by rawan
Artwork: Rawan Jawarish
Copyright © 2021
تَنَوُّعُ الكائِناتِ الحَيَّةِ
نُسمّي مجموع المخلوقات الحيّة والأشياء غير الحَيّة في مكان ما، والّتي يتفاعل بعضها مع بعض،
ويَعْتَمِد بعضها على بعض، بيئة حياتيّة. فالحديقة بيئة حَياتيَّة، وكذلك الغابة، ومَلْعَب الأطفال، وخليّة
النَّحْل.
وقد تكون البيئة الحَياتيَّة جذع شجرة مَتْروك في مكان ناءٍ، وتعيش فيه مجموعة مِنَ الكائِنات الحيّة،
وقد تكون البيئة الحَياتيَّة كبيرة، كَمِنطَقَة صَحْراوِيَّة، أو نهر، أو بحر، أو حتّى مُحيط. وقَدْ لا تكون حُدود
فاصِلَة بَيْن بيئة حياتيّة وأخرى، وقَدْ تكون بيئة حَياتيَّة داخِلَة ضِمْنَ بيئة حَياتيَّة أكبر.
السِّعَةُ التَّحَمُّلِيَّةُ للبيئَةِ
وتُحَدِّد الموارد الطبيعيّة في البيئة عدد الكائِنات الحيّة الّتي يمكن للبيئة استيعابه، خُصوصًا إذا كانت
هذه الكائِنات تَسْتَغِلّ نفس الموارد الطبيعيّة. إنّنا نُسمّي ذلك بـ “السِّعَة الحَياتيَّة للبيئة”. فمثلًا يُمكن
أنْ تُوَفِّر البيئة الحَياتيَّة الغذاء لعدد مِنَ الذِّئاب، ولكن إذا زاد عدد الذِّئاب، فإنَّ بعضها سَيَضْطَرّ إلى
تَرْك المكان، أو يُواجِه مَوْته، وعليه فإنَّه يحدث نوع مِنَ التَّوازِن بَيْن الموارد الطبيعيّة للبيئة وبَيْن عدد
الكائِنات الحيّة الّتي يمكن أنْ تعيش فيها. وهذا التوازن قَدْ يَخْتَلّ إذا حدث جَفاف مثلًا، أو إذا اختفى
لسبب ما مصدر غذائيّ.
التَّوازُنُ البيئِيُّ
يقوم نَوْع مِنَ التوازن البيئيّ يشمل مُرَكِّباتِ البيئَةِ جميعًا. إنّ أيَّ تغيير في الجَماعات الحَيويَّة، مثلًا اختفاء
الضفادع في بيئة حياتيّة، أو حتّى أحد أفراد هذِه الجماعة، سوف يُؤثِّر على المُجْتَمَع الحيويّ عامّة، بَلْ على
البيئة نفسها. هناك الْكثير مِنَ الأحداث الّتي يُمْكِن أنْ تُؤَثِّر على التوازن البيئيّ، كانْقِطاع المطر، واضطرار
بعض الكائِنات الحيّة إلى تَرْك المكان، وظُهور كائنات حيّة مكانها تُلائمها البيئة الجَديدة، مثل الفِئْران وديدان
الأرض، والأشجار والأزهار.
الغِلافُ الحَيَوِيُّ
يُطْلَق على جميع الكائِنات الحيّة الّتي تعيش وتَتَفاعل معًا “مُجْتَمَعًا حيويًّا”، أمّا النُّظَم الحياتِيَّة
المُتَشابهة مَناخِيًّا فيطلق عليها “أقاليم حَيويَّة”، وهذِه تكون أكبر وأوْسَع عادَة، مثل إقليم الغابات
الإسْتِوائِيَّة، وإقليم الصحاري. وَجَميع الأقاليم الحيويّة على سطح الأرْض تُسَمّى “الغلاف الحيويّ” إنّ
الكُرة الأرْضِيَّة بما فيها مِنْ كائِنات حيّة، ومِنْ تَضاريس، ومِنْ ظُروف مناخِيَّة، تشكل في الحقيقة بيئة
طَبيعِيَّة كبيرة هي هذا “الغِلاف الحَيَوِيّ”.
أهمّيّة تنوّع الكائنات الحيّة
لِتَنَوُّع الحياة على الأرض أهمّيّة كبيرة للإنسان، وللكائنات الحيّة نفسها، والّتي تعتمد في بقائِها وتَطَوُّرها
على وجود أنواع أخرى مِنَ الكائنات.
خُذوا مثلًا النبات، الّذي يطلق غاز الأوكسجين، أثناء عمليّة التمثيل الكلوروفيليّ، فيحافظ على نسبة
الأوكسجين في الهواء، ويجعل الهواء نقيًّا صالحًا لتنفّس الكائنات الحيّة الأخرى، وعلى رأسها الإنسان.
وليس النبات هو الطرف الخاسر في هذه العمليّة، فهو في أمسّ الحاجة لثاني أُكسيد الكربون الّذي تطلقه
الحيوانات عند تنفّسها.
ولا تقتصر فائدة الإنسان على ذلك، بل هو يعتمد على النَّبات في غذائه، ومِنَ الغابات يأخذ الأخْشاب،
ويصنع الورق، وكذلك الدواء الّذي يَسْتَخْلِصه مِنْ أنواع مِنَ الأعشاب. وتُشَكِّل الطبيعة الحَيّة بما فيها مِنْ
نَبات وحيوان، مكانًا يَطيبُ للإنسان المكوث فيه، والتَّفَرُّج عليه.
وتعتمد الكائنات الحيّة في غذائِها على بعضها البعض، وحين تَفْنى فإنَّ أجسادَها تُكَوِّن موادّ عُضْوِيَّة تُغني
التربة، لتساهم في حياة نباتات جديدة، تَكون سَبَبًا في حياةِ كائنات أخرى.
تأثير ظروف البيئة على عدد الأحياء وتنوّعها في البيئة الحياتِيَّةِ
ظروف البيئة الرئيسيّة هي:
1- الحرارة،
2- الرطوبة،
3- كمّيّة الرواسب،
4- الرياح، الغيوم،
5- التربة والصخور،
6- الضوء.
ولكلّ واحد مِنْ هذه الظروف البيئيّة تأثيره على الكائنات الحيّة الّتي تعيش فيها، وعلى تنوّعها. فتكثر
الكائنات الحيّة حيث تكثر المياه، ويكون الطقس معتدلًا، والتربة ملائمة لنموّ النباتات.
وتستقبل الكائنات الحيّة المنبّهات مِنَ الظروف البيئيّة كالحرّ والضوء عن طريق حواسّها. وقد طوّرت
معظم الكائنات الحيّة أعضاء للحواسّ، تُساعد في الابتعاد عن الخطر، والاقتراب مِنْ مصدر الغذاء،
والبحث عن الظلّ في الحرّ، وعن الدفء في البرد القارص .. إلخ.
Published: May 2, 2021
Latest Revision: May 2, 2021
Ourboox Unique Identifier: OB-1124338
Copyright © 2021