وراء الصور واللوحات دائماً توجد شخصية مبدعة كالفنان فينسنت فان جوخ، وهو واحد من أكبر الفنانين البارزين في التاريخ، عاش تقلبات عديدة في حياته لتنتهي بمصير مأساوي وهو في 37 من عمره.
وخلال 10 سنوات قضاها في الرسم أنتج عدد كبير من اللوحات اشهرها غرفة نوم، ليلة النجوم والمقهى الليلي..
الوقت الوحيد الذي أحس فيه أنني حي هو عندما أرسم
البداية
ولد فنسنت فان جوخ في غروت –زندرت، في هولندا في 30 مارس عام 1853 كان والده قس كنيسة هولندية، وكان من المفترض ان يصبح في يوم من الايام قس في الكنيسة مثل والده.
سمي فنسنت على اسم جده، وكان لديه شقيق أكبر منه يحمل نفس الاسم لكنه مات يوم مولده .
في عام 1869 علمه عمه تجارة الفن ليأخذ موقع مناسب في العمل وكان سعيد في تلك اللحظات، لكن سرعان ما شعر باليأس وترك عمله عام 1876، وبعد فترة من الزمن نما حماس ديني كبير لدى فان جوخ وشعر ان مهنته الحقيقية ان يصبح قس، فأرسلته عائلته الى امستردام ليتعلم علم اللاهوت عام 1877، لكنه فشل في الامتحان.
بدأ بالرسم وهو كبير في العمر
فان جوخ عندما رسم اول لوحة كان في 27 من عمره ولم ينتظر الى احد ليعلمه ولم ينظر الى نفسه بأنه اصبح كبير بالعمر، وكانت أول اعماله الناجحة هي لوحة اكلة البطاطا في عام 1885.
وايضاً عرف فان جوخ بلوحاته الذاتية حيث قام برسم نفسه اكثر من 20 مرة ليكتشف مهارات جديدة بين عامين 1886 و 1889.
كما انه كان يرسم أغلب لوحاته بدون فرشاة حيث كان يقوم بنشر الطلاء من الانبوب مباشرة .
لوحته الاكثر شهرة قام بها وهو في مشفى للامراض العقلية
فنسنت فان جوخ قام برسم اكثر لوحاته شهرة ليلة النجوم عندما كان يقيم في المستشفى النفسي سان ريمي في فرنسا بسبب اضطراباته العصبية التي كان يعانيها، ووضع تحت عناية دكتور يدعى ثيوفل.
رسم هذه اللوحة للمنظر الذي تخيله خارج غرفته في المصح، وكتب لأخوه ثيو في ذلك الوقت “الموت مثل رحلة الى النجوم، ان تموت بسلام كأن تذهب الى هناك سيراً على الاقدام ”
اللوحة موجودة الان في متحف نيويورك للفن الحديث .
دعا ” بول جوجان” إلى الإقامة معه وهو يحلم بإنشاء رابطة للفنانين وبأن يكون منزله هو نواة تحقيق هذا الحلم .. إلا أن وصول “جوجان”أعقبته المتاعب، فالمناقشات احتدمت والخلاف في الرأي اتسع والصخب الذي يثيره “جوجان” أينما حل أدي إلى توتر أعصاب ” فان جوخ” حتى كان الانفجار عندما سخر ” جوجان” من فكرة إنشاء رابطة للفنانين وعندئذ قذف ” فان جوخ” محتويات كأسه من النبيذ في وجه “جوجان” ثم أغمى عليه، فحمله “جوجان” من المقهى إلى المنزل وأرقده في الفراش، و في الصباح ندم “فان جوخ” و طلب من زميله الصفح، ولكنهما ما لبثا أن عادا إلى الشجار بعد منتصف الليل، وتطور غضب ” فان جوخ” لدرجة جعلته يخرج موس الحلاقة و يشهره في وجه ” جوجان” بل و جرى وراءه في الشوارع محاولاً قتله، ولكنه عاد إلى بيته بعد أن أفاق و هو يشعر بحالة تمزق عنيف.
و رحل “جوجان” تاركاً ” فان جوخ” التي ظلت حالات الهياج الجنوني تعاوده من حين لآخر حتى قام في إحداها بقطع آذنه و ربط رأسه المصاب ثم قدم الأذن المقطوعة في لفافة إلى محبوبته التي طلبت منه أذنه خلال إحدى مداعباتها له ، وعندما عاد إلي بيته أغمي عليه و لم يفق إلا في المستشفي، و عندما استرد صحته طاردته أنظار أهل البلدة و صيحات أطفالها.. فانهارت أعصابه و لم يجد أخوه بداً من نقله إلى مستشفي للأمراض العقلية بالقرب من ” أرل”، وهي المستشفي التي مكث فيها عام، و سمح له بالرسم فيها فظهر في لوحاته بهذه المرحلة شيء من عنف نوبات الصرع التي تعرض لها.. و عندما نجح أخوه في بيع إحدى لوحاته بمبلغ 400 فرنك .. اقترح أن يستخدم هذا المبلغ في الاستشفاء بمصحة خاصة قرب باريس يشرف عليها طبيب يدعي “دكتور جاشيت” و هو من هواة الفن، و قد أمضي هذا الطبيب أوقاتاً طويلة في صحبته، و لكن نوبات الصرع راحت تتوالى بانتظام وسئم جوخ الحياة.. فخرج إلى حقل مجاور وأطلق على نفسه الرصاص و لكنه لم يمت على الفور حيث نقله ” تيو ” إلى المستشفي التي مات بها بعد يومين وهو لم يتجاوز السابعة والثلاثين من عمره بعد أن رسم أكثر من 700 لوحة وحوالي 1000 رسمة .
مات معدما، هزيلا، نحيلا، مهووسا، بعد أن طارده المرض وقذف به إلى مصحة عقلية، مات فان كوخ ليبدأ العالم تذكره وكتابة اسمه في قائمة الخالدين بأعمالهم .. الآن لوحاته لا تقدر بملايين الدولارات .. وهو كان يعيش أياما بأكملها على رغيف خبز واحد .. !
Published: May 2, 2016
Latest Revision: May 2, 2016
Ourboox Unique Identifier: OB-121710
Copyright © 2016