by najeh mohamd nbare
Copyright © 2021
بوريم (عيد المساخر، عيد الفور
عيد البوريم
والآن وصلنا إلى الشهر الثاني عشر في التقويم اليهودي، وهو شهر آذار. يقول التلمود إنه ابتداءً من أوائل هذا الشهر “يجب أن نكثر بالفرح”. وسبب الفرح في آذار هو عيد البوريم المحتفل به في الرابع عشر من شهر آذار، وذلك ما عدا القدس حيث يحتفل بالعيد في الخامس عشر من الشهر. من حين إلى آخر، عندما يصادف الخامس عشر من الشهر يوم السبت، يحتفل سكان القدس بعيد البوريم خلال ثلاثة أيام في الـ-14، والـ-15 والـ-16 من الشهر!
ويشكل ذلك مميزًا واحدًا من مميزات غريبة كثيرة لهذا العيد العجيب. مميز آخر هي الوصية الدينية في الإفراط في شرب الخمر لدرجة عدم القدرة على التمييز بين “موردخاي المبارك” و”هامان اللعين”. وقبل العيد تقريبًا بأسبوع قد نرى الصغار (وأحيانا حتى الكبار!) يرتدون الأزياء التنكرية، ذلك لأن في هذا اليوم يجوز للناس، بل يفرض عليهم الاستهزاء بالأشياء الأكثر قدسية بالنسبة لنا.
في الظاهر، يحيي عيد المساخر ذكرى سلسلة الأحداث الغريبة نسبيًا التي تم وصفها في سفر إستير. في فارس القديمة، أقنع زعيم مهووس بالعظمة (هامان) ملكًا غبيًا (أحشويروش) بأن يسمح بذبح جميع اليهود. ولكنّ تدخل مستشار الملك، موردخاي، وبنت أخيه الجميلة، إستير، التي تم انتخابها ملكة في مسابقة جمال، أدى إلى تغيير هذا الحكم القاسي، أو بالأحرى منحت الطائفة اليهودية الحق بالدفاع عن نفسها. فالقصة تستمر من خلال مؤامرات داخل القصر وسلسلة من الولائم والحفلات، حتى أنه في نهاية القصة، يعلن موردخاي وإستير عن القيام بعيد للشعب اليهودي احتفالاً بخلاصهم من الإبادة، وذلك عن طريق منح الهدايا للفقراء ورزم من المأكولات الحلوة الشهية لأصدقائهم. ويكون سفر إستير هو الوحيد في العهد القديم الذي لم يذكر فيه اسم الله ولو مرة واحدة. (أما في كثير من الطبعات المسيحية للعهد القديم هناك أصحاحات إضافية لسفر إستير تمت كتابتها باللغة اليونانية أصلاً وفيها يذكر اسم الله، ولكن كما ذكرنا فإن تلك الأسفار ناقصة في النسخة العبرية).
ومن أجل دراسة مفاهيم سفر إستير العميقة وكل مضامين عيد المساخر سنحتاج إلى دراسة أوسع بكثير من هذه الكراسة المختصرة. ولكن دعنا نلخص بعض النقط المهمة:
By Artist Arent de Gelder
اقترح مفسرون يهود في تفسيرهم لسفر إستير أن القصة تبدو عديمة البعد الإلهي في الظاهر فقط، وذلك محاكاة لإدراكنا للواقع، حيث الواقع أيضًا يبدو أحيانًا عديم الإله. يتسنى لنا أن نلاحظ التدخل الإلهي والرعاية الإلهية في العالم فقط عندما نفحص من تحت السطح ونضيف بُعد الإيمان.
يمكن تحليل هذه القصة كنموذج للتجربة اليهودية في الشتات: الاندماج في المجتمع المحلي، اللاسامية، العلاقات مع السلطات، ردود فعل الطائفة اليهودية في أوقات الضيق، والدفاع عن النفس. ولأن التضامن اليهودي هو بين أهم ردود الفعل عند المجتمع اليهودي في أوقات الضيق (“اذهَبِاجْمَعْ جَمِيعَ الْيَهُود…” إستير 4: 166)، فالفرائض المذكورة أعلاه – هدايا للفقراء وإرسال ورزم من المأكولات للأصدقاء (إستير9: 222) – هي فرائض تشجع التضامن الاجتماعي.
إحدى العادات البارزة في عيد المساخر هي ارتداء الأزياء التنكرية. إذن على مستوى معين، يتحدث العيد عن الهوية – الشخصية والجماعية على حد سواء – وعن العلاقة “بالآخر”. وإحدى الطرق للتواصل مع “الآخر” هي عن طريق وضع الأقدام في أحذيته، بالمعنى الحرفي للقول، أو لعله عن طريق مواجهة “الآخر” الكامن في داخلنا.
هناك حكمة حاخامية، لم ترد أصلاً بالنسبة لعيد المساخر، وتقول: إن طبيعة الإنسان تتبين في غضبه وكأسه وجيبه” والبعض يضيف أيضا “وضحكه”. وللأسف يضيع عند الترجمة الجناس الاستهلالي المستخدم هنا في العبرية، ولكن مع ذلك نستطيع فهم هذه الحكمة في سياق عيد المساخر. سنشرح ذلك بشكل مقلوب من آخر الحكمة لأولها: يشكل عيد المساخر فرصة مثالية لإظهار الفكاهة اليهودية، إذ ترجع جذور المسرح العبري واليديشي الحديث إلى “البوريمشبيل” التهكمي (مسرح بوريم). أما “الجيب” اليهوديفيتميز في كثرة الصدقات والعطايا، وأما الشرب، فيكون، كما أشرنا سابقًا، بمثابة فريضة، ولكنه لم يؤد عادة إلى العنف أو إلى أي نوع من التصرف غير المقبول (أنظر فيما يلي). والغضب إزاء اللاسامية من قبل العالم غير اليهودي واضح جًدا ولكنه يسكت في معظم الأحيان.
ولا نتصرف بالنزاهة إن لم نعترف بوجود بعض المجموعات المتطرفة داخل المجتمع اليهودي العصري في إسرائيل، وخاصة داخل مجتمع المستوطنين، الذي للأسف قد انتهز عيد المساخر للقيام بأعمال التخريب ضد جيرانهم العرب، والمثل الأسوأ لذلك هو الجريمة البشعة التي ارتكبت في الحرم الإبراهيمي الشريف في عيد المساخر عام 1994، عندما تمت مذبحة المصلين المسلمين الأبرياء أثناء الصلاة على يد أحد المستوطنين. ولكننا نؤمن أن تراث العيد لم يفرض هذه التصرفات، بل العكس، فالتقليد يوفر لنا مثالاً ممتازًا لطريقة استخدام العدوان – حتى عندما يأتي بالحق – بطريقة غير مهلكة. هنالك فريضة في العهد القديم تقول: “تَمْحُو ذِكْرَ عَمَالِيقَ مِن تَحْتِ السَّمَاءِ” (أنظر “الخروج” 17 و”التثنية” 25: 17-19). لأول وهلة تبدو هذه الفريضة، لا سمح الله، كوصفة للإبادة الجماعية. ولكن هامان كان من نسل أجاج العماليقي (أنظر إستير 3: 1 وصموئيل الأول 15: 8). فطريقتنا في تأدية هذه الفريضة بمحو ذكر عماليق هي كما يلي: عند قراءة سفر إستير في الكنيس في عيد المساخر، نثير الضجة كلما يذكر اسم هامان في النص. وما أجمل هذه الطريقة لتحويل مشاعر الغضب والعدوان إلى شيء غير مؤذ. يا ليتنا استطعنا كلنا أن نجد طرقًا إبداعية كهذه للتعامل مع مشاعر الإحباط!
بالنسبة لليهود المتدينين يتضمن عيد المساخر قراءة سفر إستير في الكنيس في ليلة العيد والصبح الذي يليه. هنالك احتفال جماعي أو عائلي يتخلله الكثير من الفكاهة والشرب والغناء والرقص والمسرحيات الهزلية ويتم توزيع رزم المأكولات الحلوة على الأصدقاء، كما ويتم إعطاء الصدقة للفقراء. ويعتبر اليهود في إسرائيل – متدينون وغير متدينين على حد سواء – عيد المساخر فرصة للقيام بحفلات تنكرية ومسيرات هزلية وأحداث أخرى. فإنه أقرب شيء عندنا “للكرنفال” في ريو.
إن إحدى المأكولات التقليدية لدى طوائف يهودية كثيرة هي المعجنات المحشوة ببذور الخشخاش واللوز والشوكولاتة وأنواع أخرى من الحلويات، ويطلق عليها بالعبرية “أوزني هامان” (أي “أذون هامان”) بينما يطلق عليها باليديش “هامينتاشن” (أي “جيوب هامان”). والتحية الشائعة في العيد تكون “بوريم سامياح”.
والكلمة الاختتامية عن هذا العيد: لماذا يوجد فرق بين القدس وباقي المدن؟ في سفر إستير، طال القتال في شوشان العاصمة يومًا إضافيًا بعد ما انتهى في سائر أنحاء فارس (أنظر “إستير” 9: 17-18). لذلك احتفل يهود شوشان بخلاصهم المدهش يومًا واحدًا بعد بدء الاحتفالات في الأماكن الأخرى. وأراد الحاخامون أن يحترموا مدينة القدس المقدسة بقدر ما احترموا مدينة شواشن على الأقل، لذلك أمروا أن يحتفل بالعيد في القدس فيما يسمى بـ”شوشان بوريم” وليس في يوم بوريم نفسه. إنهم شعروا أن بوريم رغم كونه بالأساس احتفال الشتات فما زال يجب في إطاره منح مكانة خاصة للقدس
عيد الفطر
עיד אל-פטר
עיד אל-פׅטְר (عيد الفطر) – חג שבירת הצום, מכונה גם ‘החג הקטן’. חג מוסלמי הנחגג ביום הראשון בחודש שָׁוַּאל (החודש העשירי בלוח השנה המוסלמי), ונמשך שלושה ימים. החג מציין את סיום חודש הרמדאן, חודש הצום המוסלמי.
בבוקר היום הראשון לציון החג, מתקיימת תפילה המונית במסגדים, שעיקריה דברי שבח והודאה לאללה על שעזר למאמינים לעבור את ימי הצום. המתפללים חייבים לאכול או לשתות משהו לפני ההגעה למסגד, על מנת להדגיש את דבר שבירת הצום. אחרי התפילה נהוג ללכת לבקר בבתי הקברות ולכבד את זכר המתים. חג זה עומד בסימן מחילה, אחווה וקהילתיות – ומנהגיו בהתאם: מתן צדקה לנזקקים, עריכת סעודות משפחתיות גדולות, הענקת מתנות לנשים ולילדים ואכילה מרובה של מתוקים.[1]
عيد الفصح اليهودي
وجدت في: يهودية / الأعياد
يعتبر عيد البيسح (الفصح) الذي يستمر لثمانية أيام من أكبر وأشهر الأعياد اليهودية. ولكن أقل شهرة منه هو احتفال الميمونا الذي يحل في اليوم التالي مباشرة بعد آخر أيام البيسح. لهذا الاحتفال جذور قديمة نشأت في الجاليات اليهودية في شمال إفريقيا والتي جلِبت إلى إسرائيل مع هجرة يهود شمال إفريقيا في الخمسينيات وأوائل الستينيات. تتميز الميمونا باحتفالات ملونة برزت بشكل متزايد في العقود الأخيرة في الحيز العام والتي تعكس طابع وعادات يهود شمال إفريقيا (المغاربة على وجه الخصوص).
تحاول عدة فرضيات شرح الخلفية التاريخية لظهور ونشوء الاحتفال بالميمونا، تقول إحداها أنه احتفال بذكرى وفاة ميمون (والد العالم اليهودي الكبير الحاخام موسى بن ميمون) في القرن الثاني عشر; تقول أخرى أنه احتفال بحصاد المحصول وبحلول الشهر الذي يصادف بداية السنة الزراعية; وتقول ثالثة أنه يصادف يوم إلهة الحظ والثروة في شمال إفريقيا. أيا كانت الخلفية، تعتبر الميمونا احتفالا يبشر بالصحة، الثروة، الزواج، والولادة الناجحة.
هناك من يربط الميمونا بحقيقة أن اليهود في شمال أفريقيا اعتادوا كتم فرحهم خلال عيد البيسح لكون الإعراب عن الفرحة يكون ممكنا عند انتهاء العيد فقط. يعتقد آخرون أن الميمونا كانت احتفالا بإعادة الجيران المسلمين للأطعمة الممنوع لليهود تناولها في البيسح والتي كانت تباع لهم من قبل اليهود قبل العيد كلفتة رمزية، وكان يحتفل اليهود بإعادة هذه الأطعمة بتحضير مأكولات كان من المحظور عليهم تناولها خلال العيد.
تركز أمسيات الاحتفال بالميمونا على تحضير واستهلاك كميات كبيرة من الطعام، خاصة الأسماك والألبان مع الفطائر الساخنة (الموفليتوت) المغطاة بالزبدة والمربى والفواكه، إحدى أكلات الميمونا الخاصة. تكون الطاولات في هذه الاحتفالات مليئة بالزينة التي تمثل الحظ والثروة. تفتح عائلات كثيرة بيوتها للضيوف في احتفالات الميمونا بينما تنتقل العائلات الأخرى من بيت إلى آخر كضيوف.
من تقاليد الاحتفالات بالميمونا الخروج إلى الهواء الطلق بعد الاحتفالات المسائية وتناول الطعام في الطبيعة. يذهب البعض إلى البحر – كتقليد لإحياء ذكرى عبور اليهود للبحر في خروجهم من مصر – بينما يتنزه آخرون في الحدائق، كطريقة للتعبير عن الأمل بحصاد وفير وحياة مليئة وغنية. بينما يأكل المحتفلين بالعيد الأسماك ومنتجات الألبان في احتفالات المساء، عادة ما يتناولون اللحوم في نزهات الشواء في الحدائق في اليوم التالي. كان مركز الاحتفالات في الميمونا في القدس في السنوات الأخيرة، وخاصة في حديقة “جان ساكر” حيث يذهب إليها عشرات الآلاف لاحتفال وتناول الطعام. تعد الميمونا احتفالا خاصا بيهود شمال أفريقيا والذي امتد ببطء إلى كافة المجتمع اليهودي الإسرائيلي الأكبر، حيث يعتبره البعض احتفالا عاما لكافة اليهود في الدولة.
عيد الاضحى
עיד אל-אדחא
עיד אל-אדחא (عيد الاضحى, תעתיק מדויק: עיד אל-אַצְ’חא) – חג הקורבן, מכונה גם ‘החג הגדול’. חג מוסלמי הנחגג ביום העשירי בחודש ד’ו אל-חג’ה (החודש השנים-עשר בלוח השנה המוסלמי), ונמשך ארבעה ימים. חג זה מציין את סיום מצוות החג’, העלייה לרגל למֵכּה, ובו המאמינים מקריבים קורבן לאללה. אלו החוגגים את החג בביתם מקיימים טקס דומה הנהוג באותו היום במכה, שסִדרו: תַסְמִיָה (אמירת המשפט “בשם אללה הרחמן והרחום”), תפילה על הנביא (צלאת עלא אל-נבי), פנייה לעבר הקׅבְּלָה (כיוון התפילה, הפונה אל עבר הכעבה, האבן הקדושה במכה), אמירת תַכְּבּׅיר (“אללה הוא הגדול ביותר”), ולבסוף זבח הקורבן. שליש מבשר הקורבן – בהמת צאן, בקר או גמלים שאין בה כל פגם – ייאכל על-ידי המקריב ומשפחתו, ואילו החלקים הנותרים יינתנו לנזקקים. מנהגי החג האחרים כוללים צום ביום שקודם לחג (‘יום אל ערפה’), קניית בגדים חדשים לקראת החג, הכנת ממתקים ועלייה לקברי קרובי-משפחה ואמירת פסוקי קוראן לזכרם.
נהוג לייחס את שורשי החג לעקידה[1] הנזכרת בקוראן בפרשת ‘הערוכים’ (37, סורת אל-צאפאת), בה אברהם החל בטקס הקרבת בנו כקורבן, אך נחדל ברגע האחרון בידי אללה – שסיפק לו בהמת קורבן כתחליף.
בישראל, החג נחגג ע”י האוכלוסייה המוסלמית, הצ’רקסית והדרוזית, ואף מוכר כיום שבתון רשמי לאוכלוסיות אלו. אולם, בעוד מנהגי החג בקהילה המוסלמית בישראל זהים לאחיותיה בניכר, חג הקורבן הדרוזי הינו בעל משמעות שונה – מתייחס למנחות שהעלו קין והבל לאלוהים, ושבעטיין אירע הרצח הראשון בעולם – ומנהגים ייחודיים. בפולחן הדרוזי, עשרת הימים הקודמים לחג (‘ליאלי אל-עושר’) מקבילים ל’עשרת ימי תשובה’, והם מוקדשים לתפילה ולתחנונים. ימים אלו מוגדרים כימי חסד ורחמים, ובהם אף ה’גֻ’הָאל’, שאינם בקיאים ברזי הדת, רשאים לפקוד את בתי התפילה. ביום החג עצמו, קוראים חכמי-הדת (‘העֻקָאל’) את סיפור בריאת העולם וקורות הימים, וזובחים זבח בכל בית (להוציא משפחה שנפטר אחד מבניה). בימי החג נהוג לערוך ביקורי משפחות ושכנים, לבצע סולחות ולתרום למוסדות דת ונזקקים.[2]
حانوكا
الفترة التي تلي نهاية عيد السوكوت وهي شميني عاتسيريت في إسرائيل تسمّى بفترة “أحاري ها-حاجيم” أي ما بعد الأعياد. هذه التسمية تمثل العودة إلى الروتين العادي للحياة اليومية. فإن الشهر الثامن من التقويم العبري هو “حشوان” ولكنه يسمّى أيضًا “مار- حشوان” مع إضافة كلمة “مار” التي تعني “مُر” بالعبرية وذلك لأنه ليس فيه أي أعياد. أما في طبيعة الحال فهذه الفترة حلوة ومرة في نفس الوقت، وذلك لأننا نشتاق إلى الجو الاحتفالي الذي يميز فترة الأعياد ولكننا مع ذلك نتشوق لممارسة الأعمال المتبعة في حياتنا اليومية. ونبدأ أيضًا بالبحث عن السحاب في السماء أملين بأن الشتاء سيكون ماطرًا في بلادنا.
العيد الأول الذي يحل بعد شهر حشوان يبدأ في الخامس والعشرين من الشهر التالي – شهر كيسليو – ويستمر ثمانية أيام داخلاً إلى شهر طبيث (ما يقابل شهري كانون الأول والثاني) . مثل عيد البوريم (عيد المساخر) تعود جذور هذا العيد أيضًا إلى فتاوى الحاخامين. لذلك، رغم وجود فرائض دينية معينة يلتزم بها اليهود خلال العيد (وأبرزها، في حانوكا، إضاءة الشموع) فليست هنالك تحريمات على العمل أو السفر إلخ. تكون المدارس في إسرائيل مغلقة ولكن معظم الناس يمارسون أعمالهم خلال أيام العيد.
مثل الأعياد الأخرى يكون عيد الـ”حانوكا” أيضا متعدد المفاهيم. فمن الناحية التاريخية يحيي العيد ذكرى الثورة الناجحة لعائلة الحشمونائيم، بقيادة يهودا “الماكابي”، ضد القوات الأجنبية المحتلة – اليونانيين- السوريين – بقيادة أنتيوخوس أبيبانس. لقد دنس المحتلون الأجانب الهيكل المقدس في القدس وأصدروا أوامر كثيرة ضد ممارسة العبادات اليهودية. وهددت إطاعة هذه الأوامر بقاء الإيمان اليهودي. وتميزت هذه الثورة أيضًا بنوع من الصراع الداخلي ضمن الطائفة اليهودية ضد ميول الاندماج بالحضارة اليونانية وتبنيها. واستمر القتال ثلاثة أعوام تقريبًا حتى في الخامس والعشرين من شهر كيسلو، عام 164 ق.م أفلحت القوات المدعوة بـ”الماكابيم” يتحرير القدس وشقت طريقها إلى الهيكل المدنس. وتقول الأسطورة التقليدية إنه عندما أرادت قوات الماكابيم أن تعيد إضاءة الشمعدان التقليدي الموجود في الهيكل، وجدت إناء زيت صغيرًا من شأنه أن يكفي ليوم واحد فقط. وكان الماكابيم بحاجة للسفر مسافة ثمانية أيام كي يحصلوا على كمية إضافية من الزيت ويأتوا بها إلى القدس (ولكوننا مقيمين في المنطقة نعرف أن هذه الفترة كانت فترة قطف الزيتون لذلك كان الزيت متوفرًا). ولكن إناء الزيت الصغير قد كفّى بأعجوبة لإضاءة الشمعدان طيلة الأيام الثمانية حتى أُتي بكمية زيت إضافية من القرية.
أصبحت تلك المعجزة، معجزة إناء الزيت الصغير، رمزًا للقوة الكامنة في الأمة الصغيرة من أجل البقاء والتغلب على أعدائها. ويقصد اسم العيد الذي يعني حرفيا “تدشين” إلى إعادة تدشين الهيكل خلال هذه الفترة. ويُحتفل بالعيد باعتباره “عيد الأنوار” بالسعادة والشكر لله تعالى خلال ثمانية أيام. وهناك مجموعات كثيرة ومختلفة داخل الشعب اليهودي تضفي على عيد الـ”حانوكا” مفاهيم عصرية. فقد أكد الصهاينة العلمانيون الانتصارات العسكرية التي أحرزت في تاريخ هذا العيد وهناك بعض حركات الشبيبة وحتى الوحدات العسكرية التي تنظم حتى يومنا هذا مسيرات “في أعقاب الماكابيم”. ويرى اليهود اليبراليون في “حانوكا” تعبيرًا أوليًا للحرية الدينية والحق في الاختلاف عن الغير وحتى في الإطاحة بقوة أجنبية. ويرى بعض اليهود الأرثوذوكس في نور “حانوكا” رمزًا مستعارًا لدراسة التوراة مشيرين إلى أن جذر هذه الكلمة التي تعني “تدشين” بالعبرية يشبه جذر كلمة “حينوخ” العبرية والتي تعني “التعليم”.
وأحد الأبعاد الذي ينطوي على التناقض في عيد الحانوكا هو أن الحضارة اليهودية التقليدية قد استوعبت بالفعل كثيرًا من التأثير اليوناني. فإن المحكمة الربانية كان يطلق عليها اسم “السنهادرين”، وهي كلمة يونانية، وإن المفاهيم والطرق الفلسفية اليونانية متبعة في التلمود. ويقدر معظم اليهود العصريون مؤسستين نشأتا في اليونان وهما الديمقراطية والمسرح.
وقد يكون المثال الأكثر سخرية لهذا التأثير الحضاري هو أن إحدى العادات اليونانية القديمة الأكثر إشكالا في وجهة نظر الحاخامين كانت المباريات الرياضية التي تتمثل بالألعاب الأوليمبية. وذلك لأن الرياضيين كانوا يتبارون عادة وهم عراة، لذلك إذا أراد اليهود المشاركة في هذه المباريات، كان من المفروض أن تتم إجراءات خاصة على أعضائهم الجنسية بهدف إلغاء الختان كي لا يُعرف بأنهم يهود. ولكن في الوقت الحاضر يطلق على الأولمبياد اليهودي الدولي بـ”الماكابيا”. فهل كان يهودا الماكابي سيقبل هذه التسمية؟ أين يعبر الخط الفاصل بين الاستيعاب الحضاري وبين الاندماج الحضاري التام؟ ولأي مدى يستطيع اليهود أن يكونوا منفتحين للتأثيرات من الخارج من دون أن يفقدوا هويتهم؟ كل هذه الأسئلة تثار في عيد الحانوكا.
ولكن بالنسبة لمعظم اليهود، المتدينين والعلمانيين على حد سواء، فإنهم يعتبرون حانوكا من الأعياد المحبوبة لديهم، بغض النظر عن هذا “العبء” التربوي والإيديولوجي. وما يجذبهم إلى هذا العيد في أغلب الظن هو طقوس إضاءة الشموع مع العائلة المتجمعة حول الشمعدان المعروف بالـ”حانوكيا”. كل ليلة خلال ثماني ليال تتم إضاءة الشموع بترتيب تصاعدي: شمعة واحدة في الليلة الأولى، وشمعتين في الليلة الثانية إلخ… حتى ثماني شمعات في الليلة الثامنة. وتتخلل هذه الطقوس البركات، والأغاني، وألعاب الأطفال، والمأكولات الشهية، والعادة التقليدية لتوزيع مصاريف العيد نقداً على الأولاد. وهناك تقليد آخر بدأ يصبح شائعًا مؤخرًا، خاصة في الطوائف اليهودية الغربية، حيث يعطي الناس هدايا خاصة بعيد الحانوكا، وذلك في أغلب الظن بتأثير من تقليد إعطاء الهدايا في عيد الميلاد المسيحي. أما نوع مأكولات العيد فيختلف من طائفة لطائفة: في إسرائيل – الدوناتس (زلابية) المحشوة بالمربى والمعروفة بـ”السوفجانيوت”، وفي أوروبا – فطائر البطاطا المقلية، وفي دول المغرب العربي – السفينج المالح والمقلي. وإن القاسم المشترك بين كل هذه المأكولات هو أن يتم تحضيرها بالزيت لذكرى المعجزة.
מולד אל-נבי
مولد النبي الشريف
מַוְלִד א-נבי (مولد النبي, תעתיק מדויק: מַוְלִד אל-נַבִּי) – חג לידת הנביא, המצוין ביום ה-12 בחודש רַאבִּע אל-אָוַל (‘האביב הראשון’), החודש השלישי בלוח השנה המוסלמי.[1] החגיגות כוללות בעיקר תפילה, דקלום שירה אודות חיי הנביא ומתן צדקה ואוכל לנזקקים. חשוב להוסיף כי החג מצוין באופן שונה בין מדינה למדינה – במצרים החג כולל תהלוכות דגלים ולפידים; בירדן המלך משתתף בקריאה ציבורית של קטעים מספר ‘חיי הנביא’ (אל-סירה אל-נבאויה); ואילו במערב אפריקה החג משתלב בציוני חגים קדם-אסלאמיים (כך למשל, שבט הקוֹטוֹקוֹלי בטוגו מציין באותו היום את ‘פסטיבל הסכינים’). בסעודיה, לעומת זאת, החג נאסר לציון עוד מימי השושלת הווהאבית (ששללה פולחן מתים).
באשר לארץ-ישראל, עדויות לקיום החג מצויות החל מהשלטון העת’מאני, שהפך את החג לרשמי ב-1910. בימינו, החג מצוין בעיקר בערים הגדולות, וכולל תהלוכות דגלים וחלוקת מתוקים לעוברים ושבים
Published: Feb 2, 2021
Latest Revision: Feb 2, 2021
Ourboox Unique Identifier: OB-1030511
Copyright © 2021