البيئة الحياتية
This free e-book was created with
Ourboox.com

Create your own amazing e-book!
It's simple and free.

Start now

البيئة

by

Artwork: آدم عبد القادر

  • Joined Apr 2021
  • Published Books 2

البيئةbird's eye photography of body of water and trees

2

ما البيئة الحياتية؟

لو توقفنا عند بركة ماء في مكان ما, فقد نشاهد الطيور التي تحلق في سماء البركة, والاسماك , وباقي الكائنات التي تعيش فيها, والحيوانات التي تعيش قريبا منها, والتي تأتي لتشرب منها, ان هذا المجموع يشكل بيئة حياتية.

 

مكونات البيئة الحياتية

وتتكون البيئة الحياتية من “العوامل الحياتية” وهي مجموع الكائنات الحية في هذه البيئة. وضمن ذلك

النباتات أيضا. والبكتيريا , بل والانسان أيضا, ثم “العوامل الحياتية” وهي الأشياء الجماد, غير

الحية في البيئة

مثل التربة, والصخر, والماء, والضوء, والمناخ, وهو حالة الطقس السائدة هناك لفترة طويلة

علم البيئة الحيوانية

سكن الحيوان بيئات مختلفة وقد مكن لنفسه في هذه البيئات وأنتشر في كل مكان تقريباً على الارض أو في الهواء او في الماء او متطفلاً على أجسام حيوانات أخرى أو بداخلها ويمكن القول أن هناك أربعة أنواع رئيسية من البيئات التي يسكنها الحيوان:

1- الماء المالح

2- الماء العذب

3- الارض

4- الحيونات الأخرى

ومن المعروف أن حوالي 72% من سطح الكرة الأرضية تغمره مياه البحر ويعيش في هذا الماء المالح أعداد هائلة من أنواع الحيوانات البحرية كما تعيش أنواع أخرى  في المياه العذبة في الانهار والبحيرات والبرك والمستنقعات والقنوات أما الحيوانات الأرضية  فبعضها يعيش على السطح والبعض الآخر يحفر تحت السطح أو داخل جذوع الأشجار أو يمضي شطراً كبيراً من وقته طائراً أما النوع الأخير من البيئات فهي تلك الحيوانات التي يتطفل عليها غيرها ويستمد

غذاءه منها.

3

اهمية تنوع الكائنات الحية

يوفر تنوع الكائنات الحية على كوكب الأرض الهيكل الكامل للأنظمة البيئية، فهنالك كائنات تتفاعل مع البيئة المادية المحيطة بها، وأخرى تُعد غذاء لكائنات مختلفة، بالإضافة إلى تبادل الطاقة والمواد الكيميائية مع الغلاف الجوي، كل هذه الأمور توفر شبكة الحياة في الأرض التي يعتمد فيها كائن حي على آخر في معيشته أو تكاثره، وتتم دراسة هذه الشبكة المعقدة من قِبَل العلماء لفهم التنوع البيولوجي ومحاولة إدارة النظام البيئي والحفاظ عليه، حيث يراقب العلماء الطبيعة ويجرون التجارب على مستويات مختلفة للكائنات الحية على شكل مجموعات أو أفراد أو عدّة أنواع سوياً، وقد تم التوصل إلى النتائج التالية بعد دراسة الكائنات الحية والبيئات المحيطة بها: تؤثر البيئة المحيطة على الكائنات الحية، وتُغير الكائنات الحية البيئة المحيطة بها.

العلاقات القائمة بين الكائنات الحية

التبادليّة – الطرفان مستفيدان

هل تذكرون نيمو، “سمكة المهرّج”، التي عاشت مع والداتها في داخل زنبقة البحر؟ يقدّم فيلم الرسوم المتحركة “نبحث عن نيمو”، أحد أكثر الأمثلة شهرة على العلاقات المتبادلة، القائمة بين أسماك المهرج وزنبق البحر. تعيش أسماك المهرج بين أذرع زنبقة البحر، وتتمتّع بحماية من أذرعها الحارقة؛ زنبقة البحر، من جانبها، تستفيد من بقايا الطعام التي تسقط من فم السمكة. لذا فإن العلاقة بالنسبة إلى أسماك المهرّج هي علاقة ضروريّة (بالمصطلح العلميّ: أوبليغتوريّة): إذا ابتعدت أسماك المهرّج عن أذرع زنبقة البحر، افتُرسَت بسُرعة، أمّا بالنسبة إلى زنبقة البحر، فإنّ هذه العلاقة غير ضروريّة، إذ إنّها قادرة على العيش بشكل جيّد من دون بقايا الطعام من أسماك المهرّج.
هناك علاقات متبادلة من نوع آخر، موجودة بين الأسماك القوبيونيّة والروبيان، العلاقة ضرورية للشريكين، اللّذين يعيشان معًا في جحر على قاع البحر: الروبيان يحفر الجحر، يبقيه نظيفًا، ويحرص على إزالة الرمل من أمام فتحته؛ أمّا الأسماك القوبيونيّة فإنّها تقف في باب الجحر وتحذّر الروبيان، صاحب حاسّة البصر الضعيفة من الخطر. يحرص الروبيان على الدوام على لمس ذنب الأسماك القوبيونيّة بواسطة مجسّاته، وتقوم الأسماك القوبيونيّة بدورها بإصدار الإشارات له من خلال حركات الذيل للتحذير من الخطر.

4

trees near road

5

حيوانات عاشبة مقابل حيوانات لاحمة

يبدأ إنتاج الغذاء في الكائِنات الحَيَّة في

مَمْلَكَة النَّبات. تُنْتِج النباتات غذاءها مِنَ

الماء، وثاني أُكسيد الكربون، بمساعدة الطاقة

الشَّمْسِيَّة الّتي تَسْتَمِدّها مِنَ الشمس مباشرة.

يأخذ النبات كفايته مِنَ الغذاء الّذي ينتجه،

والباقي يخزِّنه في الثمار والجذور والأوْراق

والبذور، ليصبح غذاء للحيوانات، كالماعز،

والخُيول، والأبْقار، وغيرها.

نَّنا نُسمّي النباتات “مُنْتِجات”، أو “ذاتيَّة التَّغذِيَة”، أمّا الحيوانات فهي لا تنتج الغذاء، بل تستهلكه،

ولذلك نُسَمّيها «مُسْتَهْلِكات»، ومِنْها مَنْ لا يأكل النباتات، بل يأكل مَنْ يَتَغَذّى على النباتات كالأسود

والنُّمور.
وتُسَمّى الفِئة الأولى مِنَ الحَيَوانات بالحيوانات العاشِبَة (مُسْتَهْلِك أوّل)، بَيْنما النَّوْع الثاني بالحيوانات

اللّاحِمَة (مُسْتَهْلِك ثانٍ)، وتختلف هذه عَنْ تلك في بعض المُمَيِّزات الجِسْمِيَّة، مثل الأسنان.
هناك نَوْع ثالِث مِنَ الكائنات الّذي يأكُل النَّبات ويأكل اللَّحْم أيْضًا. وهي تُسَمّى بالحيوانات الكالِشَة

(تأكل كُلّ شيء). مِثال على ذلك الإنسان.

6

الشَّبَكَةُ الغِذائِيَّةُ
غالبًا ما تَتَداخَل السلاسل الغذائِيَّة

ببعضها، بسبب التَّنَوُّع في غذاء

الحيوانات، وعندها تُسمّى بالشبكة
الغذائِيَّة.
مثلًا الشبكة الغذائِيَّة على اليسار

مُكَوَّنَة مِنْ تَداخُل أكثر مِنْ سلسلة

غذائِيَّة. مَثلًا (عشب – فأر – أفعى –

نسر)، أو (عشب – أرنب – نسر).

 

ماذا يحدث للكائِنات الحيّة بعد موتها؟
بعد أن تُنْهي المُفْتَرِسات طَعامها، يأتي دَوْر الحيوانات الّتي تَتَغَذّى على القُمامَة، الحيوانات الكانِسَة،

كالضِّباع والصُّقور وغيرها، ثمّ يأتي دور الحشرات والديدان، الّتي تقوم بتقطيع ما تبقّى مِنَ اللّحم إلى

قِطَع أصغر، ثُمّ تقوم كائِنات دَقيقة كالبَكتيريا والفِطْرِيّات بِتَحْليل ما تَبَقّى إلى موادّ بسيطة تُضاف

إلى التُّرْبة، كَموادّ عُضْوِيَّة، تُغْني التُّربة، ممّا يزيد مِنْ خصوبتها.

7

8

سَمّى هذِه الكائنات بالـ “مُحَلِّلات”، لأنَّها تُحَلِّل أجسام الكائِنات الحيّة، مِنْ حيوانات نافِقَة،

ونباتات، وحَتّى فَضلات هذِه الكائِنات قبل موتها. وهذه المحلِّلات توجد في التربة، وفي الماء، وفي

الهواء.
كيف نُصَنِّف هذه المُحَلِّلات؟ إنَّها لا تُنْتِج الطعام كالنباتات، ولِذلِك لا نُصَنِّفها ضمن

المُنْتِجات، كذلك لا نُصَنِّفها ضمن المُسْتَهْلِكات، لأنَّها لا تَتَغَذّى على طعام جاهِز،

بل هي تقوم أوّلًا بتحليل هذا الطعام إلى عَناصِر أبْسَط. وعليه نُصَنِّفها كمجموعة

لوحدها، ليصبح لدينا: مُنْتِجات، مُستهْلِكات، مُحَلِّلات.

 

brown and black abstract painting

9

ملائمة الكائن الحي للبيئة

 

وْعان مِنَ التَّكَّيُّف
لو نظرتم عَنْ قرب إلى زهرة صفراء، لَرَأيْتم

حَشرات صفراء صغيرة تعيش فَوْق الزهرة. لقد

كَيَّفت هذِه الحشرات نفسها للّون الأصفر، وهكذا

أصبحت غير مَرْئِيَّة للطيور والزنابير الّتي تسعى

لافتراسها، وأصبحت غير مَرْئِيَّة أيضا لضحاياها مِنَ

الحشرات الأصغر مِنْها الّتي تَتَغَذّى هي عليها.
جميع الكائنات الحيّة تأقْلَمَت، سَواء مِنْ حيث

مبنى جسمها أو مِنْ حيث سلوكها، للمُحيط الّذي

تعيش فيه، بحيث تستطيع أنْ تعيش أكبر فترة

مُمْكِنَة وتتكاثر. إنَّنا نُسمّي هذه التأقلم “تَكَيُّفًا”.
والتَّكَيُّف نَوْعان: تَركيبِيّ يَخُصّ مبنى جسم

الكائن الحيّ وما يَعْتَريه مِنْ تغيّرات تلائم البيئة،

وسُلوكيّ يَخُصّ سلوك الحيوان، يَتَكَيَّف فيه مع بيئته

 

brown bird flying in the sky.

10

لتَّكَيُّفات التَّرْكيبِيَّة تَخُصّ تراكيب الجسم الداخِليَّة والخارِجِيَّة للكائِن الحَيّ، والّتي تجعل جسمه مُلائِمًا

للبيئة الّتي يعيش فيها، كَلَوْن الفَرْو، وطول الأطراف، والفُكوك القَوِيَّة، وحِدَّة البَصَر، والقوائِم السريعة

الّتي تُساعِد صاحبها على الركض السريع للهرب، أو لِمُلاحَقَة الفَريسة، والمَناقير في الطيور، والمَعِدَة

المُؤَلَّفَة مِنْ أكثر مِنْ حُجْرَة لدى الحيوانات المُجْتَرَّة، وغير ذلك.
فالحيوانات تملك أرْجُلًا مِنْ كلّ الأشكال والأحْجام، تُساعِدها في الجَري، والقفز، والتَّسَلُّق، والسِّباحَة،

والسَّيْر في الوَحْل، والغوص في الماء. فمثلًا يَمْلك البَطّ والبَطريق أرْجُلًا مُسَطَّحَة ذات أغْشِيَة لَحْمِيَّة تَرْبُط

بَيْن الأصابِع، تُساعِدها على السِّباحة، وفي السَّيْر في الوَحْل وعلى الثَّلْج دون أنْ تَغْطُس.
وهذه التَّراكيب لا تحدث بَيْن يَوْم ولَيْلَة، بل هي نِتاج سَنَوات أو قُرون طويلة مِنَ التَّأَقْلُم والتَّغْيير.

 أمْثِلَة على التَّكَيُّف التَّرْكيبِيّ
لكلّ كائن حَيّ في بيئتِه تَكَيُّف تَركيبِيّ أو أكثر يُساعده في العَيْش داخل هذِه البيئة. فَنَبات الصَّبّار مثلًا،

وهو في الأصل نَبات صَحْراوِيّ، طبَقَة شَمْعِيَّة سَميكة تحفظ الماء داخِله وتَحْميه مِنَ التَّبَخُّر.
وللسَّلاحِف، وهي حَيوانات ضَعيفة وبَطيئة غِطاء صَلْب يَحْميها مِنَ الحَيوانات المُفْتَرِسَة. وللحيوانات

الّتي تَعيش في الماء أجسام انْسِيابِيَّة تُساعدها على السِّباحة، ولِبَعْضها القُدْرَة على حَبْس أنْفاسه فترة

طويلة كالحوت، وبعضها يستطيع أنْ يَتَنَفَّس الأوكسجين بآلِيَّة تختلف عَنْ آلِيَّة التَّنَفُّس عند الحيوانات

الّتي تعيش على اليابسة، باستعمال الخَياشيم.
ويستطيع الغَزال أنْ يركض بِسُرْعَة تَصِل 80 كم/ساعة، وهي سرعة تُقارِب سرعة سيّارة، لكي يَهْرب مِنْ

مُفْتَرسيه. وتُفْرِز بعض الحَيوانات رَوائح كَريهة تُبْعِد عَنْها الأعداء. وبعض السمك يملأ جسمه بالماء،

لِيَبْدو مُنْتَفِخًا أكبر مِنْ حجمه، وتَبْرُز أشْواكه، فَيُخيف أعداءه المُهاجِمين. ويُغَطّي جسم القُنْفُذ الشَّوْك،

فَيَصْعُب على مُفْتَرسيه الإيقاع به وافْتِراسه.

11
تَكَيُّف الدُّبّ القُطْبِيّ
في القُطْب الشماليّ تعيش حيوانات مثل الفُقْمَة، والدُّبّ القُطْبِيّ،والثعلب القطبيّ، وحصان البحر، والدجاج البرّيّ، حيث الغذاء شحيح،ودرجة الحرارة تهبط أحيانًا إلى 45 درجة مئويَّة تحت الصفر.
في هذا المكان القاسي، يتكيَّف الدبّ القطبيّ، بجلده السميك مِنَ الفَرْو،وبأذنين صغيرتين مَرْصوصَتَيْن وذنب قصير.
 

أمّا لونه الأبيض فيُلائم المناطِق البيضاء المُغَطّاة بالثلوج، حيث يُمَوِّه كُلًّا مِنْ أعدائِه وفرائِسِه (كالفقمة)

على حَدّ سَواء. وهو يَتَبَنّى سلوكًا يساعده على التأقلم في ظروف القُطْب القاسية، فهو في الصيف يأكل

الكثير، وأكثر مِنْ حاجته، لكي يختزن الدهن تحت جلده، فيستطيع أنْ يتغذّى عليها في موسم الصقيع،

حيث يقلّ الصيد.

تَكَيُّف البوم
يتمتّع البوم بحاسّة سمع قويّة، فإحدى أذنيه ترتفع عن الأخرى، مِمّا يساعده فيتمييز الجهة الّتي يصدر مِنْها الصوت.
وَعَيْنا البوم رَمز للإبْصار القَوِيّ، حَتّى أنّه يرى ويَنْشَط ويَصْطاد في الظلام الدامِس،وَهُما كبيرتان وتَقَعان في مُقَدِّمَة رأسه، مثل الحيوانات المفترسة، وهو يستطيع أنْيدير رَقَبَته حتّى يرى ما خلفه.
 

وللبوم أجْنِحَة قويّة تساعده على الِانْقِضاض السريع على الفريسة، كما هي مُبَطَّنَة بِريش خفيف، حتّى

لا يكاد يُسمع لها صوت، فلا تُدْرِك الفريسة الخَطَر القادِم نحوها.
وللبوم مَخالِب قويّة تساعده على الإمساك بالفريسة، ومِنْقار قويّ يستطيع أنْ يُمَزِّق به جُرَذًا أو أرْنَبًا.

12

مناقير‭ ‬الطيور

•‭ ‬يكون‭ ‬مِنْقار‭ ‬الطُّيور‭ ‬الّتي‭ ‬تَتَغَذّى‭ ‬على‭ ‬الحُبوب‭ ‬كالعَصافير

والحَمام‭ ‬والبَبّغاء‭ ‬سَميكًا‭ ‬ومَخْروطِيّ‭ ‬الشكل،‭ ‬ويَسْتَدِقّ‭ ‬بِشكل‭ ‬

مُفاجِئ. ‬وهذا‭ ‬النَّوْع‭ ‬مِنَ‭ ‬المَناقير‭ ‬يُساعد‭ ‬في‭ ‬الْتِقاط‭ ‬البُذور،‭ ‬وفي‭ ‬

تَقْشيرها،‭ ‬وكذلك‭ ‬استخراج‭ ‬البُذور‭ ‬مِنَ‭ ‬المَخاريط‭ ‬النَّباتِيَّة‭.‬

•‭ ‬الطُّيور‭ ‬الّتي‭ ‬تَتَغَذّى‭ ‬على‭ ‬اللحوم،‭ ‬كالصُّقور‭ ‬يكون‭ ‬طرف‭ ‬مِنْقارها‭ ‬

حادًّا‭ ‬ومُدَبَّبًا‭ ‬على‭ ‬شكل‭ ‬الخُطّاف،‭ ‬لِيُساعدها‭ ‬في‭ ‬تَمْزيق‭ ‬اللُّحوم‭ ‬إلى‭

‬قِطَع‭ ‬صَغيرَة‭ ‬مُلائِمَة‭ ‬للبَلْع‭.‬

•‭ ‬الطُّيور‭ ‬الّتي‭ ‬تَتَغَذّى‭ ‬على‭ ‬السمك،‭ ‬مِثْل‭ ‬طائِر‭ ‬مالِك‭ ‬الحَزين،‭ ‬تَمْتاز‭ ‬

بِمِنْقار‭ ‬طَويل،‭ ‬ومُدَبَّب‭ ‬الطَّرَف،‭ ‬كطَرَف‭ ‬الحَرْبَة‭ ‬لِتَقوم‭ ‬باصطياد‭ ‬

الأسماك‭ ‬مِنَ‭ ‬الماء. ‬أمّا‭ ‬في‭ ‬البَجَع،‭ ‬والّذي‭ ‬يَتَغَذّى‭ ‬أيضًا‭ ‬على‭ ‬السمك،‭ ‬

نَجِد‭ ‬أنَّ‭ ‬تجويف‭ ‬المِنقار‭ ‬يَمْتَدّ‭ ‬مِنْ‭ ‬أسفل‭ ‬لِيُكَوِّن‭ ‬جِرابًا‭ ‬يُخَزِّنُ‭ ‬فيه‭ ‬

السمك‭ ‬الّذي‭ ‬يصطاده،‭ ‬ويَتَّسِع‭ ‬هذا‭ ‬الجِراب‭ ‬لِحوالي‭ ‬5‭ ‬كغم‭ ‬مِنَ‭ ‬

السمك‭.

•‭ ‬الطيور‭ ‬الناقِرَة‭ ‬لِلْخَشَب: ‬مثل‭ ‬طائر‭ ‬ناقِر‭ ‬الخَشَب،‭ ‬والّتي‭ ‬تَمْتَاز‭

بِمِنْقار‭ ‬قَوِيّ‭ ‬يُشْبِه‭ ‬الأزميل،‭ ‬قادِر‭ ‬على‭ ‬نَقْر‭ ‬الخَشَب،‭ ‬واخْتِراق‭ ‬الطبقة‭ ‬

الفلّينِيَّة‭ ‬للأشجار،‭ ‬للبَحْث‭ ‬عَنِ‭ ‬الحَشَرات‭ ‬المُتَواجِدَة‭ ‬في‭ ‬الثُّقوب‭.‬

•‭ ‬الطُّيور‭ ‬الماصّة‭ ‬للرَّحيق: ‬مِثْل‭ ‬طائِر‭ ‬الطَّنّان‭ ‬والّذي‭ ‬يَقوم‭ ‬بامْتِصاص‭ ‬

الرَّحيق‭ ‬مِنَ‭ ‬الأزهار‭ ‬الطويلة‭ ‬العُنْق،‭ ‬حيث‭ ‬يَتَمَيَّز‭ ‬الطائِر‭ ‬بِوُجود‭ ‬

مِنْقار‭ ‬أنْبوبِيّ‭ ‬طَويل‭ ‬جِدًّا‭ ‬وحادّ‭ ‬يدفعه‭ ‬في‭ ‬داخِل‭ ‬قَلْب‭ ‬الزَّهْرَة‭ ‬

لامْتِصاص‭ ‬الرَّحيق‭.‬

•‭ ‬الطيور‭ ‬الّتي‭ ‬تَعيش‭ ‬على‭ ‬الشَّواطِئ‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬المُسْتَنْقَعات،‭ ‬مثل‭ ‬طائر‭ ‬

الشنقب (الجهلول)، تستعمل مِنْقارها

الطَّويل والرَّفيع للنَّبْش في

الطين‭ ‬أو‭ ‬الرمل،‭ ‬بَحْثًا‭ ‬عَنِ‭ ‬الغِذاء‭.‬

  

13
التَّكَيُّف السلوكيّ
يُسَمّى التغيير في سلوك الكائن الحيّ، الّذي يتوافَق مع بيئته الحياتيّة بالتكيّفالسلوكيّ، فالذئاب مثلًا تتنقل في مجموعات لكي تستطيع أنْ تصطاد فريسةكبيرة، لا يستطيع ذِئْب واحِد بمفرده أنْ يَتَغَلَّب عليها.
وتَكْسر فُقْمَةُ البحر غطاء صيدها كالمحار والسرطان، بأنْ تضع صخرة علىبطنها، ثمّ تضغط صيدها على صخور الشاطئ فتكسر صدفته.
 

وتسير الفيلة قُطْعانًا لحماية صغارها، وهذِه تمسك بِذُيول أمَّهاتِها لتبقى قريبة مِنَ القطيع مُحْتَمِيَة به.
وليست هِجْرَة الطيور في المواسم الباردة إلى مَناطق أكثر دفئًا إلّا تَكَيّفات سلوكيّة، تساعدها على البقاء.

وقد تَقْطَع هذِه الطيور في رحلتها الموسِمِيَّة آلاف الكيلومترات لتصل إلى المكان ذاته، الّذي وصلت إليه

في السنة الفائتة، ثمّ لِتعود أدراجها إلى مَوْطِنها الأصليّ، ومثلها تفعل بعض الأسماك.

السُّباتُ الشَّتَوِيُّ
والسُّبات الشتويّ لبعض الحيوانات كالسِّنْجاب والخفّاش والقنفذ هو تَكَيُّف سلوكيّ أيضًا، وبعضها ينام

في جحور تحت الأرض، أو في جذوع

الأشجار الكبيرة، أو في حفر داخل الثلج.

وفي سُباته يكون الكائن الحيّ في حالة

حياة مُتَباطِئَة، وفي هذا الوقت كلّه مِنَ

السُّبات لا تأكل الحيوانات، ولكن تعتمد

على كَمِّيّات الدهون الإحتياطِيَّة المُتراكِمَة

الّتي خَزَنَتْها في فصلي الربيع والصيف.
والسُّبات هو حالة مِنَ انْخِفاض درجة

حرارة جسم الكائن لأكثر مِنْ عشر

 

درجات مِئَوِيَّة، بشكل منتظم، مع تباطؤ دَقّات القلب، ممّا يُتيح عدم صَرْف الطاقة المَخْزونَة واستهلاكها

بسرعة.
ولا يعتقد العُلَماء أنَّ الدِّبَبَة تُسْبِت تَمامًا، رغم أنَّها تبقى في مكان واحِد لفَتْرَة طويلة، لا تأكل ولا تَشْرب،

إلّا أنَّها تكون في حالة خَدَرٍ ومِنَ السهل إيقاظها، ولا تُنْقِص درجة حرارتها كثيرًا، ويمكن للأنثى أنْ تَضَع

وأنْ تَعْتَني بصغارها في هذِه الفترة.

14

تاثير الانسان على البيئة والكائنات الحية

تأثير الإنسان على البيئة
يَتَدَخَّل الإنسان في البيئة مِنْ أجل مَنافِعِه، فهو يقطع الأشجار في الغابات، لكي يبني المُدُن

والطرق مَكانَها، مع الزِّيادة السكّانيّة الحاصلة، أو لكي يزرعها بمزروعات تُفيده في غذائه.
وفي بحث الإنسان عَنِ المعادِن، وإنْشائِه للمَناجِم والمَحاجِر، يُفْسِد الكثير مِنَ الأراضي، ويُلَوِّث

الأنهار، وبذلك يَخِلّ بِتَوازُن البيئة الحياتِيَّة.
وتعمل مَحَطّات تَوْليد الكهرباء، على بَثّ كمِّيّات كبيرة مِنْ ثاني أكسيد الكربون وبخار الماء، مِمّا

يؤدّي إلى تلويث الجوّ، وزيادة الاحتباس الحراريّ، الّذي يُؤدّي إلى اشتعال الحرائق، وقتل أعداد

مِنَ الحيوانات، وحُدوث خَلل في السلاسل الغذائِيّة، وتغييرات في المناخ.
ومِنْ أضرار الِاحتباس الحراريّ الفيضانات في مناطق معيّنة، مقابل التََّصَحُّر في مناطق أخرى،

وانصهار الجليد في القطبين، وغير ذلك مِنَ الكوارث الطبيعيّة.
ويُمارِس الإنسان صَيْد الحيوانات بما في ذلك الأسماك والحيوانات البَرِّيَّة. ولكنّ الصيد الجائِر،

بوجود وَسائل قتل وتَسْميم فعّالة، أدّى إلى نتائج كارِثِيَّة على الكائِنات الحيّة.
وأدّت جميع هذِه المُمارَسات إلى انْقِراض بعض الحيوانات مِنَ الطبيعة. سَواء كان ذلك

بسبب الصيد الجائِر، أو الرَّعْيِ الجائِر، ومُجْمَل المُمارَسات الضارّة الأخرى، مثل رَشّ المزروعات

بالمُبيدات الحَشَرِيَّة.

15

  ‬التوازُنُ‭ ‬البيئِيّ‭ ‬

في‭ ‬البيئة‭ ‬الحياتِيَّة‭ ‬الظاهرة‭ ‬في‭ ‬الشكل ‭ ،‬1‬تأكل‭ ‬الأرانب‭ ‬العشب،‭ ‬فيعود‭ ‬العشب‭ ‬وينمو‭ ‬مِنْ‭ ‬جديد،‭ ‬

ويأكل‭ ‬الذئب‭ ‬حاجته‭ ‬مِنَ‭ ‬الأرانب،‭ ‬فتعود‭ ‬الأرانب‭ ‬وتَتَكاثر‭ ‬مِنْ‭ ‬جديد،‭ ‬وهكذا‭ ‬يحصل‭ ‬كلّ‭ ‬كائن‭ ‬حيّ‭ ‬

على حاجاته الضروريّة (الغزال، السنجاب، والغنمات). مثل هذه البيئة هي بيئة مُتَوازِنَة.

ولكن‭ ‬ماذا‭ ‬يحدث‭ ‬لو‭ ‬أنَّنا‭ ‬قطعنا‭ ‬شجرة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬البيئة،‭ ‬وبَنَيْنا‭ ‬مَصْنَعًا‭ ‬قريبًا‭ ‬مِنَ‭ ‬المكان؟‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬الشكل‭ ‬

2.

لقد‭ ‬اخْتَفى‭ ‬السنجاب‭ ‬

والعصفور،‭ ‬بعد‭ ‬قطع‭ ‬

الشجرة‭ ‬الّتي‭ ‬كانت‭ ‬تَأويهما،‭ ‬

واختلف‭ ‬شكل‭ ‬المياه‭ ‬بعد‭ ‬

أنْ‭ ‬أصبحت‭ ‬مُلَوَّثَة‭ ‬بفعل‭ ‬

ما‭ ‬يَبُثُّه‭ ‬المصنع‭ ‬القريب‭ ‬مِنْ‭ ‬

دخّان‭ ‬ونُفايات،‭ ‬وربّما‭ ‬ماتت‭ ‬

الأسماك،‭ ‬وقَلّ‭ ‬عدد‭ ‬الأرانب‭.‬

لقد‭ ‬اخْتَلَّ‭ ‬تَوازُن‭ ‬البيئَة‭ ‬

الحَياتِيَّة‭ ‬عمّا‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬الشكل‭ 

16

شَقّ شارِع كَمِثال

عند شَقّ شارع سريع بَيْن مَدينَتَيْن،

يَتِمّ تغيير معالِم المكان، تُجرف

التِّلال وتتغيّر طبيعة الجبال، ويتغيَّر

مَجْرى الوادي، تُقطع الأشجار،

وتُدمّر الأرض الزِّراعِيَّة، وكلّ ذلك

يُفْقِدُ الكائنات الحيّة في ذلك

المكان، مَأواها الطَّبيعِيَّ، فتَضْطَرّ إلى

 

الانتقال إلى مكان جديد، مَعَ كلّ ما يعني ذلك مِنْ قضاء مُحْتَمَل على هذِه الكائنات.

 

كَمْ مِنَ المَكانِ تَحْتاجُ؟
مَعَ ازدياد عدد سكّان العالم، وازدياد رُقْعَةِ العُمْران، أصبح تأثير الإنسان على البيئة حاسِمًا. لا تُفَكِّر

فقط بالبَيْت الّذي تعيش فيه، فأنْتَ بحاجة إلى مَساحات أخرى مِنَ الأرض غير بَيْتك، فَشَطيرة الفلافل

الّتي تأكلها الآن بِحاجة إلى مَساحة مَزْروعَة بالحُمّص، وأخرى بالبندورة والخيار، ومَكان للتَّسْويق،

وشوارع لإيصال الموادّ إلى البيت أو المدرسة، ومَساحة لِدَفْن النُّفايات.
مِنْ هُنا كانَتِ الحاجة إلى استعمال الأرض بِحِكْمَة، وعَدَم هدر مساحات كَبيرة بدون أنْ تكون هناك

حاجة ماسّة، وخصوصًا أنَّ مَساحة الأرض المُتَوَفِّرَة لِكُلّ دولة أو لكلّ مدينة هي مساحة محدودة،

وأنَّ أيّ استعمال جائِر للأرض يُعَرِّض البيئة الحياتِيّة للخَطَر، مِمّا يعود بالسوء على الإنسان نفسه.

وللنُّفايات دَوْر
كُلّ فرد مِنّا يُنْتِج أكثر مِنْ 2 كغم مِنَ النُّفايات كُلّ يوم، تُشَكِّل مُجْتَمِعَة آلاف الأطنان. وَلَوْ تُرِكَت على

سطح الأرض لَوَجَدَتْ طريقها إلى الأنهار، والمِياه الجَوْفِيَّة، وإلى البحار، ولشكّلت خَطَرًا على الحياة

البَحْرِيَّة، بما فيها مِنْ موادّ سامّة كالبَطّارِيّات، والدِّهانات، وموادّ التنظيف المنزلِيَّة.
بعض الحيوانات البَحْرِيَّة والبَرِّيَّة تَلوك قِطَعًا مِنَ البلاستيك، تَحْسَبُها غذاء يُؤْكَل، ولا تَسْتَطيع

التَّخَلُّص مِنْها فتموت.
هذا ما جعل السُّلُطات تَبْني مَكَبّات للنُّفايات، تستهلك مَساحات كبيرة مِنَ الأرض. ولكن حَتّى مع

استعمال مَكَبّات النُّفايات المُنَظَّمَة، يَظَلُّ جزء كبير مِنَ النُّفايات غير مُعالَج، ويَجِد طريقه إلى المياه

الجَوْفِيَّة، ويُسَبِّب تَلَوُّثًا للبيئة.

وهُناكَ أكثر مِنْ طَريقة لتَلَوُّث المِياه

في الطبيعة، وخُصوصًا ماء الشرب،

أو المِياه الّتي تُشَكِّل جُزْءًا مِنْ

بيئة الكائِنات الحيّة، مِنْها الزيوت

والشُّحوم والّتي تَغْسِلها مِياه الأمطار

في الشتاء عَنِ الشوارع، فَتَتَغَلْغَل في

الأرض، أو تَجْري مَعَ المِياه إلى النهر

والبحر.

 

17

أثير رَشّ المزروعات بالموادّ المُبيدَة
ومِنَ التأثيرات المُضِرَّة للإنسان على البيئة استعمال المُزارِعين لِلْمُبيدات الحَشَرِيَّة، وهذِه بعض الأضرار

الّتي يَتَسَبَّبُها مثل هذا العمل.
1 – استعمال المُبيدات للقضاء على الحشرات المُضِرَّة بالمزروعات، قَدْ يَضُرّ بالمزروعات نفسها. فالمُبيد

يُؤَثِّر على عملِيَّة التمثيل الكلوروفيليّ (البناء الضوئيّ)، فيؤدّي إلى تَغيير في لون النباتات.

2  – مِنَ المُمْكِن أنْ تُسَبِّب هذه المُبيدات

أضرارًا للإنسان مِنْ خِلال تَراكُمها في

الخضار والفواكه، ومِنْ ثُمَّ في الحيوان

الّذي يأكلها، وُصولًا إلى الإنسان.
3 – قد تَصِل المبيدات عَنْ طريق مِياه

الأمْطار إلى البِرَك والمِياه الجَوْفِيَّة، حيث

تتناولها الطيور والأسماك.

 

4 – المُبيدات لا تُفَرِّق بَيْن الحشرات المُفيدة والحَشَرات الضارّة للمَزْروعات، ولذلك فهي تَقْتُل الحشرات

المُفيدة أيضًا، مِمّا يُسَبّب خَللًا في التوازن البيئيّ الطبيعيّ، وفي السلاسل الغذائِيَّة القائِمَة في المَكان.

تأثير الإنسان على الهواء
ولا يَسْلَمُ الهواء أيْضًا مِنْ تأثير الإنْسان السَّلْبِيّ، بسبب ما يَضُخُّه مِنْمُلَوِّثات ناجمة عَنْ عَمَلِ المصانع ودُخّان السيّارات، وحَرق الوقود فيمَحَطّات توليد الطاقة الكَهْرُبائِيَّة.
وتُؤدّي هذِه المُلَوِّثات في الهواء الّذي نَتَنَفَّسه إلى مَشاكِل صِحِّيَّة، كجفاففي القَصَبَة الهَوائِيَّة، وجَفاف في العُيون، ومَشاكل في التنفّس، وحتّىالموت.
 

المَطَر الحِمْضِيّ
عندما تَخْتَلِط الغازات المُتَصاعِدَة نَتيجة حَرْق الوُقود على سطح الأرض بِبُخار الماء في الهَواء،

تَنْتُج مُرَكِّبات كيميائِيَّة جَديدة، تَظَلّ مُعَلَّقَة في الهواء إلى حين سُقوطها مَعَ الأمْطار على شكل مَطَر حِمْضِيّ.

وعندما يسقط هذا المطر على الأرض، فإنَّه يُسَبِّب ضَرَرًا كَبيرًا للنبات، ولو سقط فوق الأنْهار والبُحَيْرات،

لَتَسَبَّب بمقتل الأسماك والمخلوقات المائِيَّة.

18

https://video.link/w/njkxc

19

طُرُق للمُحافَظَة على تَنَوُّع الأحْياء والبيئة – حِمايَة الأرض
تَسْعى الدول والمؤسَّسات الحُكومِيَّة والجَمْعِيّات المَدَنِيَّة إلى وَقْف الفَساد الحاصِل في البيئات

الحَياتِيَّة في الطبيعة. وقد سُنَّتْ قوانين، وبُدِئَ بِنَشْر الوَعي لدى الجماعات والأفراد، بضرورة

المحافظة على البيئة، وأنْ يَأْخُذ كُلّ فرد على عاتِقِه الاهتمام بالبيئة والمحافظة عليها.
وتطلب الحكومات اليوم، أنَّ أيَّ تَغيير في طبيعة الأرض، ينبغي أنْ يأخذ بِعَيْن الاعْتبار

الكائنات الحَيّة الّتي تَعيش في المكان، فَقَبْلَ القِيام بِعَمَلِيّات الإنشاء في مكان جديد،

يجب دِراسة هذا المكان، ومعرفة عَواقِب العَمَلِيّات الإنشائِيَّة في البيئة الحياتِيَّة، وبما فيها

المَخلوقات الحَيّة، والماء، والتُّرْبة في المنطقة. فإذا أظهرت الدِّراسَة أنَّهُ مَوْطِن لأحَد الحيوانات

المُهَدَّدَة بالانقراض، أوْ أنَّ أعمال البِناء سَتُؤَثِّر سَلْبًا بِشَكْل كبير في البيئة، فلا يُسْمَح بالبناء.

حِمايَة الماء
الجُزْءُ الصالِحُ للشرب مِنَ المياه على الأرض هو جزء بسيط، وهو مَوْجود في الأنْهار، وفي الآبار

الجَوْفِيَّة، الّتي تُشَكِّل المصدر الرَّئيسِيّ لماء الشرب وللاسْتِعْمال البَيْتِيّ. ولكنّ مياه الغسيل،

ومِياه الحَمّام، والتَّنْظيف سوف تَتَغلْغَل في الأرض، وتَصِل إلى مُجَمَّعات المِياه الجَوْفِيَّة، إذا لم

يكن مَحَطّات لِتَجْميع ومُعالجة هذه المياه، في مَحَطّات مُعالَجَة مياه الصَّرْف الصِّحِّيّ.

حِمايَة الهواء
حِمايَة الهواء تَتَضَمَّن التقليل مِنْ أسباب تَلَوُّث الهواء، مثلًا التَّحَوُّل إلى الطاقة النَّظيفة

كالطاقة الشمسِيّة، بدل الطاقة الّتي تَعْتَمِد على الفحم الحَجَرِيّ والنِّفْط في تشغيل مَحَطّات

توليد الكهرباء.
ثُمَّ إنَّ نَشر الوَعي بأهَمِّيَّة تنفّس هواء نظيف أجْبَر شركات صناعة السيّارات أنْ تُنْتِج سَيّارات

أقلّ تَلويثًا للبيئة، وأنْ تُسَجِّل في نَشَراتِها عَنْ سَيّاراتها المُصَنَّعَة درجة التلوُّث لسيّاراتها.
وعلى المُستوى الفرديّ يستطيع كلّ مِنّا أنْ يُؤَدّي إلى تَخْفيض تَلَوُّث الهواء عَنْ طريق اقْتِصاده

باستعمال الكهرباء، وذلك بإطْفاء الراديو والمَراوِح والأجْهِزَة الّتي لا يحتاج إليها، وإبْقاء النَّوافِذ

مُغْلَقَة للحفاظ على المَنْزِل دافِئًا في الشِّتاء، وتَقْليل استخدام المُكَيِّفات في الصيف، واستعمال

 

الدَّرّاجَة الهَوائِيَّة بدل السيّارة الّتي تَحْرِق الوُقود.
وهناك طرق أخرى، تَطَرَّقْنا إليها في مَواضِع سابقة، مثل إعادَة التدوير، وإعادَة الاسْتِخدام

20

21

تأثير الإنسان على البيئة
يَتَدَخَّل الإنسان في البيئة مِنْ أجل مَنافِعِه، فهو يقطع الأشجار في الغابات، لكي يبني المُدُن

والطرق مَكانَها، مع الزِّيادة السكّانيّة الحاصلة، أو لكي يزرعها بمزروعات تُفيده في غذائه.
وفي بحث الإنسان عَنِ المعادِن، وإنْشائِه للمَناجِم والمَحاجِر، يُفْسِد الكثير مِنَ الأراضي، ويُلَوِّث

الأنهار، وبذلك يَخِلّ بِتَوازُن البيئة الحياتِيَّة.
وتعمل مَحَطّات تَوْليد الكهرباء، على بَثّ كمِّيّات كبيرة مِنْ ثاني أكسيد الكربون وبخار الماء، مِمّا

يؤدّي إلى تلويث الجوّ، وزيادة الاحتباس الحراريّ، الّذي يُؤدّي إلى اشتعال الحرائق، وقتل أعداد

مِنَ الحيوانات، وحُدوث خَلل في السلاسل الغذائِيّة، وتغييرات في المناخ.
ومِنْ أضرار الِاحتباس الحراريّ الفيضانات في مناطق معيّنة، مقابل التََّصَحُّر في مناطق أخرى،

وانصهار الجليد في القطبين، وغير ذلك مِنَ الكوارث الطبيعيّة.
ويُمارِس الإنسان صَيْد الحيوانات بما في ذلك الأسماك والحيوانات البَرِّيَّة. ولكنّ الصيد الجائِر،

بوجود وَسائل قتل وتَسْميم فعّالة، أدّى إلى نتائج كارِثِيَّة على الكائِنات الحيّة.
وأدّت جميع هذِه المُمارَسات إلى انْقِراض بعض الحيوانات مِنَ الطبيعة. سَواء كان ذلك

بسبب الصيد الجائِر، أو الرَّعْيِ الجائِر، ومُجْمَل المُمارَسات الضارّة الأخرى، مثل رَشّ المزروعات

بالمُبيدات الحَشَرِيَّة.

22

 ‬التوازُنُ‭ ‬البيئِيّ‭ ‬

في‭ ‬البيئة‭ ‬الحياتِيَّة‭ ‬الظاهرة‭ ‬في‭ ‬الشكل ‭ ،‬1‬تأكل‭ ‬الأرانب‭ ‬العشب،‭ ‬فيعود‭ ‬العشب‭ ‬وينمو‭ ‬مِنْ‭ ‬جديد،‭ ‬

ويأكل‭ ‬الذئب‭ ‬حاجته‭ ‬مِنَ‭ ‬الأرانب،‭ ‬فتعود‭ ‬الأرانب‭ ‬وتَتَكاثر‭ ‬مِنْ‭ ‬جديد،‭ ‬وهكذا‭ ‬يحصل‭ ‬كلّ‭ ‬كائن‭ ‬حيّ‭ ‬

على حاجاته الضروريّة (الغزال، السنجاب، والغنمات). مثل هذه البيئة هي بيئة مُتَوازِنَة.

ولكن‭ ‬ماذا‭ ‬يحدث‭ ‬لو‭ ‬أنَّنا‭ ‬قطعنا‭ ‬شجرة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬البيئة،‭ ‬وبَنَيْنا‭ ‬مَصْنَعًا‭ ‬قريبًا‭ ‬مِنَ‭ ‬المكان؟‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬الشكل‭ ‬

2.

لقد‭ ‬اخْتَفى‭ ‬السنجاب‭ ‬

والعصفور،‭ ‬بعد‭ ‬قطع‭ ‬

الشجرة‭ ‬الّتي‭ ‬كانت‭ ‬تَأويهما،‭ ‬

واختلف‭ ‬شكل‭ ‬المياه‭ ‬بعد‭ ‬

أنْ‭ ‬أصبحت‭ ‬مُلَوَّثَة‭ ‬بفعل‭ ‬

ما‭ ‬يَبُثُّه‭ ‬المصنع‭ ‬القريب‭ ‬مِنْ‭ ‬

دخّان‭ ‬ونُفايات،‭ ‬وربّما‭ ‬ماتت‭ ‬

الأسماك،‭ ‬وقَلّ‭ ‬عدد‭ ‬الأرانب‭.‬

لقد‭ ‬اخْتَلَّ‭ ‬تَوازُن‭ ‬البيئَة‭ ‬

الحَياتِيَّة‭ ‬عمّا‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬الشكل‭ 

1.

23

https://video.link/w/VMtxc

24

25

26
This free e-book was created with
Ourboox.com

Create your own amazing e-book!
It's simple and free.

Start now

Ad Remove Ads [X]
Skip to content