** خلافة بني امية **

:تمهيد لأصل بني امية*

ينتسب بنو امية الى قريش, كانوا سادتها قبل ظهور الإسلام وعلى راسهم أبو سفيان والد معاوية, الذي كان من اشد المعارضين للدعوة الإسلامية, لكنهم اصبحوا بإسلامهم خير عون للإسلام وخاصة في الفتوحات الإسلامية. وفي عهد الخليفة أبو بكر تم تعيين معاوية واليًا على الشام. وفي الإسلام ادعوا حقهم في الخلافة لكونهم ارستقراطية قريش, فنجحوا في استعادة شيء من زعامتهم في عهد الخليفة عثمان بن عفان, ولما قتل عثمان خرج معاوية مطالبًا بدمه, ونافس حتى انتقلت الخلافة رسميًا له.

:خلافة معاوية بن ابي سفيان – مؤسس الدولة الاموية*

ينتسب معاوية الى البيت الاموي وهو ابن أحد الأغنياء ووجهاء قريش وكبير تجارها أبو سفيان. كان معاوية قد اعتنق الإسلام بعد فتح مكة واشغل مناصب عديدة في الأجهزة الإدارية المختلفة قبل تسلمه منصب الخلافة مثل ولاية الشام. لقد استغل معاوية مقتل عثمان واخذ يطالب بدمه ورفض اقالة الخليفة علي بن ابي طالب له. فحاربه علي بن ابي طالب في موقعة صفين والتي كاد ان يخسر فيها معاوية الى ان اقترح عليه عمرو بن العاص فكرة رفع المصاحف والتحكيم. وبعد التحكيم اخذ معاوية يطالب بالخلافة لنفسه. وبعد مقتل علي على يد أحد الخوارج وتنازل الحسن بن علي عن الخلافة أصبح معاوية الخليفة واخذ البيعة من المسلمين ونقل مركز حكمه الى الشام فأصبحت دمشق عاصمة الدولة.

*الخليفة معاوية يثبت دعائم حكم بني امية:

كان لمعاوية العديد من المعارضين لحكمه مثل الشيعة الخوارج الصحابة العبادلة الأربعة والانصار فأعتمد على العديد من الاساليب لتثبيت حكمه ضد المعارضين.

1- اعتمد معاوية بن ابي سفيان على اهل الشام باعتبارهم قاعدة اساسية من قواعد حكمه كماده لجيشه وادارته.

2- جعل من دمشق مركزًا للدولة ونقل اليها بيت المال ووضع معايير جديدة لتوزيع العطاء على المسلمين وذلك في سبيل ضمان النصيب الاكبر من هذا العطاء لأهل الشام.

3- غير طريقة تعيين الخلفاء الى الوراثة ليمنع الازمات حول مسالة الخلافة.

4- استخدم أقربائه في حكم الحجاز حيث كانوا له خير عون في ادارة الامور في البلاد. امتازت السياسة في التسامح مع المعارضين واغداق الاموال عليهم لاستمالتاهم ولم يتردد في استعمال السيف حيث لا تنجح سياسة اللين.

5- استطاع ان يقيم التوازن بين القبائل القيسية واليمنية مما ساعده على اقامة استقرار داخلي والى خفض حدة النزاع القبلي القديم.

6- كان معاوية يستقطب تأييد رجال الدهاة وكان  يقوم بتفويض امور كثيرة اليهم فكان يعرف كيف يستفيد من خبراتهم ودهائهم لتقوية حكمه ومكافحه معارضيه. من هؤلاء الدهاة عمرو بن العاص, المغيرة بن شعبه, زياد بن ابيه.

*الفتوحات في عهد معاوية:

1. الجبهة الشرقية: اتم المسلمون فتح كل أقاليم دولة إيران الساسانية ووصلوا حتى بلاد السند حتى بلاد لاهور (بلاد الأفغان الشرقية) ودخل المسلمون سمرقند بعد قتال عنيف.

2. الجبهة الشمالية: خرجت جيوشه لمقاتلة البيزنطيين وتوسيع حدود إمبراطورتيه وكانت عادة على الجيوش الغربية بالخوض في حملتين على بلاد الروم ليقوموا بتامين حدود الدولة, واحراز الغنائم ثم اصبح الهدف الاستيلاء والتوسيع وضرب القواعد العسكرية وتجمعات البيزنطيين قبل ان تستكمل استعدادها. وقد حوصرت القسطنطينية في زمنه مرتين واحتل العرب جزيرة سيزكس وجعلوها مقرًا لجيوشهم في حصار القسطنطينية وكذلك استطاع معاوية استعادة أرمينيا.

*اعمال معاوية في المجال الاداري والعسكري:

قد قام معاوية بتنظيم الدولة الإسلامية تنظيمًا جيدًا، لقد اعاد اسس التي بنيت في زمن الخليفة عمر بن الخطاب مثل جمع الضرائب، ومع ذلك قد احدث امور ادارية اخرى التي هو كان اول من أحدثها:

1. اول من وضع المقصورة في المسجد ليصلى فيها الخليفة منفردًا عن المصلين
2. اول من وضع “ديوان البريد” ونظمه لوصول الاخبار بسرعة
3. اول من وضع “ديوان الخاتم” لمنع تزوير الرسائل، فكانت الرسالة تختم بالشمع الاحمر وتحمل خاتم الخليفة
4. اول من بنى اسطولا بحريًا في الاسلام، متخذا عكا قاعده لبنائه

*خلافة يزيد بن معاوية:

-كيفية وصول يزيد الى الخلافة:

بعد ان بايع معاوية ابنه على الخلافة تولاها ابنه يزيد سنة 60ه / 680م والتي استمرت ثلاثة سنوات. واجه رفض من قبل اربعة اشخاص حول مبايعته: عبد الرحمن بن ابي بكر، الحسين بن علي، عبدالله بن عمر وعبدالله بن زبير. الا انه حاول ان يبايعهم بعد توليه الخلافة لكنه لم يفلح في ذلك لأنهم هربوا الى مكة.

-الفتوحات في زمن يزيد:

بالرغم من الصعوبات التي واجهت يزيد الا ان الفتوحات استمرت في عهده.

على الجهة الشرقية: غزا سلم بن زياد والي خرسان، سمرقند وما وراء نهر جيجون ليثبت دعائم السيطرة الإسلامية في بلاد الترك.

على الجهة الغربية: عين يزيد عقبة بن نافع والي على المغرب ففتح ليبيا وافريقيا ووصل بفتوحاته حتى المحيط الأطلسي، لكن اثناء عودته انقض عليه قائد البربر كسيلة وقتله. ثم زحف كسيلة بجيشه واحتل القيروان وبذلك خسرت الدولة الإسلامية بلاد المغرب حتى طرابلس (ليبيا).

*الحسيين بن علي:

-والده علي بن ابي طالب

-امه فاطمة الزهراء (بنت الرسول)

-الرسول يكون جده

-يقال انه خامس الخلفاء الراشدين

-ثورة الحسين بن علي ووقعة كربلاء سنة 61ه / 680 م:

رفض الحسين مبايعة يزيد، وحين توفي معاوية خرج يطالب بحق ال علي بالخلافة وشجعه على ذلك اهل الكوفة، وطالبوا منه القدوم اليهم لمناصرته في استعادة الخلافة من بني امية، فارسل الى الكوفة ابن عمه مسلم بن عقيل ليستوضح الامر. وكذلك استشار عبدالله بن زبير الذي شجعه على الخروج الى الكوفة لأنه كان يأمل بالتخلص منه لأنه كان يطمح بالخلافة لنفسه. كان هناك من وجه التحذير الى الحسين من مغبة السفر الى الكوفة وذلك بسبب سيطرة الاموين في العراق. الا ان الحسين صمم على متابعة طريقه نحو الكوفة وبالتالي يعلن عن نفسه خليفة، الا انه لما بلغ كربلاء لم يصل اليه أحد من اهل الكوفة فحوصر على يد الجيش الاموي بقيادة عمر بن سعد بن ابي وقاص، فقتل الحسين والعشرات من اسرته واتباعه. عرفت هذه الحادثة ب”حادثة كربلاء او ب”يوم عاشوراء” لوقوعها في العاشر من محرم. ندم اهل العراق على عدم وقوفهم الى جانب الحسين فجاؤوا الى قبره نادمين وتابوا على ان يثاروا له ولذلك سموا بالتوابين الذين اخذوا يثورون مرارا طيلة الخلافة الاموية على السلطة.