السيرة الذاتية:
ابو عبدالله عثمان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب‏.‏ يجتمع نسبه مع الرسول ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ في الجد الخامس من جهة أبيه‏‏‏ عفان بن أبي العاص فهو قرشي أموي.
انجبته امه اروى بنت كريز وانجبت شقيقته امنة بنت عفان وبعد وفاة والده تزوجت امه من عقبة ابن معيط الاموي و انجبت الوليد، خالد، عمارة وام كلثوم فهم اخوة عثمان لامه وقد اسلمت ام عثمان وماتت في خلافته اما ابوه فقد مات في الجاهلية. كان عثمان غنيا وشريفا في الجاهلية وكان من احكم قريش عقلا ورايا، لم يسجد لصنم طوال حياته كما لم يشرب الخمر في الجاهلية. وكان رحالا وقد ذهب الى الشام والحبشة وعاشر اقواما غير العرب فعرف من احوالهم وثقافتهم. وهو ثالث الخلفاء الراشدين, واحد من العشرة المبشرين بالجنة ومن السابقين الى الاسلام, حيث انه عندما أسلم أبو بكر الصّديق -رضي الله عنه- بدأ يدعو إلى الإسلام من كان يجلس في مجالسه، ومن وَثِق به من الرّجال، فكان ممّن استجاب لدعوته: عثمان بن عفان وكان عمره 34، ، حيث ذهب إلى الرّسول صلّى الله عليه وسلّم فتلى عليه هو واخرين القرآن، وعَرَضَ عليهم الإسلام فآمنوا، وكان عثمان بن عفان يقول: إنّي لرابع أربعة في الإسلام ولد عثمان بن عفان في الطائف, تزوج ابنتين من بنات الرسول صلى الله عليه وسلم كان عثمان اول مهاجر الى ارض الحبشة لحفظ  الاسلام ثم

تبعه سائر المسلمين ثم هاجرة الهجرة الثانية الى المدينة المنورة, وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبه ويثق به لحيائه واخلاقه وحسن عشرته وما كان يبذله من مال لنصرة المسلمين.
كان عثمان رضي الله عنه ذا مكانة عند عمر بن الخطاب اذا اراد الناس ان يسالوا عمر في مسالة توجهوا لعثمان لمكانته من عمر بن الخطاب وقد كانت مكانة عثمان بن عفان في عهد الخليفة عمر كمكانة الوزير. وقد جاء في بعض الروايات انه من اشار الى عمر في كتابة التاريخ وفي عمل الديوان.

توليه للخلافة:

تولى عثمان بن عفان الخلافة على المسلمين بعد ان استشهد عمر بن الخطاب على يد ابو لؤلؤة المجوسي حيث ان عمر بن الخطاب قد اوصى المسلمين قبل موته بان يعينوا خليفه خلال ثلاثة ايام. وكانت الخلافة تنعقد للخليفة على أمر أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب رضيَ الله عنه بأن يتشكّل مجلس للشورى من أهل الحل والعقد ، ويكون على كامل المسؤولية اختيار خليفةٍ للمسلمين ، فكان رضيّ الله عنه أن اختار ستّة من كِبار الصحابة حتى يكون أهلا للشورى وبما يسمى بانتخاب الخليفة القادم وهؤلاء الستة هم : عليّ بن أبي طالب ، عثمان بن عفان ، عبد الرحمن بن عوف ، الزبير بن العوام ، سعد بن ابي وقاص ، طلحة بن عبيد الله ، وأمرهم أن يجتمعوا ومعهم عبد الله بن عمر رضيَ الله عنه ، وقد أوضح الخليفة عمر بن الخطّاب رضيّ الله عنه وهو في نزعهِ الأخير ، أن يحضر ابنه عبد الله التحكيم وليسّ له من أمر الخلافة من شيء ، فكانت الشورى تدور بين هؤلاء الستّة حتى وقع الإختيار على خليفة للمسلمين وهو ذو النورين عثمان بن عفان رضيَ الله .

الفتوحات في عهد عثمان بن عفان:

واصلَ عثمان بن عفان رضي الله عنه سلسلة الفتوحات الإسلامية التي بدأها قبله الخلفاء الراشدون، بل وأعاد إحكام السيطرة على بعض المدن الفارسية التي ثارت على الحُكم الإسلاميّ، فأنّ رقعة الدولة الإسلامية اتسعت في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه.

ارجع عثمان المناطق التي حاولت سكانها ان يستعيدوا الدولة من الحكم الإسلامي واعادها الى المناطق الإسلامية ومن هذه المناطق مناطق فارسية كما حصل في أذربيجان، همذان، خرسان، طبرستان وغيرها من المدن.

من اهم المناطق التي فتحت على يد الإسلام تحت قيادة عثمان بن عفان هي فتح أرمينيا وقد فتحت أرمينيا اكثر مرة على ايادي المسلمين وخاصة بعد مشاكل بين أرمينيا والبيزنطيين وكان نتيجة لذلك سقوط أرمينيا وفي النهاية استطاع المسلمون الاستلاء على أرمينيا

وأيضا تم فتح طرابلس الشام تحت قيادة عثمان بن عفان بعدما فتح عمر بن الخطاب اغلب مناطق الشام والمناطق التي تحت الحكم البيزنطي بقيت طرابلس في الشام تحت سيطرت البيزنطيين حتى ذلك الوقت

وبالنهاية أيضا تحت فتح قبرص أيضا على يد المسلمين تحت قيادة عثمان بن عفان, أراد المسلمون ان فتح الجزر المواجهة لسواحل الشام ومصر وتحويلها الى قواعد لتساعدهم في مواجهة بيزنطة في البحر الأبيض المتوسط فاتجهوا نحو قبرص وفتحوها وهذه كانت اول غزو بحري للمسلمين ضد البيزنطيين.

الفتنة الكبرى:

فتنة مقتل عثمان وهي الفتنة الكبرى في الإسلام أدت الى مقتل عثمان بن عفان والى اضطرابات ونزاعات في زمن خلافة علي بن ابي طالب وكانت أيضا سبب في حروب ونزاعات وتقسم في الديانة الإسلامية بين الشيعة والسنة, بدأت احداث الفتنة في النصف الثاني من ولايته وكان من اسبابها الرخاء الذي ساد في عهده وتحول الاجتماعي الذي حدث اثناء ولايته وظهور جيل جديد غير جيل الصحابة بالإضافة الى الشائعات و أخذوا عليه تحريقه للمصاحف، وجمعه القرآن على حرفٍ واحدٍ، وكذلك إنفاقه الأموال الطائلة على أقاربه من بني أمية؛ والحقيقة أنّه كان ثرياً وينفق عليهم من أمواله الخاصة والعصبية الجاهلية التي اصابت العرب, نتيجة لهذه الفتن توقفت فتوحات المسلمين وانشغالهم بقتال بعضهم البعض وأيضا بسبب هذه الفتن قتل الكثير من الصحابة وعلى راسهم عثمان بن عفان وعلي بن ابي طالب رضي الله عنهما.

اسباب الفتنة:
من اهم اسباب الفتنة هو تحريض المنافقين على الخليفة ووجود من يستمع إليهم من الجاهلين والذين كانوا حاقدين على الخليفة بسبب إنزال العقوبة الشرعية عليهم وآخرون طامعون بما في بيت المال، وقوم لحقوا بهؤلاء أو هؤلاء حميّة وعصبية. كما ورد في بعض القصص ان المدبر الرئيسي للفتنة هو عبد الله بن سبا الذي كان يهوديا واظهر الاسلام في عهد عثمان كان من الغلاة بحب علي بن أبي طالب ومدعٍ لألوهيته، ويقال إنه أصل هذه الفكرة ومؤسس فكرة التشيع. ويعتبر البعض بن سبأ أول من نادى بولاية علي بن أبي طالب وبأن لكل نبي وصياً وأن وصي الأمة هو علي بن أبي طالب، وهو أول من أظهر الطعن والشتم في الصحابة وخصوصاً أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعائشة بنت أبي بكر رضي الله عنه زوجة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، كذلك يوجد روايات كذبت وجود شخصية عبد الله وقالت ان هذه ليست الا شخصية خرافية.

مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه:

لقد هاجمه الشيعة الذين كانوا يعتقدون ان علي بن ابي طالب يستحق ان يكون الخليفة بدلا من عثمان بن عفان فحاصروه في بيته ومنعوا عنه الطعام والشراب ولقاء الناس, وافتروا عليه بانه اراد ان يقتلهم بعد ان اعطاهم الامان، وعندما اشتد امر اهل الفتنة وتهديدهم للخليفة تحرك الصحابة لردهم هو ما رفضه عثمان الذي كان يعلم بانهم لا يريدون احدا غيره وامر بان لا يقاومهم احدا للدفاع عنه وان لا يقتل احدا بسببه, فكره رضي الله عنه بان يتوقى بالمؤمنين وقرر ان يبقيهم بنفسه, ثم قتلوه بطريقة بشعة وهو صائم يقرأ القرآن في بيته وأمام زوجته؛ فسنّوا في الأمة شق عصا الطاعة، ومفارقة الجماعة، ومنازعة الأمر أهله، ومضت سنتهم السيئة في الناس جيلاً بعد جيل.