المغرب

المغرب

المغرب هي أحد دول المغرب العربي و تقع بشمال قارة أفريقيا و يحدها كل من الصحراء الغربية جهة الجنوب و الجزائر من جهة الشرق و مدينتي سبتة و مليلة الأسبانيتين من جهة الشمال. في القرن السادس ق.م كون الفينيقيون مستعمرات لهم بالمناطق التي تضم مدينتي شالة و الصويرة بغرب البلاد حاليا. في عام 110 ق.م قامت بشمال المغرب مملكة موريتانيا البربرية و التي كونت أول ملامح الحياة الحضارية بالمنطقة المغربية.

 في أوائل العصور الميلادية وقعت المنطقة المغربية في أيدي الرومان و فرضوا سيطرتهم عليها حتى بدايات القرن الخامس. في عام 429 م قضى الوندال على الحكم الروماني بالمنطقة و ضموها لمستعمراتهم. في القرن السادس توالى على حكمها القوط الغربيون ثم البيزنطيون.

 فتح المسلمون الأمويون المغرب في القرن السايع و ضموها لمملكتهم، و نقلوا إليها لغتهم و دينهم و مختلف ملامح ثقافتهم. في ظل حكم العرب لم تكن الدولة المغربية موحدة بل كانت مقسمة لعدة ولايات. في عام 789 سيطرت أسرة ‘الأدارسة’ على المنطقة المغربية و وحدوا ولاياتها و كونوا بها دولة إسلامية مستقلة عن الإمبراطورية العربية. في عهد الأدارسة كانت المغرب من أبرز القوى السياسية و المراكز الثقافية بشمال أفريقيا. في الفترة ما بين القرنين الحادي عشر و الخامس عشر تعاقبت مجموعة من الأسر البربرية على حكم المغرب و كانت أهمها أسرتا المرابطين و الموحدين. إبان فترتي حكم المرابطين و الموحدين كونت المغرب مملكة كبيرة ببسط نفوذها على كافة دول المغرب العربي و وسط و جنوب شبه جزيرة أيبريا (أسبانيا و البرتغال حاليا) و كذلك العديد من دول غرب البحر المتوسط.

 جاءت حروب الاسترداد في القرن الخامس عشر لتقضي على حكم المسلمين بالمنطقة الايبرية و تراجع بالتالي نفوذ المغاربة في هذه المنطقة. في القرن السادس عشر تولت أسرة السعديين حكم المملكة المغربية و قد كانت أول أسرة عربية تتولى حكمها منذ سقوط دولة الأدارسة بها. شهدت المغرب على أيدي السعديين نهضة حضارية و اقتصادية عظيمة كما استطاعت صد غزوات البرتغاليين و العثمانيين على أراضيها في عهد السلطان السعدي أحمد المنصور. في نهايات القرن السادس عشر انقسمت المغرب مرة أخرى إلى عدة دويلات و هو ما أثر سلبا على تقدمها الحضاري. توحدت المغرب مجددا في عام 1666 عندما تولت الأسرة العلوية حكمها و التي لا تزال تحكمها حتى الآن.

 في أواخر القرن السايع عشر تعرضت المغرب لسيطرة المد لاستعماري الأوروبي حيث احتلت انجلترا مدينة طنجة و احتلت أسبانيا مدينة العرائش بشمال البلاد، و لكن مع نهاية هذا القرن استطاع العلويون القضاء على قوى الاحتلال و ردوا المدينتين إلى الحكم الوطني. في القرن التاسع عشر كان العلويون يباهون أنفسهم باستقلال المملكة المغربية في الوقت الذي كانت تعاني فيه بقية دول المنطقة العربية من سيطرة الاحتلال الأوروبي. في عام 1912 فقدت المغرب استقلالها بإعلان كل من فرنسا و أسبانيا الحماية عليها. بعد ما يزيد عن أربعة عقود تخلصت المملكة المغربية من الاحتلال الأجنبي و أعلنت استقلالها في عام 1956.

 تتميز المغرب بتنوعها الثقافي حيث أنها كانت على مدار تاريخها محط للعديد من حضارات العالم و أممه و التي ساهم كل منها في بناء الكيان المجتمعي و الثقافي المعاصر للدولة. تتجلى تعددية المغرب الثقافية على آدابها و موسيقاها التي تتميز سماتها بالانفتاح و العالمية. تتمتع السياحة المغربية بتفوق مطرد و تعتمد بشكل أساسي على زخرة الدولة بالمعالم طبيعية مبهرة و شواطئ حريرية خلابة إلى جانب ثقلها الحضاري و ثرائها الثقافي الزخم و تراثها التاريخي المجيد. تتصدر السياحة التاريخية و الثقافية المشهد السياحي بالمغرب؛ فمعالمها التاريخية و مآثرها التراثية هي أبرز مقوماتها السياحية حيث أنها تجتذب إليها بشكل أساسي 60 % من إجمالي عدد زوارها سنويا. تتضمن أهم معالم المغرب الأثرية و التاريخية كل من قصر البادي و صومعة حسان و ضريح مولاي اسماعيل و حصن تيلويت و مدينة وليلي الرومانية الأثرية