الجوع by SAMEHA NAJJAR - Illustrated by sameha najjar - Ourboox.com
This free e-book was created with
Ourboox.com

Create your own amazing e-book!
It's simple and free.

Start now

الجوع

by

Artwork: sameha najjar

  • Joined Jun 2022
  • Published Books 1
الجوع by SAMEHA NAJJAR - Illustrated by sameha najjar - Ourboox.com

كاتب عربي شهير كتبَ “قصّة عن الجوع” هو الكاتب نجيب محفوظ، كتب الروائي والأديب نجيب محفوظ قصة الجوع لتصّف أحوال الفقراء ومعاناتهم من الفقّر والجوع حيث أنه يصّل حال البعض من الناس بالإقبال على قتل أنفسّهم والانتحار بسبب هذا الفقّر، كما تصّف أيضًا المصاعب والأزمات التي يواجهّونها الناس والتي تجبّرهم في بعض الأحيان إلى أن يتنازلوا على القيام بالعديد من الرذائل، بالإضافة أيضًا إلى أن هذه القصة تشير إلى حياة الأغنياء وتبذيرهم وإسرافهم الذي يمكن أن يحسن من أحوال الفقراء ويعود عليهم بالزيّادة.

 كتّب نجيب محفوظ عن هذه الفئة من الشعب (الفئة الفقيرة ) لأنه ينتّمي إليها ، ولأنها تمثل الغالبية العظمى من الشعب العربي المصري ، ولا شك أن هموم شعبّه حركتّه إلى الكتابة الجادة، رغم الاستقرار الذي كان سائدًا في بيته مع أبيه وأمه ، الا أنه كان يعيّ الظروف القاسية التي كانت سائدة في المجتمع المصري آنذاك، وهموم شعبه فانطلق في كتابته للقصة القصيرة ، باختياره لمجموعة من الشخوص المغمورين البائسين كي تكون حياتهم وما يعانون منه موضوع قصّصه، يقابلهم في الجانب الآخر مجموعة من الشخوص المنغمسين في لهوهم وسعادتهم موضحًا لنا التفاوّت الطبّقي في المجتمع المَصري من خلال الصراع بين الجانبيّن.

المصدر: نجيب محفوظ والقصة القصيرة (ايفلين فريد يارد)، (1988) الطبعة الأولى: دار الشروق للنشر والتوزيع، عمان-الأردن.

3

قصّة (الجوع) للأديب نجيب محفوظ

4
الجوع by SAMEHA NAJJAR - Illustrated by sameha najjar - Ourboox.com

“قصة الجوع” للكاتب نجيب محفوظ

لقد تناوّلت “قصّة الجوع” أحداث ومشاهد حدثت في مدينة مصر التي كانت تتعرض للفقر والجوّع وعدم الشفقة والذلّ من قبل حاكم مصّر، ومن خلال العنوان نتّطرق الى : الوظيفة الأنتباهية الاتصالية: الكاتب اجمالًا يختار عنوانًا يحرص من خلاله أن يجذّب القارئ اليه كي يقرأ القصّة وعندما ينجذّب القارئ للقصّة هذا يؤدي بالقارئ أن يتواصل مع القصّة.

الأحداث الرئيسية: ظهرت العدالة الاجتماعية حيث يبتكر لقاء بين مأساة عامل جائع مقطوع اليد مظلوم فقير في ظل الرأسّمالية الظالمة المستغلة، قطعت يده اثناء العمل في المصنع وبيّن ابن ظالمه الشاب السكير المقامر. وفي النهاية يتسّاءل الشاب “ترى كم من الأسر التي يشقى بها أمثال إبراهيم حنفي يمكن أن تسعدهم النقود التي أخسرها كل ليلة في النادي، وللمقارنة بين النظام القديم والنظام الجديد. وقدم الكاتب المرأة في هذه القصة بشكل سلبي (خيانة الزوجة لزوجها من أجل لقمة العيش). ففي هذه القصة ظهرت الشخصية الأساسية: العامل (إبراهيم حنفي)، ابن صاحب المصنع (الوجيه) شخصية ثانوية: (زوجة العامل)، الوجيه كان له دوره في إبراز الفكرة من القصة إلى جانب العامل.
الزمان والمكان: لعل الأحداث التي أحاطت بمصر في تلك الفترة لها أثرها على الناس، حيث تمّيزت تلك الفترة بسيطرة طغيان الحاكم في ذلك الوقت في مصر، وكان ذلك سببًا في تمرد وسخط بطل القصة على الأوضاع الفاسدة، محاولا التحرر من القيود المكبّلة لحريّته وحرية فئة الشعب الفقير. فالزمن هنا أثر على الشخصّية ودفعها إلى القيام بأعمال تعبر عن همها وأحاسيسها
“مثل إقدام العامل على الإنتحار للتخلص من همومه “وتم حل ذلك في المكان الذي ساعد الشخصية (الوجيه) على رؤية المتناقضات والتعرف على الناس، ورؤية أشياء محصّورة بين جدران البيت المغلق.

7

البناء: هو الجانب المنطقي الذهني منها، والغموض من مستلزماتها فنيًا، إذ يكشف لنا تدريجيًا بما يلقيه الكاتب من شعاع النور الكاشف هنا وهناك.البناء القصصي بمثابة تجسيد لخطوط الصراع ضمن إيقاع يختلط فيه الفعل الماضي بالمضارع أثناء حدث الكاتب عن الشخصية بلغة تقريرية لا تخلو في بعض الأحيان من الرمزية.

الحبكة: اعتمدت الحبكة في هذه القصّة على الفكرة الشاملة التي تنتّظم فيها المواقف والشخصيات معا. وهذه المواقف جميعها عن فكرة واحدة مترابطة، فكّرة المجتمع الكاتب يريّد أن ينقلها إلى القارئ ناقدًا من خلالها الوضّع الفاسد في المجتمع، مبينًا ما تعاني منه الشخصية لأبناء الشعب من الفقر والحرمان، موضحًا الصراع القائم في نفّس الشخصيّة ضِد الظُروف السائّدة في المُجتمع.
إن قدرة الكاتب على نقل فكرته، كسب بناءه الفني تماسكًا، وأبعد عن الخلل الذي كادت الحبكة المفكّكة أن تفقده هذا التماسك، كما أن ذلك لم يفّسد جوّها الواقعيّ، فالمواقف كلها في هذه القصّة تنتهي إلى حَل، وتدور حول محور واحد هو المطالبة بالحريّة والعدل الاجتمّاعي للتحرر من الفقر. ولقد نجح الكاتب في تتبع الأحاسيس الفائرة داخل الجسد المليء بالحرمان والجوع والرغبة الشديدة للتواصل مع الحيّاة.

والسرد: في هذه القصة مباشر متتابّع ، فينتقل الكاتب من موقف الى اخر لإبراز قضّية معينة أو فكرة خاصة ذات رؤية سياسية أو اجتمّاعية تدور في ذهنه، يَخدم من خِلالها قضايا المجتمع من خِلال نَجاحه في نَقلها الى القارئ، فيَجعل القارئ يَتعمّق في نَفسية الشخصية من خلال سُلوكها وعن طريق التساؤلات والتناقضات التي تنتّاب الشخصية.

8

ففّي هذه القصّة أبرز قضّية الفقر، وتوصّل إلى حَل هذه القضيّة عن طريق فكر اقتصادي جديد.

هنا تظهر فجوة الترميز أيضًا فالوجيّه المقامر يرمُّز الى جيل له مبادئ وأفكار تختّلف عن مبادئ وأفكار والده، باستبدال نظام اقتصّادي قديم فاسد، بنظام اقتصادي جديد ينادي بإعطاء العامل جزّءً من أرباح العمل وجعله يتمتّع بجزء من إنتاجية المعمّل للتحرّر من الفقر، فلن يكون هناك تحرر إلا بتغيير النظام نفسه.

إن عمل الحوار الحقيقي في القصة، هو رفع الحجّب عن العواطف الشخصّية وأحاسيسها المختلفة، وشعورها الداخليّ تجاه الأحداث والشخوص ويعتبر الحوار الشخوص: الأساليب والوسائل التي اعتمّدها محفوظ في رسم الشخوص وتطوير الأحداث.
فَفي قصّة (الجوع) استخدم الحوار لتطوّير موضوع القصّة والوصول بها إلى النهاية وفيه تستحضر الحلقات المفقودة في الحدث وبه يتم الكشف عن جوهر الشخوص.
فالحوار في هذه القصّة إتخذ طابع الإيحاء والرمز والتلميح، أصبح إشارة رمزية توحي بمشاعر معينة وتساؤلا ايحائيا ذكيا دون اجابه صريحه ومباشرة.

المصدر:  نجيب محفوظ ،(أحمد محمد عطية) مؤسسة خليفة للطباعة.

9

الفجوات التي ظهرت في النصّ:

فجوّة الترميز: العامل(الرجل)ترمّز الى شريحة لِمجتمع كامل في ظروف معيّنة مرتّ بها البلاد وهي الجوّع والفقر وعدم وجود الدعّم والإحتواء من حاكم البلاد الذي يرمز الى والد (الوجيه) في القصّة، وهي مرحلة تاريخية من عُمر مصر حيث كانت تحكمها ما يسمى بالفتوة والذي يتولى أمورها ورعاياها. القصّة ترمز الى ابعاد سياسّية غاية في الاهمية من وسط مجموعة من الناس الفقراء يختاروّنه لمواجهة القهّر والظلم وليحقّق لهم الامن والأمان فإذا به يتحول بسرعة البرق إلى ديكتّاتور ظالم فاسد لاستمرار وزيادة صِراع الفقراء وكبتّ نفوسهم رافضين ذلك القمع في الوقت الذي يطغو فساد تلك الفتّوة. هذا ما يحدث في اكثر المجتمعات العربية التي يحكمّها حكام طغاة يرمز الى والد (الوجيه) الذي ليس لديه رحمة ولا شفقة اتجاه المجتمع والمواطنين.

كذلك نجد تضارب مصّالح الفتوة مع حقوق الغلابة والمقهورين، بعض الرموز التي وردت ضمن احداث القصة تربطنا بحقائق واقعية نعيشها وخاصة ما يحدث داخل المجتمعات العربية وعلى الأخص مصر ولهذا فإن قصة الجوع من أكثر القصص التي تمثل واقع ممتد لحاضر بعيد.

فجوة الإغراب: تجعّل القصّة أكثر إثارة، تهدّف الفجوة إلى انشاء الحوارية بين القارئ والقصّة وجعلها شائقةً وحيويةً. حيث لا تحضّر القصّة دلالات واضحة للقارئ، بل إن الأخير مطالب بملء الفجوة لفهم القصّة كاملة ومعرفة مغزى القصّة وعما تدورالأحداث.

 وهنا نستغرّب من جواب الرجل بأن “الجوع” أدى بِه الى مُحاولة الأنتحار في هذا البَلد وهنا تظهر فجوة الأغراب في القصة، يجب على القارئ ملء الفجوة لفهّم القصّة.

10

فجوة الاسترجاع: كأن استرجاع الذكريات الحلوة التي عاشها قبل الأحداث المحزنة التي قلّت من حيوّيته وطاقتِه وشغفه. أيضًا الحوّار الذي دار بينه وبيّن الوجيه عن كيّف كانت حياته قبل أن يُصبح فقيرًا، مُعبرًا بأن كان لديه حياة طبيعية وجميلةً وكان محترمًا ومحبوبًا مع الناس وكان وضعه المادّي جيد أيضًا، وكان أعظم جَلَدًا من البِك صاحب المصانع العظيمة لأنه متعوّد على الرضا والقناعةِ.

مثال من القصة:

 کنت يوما قادرًا على الزواج والإنفاق. كنت عاملًا بمصانع عبد القوی شاکر.

 وأحدث الاسم في نفس الوجيَه هزة عنيفة؛ لأنه اسم والده، وكان يوشك أن يسأم ويضجر فاسترجع اهتمامه وسأل الرجل: – هل حقا كنت عاملا مرتزقا؟! – نعم. وبلغت یومیتی ستة قروش. وكنت محترمًا ومحبوبًا. وكفلت الحياة الزوجية وأمي وأطفالي الستة. بل كنت أعظم جَلَدًا من البِك صاحب المصانع العظيمة لأني تعودت الرضا والقناعة حيث جعل يتذمر ويشكًو سوء الحال ويعتًل بالعلل لقطع رزق البعض والتقتير على البعض الآخر. وأمسك الرجل عن الكلام كأن استرجاع الذكريات الحلوة استنّفد البقية الباقية من حيوّيته وقوّاه.

القطب الفنّي: لغة الحوار لغة جذابة فنية ، فلم تكتب القصة بالعامية المبتّذلة و لم تكتب بالفصحى المتقعّرة الألفاظ وأنما كتبت بلغة وسطى يفهّمها كل قارئ لها، لغة تتشكل من خلالها المواقف والرؤى والمشاعر.

11

أسلوب السخرية: عَندما بدأ الوجيّه بالاستحقّار والاستهّزاء على وجّع العامل (الرجل) وسبّب مُحاولتِه للإنتحار هو الجوّع الذي لمّ يعّرفه الوجيه بكُل مسيّرة حياتّه؛ لأنه ينفق ويخسّر كل ما لديه كل ليلة في النادي دون الشعور بالذنّب.

 مثال من القصة:

 وتمالك الوجيه عواطفه فعجب لما يدفع مثل ذلك الرجل إلى الانتحار وهو لا يعلّو على الحيوان ـ والحيوان في العادة لا ينتحر ـ فسأل ـ هل كنت حقًا تريد الانتحار؟ لماذا؟ دعني أشمّ فمك، هل أنت ثمل أم مجنون؟ تكلم يا حيوان
فقال الرجل بصوت مبحوح دلّ على الحقد والاستهانة:
أنا جائع، فنظر إليه كالمرتاب وقال:كذبت.. إن الكلاب الضالة تجد قوتها.. ولن أصدق أن إنسانًا يموت جوعًا في هذا البلد ولكن هل تدمن الحشيش أو المنزول؟
فقال بنفس اللهجة:لك عذرك.. فإنك لم تعّرف الجوع.. هل ذقت الجوّع؟
هل بتّ ليلة بعد ليلة تتلوى من عضّ أنيابه؟

هل رأيت صغارك يومًا يمضغون عيدان الحصيرة ويأكلون طين الأرض!

تكلم یا إنسان. وإذا لم يكن لديك ما تقوله فلماذا تحول بينهم وبين الخلاص من عائلة الجوع؟

المصدر: مجموعة همس الجنون، (1979) الطبعة العاشرة: دار مصر للطباعة.

12
This free e-book was created with
Ourboox.com

Create your own amazing e-book!
It's simple and free.

Start now

Ad Remove Ads [X]
Skip to content