المسجد الأقصى
هو أحد أكبر مساجد العالم ومن أكثرها قدسية للمسلمين، ويشد الرحال إليها وفق سنة رسول الله، وهو أيضا أولى القبلتين وثالث الحرمين، وهناك خلط كبير بينه وبين مسجد قبة الصخرة، فالأخير جزء من الأول.
قد أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس ، وصلى بالأنبياء في هذا المسجد المبارك .
قال سبحانه : ( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) الاسراء /1 .
ويعرف الأقصى بأسماء متعددة تدل كثرتها على علو مكانة المسمى، وقد جمع للمسجد الأقصى المبارك وبيت المقدس أسماء تقرب من العشرين أشهرها المسجد الأقصى وبيت المقدس وإيلياء.
مساحته
“تبلغ مساحة المسجد الأقصى قرابة 144,000 متر مربع، ويشمل قبة الصخرة والمسجد القبلى والمصلى المروانى وعدة معالم أخرى يصل عددها إلى 200 معلم، ويقع فوق هضبة صغيرة تسمى “هضبة موريا”، وتعد الصخرة أعلى نقطة فيه، وتقع فى قلبه”.
وووفقا لتقارير رسمية فلسطينية، تبلغ مساحة المسجد الأقصى المبارك حوالى 14 ألف متر مربع، وتبلغ أطواله الغربى 491 مترا، والشرقى 462 مترا، والشمالى 310 أمتار، والجنوبى 281 مترا.
بناء المسجد الأقصى
“مسجد قبة الصخرة، بنى المسجد والقبة الخليفة عبد الملك بن مروان، وبدأ فى بنائها عام 66 هجريا الموافق 685 ميلاديا، وانتهى منها عام 72 هجريا الموافق 691 ميلاديا”.
وكان أول بناء للمسجد الأقصى في عهد الخليفة عمر بن الخطاب حوالي عام 20 هـ وكان مبنياً من الخشب أما المسجد الثاني فقد بناه عبد الملك بن مروان وأكمله ابنه الوليد وكانت مساحته ضعف مساحة البناء الحالي وأما المسجد الحالي فيرجع إلى الفترة الفاطمية حيث قام المعز لدين الله بتضييق المسجد وإزالة أربعة أروقة من كل جانب.
أما قبة الصخرة بناها الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان (65-86هـ) حيث بدأ العمل في بنائها سنة 66هـ/ 685م، وتم الفراغ منها سنة 72هـ/ 691م.
المصلى القِبْلي أو الجامع القِبْلي
هو جزء من المسجد الأقصى ومعلم من معالمه -وليس كله- وهو المبنى المسقوف الذي تعلوه قبة رصاصية، يقع جنوبي المسجد الأقصى باتجاهِ القبلة ومن هنا جاءت تسميته بالقِبلي، كان أول من أمر ببناءه الخليفة عمر بن الخطاب عند فتحهِ للقدس عام 15 هـ الموافق 636م. وهو المصلى الرئيسي الذي يتجمع فيه المصلون المسلمون خلف الإمام في صلاة الجمعة في المسجد الأقصى.
وقد كان الجامع القبلي أول ما بنيّ مسجدا أو مصلى صغيرا، ولكنه بُني مجددا بعد ذلك ووسِّع في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان وابنه الوليد ابن عبد الملك الذي انتهى البناء في عهده عام 705 م. بعد ذلك بحوالي إحدى وأربعين سنة، أي عام 746 م، دُمِّر المسجد القبلي نتيجة زلزال؛ ليعاد بناءه آنذاك في عهد الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور عام 754 م. بعد ذلك، أعيد البناء في عام 780 م. وفي عام 1033 م، دمر زلزال آخر معظم أجزاء الجامع القبلي؛ ليقوم الخليفة الفاطمي الظاهر لإعزاز دين الله بإعادة بناء المصلى، والذي لم يزل المصلى في هذا الوقت محافظا على تصميم الأساسات لبناء الظاهر لإعزاز دين الله ، كذلك فإن الفسيفساء التي على القنطرة التي باتجاه القبلة كذلك تعود لذلك العهد.
قبة الصخرة
“مصلى قبة الصخرة هو أحد أجزاء المسجد الأقصى “فالمسجد الأقصى هو كل ما داخل سور الأقصى”، وهو جزء من أحد أهم المساجد الإسلامية فى مدينة القدس، وويعد أيضاً من أجمل الأبنية فى العالم، وتعد قبّته من أهم وأبرز المعالم المعمارية الإسلامية، وهو أقدم بناء إسلامى بقى مُحافظاً على شكله وزخرفته.
“قبة الصخرة عبارة عن بناء مثمن الأضلاع له أربعة أبواب، وفى داخله تثمينة أخرى تقوم على دعامات وأعمدة أسطوانية، فى داخلها دائرة تتوسطها “الصخرة المشرفة” التى عرج منها النبى محمد (صلى الله عليه وسلم) إلى السماء فى رحلة الإسراء والمعراج، وترتفع هذه الصخرة نحو 1,5 متراً عن أرضية البناء، وهى غير منتظمة الشكل يتراوح قطرها بين 13 و 18 متراً، وتعلو الصخرة فى الوسط قبة دائرية بقطر حوالى 20 متراً، مطلية من الخارج بألواح الذهب، رتفاعها 35 مترا، يعلوها هلال بارتفاع 5 أمتار.
أبواب المسجد الأقصى
للمسجد الأقصى المبارك 15 باباً، منها عشرة أبواب مفتوحة وخمسة مغلقة. أما المفتوحة فهي: باب الأسباط وباب حطة وباب العتم، وتقع هذه الأبواب الثلاثة على السور الشمالي للمسجد الأقصى. وباب المغاربة وباب الغوانمة وباب الناظر وباب الحديد وباب المطهرة وباب القطانين وباب السلسلة.
وهذه الأبواب السبعة تقع على السور الغربي للمسجد، وكلها مفتوحة وتستعمل من قبل المصلين المسلمين باستثناء باب المغاربة الذي صادرت قوات الاحتلال مفاتيحه عام 1967 ومنعت المسلمين من الدخول منه إلى الأقصى.
وأما الأبواب المغلقة فهي: الباب الثلاثي والباب المزدوج والباب المفرد وباب الرحمة وباب الجنائز، وتقع هذه البوابات في السور الجنوبي والسور الشرقي للأقصى. على أن الباب المفرد لا توجد له في الوقت الحاضر آثار واضحة في سورالمسجد الأقصى المبارك.
مآذن المسجد الأقصى
وللمسجد الأقصى المبارك 4 مآذن تعود لأيام العهد المملوكى، تقع 3 منها على صف واحد غربى المسجد، وواحدة فى الجهة الشمالية على مقربة من باب الأسباط.
الأربع مآذن يعود تاريخ إنشائها جميعا إلى العهد المملوكي أي في الفترة بين عامي 677- 769 هـ الموافق 1278- 1367 م.
وتقع ثلاث منها على امتداد الجهة الغربية للمسجد الأقصى ابتداءً من باب الغوانمة ثم باب السلسلة ثم باب المغاربة والرابعة تقع في الجهة الشمالية بين باب الأسباط وباب حطة.
ويرجع عدم وجود مآذن في الجهة الجنوبية والشرقية إلى أن الأقصى بني على تلّة ارتفعت في الوسط والشمال وانخفضت في الشرق والجنوب، والمآذن بحاجة إلى مكان صلب ومرتفع. كما أن النشاط الإنساني والسكاني بعد الفترة الأموية تمركز في الجهة الغربية والشمالية وكانت الحاجة لاستخدامها في هذه الجهات أكثر من غيرها.
المصلى المرواني
المصلى المرواني هو معلم من معالم المسجد الأقصى تحت ساحات المسجد الأقصى المبارك الجنوبية الشرقية، ويتحد حائطاه الجنوبي والشرقي مع حائطي المسجد الأقصى المبارك، وهما كذلك حائطا سور البلدة القديمة في مدينة القدس.
عرف هذا الجزء من المسجد الأقصى المبارك قديما بالتسوية الشرقية، إذ بناه الأمويون أصلا كتسوية معمارية لهضبة بيت المقدس الأصلية المنحدرة جهة الجنوب حتى يتسنى البناء فوق قسمها الجنوبي الأقرب إلى القبلة على أرضية مستوية وأساسات متينة ترتفع لمستوى القسم الشمالي. ويرجح أن يكون قد بنى قبل الجامع القِبْلي، لهذا السبب، وأنه استخدم للصلاة ريثما يتم بناء هذا الجامع.
يضم المصلى 16 رواقا حجريا قائما على دعامات حجرية قوية، ويمتد على مساحة تبلغ نحو أربعة دونمات ونصف (الدونم = ألف متر مربع)، حيث يعد أكبر مساحة مسقوفة في المسجد الأقصى المبارك حاليا. ويمكن الوصول إليه من خلال سلم حجري يقع شمال شرق الجامع القِبْلي، أو من خلال بواباته الشمالية الضخمة المتعامدة على السور الشرقي للمسجد الأقصى المبارك، والتي تم الكشف عنها مؤخرا.
خلال فترة الاحتلال الصليبي للقدس، حوله المحتلون إلى إسطبل لخيولهم، ومخزنٍ للذخيرة، وأسموه “اسطبلات سليمان”. ولا يزال بالإمكان رؤية الحلقات التي حفروها في أعمدة هذا المصلى العريق لربط خيولهم. وبعد تحرير بيت المقدس، أعاد صلاح الدين الأيوبي تطهيره وإغلاقه.
وظل المصلى المرواني مغلقا لسنوات طويلة، نظرا لاتساع ساحات الأقصى العلويّة، وقلة عدد شادّي الرحال إلى المسجد المبارك. ثم أعادت مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات ولجنة التراث الإسلامي ببيت المقدس تأهيله، وفتحه للصلاة، في نوفمبر 1996م -1417هـ ،حيث أقاموا درجا يقود إليه عبر الباب الثلاثي المغلق في الجدار الجنوبي للمسجد الأقصى المبارك.
سبيل الكأس
يقع هذا السبيل المشهور أمام المصلى القبلي في منتصف المسافة تقريبا بينه وبين البائكةالجنوبية التي تقود إلى صحن قبة الصخرة (الواقعة في قلب المسجد الأقصى المبارك). قيل إنه من بناء العباسيين في الأصل، ولكن البناء الحالي تم في عهد السلطان الأيوبي أبو بكر بن أيوب عام 589هـ – 1193م، كما جدده المماليك.
يسمى سبيل أو ميضأة الكأس لشكله الشبيه بالكأس، كما وله من الأسماء: “بركة”.
والكأس جميلة المنظر، عبارة عن بركة أسطوانية الشكل، وفي وسطها كاس مرتفعة، تتوسطها ماسورة مياه، تتدفق المياه منها إلى الحوض، فتصب من الكأس للبركة، بشكل جميل.
يستعمل الناس مياه الكأس للوضوء خاصة، حيث الكراسي الجميلة الألوان، الحجرية البديعة الصنع، من أمام كل منها حنفية مربوطة بالبركة من أمامه، وهي عبارة عن عشرين حنفية.
آبار المسجد الأقصى
تضم ساحات الأقصى المبارك نحو 26 بئرا عامرة، فيها من الماء ما يكفى لسكان البلدة القديمة بالقدس وليس للمصلين الذين يفدون إلى الأقصى فقط.
وهذه الآبار موزعة بين صحن الصخرة المشرفة في قلب المسجد الأقصى وباقي ساحات الأقصى، حيث يوجد منها ثمان فوق صحن الصخرة والباقي في الساحات المحيطة.
مصاطب المسجد الأقصى
تضم ساحات المسجد الأقصى المبارك أكثر من أربعين مصطبة ومحرابا تشكل معالم مميزة للأقصى.
والمصطبة عبارة عن مساحة مسطحة ترتفع ببناء أقل من متر عن سطح الأرض، وتبنى عادة من الحجر، ويتم الوصول إليها من خلال عدة درجات.
وتستخدم المصاطب للجلوس والصلاة والتدريس خاصة في فصل الصيف، وفي بعض الأحيان تخدم بعض المباني الموجودة حولها، كأن تكون حول سبيل أو قبّة أو في زاوية من زوايا صحن الصخرة، وقد أنشئت مصاطب لغرض تخليد الشهداء أو العلماء أو المدن.
ولا يعرف أول من بنى المصاطب في الأقصى المبارك على وجه التحديد، إذ يقول بعض المؤرخين إن المصاطب عُرفت منذ العهد الأموي، وبعضهم ينسبها إلى العصر المملوكي، وبعضهم يردها إلى العصر العثماني.
وتوجد المحاريب في عدد من مساجد وقباب ومصاطب وساحات المسجد الأقصى المبارك لتدل المصلين على اتجاه القبلة.
أهميّة المسجد الأقصى
بالنسبة للمسلمين إنّ للمسجد الأقصى في الإسلام أفضالٌ عظيمةٌ، وله في نفوس المسلمين منزلةً رفيعةً ومكانةً عظيمةً؛ حيث أشارت آيات القرآن الكريم وأحاديث السّنة النبويّة الشّريفة إلى عدّة ميّزات للمسجد الأقصى في الشّريعة الإسلاميّة، وبيان ذلك فيما يأتي:
1- يعدّ المسجد الأقصى قبلة المسلمين الأولى؛ حيث استمرّ المسلمون بالصّلاة نحو المسجد الأقصى قبل أن يأمر الله -تعالى- بتحويل القبلة إلى الكعّبة المشّرفة ستة عشر شهراً أو سبعة عشر شهراً .
2- المسجد الأقصى ثاني مسجد وُضع على الأرض بعد الكعّبة المشرّفة في مكّة المكرّمة.
3- أخبر الله -عزّ وجلّ- أنّ المسجد الأقصى مبارك، وأنّ ما حوله أيضاً مبارك ببركته. أُسري بالرّسول محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- من المسجد الأقصى، وكان ذلك في رحلة الإسراء والمعراج حيث أُسري بالرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى.
بشّر الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- بفتح المسجد الأقصى.
4- يعدّ المسجد الأقصى أحد المساجد الثلاثة التي تشدّ الرّحال إليها؛ وأجمع علماء الشّريعة الإسلاميّة على اسّتحباب زيارته والصّلاة فيه، حيث قال الرّسول صلّى الله عليه وسلّم: (لا تُشَدُّ الرِّحالُ إلّا إلى ثلاثةِ مساجدَ: المسجدِ الحَرامِ، ومسجدِ الرسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ومسجدِ الأقصى).
5- أجر الصّلاة في المسجد الأقصى مُضاعف كما أخبر الرّسول صلّى الله عليه وسلّم.
6- يعدّ المسجد الأقصى أرض المحشر والمنّشر كما أخبر بذلك الرّسول صلّى الله عليه وسلّم.
واجب المسلمين إتجاه المسجد الأقصى
واجب المسلمين تجاه المسجد الأقصى إنّ للمسجد الأقصى أهميّة كبيرة في الإسلام، وبيّن العلماء واجب المسلمين تجاه المسجد الأقصى، ومنها:
1- تذكير النّاس بالمسجد الأقصى وبفضله ومكانته في الإسلام؛ ليسعوا ويجاهدوا في الحفاظ عليه وفي حمايته والدّفاع عنه.
2- العمل على تكثيف وتوحيد الجهود من أجل حماية المسجد الأقصى وتحريره والذَوْد عن مقدّسات المسلمين.
3- السعيّ الجاد والدؤوب في نصرة المسجد الأقصى ونصرة أهله والمرابطين بجميع الوسائل والأساليب الممكنة. الحرص على زيارة المسجد الأقصى والصّلاة فيه لِمن أمكنهم ذلك.
4- الدّفاع عن المسجد الأقصى بالمال؛ بحيث يبذل المسّلم ماله في أبواب وطُرق تحرير المسجد الأقصى والدّفاع عنه.
5- تكثيف الدّعاء والتضرّع لله -تعالى- بأن يحمي هذا المسجد المبارك ويردّه لأيدي المسلمين.
6-الدّفاع عن المسجد الأقصى بالقلم واللسان، أي بالكتابة والدّفاع بالأقوال.
المراجع
– أ ب ت “المسجد الأقصى”، www.islamstory.com، 2014-2-18، اطّلع عليه بتاريخ 2018-3-10. بتصرّف.
– رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي ذر الغفاريّ، الصفحة أو الرقم: 520، صحيح.
– “فضائل المسجد الأقصى”، ar.islamway.net، 2014-10-29، اطّلع عليه بتاريخ 2018-3-10. بتصرّف
– رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1189، صحيح.
– رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 692، صحيح.
– محمد أبو صعيليك (2007-3-5)، “واجب الأمة نحو الأقصى “، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-3-10. بتصرّف.
– أ.د سلمان بن نصر الداية (2017-7-18)، “واجب المسلم تجاه المسجد الأقصى”، www.aqsaonline.org، اطّلع عليه بتاريخ 2018-3-10.
Published: Nov 9, 2020
Latest Revision: Nov 10, 2020
Ourboox Unique Identifier: OB-930915
Copyright © 2020