حورية البحر الصغيرة تنقذ الوضع

انتشرت سمعة في مملكة البحار السبعة بسرعة كبيرة ، سفينة لبني البشر شوهدت على وجه بعيدة بعيدة عن سواحل المملكة .

قالت زينة حورية البحرالصغيرة لصديقها العزيز يزن : هيا …. هيا نذهب لمشاهدة السفينة ، فربما نرى أناسا بها .

رد يزن بغير حماس للدعوة وقال : أعتقد أن هذه ليست جيدة ، وفجأة .

لا يا يزن ! قاطعته زينة وقالت : أصغ إلي ، إن أبي لن يكتشف أمرنا أبدا ، وأما بالنسبة لبني البشر هؤلاء فإنهم لن يشعروا بنا ، إذا إسترقنا النظر إليهم للحظة من خلال الماء ، فإن كل شيء سيكون على ما يرام .

وبسرعة إقتربا من شراع السفينة الكبير .

أنظر إليها يا يزن ، إنها سفينة ملوك كبيرة: قالت زينة .

تأوه يزن بأسف وهو يرتعد من الخوف و : والأن هياصرف من هنا .

زينة على وجه الماء وقد تأثرت بما رأت .

تراكض الملاحون على وجه السفينة ، ووقف الربان على خرطومها ، وكانت في السفينة فتاة جميلة بدأت كأنها أميرة حقا ، شعرها المسترسل جمعته بتسريحة جميلة على رأسها وتهدلت خصلاته على وجهها ، وقد ارتدت فستانا أحمرا جميلا .

تمايلت السفينة وكل من سطحها تزحلق ووقع .

ركض الملاحون إلى كل الجهات ، وأخذوا يدفعون السفينة ويصرخون ، وبعد ذلك بقليل ، اقترب ربان السفينة من الفتاة وقال : أخشى أن تكون لدي بشرى سيئة لك أيتها الأميرة .

سمعته زينة وهو يقول : لقد إصطدمت السفينة بنتوء صخري لجزيرة مرجانية ، فأصيبت بشق في هيكلها ، لكن لا يهم فنحن قريبون جداً من الشاطئ ، فنستطيع الوصول إليه رغم الشق وتسرب الماء .

ولكننا مضطرون لتخفيف من حمولة السفينة ، وأن نرمي الحمولة الزائدة في البحر ، ويؤسفني أن أقول من ضمنها حمولتك .

تأسف أيها الربان ، إعمل كل شيء من أجل السفينة بسفرها: أجابت الأميرة .

أسرع يزن وزينة الغوص تحت الماء الأزمة .

قالت زينة ليزن : هيا نفحص هذا الخرق الذي حدث للسفينة ، فربما نستطيع مساعدتهم .

حاول أن تبدأ بالرحلة إلى البداية داخل السفينة ، و بداركا و بدايتها و بدايتها .

قالت زينة : أسرع يا يزن ، وإجمع أعشابا بحرية بقدر ما تستطيع ، كي نملأ به هذا الثقب فنسده ونمنع تسرب الماء داخل السفينة ، فقد يساعدهم عملنا هذا للوصول الى الشاطئ .

بعد مدة قصيرة استطاع يزن وزينة سد الثقب بالأعشاب البحرية ، وتمكنت السفينة من الحلركة ووصلت الى الشاطئ ، لقد نجحا بخطتهما .

حسنا … حسناً … ! لقد نجحنا وها هم قد نجوا فالسفينة قد وصلت أخيرا إلى شاطئ آمن: صاح يزن فرحاً وهو ينظر الى السفينة .

أرسلت زينة نظراتها نحو السفينة وتأملتها فشعرت بشوق شديد لتكلمها ولو للحظة واحدة حتى تعرف كيف تبدو هذه الإنسانة .

ثم التفتت نحو يزن وقالت بحسر ة: من الأفضل أن نذهب .

إلى بيتها شمت غريبة .

فهناك في قعر المحيط يركن صندوق مليء بالملابس ، وكان هذا بالنسبة لزينة أفضل من صندوق مملوء بالكنوز والجواهر .

من المؤكد ان هذه أغراض الأميرة:قالت زينة مخاطبة يزن.

وأخذت تخرج ما في الصندوق قطعة قطعة.وتقول:هذه قبعات,وهذه مكحلة,وتلك مجوهرات وأساور وقلائد.

لم تعرف زينة ماذا تسمى هذه الملابس والحلى بلغة الإنسان.لكنها أخذت تقيسها على نفسها قطعة قطعة.

هل أنت مقتنعة أن هذه الفتحات هي للذراعيين؟سألها يزن,بينما هي تحاول جاهدة أن تلبس البنطلون في يديها.

آه..نعم..إنه يجب أن يكون كذلك:قالت زينة ضاحكة,ثم أضافت:آه ما ألطف هذه الملابس!!.

بعد ذلك أخرجت زينة من الصندوق عباءة سهرة زرقاء طويلة وقالت بشوق ولهفة:لم أر بحياتي شيئاً جميلاً جداً كهذه.ثم لبستها وابتسمت.

فقال يزن:أقسم لك يا زينة أنك تبدين كإنسانة.

أنا أعرف ذلك..آه تأوهت زينة قليلاً ثم قالت:هذا ليس غريباً.بعد ذلك صمتت وتذكرت الأميرة الأنسية التي تركتها على الشاطئ.

وقالت في نفسها:من المؤكد أنها تشعر بفقدان ملابسها الفاخرة وحليها الجميلة.

ثم خاطبت يزن قائلة:أتعرف يا يزن…!هذه الأغراض ليست لي وعلي إرجاعها لأصحابها الحقيقيين.

آوه..لا تفعلي!! أجاب يزن, وأضاف : يجب علينا أن لا نقترب من بني آدم هؤلاء!!.

ولكن في الليل وبينما كان يزن بجانبها,أحضرت زينة صندوق الملابس والزينة ووضعته قريباً جد من الشاطئ.حتى تتمكن الأمواج من قذفه خارج البحر.لقد كانت متعة طيبة لزينة الملابس وقياسها على جسدها لكن إرجاعها لأصحابها أشعرها بسعادة كبيرة.

ربما أستطيع ذات مرة أن أتجول على الشاطئ بلباس مثل لباس الأميرة الأنسية:قالت زينة لنفسها بنبرة حالمة:وأنا أيضاً أكون أميرة أنسية.

نعم..بالتأكيد:قال يزن ساخراً,ثم أضاف:ولكن هيا..نرجع إلى بيتنا قبل أن نغرق  في المشاكل أكثر وأكثر.