في غابَةٍ ما , كانَ هُنالِكَ فَأرٌ كبيرَ السِّنِّ لا أَحَدَ يَجلِس مَعهُ من أَحفادهِ, ونادى جَميع العائِلَة وَقَصَّ عليهِم قِصَّةَ أَخيهِ عندما كانَ فأرًا أَميرًا, وبَدَأَ يَقول:” يا أحفادي و يا أولادي تعالوا أَقُصُّ عليكُم قصَّة أَخي قَديمًا”. فَقالَ أَحَدُ الأحفادِ :”ماذا حَصَل ؟”. ” كانَ يَعيشُ فَأرٌ صَغيرٌ مَع عائِلَتِه ,ولَم يَكُن يُدْرِكُ أهَمِّيَّة عائِلَتِه فَكانَ كَثيرًا ما يَجلسُ على هاتِفِهِ وَيُهدِرُ وقتَهُ عَلى مواقِعِ التَّواصُلِ الاجتِماعِيِّ ولا يُساعِد والِدَتُهُ وَلَم يَكُن يَسْتَمِع إلى كلامِها , وحَتّى أنَّهُ عُيِّنَ أَميرٌ في الغابَةِ , ولكنَّهُ لم يَفعَل شيئًا حَتّى . وَفي يَوْمٍ ما …
عَقَدَ الأسَد إِجتِماعًا يَتَكَلَّمُ فيهِ عَن أَهَمِّيَّة الوَقتِ وَعَن جيل هذا اليَوم في عَرينِهِ , وَقَد جَلَسَ الفَأرُ في مَكانِهِ بِجانِب الأسَد بَعدَ أن عيَّنَهُ أَن يَكونَ أَميرًا لِلغابَةِ . فَجَلَسَ وهُوَ يَمْسِكُ الهاتِف ويَتَحَدَّث مَع أصدِقائِهِ , ولَم يُعِر الإجتماع أي أهمِّيَّة فنظَرَ الأسد إليهِ نظرةَ البؤسِ بسبِبِ جَعلِهِ أميرًا و هُوَ لا يُعيرُهُ إهتِمامًا , فقالَ الأسَد : ” الوَقتُ كالمالِ إن أهدَرتَهُ أهدَرتَ شيئًا باهِظٍا , الوقت لن يَعُد لأجلِكَ , بَلْ يَجب عَلينا أنْ نُمَرِّرَهُ بِالطَّريقَةِ الصَّحيحَةِ أُريدُ منكم أن تَجِدوا حلًّا لِهذهِ المُشْكِلَة الفُظيعَة , وَ يُهْدِر أَوْلادُنا أَوقاتهُم على هواتفهم النَّقالَة , وَإذا سَألناهُم مرَّةً سُؤالًا يقولونَ لَنا نَحنُ مَشْغولون…”. فقالَ الغزالُ لِصديقِهِ :”أُنظُر يا هذا قَد عَيَّنَ الأسَد مَن يهدِر وَقتَهُ على الهاتِف أميرًا لِهذهِ الغابة وحتّى أنَّه لم يَكُن يَستَمِع إلى ما كانَ يَقولُهُ الأسَد “. فقال صَديقه : ” نعم , هذا صَحيح ” . وَبَعدَ أن أنهى الأسد خِطابهُ قال الحَيوانات : ” نعم إنَّ كلامَهُ صَحيحٌ وَ سَليم “.
فَشَعَرَ الفَار انَّ الجميع يتكَّلم عَنهُ فَشَعَرَ بِالذَّنب , نَظَرَ الأسد إِلَيهِ نَظرَةَ الأسَفِ والشَفقَةِ عَلى ما فَعَلَ عَندَما كانَ الإجتماع قائمًا فَهَزَّ رَأسَهُ يَمينًا ويسارًا قاصٍدًا عدَم الرِّضا عن فِعلهِ . بَعدَما عادَ الفَأرُ إلى منزِلِهِ بَقِيَ يُفَكِّرُ فيما فَعَلَ في وَسْطِ الإجتِماع ومع أمُّهُ قَبْلًا , إعتذَرَ أوَّلًا من والِدَتِه على أفعالِهِ الغَير جَيِّدة قالَ الفأرُ لصَّغير لِوالِدَتِهِ : ” أُمَّي أَعتذِرُ مِنكِ وَأطْلُب السَّماح أَتَمَنَّى أَن تُسامِحيني ” فَقالَتْ لَهُ “أَنا الآن راضِيَةً عَنكَ فَأَصبَحَ الفَأر سعيدًا وبعد إذٍ أَعْلَنَ الفأر إقامَة إجتماعٍ جديدٍ و مع إقتراحٍ آخَرَ و عَرضَه عَلى الأسَد في العرَين وَكانَ اقتراح الفَأر…
” مِنَ المُمْكِن أن نُوَزِّع الهَواتِف عَلى البِلاد الَّتي هِيَ خارِج بلادِنا أو يمكِن أن نْصْنَع مَصْنَعًا لِتَحطيم الهواتِف “. و لكِن قالَ الفَهْدُ : لكِن هُناكَ مشْكِلَة ألا وَهِيَ أنَّ الهَواتِف تَجعَلُنا نتَكَلَّمُ مع بَعْضِنا بَعضًا عن بُعد “. فَكَّرَ الأسَد لِلَحْظةٍ و قالَ بَعدَ إذٍ :” إِنَّنا نَسَتَطيعُ أنْ نُرْسِلَ الرَّسائِل كَما كانَ يُرسِلُ أجدادُنا من قَبْل وَسَيُساعِدُنا في هذِه العَمليَّة الحَمامُ الزّاجِل “. فقالَ الحمام :”حاضِر سيَّدي طلَباتُكَ أوامِرٌ “. وَقالَ الفَأرُ :”بالنِّسبَةِ اِلى الوَقت فَقَد يَجِب عَلَينا أن نُنَظِّمَ أَوقاتُنا لِكَي نَشْعُرْ بِالوَقتِ وَيَكون حَسبِ مُخطَّطاتِنا أَصْبَحَ الأَسَدْ مَسْرورًا لِأنَّ الآن الجَميع راضٍ عنْ الفَأر الأَمير, وَبَدَأَ يُحَسِّن مِن سُلوكُهُ وَتَصَرّفاتِهِ ,وَ أَكلَ الحَيوانات الغذاء وَعاشَ الجميعُ بِسَعادَةٍ وَهَناء “. “هُنا تَنتَهي قِصَّتُنا أتَمنّى أَنَّكُم علِمتُم ما هِي أَهَمِّيَّة الجُلوسُ مَعي “. قال الفأرُ . فَضَحِكَتِ العائِلَةُ مِمّا قال. وسَأَلَهُم “عَلامَ (عَلى ماذا)تَضْحَكون ؟” قالوا : يا جَدّي انّا نَضحَكُ على قِصَّتِكَ لِأَنَّكَ رَويتَ لنا القِصَّة لكِنَّكَ قُلتَ لنا أنَّ الأهمِّيَّة هي أن نَجلِسَ معَك وَ لَيسَ أنَّهُ يَجِبْ أنْ لا نُهْدِرَ وَقْتَنا , كان يَجب عليكَ أنْ تَقولَ لَنا أنَّكَ تريد مَن يَجلِسَ مَعَكَ “وأكملوا الضَّحِك وضَحِكَ على نَفسِهِ مَعَهُم .
أتَمَنَى مِن كُلِّ قَلبي أَنَّكُم اسْتَفدتُم وإسْتَمتَعْتُم وَعَلِمتُم ما هيَ أهميَّة الوَقت والجُلوسِ مع الكبار كما قالَ الفَأر.
Published: Mar 24, 2022
Latest Revision: Mar 28, 2022
Ourboox Unique Identifier: OB-1300357
Copyright © 2022