by maryam
Copyright © 2021
المجموعة الاولى
قصص شعبية من التراث الفلسطيني
الشاطر محمد
كان في قديم الزمان يوجد رجل وزوجته ولهما سبعة أبناء ذكور، والزوجة تعبة من عمل البيت وخدمة الأولاد، ولهذا كانت دائمًا تتمنى بأن يكون لها ابنة كي تساعدها في أعمال البيت، دعتْ ربها كثيرًا وظلتْ ترجو ذلك، وفي أحد المرات دعتْ، بأن ترزق بنتًا حتى لو كانت غولية “غولة”، مرتْ الأيام متثاقلة، والمرأة تكرر رجاءها بالدعاء، وإذ بها تحمل جنينًا في أحشائها ثم تضع مولودًا أنثى، فرحت الأم وسرّت كثيرًا بالابنة وأعدت لها لفافة وسريرًا يليق بمن تمنتها طويلاً، ومرت الأيام وكبرت البنت، وابنة القصة تكبر بسرعة أو كما يقولون.
وفي أحد المرات في الليل، قامت الابنة ورفعتْ غطاءها وتحركت ببطء حتى لا يصحو عليها أحد من أهلها، نزلت من سريرها، وراحت تبحث عن الغنم في الدار، فاهتدت إلى البايكة في الدار، وهو ما كانت توضع فيها الغنمات، لكن أحد إخوانها وكان الأصغر سنًا، وكان اسمه الشاطر محمد، كان مستيقظًا منذ البداية إلى النهاية، ورأى كل ما فعلت أخته، لأنه صحي على صوت حركة غير عادية في دارهم، كانت غير طبيعية في عمق الليل، فتح عينيه فضولاً ليعلم مَن مِن أهله يفعل ذلك، وألقى نظرة عابرة على مضاجع نومهم، فراعه ما رأى بعد ذلك، فقد وجد الجميع في أماكنهم ما عدا أخته الطفلة، لم تكن في سريرها الصغير، تلك التي كانت لا تستطيع خدمة نفسها في ذلك السن، رأها وقد أمسكتْ بإحدى الغنمات وقطعتْ رقبتها وأنشبت أنيابها فيها، فشربتْ دماء الغنمة قطرة قطرة وأكلتها، ولم تترك منها أثرًا، وعادت متسللة اللي سريرها الصغير، ووضعتْ على نفسها الغطاء وعادتْ للنوم، وكأنه لم يحدث شيء.
في الصباح قال الشاطر محمد لأمه، ابنتك غولة يا أمي، وقال لإخوته ووالده نفس الشيء، وقال لهم غدًا ستأكلكم إذا لم تأخذوا حذركم وتتصرفوا، وذكر لهم كل ما فعلتْ خلال نومهم في الليلة الماضية، الأب والأم لم يصدقوا ما قاله الشاطر محمد، لأنه كان الأصغر بين إخوانه، فهو من منظورهم لا يعي جيدًا ما يقول ولا يميز الأمور أو خطورتها لصغر سنه، إلا أن الوالدين أمروا أبناءهم السبعة بأن يسهر كل واحد منهم ليلة على مدى أيام الأسبوع، وذلك لمراقبة لماذا كان يتناقص عدد غنماتهم، فقد لاحظا بأن غنمة في كل ليلة كانت تختفي من الدار، سهر الأخ الأكبر في الليلة التالية إلا أنه لم يستطع الصمود في السهر طوال الليل، ونام، وفي الصباح وجدوا إحدى الغنمات وقد اختفتْ، بعد ذلك كان الدور في السهر على الأخ الثاني وحدث معه ما يشبه ما حدث للأخ الأكبر، وفي الصباح دقق على الغنمات أيضًا، فوُجدت إحداها ناقصة، ونفس الشيء حدث مع كل الإخوة الآخرين.
وحينما جاءت نوبة الشاطر محمد، قال لهم، أنا الذي سأمسك أختكم الغولة بالجرم المشهود، وظل مستيقظًا طوال الليل، ولم يغفو له جفن، وبقي متحفزًا لإثبات صدقه وجديته ونباهته، في عمق الليل رأى أخته تفك رباطاتها، وترفع أغطيتها، وتنزل من سريرها بخفة، وتخرج مباشرة إلى موضع الغنمات في البايكة، وفور أن شاهدها، وكانت تمسك بواحدة، وتشرع في أكلها، ما كان منه إلا أن قام، وأيقظ أمه وأباه وإخوته جميعًا، وقال لوالديه، أنظروا ماذا فعلت ابنتكم، وكانت توا قد أنهت أكل إحدى الغنمات، وراحت تعود إلى سريرها، صاحت الأم، الله أكبر، هل تقول عن أختك غولة، ماذا دهاك يا ولد يا مجنون، أختك تخرج للعب مع البنات والجلوس مع النساء، لا لشيء آخر، أنت لا تعرف أمور النساء، في الصباح قال وقد كذّبه أهله: “والله إنني سأرحل، وسأترك البلاد التي أنتم فيها”، ومضى في أرض الله الواسعة تاركًا وراءه أهله، بعد أن نصحهم بالمغادرة معه لينجوا جميعًا من الغولة، مضى الشاطر محمد في أرض الله، ومر على بلاد وبلاد، ورأى في طريقه أقوامًا شتى، وفي إحدى الديار لفتَ نظره وجود خيمة في أحد مضارب العربان، كانت في ناحية متطرفة من الخيام الأخرى “بيوت الشعر”، وجد في الخيمة امرأة عجوزا ً لا أحد عندها، ولكن عندها الكثير من الغنم والجمال والحلال، طرح عليها السلام، وسألها إن كان له عمل عندها، ليستطيع العيش وتدبر أموره، كان الشاطر محمد تبدو عليه الوسامة، والصحة واليفاعة، وطيبة الخلق، وحسن المظهر، وخفة الحركة والنشاط، وكان من نوع البشر القريب إلى النفس، لهذا لم تتردد المرأة العجوز بأن تقول له، أنا وحيدة يا بني، ومقطوعة ولا أحد يعينني، أهلاً وسهلاً بك، أنت هديتي من السماء، وأنا ليس لي أولاد، وأنت بمثابة ابن لي، ورزقك ورزقي على الله.
وفي كل يوم، كان الشاطر محمد يخرج في الصباح، وكان يذهب لرعي ماشية المرأة العجوز التي أضحت بمثابة أم له، وكان يعود في المساء ويقوم بباقي الأعمال، مرت الأيام، ومر غيرها وغيرها وهو على هذا الحال، وفي أحد الأيام، وبينما كان يقوم برعي الغنم والإبل في السهول والوديان لفت انتباهه، أن لبؤة “أنثى الأسد” في تلك الأنحاء كانت في حالة ولادة، لكن يبدو أن ولادتها كانت متعسرة، راح يساعد اللبؤة في الولادة لتضع جراءها، وفعلا راح يساعدها، فوضعتْ الشبل الأول، وأمسك به وأخفاه في عُبه، وأمسك بالثاني ووضعه في عبه أيضًا دون أن تنتبه اللبؤة على ما كان يفعل، المهم أنهى مساعدتها وترك لها بقية الأشبال، مضى عائدًا إلى خيمة أمه العجوز ومعه الأسدين الصغيرين، أعطى الأول لقب “شياح”، وأعطى الثاني لقب “رياح”، وصار يرعاهما ويطعمهما لحمًا ويسقيهما حليبًا إلى أن أصبحا أسدين حقيقين، وأحبهما كثيرًا، وأحبتهما أيضًا أمه العجوز، وتعلق به الأسدان، وجعل لهما مربطين خارج الخيمة، مرتْ الأيام وجاءت الأيام، وروح يا زمان وتعال يا زمان، وتبدلت أحوال، ولكن الشاطر محمد لا ينسى أهله ولا يسكتْ على ضيم، واشتاق لأهله، قال لأمه العجوز: أود أن أزور أهلي، وأن أرى ماذا حدث لهم بعد هذا الغياب، والبلاد يا أمي قد اشتاقت لأهلها، ردت عليه العجوز بعطف وحنان، وقالت: توكل يا بني على الله، ربنا يوفقك يا وجه الخير والسعد يا شاطر محمد، قال الشاطر محمد لأمه العجوز: لكن لي عندك
وصية يا أماه، قالت ما وصيتك يا شاطر محمد، قال وصيتي يا أمي، هي، أن تضعي في غيابي بجانب الأسدين وعاءين، في أحداهما سكن “رماد نار” وفي الآخر عسل نحل، إن رأيت الأسدين يلعقان من وعاء العسل ويتلذذان به، فهذا يدل على أني بخير، وابقيهما مربوطين وإياك فكهما، وإن رأيتهما يتمرغان في السكن بجنون وفزع، أطلقي سراحهما بسرعة ولا تترددي فهذه علامة على أني في ضيق وأحتاج إلى المساعدة.
مضى الشاطر محمد إلى أهله، وسار ومر على وديان وسهول وصحاري، وأضحى على مشارف بلدته التي تركها منذ سنين، فإذا به يرى ما لا يصدق، رأى بلدته خالية من الناس، لأن الغولة قد أكلت كل الناس بما فيهم أمه وإخوته، وأن أباه قد أضحى مستغولاً، وصار غولاً مع أخته الغولة، وأكلا معًا الإنسان والحيوان في بلدته، ورآهما عن بعد يلاحقان من على فوق سطوح البيوت ديك دجاج أعور “بعين واحدة” هو آخر أحياء البلد، وأن البلد أضحت خالية، وتبدو خراب وكأنها من آثار الأزمنة السحيقة في القدم، لأنها كانت مهملة ومهدمة وخالية من السكان، رأى وتأكد الشاطر محمد مما حدث لبلدته وأهلها، وكان يعتلي في تلك اللحظات ظهر ناقته، وهمّ بالرجوع إلى أمه العجوز قبل أن تكتشفه الغولة، فإذا بالغولة تراه من بعيد، وأضحى عاجزًا عن فعل شيء، لا هو يستطيع أن يهرب، ولا هو قادر على الاحتماء من شر الغولة، لأنها أسرع في الجري من ناقته لو حاول الهرب، ولم يبق له سوى أن يستسلم لقدره ويرى ما هو فاعل، وهكذا بقي واقفًا بينما أخته الغولة متجهة نحوه مسرعة، حينما وصلته، قالتْ له، أهلاً وسهلا بأخي الشاطر محمد، والله زمان يا شاطر محمد، أخذته إلى الدار، وأجلسته في ناحية، وربطت ناقته في ناحية مذرية بعيدة عن الأنظار، بعد قليل دخلتْ هي وأبوها على الناقة، هجما على إحدى أرجلها الأماميتين وكسراها وأكلاها، وخرجتْ الغولة لتقول للشاطر محمد: لماذا ناقتك يا أخي بثلاث أرجل؟ فَهِم الشاطر محمد ما حدث، وأجاب الغولة: تلك عاداتنا وتقاليدنا أن تكون الناقة عندنا بثلاث أرجل، ثم تحادثا معه قليلاً، وحينما شعرا بالجوع ثانية، دخلاً إلى ناحية مكان وجود ناقته، وأكلا الرجل الأمامية الثانية، وخرجا ليقولا له: لماذا ناقتك برجلين فقط؟ وهم يهدفان من ذلك إلى ترويعه، وإخافته، وجعل قلبه ينخلع من شدة الخوف وجعله يشيب قبل زمانه، بعد ذلك دخلتْ الغولة وأبوها إلى الناقة وأكلا الرجل الثالثة، وخرجا يسألان الشاطر محمد ما سألاه من قبل، ورد عليهما أيضًا أن ذلك من عاداتنا في بلادنا، بعد ذلك دخلا ليأكلا الرِّجل الرابعة، وبينما هم كذلك راح الشاطر محمد يُحادث نفسه، ما العمل، لو استمر الحال هكذا، بعد ان يأكلا الناقة كلها سيأتيان عليّ، وهما أيضًا في نفس الوقت الذي كان يحادث الشاطر محمد نفسه فيه، كانا يهزآن بالشاطر محمد، وبينما هما يأكلان الرجل الرابعة قالا في حيرة لا تخلو من المكر والحقد المبيت، كلما سألناه ملعون الوالدين، لماذا ناقتك هكذا، رد علينا بأن ذلك من عاداتهم في بلادهم، حسنا سنريه ذلك بعد الانتهاء من أكل الناقة، وبينما الأمر على هذا الحال، راح الشاطر محمد في قلق شديد، ومضى يُجهد تفكيره، كيف يتخلص من هذا المأزق اللعين، واهتدى إلى أنه طلب من الغولة إبريق الماء لكي يتوضأ للصلاة، ذلك بعد
أن انتهت من وجبتها وعادت إلى أين كان يجلس، قالت: نعم توضأ يا أخي واشكر الله واحمده، وهاك إبريق الوضوء، وتوضاء هنا يا أخي قريبًا مني، قال لها: لا، سأتوضأ فوق السطح، فعاداتنا هي أن نفعل ذلك حين الوضوء. وأخذ الإبريق وصعد إلى السطح، فوق السطح علّق عباءته على عرف شجرة يابس، ووضع قطعة قماش قديمة وسد بها فتحة الإبريق وأماله قليلاً لينسكب منه الماء ببطء، وجعل قطعة القماش تبتل وراح الماء يسقط في باحة الدار على شكل قطرات من الماء مستمرة، وكان يهدف من ذلك أن يوهم الغولة بأنه موجود، وعند ذلك راح هاربًا بأقصى ما عنده، وجرى، عساه أن يفلتَ من الغولة، وظل يقفز فوق السطوح، من سطح بيت إلى آخر، والغولة لاهية في أكل ما تبقى من ناقته، ووصل إلى خارج بيوت البلدة، واستمر في العدو، بعد ذلك استطول الغول والغولة الشاطر محمد، وقالا لنفسيهما الآن ينزل من على السطح، بعد قليل ينزل، إلى أن ملا الانتظار، وصعدت الغولة إلى السطح تستطلع الأمر، فلم تجد الشاطر محمد، وأدركت بأنه قد هرب، ونظرتْ في كل الجهات، فرأته بالكاد من على بعد، ورأته يعدو في أرض قفراء خارجًا من البلدة المنكوبة، راح الغول والغولة يعدوان خلف الشاطر محمد بأقصى سرعة، وهما طبعًا الأسرع في العدو، اقتربا منه وكادا أن يمسكا به، وبينما هو على هذا الحال لا يملك سوى العدو والهرب، رأى شجرة جميز وحيدة في تلك المنطقة، فأسرع قليلاً، وصعد عليها ليحتمي من الغولة، لأن الغيلان لا تستطيع الصعود على الأشجار، وصل الغول والغولة إلى الشجرة ووقفا تحتها وهما بكل ثقة وقد ازداد حقدهما على الشاطر محمد، كانا يدركان بأن نهايته حتمية، وما هي سوى لحظات ويسقط في أيديهما صيدًا سهلا ووجبة شهية، نادته الغولة: انزل، قال: لن أنزل، قالت: إذا لم تفعل طواعية، سأنفخ عليك بفمي وسأجعلك أنت والعرف الذي تقف عليه تطيران في الهواء، قال لها: انفخي، ففعلت، وإذا بالعرف الذي كان يقف عليه يُقصف وينكسر فتعلق بالكاد بغصن آخر، وأنذرته ثانية ورفض هو الإنذار فنفخت الغولة، وتكرر ذلك إلى أن بقي الجذع فقط من الشجرة وهو متشبث فوقها، قالتْ له: انزل أو أجعلك تطير أنت والشجرة معًا، قال الشاطر محمد: لن أنزل، راحت الغولة والغول يقشران جذع الشجرة بأنيابهما إلى أن أضحى الجذع رفيعًا، وراحت الشجرة تتمايل يمنة ويسرة، وحينما أدرك الشاطر محمد، أن لا فائدة من هذا الحال، طلب من الغولة أن يقول شيئًا قبل أن ينزل طواعية ويسلم نفسه، قالت وهي موقنة من نهايته: لك ما تريد، قل ما تريد يا أخي الحبيب اللدود، كان قد تذكر في تلك اللحظات الأسدين اللذين رباهما ورعاهما وتركهما عند أمه العجوز، حينها نادى بأعلى صوته، قائلاً، كلاما ليس في معناه بالنسبة للغولة، سوى أنه يودّع الدنيا وينعى مصيره المحتوم، قال: يا شياح، يا رياح، صاحبكم الشاطر محمد اليوم راح.
والغولة لا تدرك أن ما ناداهما الشاطر محمد هما الأسدين الضرغامين، هزأت الغولة مما قاله الشاطر محمد لأنها لم تفهم على ماذا كان ينادي المسكين، وقالت له: نادِ مرة ثانية وودّع الدنيا يا شاطر محمد، وجد الشاطر محمد أن الخدعة مرّت على الغولة، وها هو يُعطى فرصة أخرى لينادي
الأسدين، وفعل ذلك ثانية وما خاب، وصل نداء الشاطر محمد إلى أسماع الأسدين اللذين رباهما ورعاهما وأحبهما وحماهما من كلاب القبيلة حينما كانا صغيرين، فراحا يتمرغان في السكن وفي الطين، وانتبهت وشاهدتهما أمه العجوز التي أحبته كثيرًا واستطولت غيبته واشتاقت إليه، فقامت على وجه السرعة، وفكتْ رباطهما فانطلقا بسرعة البرق، وما هي إلا لحظات وغابا عن الأنظار، لم يمض وقت طويل بعد ما أنهى الشاطر محمد نداءاته وكررها “يا شياح، يا رياح، صاحبكم الشاطر محمد اليوم راح”. وإذ بالأسدين قد وصلا، ولم ينتظرا وانقضا فورًا على الغول والغولة وراحا يأكلانهما، وبينما الشاطر محمد كان ينزل عن الشجرة، كان يوصي الأسدين بأن يبقيا على جلدي الغول والغولة لأن له معهما عمل، أخذ جلد الغول والغولة، وعاد إلى أمه العجوز سالمًا غانمًا فرحًا بلقائها ومسرورة بلقائه، ووضع في عين الشمس جلد الغول والغولة إلى أن أصبحا جافين بحيث يصعب طيهما من شدة اليباسة، وصار بعد ذلك يحك الجلدين بعضهما ببعض فيتألمان ويصدران أصواتًا، كان صوت الغولة يقول للغول: مش قلت لك يا مخصي، هيا نأكله، فيرد جلد الغول: لو كنت أدري لوضعتُ رأسه في القدرة.
حكى لأمه العجوز كل ما حدث معه منذ أن استأذنها لزيارة أهله حتى عودته، فحمدت الله على سلامته وسُرّت بعودته، وحينها قال لها: سأريك شيئًا، قالت له: أرني، قام وأمسك بجلد الغول والغولة، وعمل على حكهما ببعض، وراحا يندمان كيف أفلت الشاطر محمد منهما ولم يأكلاه، فكانت أمه العجوز بعد أن تسمع ذلك تشمت بهما وتقول: هذا جزاؤكما يا غيلان، بعد ذلك عاد الشاطر محمد لرعي حلال أمه العجوز، وكان يأخذ معه جلدي الغول والغولة، وكان في حضور الرعاة يحك الجلدين بعضهما مع بعض، فيتشاجرا بالأصوات والرعاة لا يعرفون حقيقة ما حدث ويستغربون ما يسمعون، ومن ذلك حصل الشاطر محمد على نقود من الناس الذين كانوا يأتون لسماع الجلود التي تتحدث مثل البشر حينما تحك ببعضها، وكان بعضهم يعطون الشاطر محمد قمح وشعير وغنم مقابل ما يفعله من سحر وخوارق، باعتبار أن الجلدين وما يصدر عنهما من أصوات هو نوع من الخوارق، أصبح الشاطر محمد ميسور الحال بل واغتنى وتزوج، وعاش في هناء وأمان وسرور.
جبينة
كان يا مكان في قديم الزمان هالمرة لا بتحبل ولا بتجيب
يوم مر بياع هالجبنة ؟
قامت قالت :” يا طالبة يا غالبة تطعمني بنت يكون وجهها أبيض مثل قرص هالجبنة ؟
الله نطق علسانها حبلت وجابت هالبنت وجهها أبيض مثل قرص الجبنة , وسمتها ( جبينة )
لمن كبرت جبينة صارت حلوة كثير , وصرن بنات الحارة يغرن منها
يوم رحن رفقاتها قالن لها :” يللا يا جبينة نروح نلقط دوم “. قالتلهن :” غير ما تقولن لإمي
رحن قالن لإمها : ياإم جبينة بحياة جبينة تخلي جبينة تيجي معانا نلقط دوم
قالتلهن : أنا بخصنيش
روحن قولن لأبوها
راحن قالن لأبوها : يا أبو جبينة بحياة جبينة تخلي جبينة تيجي معانا نلقط دوم
قالهن : أنا بخصنيش . روحن قولن لعمتها
راحن قالن لعمتها : يا عمة جبينة بحياة جبينة تخلي جبينة تيجي معانا نلقط دوم
قالتلهن : أنا بخصنيش رحن قولن لخالتها
راحن قالن لخالتها : يا خالة جبينة بحياة جبينة تخلي جبينة تيجي معانا نلقط دوم
قالتلهن خالتها :” طيب خليها تروح
سحبن حالهن هالبنات وراحن يلقطن دوم وصلن شجر الدوم
قالن : أني اللي بدها تطلعلنا عالشجرة ؟
جبينة كانت أصغر وحدة وأعقل وحدة
قالت : ” أنا بطلع”
طلعت وصارت تقطعلهن دوم وتسقط تحت الشجرة
قالنلها احنا بنملليلك جونتك (الجرة)
ملين جونهن دوم وملين جونتها حلزون
صارت الدنيا مع الغياب دشرنها ع ظهر الشجرة وروحن ع دورهن
جبينة ما عرفتش تطيح عن الشجرة وصارت الدنيا ليل
راحت إمها سألت رفقاتها
قالنلها : جبينة ما راحتش معنا .
بعدين إجا هالخيال راكب هالفرس صارت هالفرس تقدم على هالشجرة وترجع لورا خايفة .. إطّلع ع هالشجرة شاف هالبنت
قالها : ” طيحي عن هالشجرة
مارضتش لأنها خايفة
قالها : عليكي الأمان وأمان الله
ردت هالبنت وطاحت
وركبها معاه عالفرس
وروحها معاه
بالليل جبينة دهنت حالها كلها أسود عشان بدهاش حدا يعرفها
الصبح فكروها عبدة صاروا يودوها تسرح بالغنم والطرش
صارت جبينة كل يوم وهي سارحة بهالطرش تقول
ياطيور طايرة في جبال عالية
ترعى غنم ترعى نوق وتقيل تحت الدالية
سلمن ع امي وأبوي وقولن جبينة راعية
وتصير تبكي , وتصير هالطيور تبكي والغنم وهالطرش تبطل توكل وتصير كلها تبكي
لاحظ ابن الأمير انه هالطرش بروح عالمرعى ويروح بدون أكل , كل يوم بضعف عن يوم
قال :” والله غير ألحقها وأشوف شومالها
لحق الطرش
لمن وصلوا ع المرعى قعدت جبينة وصارت تقول
ياطيور طايرة في جبال عالية
سلمن عامي وأبوي وقولن جبينة راعية
ترعى غنم ترعى نوق وتقيل تحت الدالية
وتصير تبكي , وتصير هالطيور تبكي والغنم وهالطرش تبطل توكل وتصير كلها تبكي .. ووقف صار يبكي وكل شي موجود حوليها صار يبكي .. وهو ابن الأمير وقف وصار يبكي
المغرب .. قالها :” تعالي , قري الصحيح .. مين انتي وشواللي صار معك
قالتله :” أنا اسمي جبينة , وصار معي هيذ هيذ هيذ
وقامت هالشحار الأسود عن وجهها المشحرة والا هي شو ؟ مثل القمر
إجا ابن الملك املك ( وأملك يعني عقد قرانه عليها ) عليها وقاموا هالأفراح وهالليالي الملاح
وتجوزها وجابت امها وأبوها لعندها
وجيت من عندهن وجاي
وطار طيرها وعليكم غيرها
نص نصيص
كان يا ما كان في قديم الزمان ,كان في هالزلمه,متجوز نسوان ثنتين,وحده منهم بنت عمه والثانية غريبة,والثنتين بحبلنش.قال بدي أروح على هالشيخ بلكي على الله انه يعطيني دوا لهالنسوان .
راح الزلمة عالشيخ وقاله:”بدي منك دوا بخلي نسواني يحبلن .” قاله الشيخ :”بتروح على الجبل الفلاني بتلاقي هناك غول ,بتقوله )بدي حبتين رمان اطعمهم لنسواني على شان يحبلن,) وشوف شو بقولك.”
راح الزلمه ,اجا على هالغول , دغري هد عليه حلقله لحيته , وقصقصله حواجبه, وقاله:” السلام عليكم”.قاله الغول:”عليكم السلام. لولا سلامك سبق كلامك كان خليت اخوي اللي في الجبل الثاني يسمع قرط عظامك .شبو بدك؟” حكاله. قاله الغول :”روح على الجبل الثاني بتلاقي اخوي الكبير بتسأله,بدلك.” راح عالجبل الثاني , لاقى هالغول وعمل مثل ما عمل لاخوه وقاله: “السلام عليكم “. قاله الغول ” وعليكم السلام .لولا سلامك سبق كلامك كان خليت أختي اللي في هظاك الجبل تسمع قرط عظامك . شو بدك؟”حكاله . قاله:” روح عند اختي على هظاك الجبل بتدلك.”
راح ,لاقاها قاعده, قالتله شو بدك ؟”قالها: “بدي حبتين رمان أطعمهم لهالنسوان على شان يحبلن .”قالتله:”بتنزل على هظاك البستان بتلاقي غول نايم , ذان فرشة وذان غطا . بتقطع حبتين رمان وبتشرد. “سوا الزلمه زي ما قالتله الغوله, وروح.اهوته في الطريق , جاع قال: “بدي اوكل من حبة بنت عمي لانها بتزعلش علي ابتقبل مني نص حبة . “فلق حبة واكل نصها . لما روح عالدار اعطى المره الغريبة حبة رمان , واعطى بنت عمه نص حبة.
حبلن الثنتين مع بعظ . المره الغريبه جابت توم اولاد, سمى واحد”حسن” وواحد”حسين”. وبنت عمه جابت نص بني ادم سماه “نص نصيص”. وكبروا
الولاد .يوم قالوا لأبوهم : بدنا نسرح عالصيد والقنص. “حسن وحسين قالوا بدهم كل واحد فرس وبارودة. وافق ابوهم وأعطاهم. نص نصيص قال:”بدي سخلة جربة, ومقحار طابون.”جابوله زي ما طلب.
وسرحوا. صاروا حسن وحسين يطخوا في البارود وما يصيدوش ولا اشي. نص نصيص ينام عالأرظ ويخلي الغزال وهو ماشي يضربه على اجريه ويكسرله اياهم. اخوته قالوله: ” اعطينا الغزلان الي صدتهم تنروحهم ونقول احنا صدناهم”. قالهم: ” على شرط، بسخن الختم تبعي وبختم على الغزلان علامه”. قالوله: طيب.
روحوا على الدار واعطوا الغزلان لامهم . امهم طبخت ورمت عظامهن باب دار نص نصيص. صارت ام نص نصيص تعيط. شافها نص نصيص. قالها : ” ليش بتعيط ؟” قالتله: “بحر، اخوتك حسن وحسين بيصيدوا الغزلان وانت لأ. ” قالها: ” وهم الي بيصيدوا؟ روحي شوفي ختمي على كل غزال.” فرحت امه وشافت الختم.
ثاني يوم، سرحوا عالصيد غابت عنهم الشمس وهم بعاد عن البلد .اجوا على هالبلد مالقوش فيها الا هالغولة بتطارد ورا ديك . لمن شافتهن صارت تقول: “اهلاً وسهلا يا ولاد اخوي. “ربطت خيلهم وهالسخلة في باب هالدار فوتتهم وعملتلهم عشا وعشتهم. قالتلهم: “شو بوكلن خيولكم ؟ “قالولها: “شعير محسك وحليب صافي . “حطتلهم. قالت لنص نصيص: “شو بتاكل سخلتك؟ “قالها : “نخالة وميه وعجين”. حطتلها.
فرشتلهم ميشان ينام . حسن وحسين نام على المصطبه. نص نصيص قالها : “انا ما بقدرش انام على المصطبة. “في قرطلة معلقة في سقف البيت. قالها : “انا بدي انام في القرطله , بس اعطيني كبشة فول وقربة مي . “خزق هالقربة خزق صغير وعلقها فوق راسه, صارت تنقط على راسه وقعد بهالقرطلة وصار يقرش بهالفول. الغوله فكرتهم نايمين . صارت تقول: “يا اسناني امظين , امظين , على حسن واخوه حسين .”عاد نصن نصيص فايق وسامعها . صار يقول: “كيف انام وكيف انام, وبطني خالي من الطعام؟ “قالتله الغولة: “شو بدك توكل؟ “قالها بدي ديك محشي اوكله وانام.
سوتله هالديك .”اكله, راح ينام. رجعت الغوله تقول: “يا اسنيناتي امظين , امظين , على حسن واخوه حسين . “قام نص نصيص قال: “كيف انام وكيف انام وبطني خالي من الطعام؟ “قالتله : “شو بدك توكل؟ “قالها: “بدي خروف محشي محمر ومقمر, اوكله وانام”.
ما سويت الخروف وخلصت,الا هي الشمس طالعة.قالولها: “بدنا مي منشان نغسل. “راحت تجيبلهم ميه , وهو قلهم : “ولكم قوموا, هذي غوله . “قاموا, ركبوا, وشردوا . ولما رجعت لاقتهم شاردين , لحقتهم .يوم ما شفتهم صارت تقول: “يا حليب روب روب واربط جرين خيلهم في الدروب! ” اوقفنا خيلهم, اعيين يمشين .دشروهن وركبوا ورا اخوهم نص نصيص على السخلة العرجه. وصار نص نصيص يظرب هالسخله بهالمقحار ويقول: “يا صوان اقدح , اقدح, ويا نخله طيري , طيري. “طارت سخلته وأوصلتهم لدارهم , والغوله لحقت الخيول وأكلتهن.
انبسط ابوهم من نص نصيص اللي انقذ اخوته من الغولة. قالهم نص نصيص: “واللي يجيبلكم الغولة لعندكم ؟”قالوله:”اذا بتقدر,بنقر وبنعترف انك اشطر من اخوتك الاثنين.”
راح نص نصيص اشترى هالحمار وحمل عليه هالصندوق ,وملاه حلاوه مطاطة . يوم ما وصل دار الغوله , صار ينادي : “هاي الحلاوه! هاي الحلاوه! طلعت الغوله, قالتله:”بقديش”؟ “قالها مثل ما تقول: “الاوقية بقرش. “اكلت اوقية ,اوقيتين. ثلاثة. ما شبعتش . قالها: “شو رأيك تطيحي في الصندوق وتوكلي قد ما بدك وبعدين منتحاسب ؟ “وافقت وعبرت في الصندوق . أهو قام سكر باب الصندوق بهالجبل ومكنه, وصار يمشي تنه وصل بلده والغوله ملتهيه في الاكل .يوم ما أوجه على بلده صار ينادي: “اوقدوا النار وعلوا شعالها , جبتلكم الغوله بحالها ! واللي يحب النبي يجيب حزمة حطب وبصة نار!”
قالتله الغوله: “شو بتقول؟”
قالها: “بقولافردوا حرير وظبوا حرير,جبتلكم الاميرة بنت الامير ؟) “يوم ما صارت النار كبيرة دبوها هي والصندوق في النار وتخلصوا من شرها.
المجموعة الثانية
قصص من التراث اليهودي
أيام الأمس
أخبرتني الجدة: في الأيام الماضية كانت حياتنا بسيطة وغير معقدة
ولكن على الرغم من كل مصاعب الحياة ، كان لدينا فرحة الحياة
مقارنة باليوم ، عندما يكون كل شيء في متناول اليد ولكن لا ترى بهجة الحياة ولا تشعر بها ، كان لدينا أسلوب حياة صعب. كل ما تم القيام به كان في جهد. لقد استغرقنا وقتًا طويلاً للوصول إلى القرى المجاورة بسبب وسائل النقل والخيول والحمير
في العمل الزراعي ، حرثنا الأرض باستخدام حراثة الأخشاب والثور ، وزرعنا الشعير وحصدنا المحصول باليد
كان عملاً شاقًا ولكنه ممتع. كان موسم الحصاد تجريبيًا واحتفاليًا
من القمح حصلنا على الطحين الذي نخبز منه الخبز في الفرن
في ما تبقى من الحصاد استخدمنا كغذاء للماشية التي قمنا بتربيتها في المنزل
في الأعياد والحفلات ، حضر جميع السكان. استقبلوا بعضهم البعض ، وزار الجميع الجميع ، وإذا أراد أي شخص المساعدة ، كان الجميع على استعداد لمساعدته
“هروب”
كانت امرأة ولها سبعة أبناء ، صلت إلى الله وقالت
“إله ملك العالم! أعطني ابنة “! استمع لها الله وأعطاها ابنة اسمها “راش”
نشأت “طفح جلدي” في المنزل مع والدتها وشقيقها. ذات يوم ذهبت الأم مع ابنتها لغسل الصوف في واد بالقرب من القرية. لعبت “راش” ، وقد استمتعت وبعد فترة قصيرة شعرت بالتعب ، واستلقيت على الأرض ونمت
عندما حلّ الليل وحل الظلام تمامًا ، قررت العودة إلى المنزل. حملت الصوف في يديها وغادرت. في المنزل ، تتذكر الأم ابنتها. عرفت أنها نسيتها في الوادي! اتصلت بأبنائها وأمرتهم بالذهاب وإحضار أختهم من الوادي على الفور ، لكن أبنائها رفضوا خوفًا من الوحوش المخيفة التي كانت موجودة هناك
لم تستطع الأم النوم طوال الليل ، وانتظرت حتى يضيء ضوء اليوم التالي ، لتتمكن من البحث عن ابنتها
في الصباح استيقظت “راش” ونظرت حولها ولم تعرف أين هي
كانت خائفة جدا وبدأت في البكاء
بعد فترة وجيزة ، بدأت “راش” في استيعاب ما حدث ، وبدأت في البحث عن والدتها في الجوار المباشر
“أزهرت” والدتها ، فتشت وفتشت ولم تجد. فجأة لاحظت شيئًا ما على قمة الجبل. قررت الصعود لترى ما كان عليه. صعدت حتى حلول الليل ، بعد معاناة وإرهاق وصلت إلى المكان الذي رأته. كان قصرًا كبيرًا ورائعًا ولكنه مهجور ومهمل وقذر جدًا ، قامت بتنظيف القصر وترتيبه وطهي أيضًا حساءًا لذيذًا برائحة جذابة
وفجأة انفتح الباب وسمع صوت خطوات من اتجاه مدخل القصر. “راش” كان خائفا جدا وسرعان ما اختبأ تحت الطاولة. فلما دخل أصحاب القصر لم يصدقوا عيونهم! كان القصر نظيفا ومرتبا. تقدموا بحذر نحو المطبخ وقالوا: من هناك؟ ليخرج ويكون مثل أخينا ويعيش معنا بسلام
سمعت “بلوسوم” ما قالوه وكانت سعيدة للغاية. ذهبت إليهم وقدمت نفسها وفي الصباح حذر أصحاب القصر المتهورون من فتح الباب أمام أحد
في ذلك الوقت ، كانت والدة “راش” تبحث عنها في كل مكان ولم تتمكن من العثور عليها
قرعت الأم الباب وقالت: “يا ابنتي العزيزة ، افتحي لي الباب حتى نتمكن من العودة إلى المنزل معًا بسلام
ولم تسمع “راش” صوت الأم وطلبت منها المغادرة على الفور
كانت الأم غاضبة للغاية وقالت في قلبها: “سأسممها ، أيها الخائن الصغير
ذهبت الأم وأخذت فاكهة مجففة تحبها “بلوسوم” كثيراً ، ووقفت أمام الباب وطلبت من “بلوسوم” أن يفتحها لها ، لكنها رفضت وطلبت منها مغادرة المكان والعودة إلى حيث أتت
وضعت الأم الفاكهة المجففة أمام الباب وغادرت
فتحت “بلوسوم” الباب بعناية ورأت أن والدتها تركت لها الفاكهة المجففة التي تحبها بالقرب من الباب وقالت: “أتمنى أن أفتح الباب لأمي ، ظننت أنها تريد معاقبتي ولم أكن أعرف أنها تريد أن تعطيني بعض طعامي المفضل
تناول “طفح جلدي” قطعة صغيرة من الفاكهة المجففة. علقت القطعة في حلقها وبدأت في السعال. سمعها الملاك وسارعوا لمساعدتها. حملوها ووضعوها على جمل وأخذوها إلى الطبيب. في الطريق التقيا بامرأة عجوز تحمل عصا. أخبر أصحاب القصر السيدة العجوز بما حدث ، فأوقفت الجمل ، وخفضت “الطفح الجلدي” على الأرض وبدأت تضغط بشدة على أسفل صدرها حتى بصق “الطفح” القطعة. وشكرت “راش” السيدة العجوز كثيرا وقررت البقاء والعيش مع من يعتني بها
القيل والقال في الأسرة
في منزل كبير ، عاش الأجداد وأبناؤهم وأحفادهم المتزوجون
ذات يوم طرق شخص ما على الباب. أسرعت مريم الحفيدة إلى الفتح لترى من هي
كانت سعاد خالتها وابنتها اللطيفة. استقبلت ميريامهما ودعت الجدة وأمي للجلوس مع العمة نعيمة ودعت ابنة عمها سعاد للحضور واللعب معها ومع أختها أميرة في الغرفة
قبل العشاء ، اتصلت أمي بمريم لمساعدتها في ترتيب الطاولة. غادرت ميريام الغرفة وساعدت والدتها بسرعة
تركت سعاد وأميرة للعب
– “هل تعلمت الطبخ يا أميرة”؟ سألت سعاد أميرة
– “نعم ، بدأت أمي تعلمني الطبخ.” أجاب أميرة. “شرحت لي أنني سأصبح طاهية ماهرة
قالت سعاد “جميلة جدًا ، لكني أعتقد أن الخميرة لن تتعلم الطبخ أبدًا لأنها سمينة وغبية جدًا ، وبالكاد تتحرك
قالت أميرة: “ليس لطيفًا ما قلته يا سعاد عن أعز أصدقائك”. “بدأت ميريام أيضًا بالدراسة وهي لا تطبخ بشكل سيء على الإطلاق
في تلك اللحظة دعتهم والدة مريم للحضور إلى المائدة لتناول الطعام
“تابع! قالت سعاد “أريد أن أنتظر هنا في الغرفة حتى تصل الخميرة
عندما وصلت ميريام أخبرتها سعاد أن أختها أميرة أخبرتها بأمور سيئة. على سبيل المثال ، أنها لا تستطيع الطبخ لأنها سمينة وغبية وبالكاد تستطيع الحركة
صدمت ميريام بشدة وبكت بمرارة: “أختي لن تقول مثل هذه الأشياء القاسية عني ، وإذا كان الأمر كذلك فلن أسامحها أبدًا
فجأة دخل بيان إلى الغرفة ، سألتها ميريام
“هل أخبرت سعاد أنني لا أستطيع الطبخ لأنني سمين وغبي؟
ورد البيان المفزع: “لا! لا ! أنا لم أقل ذلك أبدا! سعاد هي التي قالت هذه الأشياء عنك أثناء ذهابك لمساعدة والدتك في إعداد مائدة الطعام. هل هذا صحيح سعاد؟
شعرت سعاد بالخجل الشديد وأجابت بصوت حزين: نعم قلت ذلك. أنا آسف جدا ، وأنا أعتذر
ميريام وأميرة غفروا لها بشرط ألا تكرر هذا السلوك المخزي مرة أخرى ، ووعدتهم سعاد بأنها لن تتصرف هكذا أبدًا
Published: Feb 15, 2021
Latest Revision: Feb 15, 2021
Ourboox Unique Identifier: OB-1045188
Copyright © 2021