حب المغامرة المزروعة بالخوف.
القطب الفني:اللغة : جذابة فنية ، فلم تكتب القصة بالعامية المبتذلة و لم تكتب بالفصحى المتقعرة الألفاظ و أنما كتبت بلغة وسطى يفهمها كل قارئ لها، لغة تتشكل من خلالها المواقف والرؤى والمشاعر.
الأساليب الفنية في السرد:
الوصف : يعتمد على الحسن والحركة، وصف تصويري من ايحاءات ودلالات مرفقة بصور فنية ومجازية واقتبس: ” يعتمر قبعة سوداء”، ” سلتها مملوءة بالكعك ” والسلة ترمز للعقل المليء بالوصايا والتحذيرات من الأم ومن تعاليمها التربوية، ” بطنها امتلأت وشبعت” والشيع بمعناه المجازي ليس له علاقة بالأكل بل بالوصايا التي أفرغتها أمها في جسدها حتى امتلأت بطنها ولا مكان لوصايا أخرى.
الحوار: حوار الذات ” مونولوج” اذ ترى ليلى نفسها في مكان آخر، برؤية مستقبلية، للهروب من اللحظة ذاتها إلى مكان آخر إلى” الماء اللظيف”. تختار الماء كمكان وهنا عودة إلى رحم الأم والبداية.
الحوار الإيجابي: بين الأم والبنت في النص مفقود، الحوار كان سلبيا البنت تسير حسب تعليمات وطاعة عمياء دون تفسير من أمها، أما الزاوي فهو مشرف كلي ومعلق وليلى ما هي إلا مستقبل سلبي، متمزد على التعليمات والوصايا.
توظيف الكاتبة للأغاني الشعبية: ” يا حادي، يا مادي، كمتر جوز وكمتر لرز” ربما تدل على الطبقية والمكمترات في الذاكرة الشعبية من المأكولات الفاخرة التي لا يقدر الفقراء اقتنائها، محاولة بذلك اظهار الوضع الاجتماعي الطبقي على حقيقته. وأنتقل هنا إلى رحلة ليلى في الغابة والمليئة بالرموز.
المصدر:
الخاتمة:
اختفاء الذئب من النّص وهي مفارقة كبيرة للقارئ
مفهوم التربية والتوعية الخاطئة، نربي فتياتنا على أنّ الرجل هو عدو المرأة وينظر اليها نظرة جنسية فقط، حين تخرج من دائرة الظلام تكتشف أنّ الحقيقة مختلفة، ونتساءل هل هذا الصراع الدائم في مجتمعنا، صراع ليلى بين الذات الصغرى والطابو الذي يفرضه عليها المجتمع، هل هو نسيج التربية العربية وازدواجية المعايير؟ هل انتصرت الحاجة النفسية على الجسدية بنسيان ليلى وصايا الأم المحمّلة داخل السلّة؟ تجسيد صورة أخرى لهذا الصراع الذي لا ولن ينتهي بين الرجل والمرأة.
المصدر:
Published: Jun 16, 2022
Latest Revision: Jun 16, 2022
Ourboox Unique Identifier: OB-1349165
Copyright © 2022