DREAMS

كيف تحدث الأحلام؟

للتوصل لإجابة علمية عن هذا السؤال، أجريت الكثير من الأبحاث والتجارب التي تنطوي على متابعة عدد من الأشخاص أثناء نومهم؛ وذلك عن طريق توصيل أقطاب ترصد نشاط العقل والجهاز العصبي أثناء مراحل النوم المختلفة، وتبين أن جلّ الأحلام تحدث مع ما يعرف بحركة العين السريعة، وهي مرحلة من مراحل النوم الخمسة، التي تتميز بسرعة حركة العين، وتنطوي على حركة نفضية دورية سريعة للعينين في كل ليلة، يرافقها شلل في عضلات الجسم، وتختلف مدة حدوثها باختلاف العمر، فقد تصل مدتها لعشر دقائق لدى البالغين، ويتكرر حدوثها كل 90 دقيقية أو 110 دقائق فيبلغ إجمالي حدوثها أربع أو خمس مرات في الليلة، وتأتي بشكل دورات تستمر الأولى منها عند بداية النوم لفترة وجيزة، لتطول بعد ذلك مدتها في كل دورة بقليل إلى

حين الاستيقاظ. ومن هنا تنشأ نظرية تغير الأحلام أو الحلم بأشياء متعددة أثناء النوم ليلاً.

تنشط خلال هذه المرحلة خلايا عصبية بجذع الدماغ، تُعرف بـ«خلايا تفعيل النوم ذات حركة العين السريعة» وحال تنشيط هذه الخلايا العصبية، يتوقف الجسم عن إطلاق النواقل العصبية، المسؤولة بشكل مباشر عن تنبيه الخلايا العصبية المحركة، فتدخل عضلات الجسم في حالة من الارتخاء تُعرف بالشلل المؤقت؛ محدثة بذلك الأحلام.

عادة ما تحدث الأحلام على مستويين مختلفين، يتمثل أولهما في استدعاء الأحداث التي يعايشها الفرد خلال النهار أو الأحداث التي يفكر بها العقل قبل النوم مباشرة. ويتمثل المستوى الثاني في ظهور الأفكار والرغبات والصرعات الكامنة في نفس الفرد، والتي غالباً ما تكون من محتويات العقل الباطن، وتظهر على شكل أحلام بما يحقق للفرد الإشباع الذي يعجز عنه في الواقع أثناء اليقظة؛ لذا فإن الأحلام تعد ظاهرة صحية؛ لما تقوم به من تنفيس عن مكنونات النفس والعقل الباطن.

وظائف الحلم في علم النفس

أشار سيغموند فرويد المختص بدراسة الطب العصبي في كتاباته أنه يذهب للنوم؛ لتحقيق مكنونات نفسه ورغباته المكبوتة، وأكد أن وظيفة الحلم لا تقتصر فقط على تحقيق الرغبات المكبوتة؛ بل تمتد لتشمل وظيفتين، فعدا عن تحقيق الرغبات، تتمثل الوظيفة الأخرى في تحرير الفرد من التوتر اللاشعوري، ويكون الحلم حارساً للنوم. يعتقد فرويد أن كل حلم هو محاولة لتحقيق رغبة ما، وهذه الرغبة غالباً ما تكون شعورية لم يتح لها أن تتحقق خلال اليقظة، وقد تكون رغبة لاشعورية كتعبير مباشر لدافع مكبوت فتمثل بذلك الأحلام التي تحتوي على الدوافع الشعروية واللاشعورية معاً. فقد تتجمع بقايا أو ترسبات أفكار النهار مع ما يُعرف بالدافع اللاشعوري؛ لتنتج بذلك الأحلام، ونتيجة ذلك، يزود الدافع اللاشعوري الطاقة النفسية بمسوغ لتشكيل الحلم من الترسبات اليومية، وبالتالي تكون الوظائف الثلاث مشبعة ومحققة.

وقد أفاد باحثون آخرون إلى أن للأحلام وظائف أخرى لا غنى عنها لصحة العقل والجسم، تتمثل أولها في إتمام عملية التذكر؛ حيث يتم الاعتماد على الأحلام لسحب المخزون في الذاكرة المتوسطة وإعادة ترميزه وبثه وتصنيفه إلى الذاكرة البعيدة، فيتم الاحتفاظ به بشكل نهائي. أما الوظيفة الثانية فتتمثل في إتمام عملية التعلم، فتعد بذلك أمراً ضرورياً لإتمام التعلم؛ حيث أثبتت الكثير من التجارب أن الحرمان من النوم العميق يؤثر بشكل ملحوظ في إتمام عملية التعلم.

كما تساعد الأحلام في الحفاظ على التوازن الانفعالي، ويتم تحقيق التوازن الانفعالي هذا؛ بإفراغ الشحنات الانفعالية، خاصة العدوانية والجنسية بشكل رمزي في الليل؛ لمنع تراكم هذه الانفعالات، وتقليص تأثيرها الضار على الشخصية. وتعد الأحلام كذلك مدخلاً يمكن من خلاله الوصول من محتويات اللاوعي إلى الوعي بشكل مختصر وسريع، كما أنها تساعد في الوصول إلى معلومات من اللاوعي الموروث أو الجماعي، أو ما يُعرف بعناصر اللاوعي، التي تشترك فيها البشرية، والتي غالباً ما تكتسب في سن النضوج؛ وذلك بحسب نظرية يونج، التي تعد نظرية غير مثبتة؛ إذ يصف يونج اللاوعي المورث على أنه حالة يتم فيها توريث بعض الخبرات والذكريات، فتدخل إلى المخزون اللاوعي وتظهر للوعي عبر الأحلام؛ وذلك بشكل رمزي، أي عندما يتم قراءة الحلم بشكل منهجي، فقد يعد نافذة للوصول إلى مناطق مجهولة في نفس الفرد وفي تاريخه الشخصي والإنساني. ويمثل الحلم النصف الآخر للدورة العقلية، فهو الجزء الكامن في الظل مقابلاً لحالة الوعي وحالة الحقيقة، ولا تنجح الدورة العقلية إلا بنجاح نصفيها.

يؤدي انخفاض حجم يؤدي إلى انخفاض في يؤدي إلى زيادة حجمها ، وقد يؤدي ذلك إلى فقدانه في حالات معينة. خلال الأحلام ، فتتراكم مع مرور الوقت وقد تصل إلى الانفجار

بعد القراءة استنتجنا انه الرؤيا أو الحُلم سلسلة من التخيلات التي تحدث أثناء النوم، وتختلف الأحلام في مدى تماسكها ومنطقيتها، وتوجد كثير من النظريات التي تفسر حدوث الأحلام، فيقول سيجموند فرويد الأحلام هي وسيلة تلجأ إليها النفس لأشباع رغباتها ودوافعها المكبوتة خاصة التي يكون أشباعها صعبا في الواقع. ففي الأحلام يرى الفرد دوافعه قد تحققت في صورة حدث أو موقف والمثل الشعبي القائل الجوعان يحلم بسوق العيش خير تعبير على هذا، ولكن غالباً ما تكون الرغبات في الحلم مموهة أو مخفية بحيث لا يعى الحالم نفسه معناها، ولذلك فأن كثير من الأحلام تبدو خالية من المعنى والمنطق شبيهة بتفكير المجانين على عكس احلام اليقظة التي تكون منطقية جدا

ودراسة الأحلام وجدت لها آثار آثار على الألواح الحجرية التي ترجع إلى أقدم حضارة عرفتها البشرية ، واعتقدت بعض الشعوب القديمة مثل الإغريق أن الأحلام عموما هبة من الآلهة لكشف معلومات للبشر وزرع رسالة معينة في عقل الشخص النائم. ما هو أغرب حلمت به؟.